موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: مسائِلُ متفَرِّقةٌ


التَّأنِّي وَسَطٌ بَينَ خُلُقَينِ ذميمَينِ:
إنَّ كُلَّ خُلُقٍ محمودٍ مكتَنَفٌ بخلُقُينِ ذميمَينِ، وهو وسَطٌ بينهما، وطرفاه خُلُقانِ ذميمانِ، والنَّفسُ متى انحرفت عن التَّوسُّطِ انحرفت إلى أحَدِ الخُلُقينِ الذَّميمَينِ ولا بُدَّ، فإذا انحرَفَت عن خلُقِ الأناة والرِّفق انحرَفَت: إما إلى عَجَلةٍ وطَيشٍ وعُنفٍ، وإمَّا إلى تفريطٍ وإضاعةٍ. والرِّفقُ والأناةُ بينَهما .
أهميَّةُ التَّأنِّي عندَ وُرودِ الشَّائعاتِ:
حذَّرت الشَّريعةُ مِن نَقلِ الكلامِ من غيرِ تأنٍّ وتثبُّتٍ حتى ينتَشِرَ في الآفاقِ، وبعضُ النَّاسِ لا يُبالي بصِدقِ الكلامِ أو كَذِبِه، فيُسارِعُ في نقلِه، وقد لا يكونُ للكلامِ مصدرٌ صحيحٌ، وليس إلَّا مجرَّدُ شائعةٍ سُرعانَ ما تنتَشِرُ بَينَ النَّاسِ.
عن سَمُرةَ بنِ جُندَبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((رأيتُ اللَّيلةَ رجُلَين أتياني، قالا: الذي رأيتَه يُشُّق شِدْقَه فكذَّابٌ، يَكذِبُ بالكَذبةِ تُحمَلُ عنه حتى تبلُغَ الآفاقَ، فيُصنَعُ به إلى يومِ القيامةِ)) .
قال القَسْطَلَّانيُّ: (لِمَا ينشَأُ عن تلك الكَذْبةِ من المفاسِدِ، وإنمَّا جُعِل عذَابُه في الفَمِ لأنَّه موضِعُ المعصيةِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/ 295).
  2. (2) الشِّدقُ: جانِبُ الفمِّ. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (4/ 1500).
  3. (3) أخرجه البخاري (6096).
  4. (4) ((إرشاد الساري)) (9/63).