موسوعة الأخلاق والسلوك

سادِسًا: مَظاهرُ وصُوَرُ اليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ


صُوَرُ اليأسِ والقُنوطِ كثيرةٌ، ومنها:
1- اليأسُ والقُنوطُ مِن مَغفِرةِ اللهِ للذُّنوبِ.
2- اليأسُ والقُنوطُ مِن زَوالِ الشَّدائِدِ وتَفريجِ الكُروبِ.
قال تعالى: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الروم: 36 - 37].
3- اليأسُ مِنَ التَّغييرِ للأفضَلِ:
ويتَمَثَّلُ في يأسِ الإنسانِ مِن تَحصيلِ ما يرجوه في أمرٍ مِن أُمورِ الدُّنيا، كجاهٍ أو مالٍ، أو زَوجةٍ أو أولادٍ وغَيرِهم.
4- اليأسُ مِن نَصرِ الإسلامِ، وارتِفاعِ الذُّلِّ والمَهانةِ عنِ المُسلمينَ.
5- اليأسُ والقُنوطُ مِن تَوبةِ العُصاةِ، والتَّخذيلُ عنِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ:
ويكونُ التَّخذيلُ عنِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ بدَعوى عَدَمِ وُجودِ تَغَيُّرٍ مَلموسٍ وفائِدةٍ، كما قال تعالى حِكايةً عن بَعضِ النَّاسِ:وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف: 164] .
قال ابنُ كثيرٍ: (يُخبرُ تعالى عن أهلِ هذه القَريةِ أنَّهم صاروا إلى ثَلاثِ فِرَقٍ: فِرقةٌ ارتَكبَتِ المَحذورَ، واحتالوا على اصطيادِ السَّمَكِ يومَ السَّبتِ، وفِرقةٌ نَهَت عن ذلك، وأنكرَت واعتَزَلتْهم. وفِرقةٌ سَكتَت فلم تَفعَلْ ولم تَنهَ، ولكِنَّها قالت للمُنكِرةِ:لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا [الأعراف: 164] ، أي: لمَ تَنهَونَ هؤلاء، وقد عَلِمتُم أنَّهم هَلكوا واستَحَقُّوا العُقوبةَ مِنَ اللهِ؟ فلا فائِدةَ في نَهيِكم إيَّاهم. قالت لهمُ المُنكِرةُ: مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أي: نَفعَلُ ذلك مَعذِرةً إلى رَبِّكم، أي: فيما أُخِذَ علينا مِنَ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ يقولونَ: ولعَلَّ بهذا الإنكارِ يتَّقونَ ما هم فيه ويترُكونَه، ويرجِعونَ إلى اللهِ تائِبينَ، فإذا تابوا تابَ اللهُ عليهم ورَحِمَهم).
6- اليأسُ مِنَ الرِّزقِ ونَحوِه أو وُجودِ المَفقودِ، أو يأسُ المَريضِ مِنَ العافيةِ.
وللإحباطِ صُوَرٌ كثيرةٌ ومَظاهِرُ مُتَعَدِّدةٌ، لعَلَّه مِن أهَمِّها:
1- الجَزَعُ عِندَ المُصيبةِ.
2- سوءُ الظَّنِّ باللهِ، والشُّعورُ بالعَجزِ والكسَلِ.
3- الجُرأةُ على الذُّنوبِ واستِصغارُها.
4- تَعَمُّدُ المَرءِ قَتلَ نَفسِه.
5- العُزلةُ والتَّشاؤُمُ، وعَدَمُ القُدرةِ على تَحَمُّلِ البَلاءِ.
6- العُبوسُ وتَقطيبُ الجَبينِ والاكتِئابُ والبُكاءُ [7438] ((نمو الإنسان)) لفؤاد أبو حطب وآمال صادق (ص:271). .
7- القَلَقُ والحُزنُ والعُدوانيَّةُ وحِدَّة الطَّبعِ [7439] ((علم نفس النمو)) لحسن مصطفى وهدى قناوي (1/ 246). .

انظر أيضا: