موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


1- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافِقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ مِن النِّفاقِ حتى يَدَعَها: إذا اؤتُمِنَ خان، وإذا حَدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَر)) .
(«أربعٌ من كُنَّ فيه» أي: من اتَّصف بهِنَّ «كان مُنافِقًا خالصًا»؛ لأنَّه أتى بجميعِ الأعمالِ التي يتَّصِفُ بها المُنافِقون، والعياذُ باللهِ، والمراد بالنِّفاقُ هنا النِّفاقُ العَمَليُّ الذي يكونُ عليه أهلُ النِّفاقِ العقَديِّ، وليس نفاقَ الاعتقادِ؛ لأنَّ نفاقَ الاعتقادِ نفاقُ كُفرٍ، والعياذُ باللهِ، وهو الذي يُظهِرُ الإسلامَ ويُبطِنُ الكُفرَ، أمَّا هؤلاء الذين يتَّصِفون بهذه الصِّفاتِ فإنَّهم يؤمِنون باللهِ واليومِ الآخِرِ إيمانًا حقيقيًّا) .
وقال النَّوويُّ: (قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كان مُنافِقًا خالصًا)) معناه شديدُ الشَّبَهِ بالمُنافِقين بسَبَبِ هذه الخِصالِ) .
2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتُمِن خان)) .
(قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «آيةُ المُنافِقِ» أي: علامتُه ودلالتُهـ) .
و(وجهُ الاقتصارِ على الثَّلاثةِ أنَّها مبنيَّةٌ على ما عداها؛ إذ أصلُ الدِّيانةِ ينحَصِرُ في ثلاثةٍ: القَولُ، والفِعلُ، والنِّيَّةُ؛ فنبَّه على فسادِ القَولِ بالكَذِبِ، وعلى فسادِ الفِعلِ بالخيانةِ، وعلى فسادِ النِّيَّةِ بالخُلفِ؛ لأنَّ خُلفَ الوعدِ لا يقدَحُ إلَّا إذا كان العزمُ عليه مقارِنًا للوعدِ، أمَّا لو كان عازمًا ثمَّ عَرَض له مانعٌ أو بدا له رأيٌ، فهذا لم توجَدْ منه صورةُ النِّفاقِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (34) واللفظ له، ومسلم (58).
  2. (2) ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/ 163).
  3. (3) ((شرح النووي على مسلم)) (2/ 47).
  4. (4) أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59).
  5. (5) ((شرح النووي على مسلم)) (2/ 48).
  6. (6) ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (4/264).