أ- مِنَ الشِّعرِ
1- قال ابنُ زقيقةَ:إذا ما غرَسْتَ غُروسَ الجَميلِ
فلا تُعطِشَنْها يَفُتْكَ الثَّمَرْ
ولازِمْ على سَقْيِها ما استطَعْتَ
بماءِ السَّخا لا بماءِ المطَرْ
ولا تُفسِدَنْها بمَنٍّ فقد
نرى المَنَّ مَفسَدةً للشَّجَرْ
2- وقال آخَرُ:أفسَدْتَ بالمَنِّ ما أسدَيتَ مِن حَسَنٍ
ليس الكريمُ إذا أسدى بمنَّانِ
3- وقال المتنَبِّي:له أيادٍ إليَّ سابقةٌ
أُعَدُّ منها ولا أُعَدِّدُها
يُعطي فلا مَطلةٌ يُكَدِّرُها
بها ولا منَّةٌ يُنَكِّدُها
4- قال حاتمٌ الطَّائيُّ:أتاني البَرجَميُّ أبو جَميلِ
لهَمٍّ في حَمالِتِه
طويلِ
فقُلتُ له خُذِ المِرباعَ
منها
فإنِّي لستُ أرضى بالقليلِ
على حالٍ ولا عوَّدْتُ نفسي
على علَّاتِها عِلَلَ البخيلِ
فخُذْها إنَّها مائتا بعيرٍ
سوى النَّابِ الرَّذيَّةِ والفصيلِ
ولا مَنٌّ عليك بها فإنِّي
رأيتُ المَنَّ يُزري بالجَميلِ
5- وقال الشَّافعيُّ:لا تحمِلَنَّ لِمَن يَمُنُّ
من الأنامِ عليك مِنَّه
واختَرْ لنفسِك حَظَّها
واصبِرْ فإنَّ الصَّبرَ جُنَّهْ
مِنَنُ الرِّجالِ على القُلوبِ
أشَدُّ مِن وَقعِ الأسِنَّهْ
6- وقال ابنُ أبي الدُّنيا: أنشَدَني أبي رحمه اللهُ:إذا المرءُ لم يطلُبْ مَعاشًا
ولم يتحاشَ مِن طُولِ الجُلوسِ
جفاه الأقرَبون وصار كَلًّا
وفي الإخوانِ كالثَّوبِ اللَّبيسِ
وما الأرزاقُ عن جَلَدٍ ولكِنْ
بما قَدَّر المُقَدِّرُ للنُّفوسِ
ولستُ وإن عَدِمتُ المالَ يومًا
بمُدْني النَّفسِ للطَّمَعِ الخسيسِ
ولا مُتصَدِّيًا لجزا لئيمٍ
صَلودِ
الكَفِّ مَنَّانٍ عَبُوسِ
7- وكان أبانُ بنُ عُثمانَ يتمَثَّلُ:ما لي تِلادٌ
ولا استطَرَفْتُ
مِن نَشَبٍ
وما أؤمِّلُ غيرَ اللهِ مِن أحَدِ
إنِّي لأُكرِمُ وجهي أن أوَجِّهَه
عندَ السَّؤالِ لغيرِ الواحِدِ الصَّمَدِ
عِزُّ القناعةِ والإيمانِ يمنَعُني
من التَّعرُّضِ للمنَّانةِ النَّكِدِ
رضيتُ باللهِ في يومي وفي غَدِه
واللهُ أكرَمُ مأمولٍ لبَعدِ غَدِ
8- وقال عبدُ العزيزِ السَّلمانُ:وإن بدأتَ بخيرٍ لا تَمُنَّ به
وكُنْ بخيرِك بَيْنَ النَّاسِ مُحتَثِمِ
فالمَنُّ يُفسِدُ ما تُبديه مِن كَرَمٍ
إنَّ العَطا والسَّخا من أفضَلِ الشِّيَمِ