موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- يُروى أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال لابنِه الحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (إيَّاك ومصادقةَ الأحمَقِ؛ فإنَّه يريدُ أن ينفَعَك فيَضُرُّك، وإيَّاك ومُصادقةَ الكَذَّابِ؛ فإنَّه كالسَّرابِ يُقَرِّبُ إليك البعيدَ ويُبعِدُ عنك القريبَ، وإيَّاك ومُصادَقةَ البخيلِ؛ فإنَّه يقعُدُ عنك أحوَجَ ما تكونُ إليه، وإيَّاك ومُصادَقةَ الفاجِرِ؛ فإنَّه يبيعُك بالتَّافِهِ) .
- وقال عليٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (الحِرفةُ مع العِفَّةِ خَيرٌ من الغنى مع الفُجورِ) .
- وقال أيضًا: (خالِطِ المُؤمِنَ بقلبِك، وخالِطِ الفاجِرَ بخُلُقِك) .
- وقال أيضًا: (لا تُواخِ الفاجِرَ؛ فإنَّه يُزَيِّنُ لك فِعلَه، ويحِبُّ لو أنَّك مِثلُه، ومَدخَلُه عليك ومخرَجُك مِن عندِه شَينٌ وعارٌ) .
- وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (لا تَعرِضَنَّ فيما لا يَعنيك، واعتَزِلْ عَدُوَّك، واحتَفِظْ مِن خليلِك إلَّا الأمينَ؛ فإنَّ الأمينَ مِن القومِ لا يعدِلُه شيءٌ، ولا تصحَبِ الفاجِرَ يُعلِمْك من فُجورِه، ولا تُفشِ إليه سِرَّك، واستَشِرْ في دينِك الذين يخشَون اللهَ عزَّ وجَلَّ) .
- وعن ابنِ مسعودٍ موقوفًا: (إنَّ المُؤمِنَ يرى ذنوبَه كأنَّه قاعِدٌ تحتَ جَبَلٍ، يخافُ أن يقَعَ عليه، وإنَّ الفاجِرَ يرى ذُنوبَه كذُبابٍ مَرَّ على أنفِه، فقال به هكذا -أي بيَدِه- فذَبَّه عنهـ) .
- وقال الحَسَنُ بنُ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (أكيَسُ الكَيسِ التُّقى، وأحمَقُ الحُمقِ الفُجورُ) .
- وقال الشَّعبيُّ: (اتَّقوا الفاجِرَ من العُلَماءِ، والجاهِلَ من المتعَبِّدين؛ فإنَّهما آفةٌ لكُلِّ مفتونٍ) .
- وعن سُفيانَ الثَّوريِّ، قال: (كان يقالُ: تعَوَّذوا باللَّهِ من فتنةِ العابِدِ الجاهِلِ، وفِتنةِ العالِمِ الفاجِرِ؛ فإنَّ فِتنَتَهما فِتنةٌ لكُلِّ مَفتونٍ) .
- وقال: (إيَّاك والحِدَّةَ والغَضَبَ؛ فإنَّهما يجُرَّانِ إلى الفُجورِ، والفُجورُ يَجُرُّ إلى النَّارِ) .
- وقال أيضًا: (العُلَماءُ ثلاثةٌ: عالمٌ باللَّهِ عزَّ وجَلَّ عالِمٌ بأمرِه، فذلك العالِمُ الكامِلُ، وعالِمٌ باللَّهِ ليس بعالِمٍ بأمرِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وعالِمٌ بأمرِ اللهِ ليس بعالمٍ باللَّهِ عزَّ وجَلَّ، فذلك العالِمُ الفاجِرُ) .
- ورُوِيَ عن الحُسَينِ أنَّه قال: (يا بُنَيَّ، ليس مع قطيعةِ الرَّحِمِ نَماءٌ، ولا مع الفُجورِ غِنًى) .
- وقال مالِكُ بنُ دِينارٍ: (إنَّ للمُؤمِنِ نِيَّةً في الخيرِ هي أمامَه لا يبلُغُها عَمَلُه، وإنَّ للفاجِرِ نِيَّةً في الشَّرِّ هي أمامَه لا يَبلُغُها عَمَلُهـ) .
- وقال الحسَنُ البَصريُّ: (إنَّ المُؤمِنَ أحسَنَ الظَّنَّ برَبِّه فأحسَنَ العَمَلَ، وإنَّ الفاجِرَ أساء الظَّنَّ برَبِّه فأساء العَمَلَ، فكيف يكونُ يُحسِنُ الظَّنَّ برَبِّه مَن هو شارِدٌ عنه، حالٌّ مُرتَحِلٌ في سَخَطِه؟!) .
- وعن الحَسَنِ في قَولِه عزَّ وجَلَّ: وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة: 2] ، قال: (إنَّ المُؤمِنَ لا تراه إلَّا يلومُ نفسَه، يقولُ: ما أردتُ بكَلِمتي؟ يقولُ: ما أردتُ بأكلتي؟ ما أردتُ بحديثِ نفسي؟ فلا تراه إلَّا يعاتِبُها، وإنَّ الفاجِرَ يَمضي قُدُمًا فلا يعاتبُ نَفْسَهـ) .
- وقال بعضُهم، ويُروى عن الجاحِظِ: (خيرُ الدُّنيا والآخِرةِ في خصلتَينِ: التُّقى والغِنى. وشَرُّ الدُّنيا والآخِرةِ في خَصلتينِ: الفُجورِ والفَقرِ) .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (لا يُذكَرُ الفاجِرُ في العُقَلاءِ، ولا الكَذوبُ في الأعفَّاءِ، ولا الخَذولُ في الكُرَماءِ، ولا الكَفورُ بشَيءٍ من الخيرِ) .
- وقال مالِكُ بنُ دينارٍ: (لأنا للقارِئِ الفاجِرِ أخوَفُ مِنِّي من الفاجِرِ المُبرِزِ بفُجورِه، إنَّ هذا أبعَدُهما غَورًا!) .
- وقال أيُّوبُ السَّختيانيُّ: (لا خَبيثَ أخبَثُ مِن قارئٍ فاجِرٍ) .
- وقال أبو عُثمانَ الحيريُّ: (قطيعةُ الفاجِرِ غُنمٌ) .
- وقال أبو عَمرِو بنُ العلاءِ: (يا عبدَ المَلِكِ: كُنْ من الكريمِ على حَذَرٍ إن أهَنْتَه، ومن اللَّئيمِ إذا أكرَمْتَه، ومن العاقِلِ إذا أحرَجْتَه، ومن الأحمقِ إذا مازَحْتَه، ومن الفاجِرِ إذا عاشَرْتَهـ) .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 18)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (42/ 561، 562)، ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (1/ 405).
  2. (2) ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار)) (1/435).
  3. (3) ذكره ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (3/566).
  4. (4) رواه الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (1379)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (42/516).
  5. (5) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1399)، وابن أبي شيبة (26041)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/55)، والبيهقي (20822).
  6. (6) رواه البخاري (6308).
  7. (7) رواه مطوَّلًا الطبراني (3/26) (2559) واللفظ له، والحاكم (4813)، والبيهقي (17157). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/211): فيه مجالِدُ بنُ سعيدٍ، وفيه كلامٌ، وقد وُثِّق، وبقيَّةُ رجالِه رجالُ الصَّحيحِ، وقال ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (13/68): محفوظٌ.
  8. (8) رواه البيهقي في ((المدخل إلى السنن)) (543)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (25/409).
  9. (9) رواه نعيم في ((الزهد)) (2/18)، والآجري في ((أخلاق العلماء)) (ص: 88)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/36)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (1896).
  10. (10) رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/83) مطولًا.
  11. (11) ((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم (1/ 91، 92).
  12. (12) يُنظر: ((الإعجاز والإيجاز)) للثعالبي (ص: 44).
  13. (13) ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار)) (3/70).
  14. (14) يُنظر: ((الجواب الكافي)) لابن القيم (1/14).
  15. (15) ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (1616)، ((محاسبة النفس)) لابن أبي الدنيا (4).
  16. (16) يُنظر: ((نثر الدر في المحاضرات)) للآبي (4/136)، ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (1/62).
  17. (17) ((الأدب الصغير)) (ص: 57، 58).
  18. (18) ((الزهد)) لأبي حاتم الرازي (48)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (2/ 370، 371)، ((اقتضاء العلم العمل)) للخطيب البغدادي (115).
  19. (19) ((الزهد)) لأبي حاتم الرازي (49)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 11)، ((اقتضاء العلم العمل)) للخطيب البغدادي (114).
  20. (20) ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 142).
  21. (21) رواه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (67/116).