موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والغِلظةِ والفَظاظةِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الغِلظةِ والفَظاظةِ:
يري البعضُ أنَّهما بمعنًى واحدٍ، كما قال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ .
ويرى آخَرونَ أنَّهما يختَلِفانِ مِن وُجوهٍ:
 أنَّ الفَظاظةَ في القَولِ، والغِلظةَ في الفِعلِ، كما قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما .
الفظُّ: هو سَيِّئُ الخُلُقِ، وغَليظُ القَلبِ: هو الذي لا يتَأثَّرُ قَلبُه عن شَيءٍ .
الفظاظةُ: خُشونةُ القَلبِ، والغِلظةُ: قَسوةُ القَلبِ .
الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّلابةِ:
(الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّلابةِ: أنَّ القَسوةَ تُستَعمَلُ فيما لا يقبلُ العِلاجَ؛ ولهذا يوصَفُ بها القَلبُ، وإن لم يكُن صُلبًا) .
الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّبرِ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (الفَرقُ بَينَ الصَّبرِ والقَسوةِ: أنَّ الصَّبرَ خُلقٌ كَسبيٌّ يتَخَلَّقُ به العَبدُ، وهو: حَبسُ النَّفسِ عن الجَزَعِ والهَلَعِ والتَّشَكِّي، فيَحبِسُ النَّفسَ عن التَّسَخُّطِ، واللِّسانَ عن الشَّكوى، والجَوارِحَ عَمَّا لا ينبغي فِعلُه، وهو ثَباتُ القَلبِ على الأحكامِ القدَريَّةِ والشَّرعيَّةِ.
 وأمَّا القَسوةُ: فيُبسٌ في القَلبِ يمنَعُه مِن الانفِعالِ، وغِلظةٌ تمنَعُه مِن التَّأثُّرِ بالنَّوازِلِ، فلا يتَأثَّرُ لغِلظَتِه وقَساوَتِه لا لصَبرِه واحتِمالِهـ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((تفسير ابن عبد السلام)) (697).
  2. (2) ((زاد المسير)) لابن الجوزي (ص: 340).
  3. (3) ((مفاتيح الغيب)) للرازي (9/407).
  4. (4) ((طلبة الطلبة)) لنجم الدين النسفي (3/316).
  5. (5) ((معجم الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 429).
  6. (6) ((الروح)) (1/241).