أ- مِنَ الشِّعْرِ
1- قال حسَّانُ يهجو الحارِثَ بنَ عوفٍ المرِّيَّ من غَطفانَ:إن تَغدِروا فالغَدرُ منكم شِيمةٌ
والغَدرُ يَنبُتُ في أصولِ السَّخبرِ
2- وقال أبو حنبَلٍ الطَّائيُّ:قد آليتُ أغدِرُ في جَدَاعِ
وإن مُنِّيتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ
لأنَّ الغدرَ في الأقوامِ عارٌ
وإن الحُرَّ يَجزَأُ بالكُراعِ
3- وقال أبو فِراسِ بنُ حَمدانَ:تناساني الأصحابُ إلَّا عُصَيبةٌ
ستَلحَقُ بالأخرى غدًا وتحولُ
فمِن قَبلُ كان الغدرُ في النَّاسِ سُبَّةً
وذمَّ زمانٍ واستلامَ خليلِ
4- وقال سعيدُ بنُ حميدٍ:جعَلتُ لأهلِ الوُدِّ ألَّا أَريبَهم
بغَدرٍ، وإن مالوا إلى جانبِ الغَدرِ
وأن أجزيَ الوُدَّ الجميلَ بمِثلِه
وأقبَلَ عُذرًا جاء من جهةِ العُذرِ
5- وقال عُتبةُ بنُ عُتَيبةَ بنِ الحارِثِ بنِ شِهابٍ صَيَّادُ الفوارِسِ:غدَرتُم غَدرةً وغدَرْتُ أخرى
فليس إلى توافينا سبَيلُ
6- وقال عارفٌ الطَّائيُّ:أذَلُّ لوطءِ النَّاسِ مِن خَشَبِ الجِسرِ
إذا استحقَبَتْها العِيسُ
جاءت من البُعدِ
أيوعِدُني والرُّمحُ بيني وبينه
تبيَّنْ رويدًا ما أُمامةُ مِن هِندِ
ومنِ أجَأٍ
حولي رِعانٌ
كأنَّها
قنابِلُ
خيلٍ من كُمَيتٍ ومِن وردِ
غدَرْت بأمرٍ كنتَ أنت اجتذبْتَنا
إليه وبِئسَ الشِّيمةُ الغَدرُ بالعَهدِ
7- وقال حسَّانُ يهجو هُذَيلًا فيما صنعوا بخُبَيبِ بنِ عَديٍّ:أبلِغْ بني عَمرٍو بأنَّ أخاهمُ
شراه امرؤٌ قد كان للغَدرِ لازِمَا
شراه زُهَيرُ بنُ الأغَرِّ وجامِعٌ
وكانا جميعًا يركبانِ المحارِمَا
أجرتُم فلمَّا أن أجَرْتُم غدَرتُمُ
وكنتُم بأكنافِ
الرَّجيعِ لهاذِمَا
فليت خُبَيبًا لم تخُنْه أمانةٌ
وليت خُبَيبًا كان بالقَومِ عالِمَا
8- وقال ثابت قُطنة:لا تحسَبَنَّ الغَدرَ حَزمًا فربَّما
ترَقَّت به الأقدامُ يومًا فزَلَّتِ
9- وقال آخَرُ:فكم فيهم من واعدٍ غيرِ مُنجِزٍ
وكم فيهم من قائِلٍ غيرِ صادِقِ
وفاءٌ كأُنبوبِ اليَراعِ
لصاحِبٍ
وغَدرٌ كأطرافِ الرِّماحِ الدَّوالِقِ
10- وقال حاتِمٌ الطَّائيُّ:فأقسَمْتُ لا أمشي إلى سِرِّ جارةٍ
يدَ الدَّهرِ ما دامَ الحَمامُ يُغَرِّدُ
ولا أشتري مالًا بغَدرٍ عَلِمتُه
ألا كُلُّ مالٍ خالطَ الغَدرَ أنكَدُ
11- قال بعضُهم:أخلِقْ بمن رَضِيَ الخيانةَ شِيمةً
أن لا يُرى إلَّا صريعَ حوادِثِ
ما زالت الأرزاءُ تُلحِقُ بؤسَها
أبدًا بغادِرِ ذِمَّةٍ أو ناكِثِ
12- قال كعبُ بنُ زُهَيرٍ:لشتَّانَ من يدعو فيُوفي بعَهدِه
ومَن هو للعَهدِ المؤكَّدِ خالِعُ
13- وقال المعَرِّي:تجنَّبِ الوعدَ يومًا أن تفوهَ به
فإن وعَدتَ فلا يَذمُمْك إنجازُ
واصمُتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يُهلِكُه
وإن نطَقْتَ فإفصاحٌ وإيجازُ
وإن عجَزتَ عن الخيراتِ تفعَلُها
فلا يكُنْ دونَ تَركِ الشَّرِّ إعجازُ
14- وقال الغطفاني:أسُمَيَّ وَيحَكِ هل سَمِعتِ بغَدرةٍ
رُفِعَ اللِّواءُ لنا بها في مَجمَعِ
15- وقال كعبُ بنُ مالكٍ:فدونَك واعلَمْ أنَّ نقضَ عُهودِنا
أباه الملا منَّا الذين تبايَعوا
أباه البراءُ وابنُ عَمرٍو كلاهما
وأسعَدُ يأباه عليك ورافِعُ
16- وقال آخَرُ:نقضُ العهدِ خائسٌ بالأمانِ
مُستحِلٌّ محارِمَ الرَّحمنِ
سلَبَتْنا الوفاءَ والحِلمَ طَوعًا
فاعتَلَينا به بنو مروانَ
ليتني كنتُ فيهم حَسَبَ العيـ
ـشِ طليقًا أجرُّ حبلَ الأماني
كلُّ عَتبٍ تُعَيِّرنيه الليالي
فبسيفي جنَيتُه ولِساني
17- وقال آخَرُ:النَّاسُ من الهوى على أصنافِ
هذا نَاقِضُ العَهدِ وهذا وافِ
هيهاتَ مِن الكُدورِ تبغي الصَّافي
لا يَصلُحُ للحَضرةِ
قَلبٌ جافِ
18- وقال آخَرُ:يا بني الإسلامِ مَن عَلَّمَكم
بعدَ إذ عاهَدْتُمُ نقضَ العُهودِ
كلُّ شيءٍ في الهوى مُستحسَنٌ
ما خلا الغَدرَ وإخلافَ الوُعودِ