ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم
- عن
عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: (كان ل
أبي بَكرٍ غلامٌ يُخرِجُ له الخَراجَ، وكان
أبو بكرٍ يأكُلُ مِن خَراجِه، فجاء يومًا بشيءٍ، فأكَل منه
أبو بكرٍ، فقال له الغُلامُ: تدري ما هذا؟ فقال
أبو بَكرٍ: وما هو؟ قال: كنتُ تكَهَّنْتُ لإنسانٍ في الجاهليَّةِ، وما أُحسِنُ الكِهانةَ إلَّا أنِّي خدَعْتُه، فلَقِيَني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكَلْتَ منه! فأدخَل
أبو بكرٍ يَدَه، فقاء كُلَّ شيءٍ في بطنِهـ)
.
- وقال عَليٌّ: (لا تُعامِلْ بالخديعةِ؛ فإنَّها خُلُقُ اللِّئامِ، وامحَضْ أخاك النَّصيحةَ حَسَنةً كانت أو قبيحةً، وساعِدْه على كُلِّ حالٍ، وزُلْ معه حيثُ زالَ)
.
- وكان
ابنُ عُمَرَ يقولُ: (مَن خَدَعَنا باللَّهِ انخَدَعْنا له!)
.
-وقال أيُّوبُ: (يخادِعون اللَّهَ كأنَّما يخادِعون آدَميًّا، لو أتَوُا الأمرَ عِيانًا كان أهوَنَ عَلَيَّ!)
.
- وقال ابنُ أبي أَوفى: (النَّاجِشُ
آكِلُ رِبًا خائِنٌ، وهو خِداعٌ باطِلٌ لا يَحِلُّ)
.
- وقال
البُخاريُّ: (بابُ النَّهيِ عن تَلَقِّي الرُّكبانِ، وأنَّ بَيعَه مردودٌ؛ لأنَّ صاحِبَه عاصٍ آثِمٌ إذا كان به عالِمًا، وهو خِداعٌ في البَيعِ، والخِداعُ لا يجوزُ)
.
- وقال عَونُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عُتبةَ لابنِه: (يا بُنَيَّ، كُنْ ممَّن نأيُه عمَّن نأى عنه يقينٌ ونزاهةٌ، ودُنُوُّه ممَّن دنا منه لِينٌ ورَحمةٌ، ليس نأيُه بكِبرٍ ولا بعَظَمةٍ، ولا دُنُوُّه خِداعٌ ولا خِلابةٌ، يَقتدي بمَن قَبْلَه، فهو إمامٌ لِمن بَعْدَهـ)
.
- وقال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: (مَن عُرِف بالكَذِبِ لم يَجُزْ صِدقُه، ومَن عُرِف بالصِّدقِ ائتُمِن على حديثِه، ومَن أكثَرَ الغِيبةَ والبَغضاءَ لم يُوثَقْ منه بالنَّصيحةِ، ومَن عُرِف بالفُجورِ والخديعةِ لم يُوثَقْ إليه في المحبَّةِ، ومَن انتحَل فَوقَ قَدْرِه جُحِد قَدْرُه، ولا يَحسُنُ فيه ما يَقبُحُ في غيرِهـ)
.
- وقال مُبارَكٌ أبو حمَّادٍ: سَمِعتُ
سُفيانَ الثَّوريَّ يقرَأُ على عليِّ بنِ الحَسَنِ: (يا أخي، عليك بتقوى اللَّهِ، ولسانٍ صادِقٍ، ونيَّةٍ خالصةٍ، وأعمالٍ شَتَّى صالحةٍ، ليس فيها غِشٌّ ولا خَدْعةٌ؛ فإنَّ اللَّهَ يراك وإنْ لم تكُنْ تراه، وهو معك أينما كنتَ، لا يَسقُطُ عليه شيءٌ مِن أمرِك، لا تخدَعِ اللَّهَ فيَخدَعَك؛ فإنَّه مَن يخادِعِ اللَّهَ يخدَعْه ويخلَعْ منه الإيمانَ ونَفسُه لا تَشعُرُ، ولا تمكُرَنَّ بأحَدٍ من المُسلِمين المكرَ السَّيِّئَ؛ فإنَّه لا يَحيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلَّا بأهلِه، ولا تَبغِيَنَّ على أحدٍ من المُسلِمين؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس: 23] ، ولا تَغُشَّ أحدًا من المُؤمِنين... ولا تخدَعَنَّ أحَدًا من المُؤمِنينَ فيكونَ نِفاقًا في قَلبِك، ولا تَحسُدَنَّ، ولا تَغتابَنَّ فتذهَبَ حَسَناتُك)
.
قال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (لا يَطمَعَنَّ ذو كِبرٍ في حُسنِ ثناءٍ، ولا المَلولُ في الإخوانِ، ولا الخِبُّ في الشَّرَفِ)
.
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (لا تؤاخِيَنَّ خِبًّا
، ولا تَستنصِرَنَّ عاجِزًا، ولا تَستعينَنَّ كَسِلًا)
.
- وقال
الماوَرْديُّ: (إنَّ مَن قال ما لا يفعَلُ فقد مَكَر، ومَن أمَرَ بما لا يأتَمِرُ فقد خَدَع، ومَن أسَرَّ غيرَ ما يُظهِرُ فقد نافَقَ. وقد رُوِيَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:
((المكرُ والخديعةُ وصاحِباهما في النَّارِ))
. على أنَّ أمْرَه بما لا يأتَمِرُ مُطَّرَحٌ، وإنكارَه ما لا يُنكِرُه مِن نفسِه مُستقبَحٌ)
.