موسوعة الأخلاق والسلوك

 أ - مِن الشِّعرِ


1- قال الشَّافعيُّ:
دَعِ الأيَّامَ تفعَلْ ما تشاءُ
وطِبْ نفسًا بما حكَم القَضاءُ
ولا تجزَعْ لحادثةِ اللَّيالي
فما لحوادِثِ الدُّنيا بقاءُ
ورِزقُك ليس يَنقُصُه التَّأنِّي
وليس يزيدُ في الرِّزقِ العَناءُ
ولا حُزنٌ يدومُ ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رَخاءُ
2- وقالت الخنساءُ:
فإن تصبِرِ النَّفسُ تَلقَ السُّرورَ
وإن تجزَعِ النَّفسُ أشقى لها
3- وقال الشَّاعِرُ:
لا تجزعَنَّ متى اتَّكلْتَ على الذي
ما زال مبتَدِئًا يجودُ ويُفضِلُ
ولقد يُريحُ أخو التَّوكُّلِ نفسَه
إنَّ المريحَ لَعَمْرُك المتوَكِّلُ
4- وقال الشَّاعِرُ:
أتجزعُ ممَّا أحدَث الدَّهرُ للفتى
وأيُّ كريمٍ لم تصِبْه القوارِعُ
5- وقال الشَّاعِرُ:
أمِنَ المَنونِ ورَيبِه تتوجَّعُ
والدَّهرُ ليس بمُعتِبٍ مَن يجزَعُ
وتجلُّدي للشَّامتين أُريهِمُ
أنِّي لريبِ الدَّهرِ لا أتضعضَعُ
6- وأنشد يونُسُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ طَلحةَ لمحمَّدِ بنِ عيسى بنِ طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ:
ولا تجزَعْ لرَيبِ الدَّهرِ واصبِرْ
فإنَّ الصَّبرَ في العُقبى سليمُ
فما جَزَعٌ بمُغنٍ عنك شيئًا
ولا ما فات ترجِعُه الهمومُ
7- وقال الشَّاعِرُ:
لا تجزعَنَّ من كلِّ خَطبٍ عرى
ولا تُرِ الأعداءَ ما يُشمِتُ
واصبِرْ فبالصَّبرِ تنالُ المنى
إذا لقيتُم فئةً فاثُبتوا
8- وقال عمرُو بنُ بكيرٍ:
صبَرتُ فكان الصَّبرُ خيرَ مَغبَّةٍ
وهل جَزَعٌ يُجدي عليَّ فأجزَعُ
ملكْتُ دُموعَ العينِ حتى ردَدْتُها
إلى ناظري فالعَينُ في القَلبِ تدمَعُ
9- وقال آخَرُ:
لا تجزَعَنَّ على ما فات مَطلَبُه
ها قد جَزِعْتَ فماذا ينفَعُ الجَزَعُ
إنَّ السَّعادةَ يأسٌ إن ظَفِرتَ به
بعضُ المرارِ وإنَّ الشَّقوةَ الطَّمعُ
10- عن إبراهيمَ بنِ مَسعودٍ قال: (كان رَجُلٌ مِن تُجَّارِ المَدينةِ يختَلِفُ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ فيُخالِطُه، ويُعَرِّفُه بحُسنِ الحالِ، فتَغَيَّرَت حالُه، فجَعَلَ يشكو ذلك إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، فقال جَعفَرٌ:
فلا تجزَعْ وإن أعسَرتَ يومًا
فقد أيسَرْتَ في الزَّمَنِ الطَّويلِ
ولا تيأسْ فإنَّ اليأسَ كُفرٌ
لعَلَّ اللهَ يُغني عن قَليلِ
ولا تَظنُنْ برَبِّك ظَنَّ سوءٍ
فإنَّ اللهَ أَولى بالجَميلِ
قال: فخَرَجتُ مِن عندِه وأنا أغنى النَّاسِ!) .
11- وقال حُريثُ بنُ زَيدِ الخَيلِ الطَّائيِّ:
ألا بكَرَ النَّاعي بأوسِ بنِ خالِدٍ
أخي الشَّتوةِ الغَبراءِ والزَّمَنِ المحْلِ
فلا تجزعي يا أمَّ أوسٍ فإنَّه
تصيبُ المنايا كلَّ حافٍ وذي نَعلِ
ولولا الأسى ما عِشتُ في النَّاسِ ساعةً
ولكنْ إذا ما شِئتُ أسعدني مِثلي
12- وقال ابنُ العريفِ الأندَلُسيُّ:
إذا نزلَت بساحتِك الرَّزايا
فلا تجزَعْ لها جَزَعَ الصَّبيِّ
فإنَّ لكُلِّ نازلةٍ عَزاءً
بما قد كان من فَقدِ النَّبيِّ
13- وأنشد محمَّدُ بنُ أبي رجاءٍ:
إذا رجعَتْ نفسي إليَّ كئيبةً
لخوفِ أمورٍ مُفظِعاتٍ أظلَّتِ
رجعْتُ إليها القولَ ما من مصيبةٍ
تكونُ ولا غمًّا إلَّا تجلَّتِ
ولا تهلِكَنْ للشَّيءِ فاتك حَسرةً
ولا تجزَعَنْ إنْ نكبةٌ بك حَلَّتِ
فكم عِيشةٍ رَغَدٍ وكم من مصيبةٍ
أصابت أناسًا ثمَّ آلت وتولَّتِ

انظر أيضا:

  1. (1) ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 17).
  2. (2) ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (1/571).
  3. (3) ((صيد الأفكار)) لحسين المهدي (2/5).
  4. (4) ((لباب الآداب)) للثعالبي (ص: 131). والقوارعُ: جمعُ قارعةٍ، وهي النَّازلةُ الشَّديدةُ تنزِلُ عليه بأمرٍ عظيمٍ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 265).
  5. (5) المَنونُ: الدَّهرُ والموتُ. يُنظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 1235).
  6. (6) التَّجلُّدُ: من الجَلَدِ، وهو القوَّةُ والصَّبرُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 125).
  7. (7) ((لباب الآداب)) للثعالبي (ص: 137). لا أتضعضَعُ: لا أخضَعُ أو أذِلُّ أو أفتقِرُ. يُنظَر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 742).
  8. (8) ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 140).
  9. (9) ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (4/328).
  10. (10) مَغبَّة: عاقِبة. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 635).
  11. (11) ((عدة الصابرين)) لابن القيم (ص: 98).
  12. (12) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (3/309).
  13. (13) ((الفرج بعد الشدة)) لابن أبي الدنيا (97)، ((الإشراف في منازل الأشراف)) لابن أبي الدنيا (520)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (12/ 363).
  14. (14) قولُه: (بَكَر النَّاعي): أي: أسرَعَ وبادَر و(الشَّتوةُ الغَبراءُ) التي تهبُّ فيها الرِّياحُ، وأرضٌ يابسةٌ، سُمِّيت بذلك لتهيُّجِ الغُبارِ فيها، و(المحْلُ) الجدْبُ، والمعنى: بادَرَ النَّاعي وأخبر بموتِ أوسِ بنِ خالدٍ الذي كان ملجَأَ القومِ عندَ الجَدبِ وانقِطاعِ نُزولِ المطَرِ. يُنظَر: ((شرح ديوان الحماسة)) للتبريزي (1/ 350).
  15. (15) ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (11/ 267).
  16. (16) ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (8/ 88).
  17. (17) ((الإشراف في منازل الأشراف)) لابن أبي الدنيا (512).