موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((بعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَشرةَ رَهطٍ سَرِيَّةً عينًا ... قال لهم خُبَيبٌ: دعوني أصَلِّي ركعتينِ، فتركوه فركَع ركعتينِ، فقال: واللهِ لولا أن تحسَبوا أنَّ ما بي جَزعٌ لزِدتُ، ثمَّ قال: اللَّهُمَّ أحصِهم عددًا)) .
 - عن عَمرِو بنِ تَغلِبَ: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتيَ بمالٍ أو سَبيٍ، فقَسَمُه، فأعطى رِجالًا وتَرك رِجالًا، فبلَغَه أنَّ الذين تَرَك عَتَبوا، فحَمِد اللهَ ثُمَّ أثنى عليه، ثُمَّ قال: أمَّا بَعدُ، فواللهِ إنِّي لأُعطي الرَّجُلَ، وأدَعُ الرَّجُلَ، والذي أدَعُ أحَبُّ إليَّ مِن الذي أُعطي، ولكنْ أُعطي أقوامًا لِما أرى في قُلوبِهم مِن الجَزَعِ والهَلَعِ، وأَكِلُ أقوامًا إلى ما جَعَلَ اللهُ في قُلوبِهم مِن الغِنى والخَيرِ، فيهم عَمرُو بنُ تَغلِبَ. فواللهِ ما أُحِبُّ أنَّ لي بكَلِمةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُمْرَ النَّعَمِ ) .
(أي: مِن شِدَّةِ الألمِ والضَّجَرِ الذي يُصيبُ نُفوسَهم لو لم يُعطَوا مِن الغَنيمةِ، فأُعطيهم تأليفًا لقُلوبِهم، وتَطييبًا لنُفوسِهم) .
- عن جُندَبِ بنِ عبدِ اللهِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كان فيمن كان قَبلَكم رجُلٌ به جُرحٌ فجَزِع فأخَذ سِكِّينًا فحَزَّ بها يَدَه، فما رقأَ الدَّمُ حتَّى مات. قال اللَّهُ تعالى: بادَرني عبدي بنفسِه، حرَّمْتُ عليه الجنَّةَ)) .
قال العَينيُّ: (قولُه: "فجَزِع"، أي: لم يصبِرْ على الألمِ) .
 - عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا أحَبَّ اللهُ قَومًا ابتَلاهم، فمَن صَبَرَ فله الصَّبرُ، ومَن جَزِعَ فله الجَزَعُ)) .
ومعنى الحَديثِ: (مَن يُرِدِ اللهُ به خَيرًا أوصَلَ إليه مُصيبةً؛ ليطهِّرَه به من الذُّنوبِ، وليرفَعَ دَرَجتَهـ) .
قَولُه: ((ومَن جَزِعَ فله الجَزَعُ))، أي: ومَن جَزِعَ فعليه وِزرُ جَزَعِه .

انظر أيضا:

  1. (1) الرَّهطُ من الرِّجالِ ما دونَ العَشَرةِ، وقيل: إلى أربعينَ، ولا يكونُ فيهم امرأةٌ ولا واحِدَ له من لفظِه. يُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (14/291).
  2. (2) السَّرِيَّةُ: طائفةٌ من الجيشِ يبلغُ أقصاها أربعَمائةٍ تبعَثُ إلى العَدُوِّ. يُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (14/291).
  3. (3) عينًا: أي: جاسوسًا. يُنظر: ((عمدة القاري)) للعيني (14/291).
  4. (4) رواه البخاري (3045) مطوَّلًا.
  5. (5) حُمرُ النَّعَمِ: هي الإبِلُ الحُمرُ، وهي أنفَسُ أموالِ العَرَبِ. يُنظر: ((شرح النووي على مسلم)) (15/178).
  6. (6) رواه البخاري (923).
  7. (7) ((منار القاري)) لحمزة محمد قاسم (2/254).
  8. (8) فحَزَّ: قطَع بها يدَه من غيرِ إبانةٍ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (5/424).
  9. (9) فما رقَأَ: أي: لم ينقَطِعْ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (5/424).
  10. (10) رواه البخاري (3463) واللفظ له، ومسلم (113).
  11. (11) ((عمدة القاري)) (16/47).
  12. (12) رواه أحمد (23633) واللفظ له، وابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (275)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (9784). صحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1706)، وجوَّد إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23633)، ووثَّق رجاله الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (2/295).
  13. (13) ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (8/342).
  14. (14) ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (7/ 242).