موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الجِدالِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرْقُ بَيْنَ الجِدالِ والحِجاجِ:
الفَرْقُ بَيْنَهما أنَّ المطلوبَ بالحِجاجِ: هو ظُهورُ الحُجَّةِ.
والمطلوبُ بالجِدالِ: الرُّجوعُ عن المذهَبِ .
وقيل: المُجادَلةُ تتميَّزُ بمَلمَحِ الشِّدَّةِ، والمحاجَّةُ تتميَّزُ بمصاحَبةِ الكلامِ للحُجَجِ التي يرادُ بها الغَلَبةُ على الخَصمِ .
الفَرْقُ بَيْنَ الجِدالِ والمِراءِ:
قيل: هما بمعنًى.
غيرَ أنَّ المِراءَ مذمومٌ؛ لأنَّه مخاصَمةٌ في الحَقِّ بعدَ ظُهورِه، وليس كذلك الجِدالُ .
ولا يكونُ المِراءُ إلَّا اعتراضًا، بخِلافِ الجِدالِ؛ فإنَّه يكونُ ابتداءً واعتراضًا .
الفَرْقُ بَيْنَ الجَدَلِ والمُناظَرةِ والمُحاورةِ:
الجَدَلُ يرادُ منه إلزامُ الخَصمِ ومُغالبتُه.
أمَّا المُناظَرةُ: فهي تردُّدُ الكلامِ بَيْنَ شَخصَينِ، يَقصِدُ كُلُّ واحدٍ منهما تصحيحَ قَولِه وإبطالَ قَولِ صاحِبِه، مع رغبةِ كُلٍّ منهما في ظُهورِ الحَقِّ.
والمحاوَرةُ: هي المُراجَعةُ في الكلامِ، ومنه التَّحاوُرُ، أي: التَّجاوُبُ، وهي ضَربٌ من الأدَبِ الرَّفيعِ، وأسلوبٌ من أساليبِه، وقد ورد لفظُ الجَدَلِ والمحاوَرةِ في موضِعٍ واحدٍ من سُورةِ المُجادَلةِ في قولِه تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة: 1] ، وقريبٌ من ذلك المناقَشةُ والمباحَثةُ .
فالمُجادَلةُ تتميَّزُ بمَلمَحِ الشِّدَّةِ، كما تقدَّمَ، والمحاوَرةُ تتميَّزُ بمَلمَحِ الهُدوءِ .

انظر أيضا:

  1. (1) ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 158).
  2. (2) ((معجم الفروق الدلالية)) (ص: 181).
  3. (3) ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 159).
  4. (4) ((المصباح المنير)) للفيومي (2/569).
  5. (5) ((مناهج الجدل في القرآن الكريم)) لزاهر الألمعي (ص: 25).
  6. (6) ((معجم الفروق الدلالية)) (ص: 181).