موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشرًا: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الجُبْنِ


- قال أبو حامدٍ الغَزاليُّ: (وقد يُسَمِّي الجبانُ الجُبْنَ والقصورَ باسمِ الحزمِ والحَذَرِ، كما قيل:
ترى الجُبَناءُ أنَّ الجُبْنَ حَزمٌ
وتلك خديعةُ الطَّبعِ اللَّئيمِ) .
- وقال ابنُ القَيِّمِ (المشهورُ عِندَ النَّاسِ أنَّ البُخلَ مُستلزِمٌ الجُبْنَ من غيرِ عَكس؛ لأنَّ مَن بَخِل بمالِه فهو بنفسِه أبخَلُ، وما قالوه ليس بلازمٍ أكثَرُه؛ فإنَّ الشَّجاعةَ والكَرَمَ وأضدادَها أخلاقٌ وغرائزُ قد تُجمَعُ في الرَّجُلِ، وقد يُعطى بعضَها دونَ بعضٍ، وقد شاهد النَّاسُ من أهلِ الإقدامِ والشَّجاعةِ والبأسِ مَن هو أبخَلُ النَّاسِ، وهذا كثيرًا ما يوجَدُ في أمَّةِ التُّركِ؛ يكونُ أشجَعَ مِن لَيثٍ وأبخَلَ مِن كلبٍ! فالرَّجُلُ قد يسمَحُ بنفسِه ويَضَنُّ بمالِه؛ ولهذا يقاتِلُ عليه حتى يُقتَلَ، فيبدأُ بنفسِه دونَه، فمِن النَّاسِ مَن يسمَحُ بنفسِه ومالِه، ومنهم من يبخَلُ بنفسِه، ومنهم من يسمَحُ بمالِه ويبخَلُ بنفسِه، وعكسُه، والأقسامُ الأربعةُ موجودةٌ في النَّاسِ) .
- ليس كُلُّ من يخافُ من المواقِفِ جبانًا، ولكِنَّ الجبانَ هو من يزيدُ خَوفُه عن حاجةِ الموقِفِ عِندَ الشِّجعانِ الأسوياءِ حتى يمنعَه عن الإقدامِ والاستِبسالِ، أو هو من يخافُ فيَجبُنُ في المواقِفِ التي يجمُلُ فيها ويحسُنُ الإقدامُ وعَدَمُ الخَوفِ .

انظر أيضا:

  1. (1) ((إحياء علوم الدين)) (2/ 247). والبيت في ديوان المتنبي (ص: 232) بلفظ: ترى الجُبَناءُ أنَّ العجزَ عَقلٌ.
  2. (2) ((مفتاح دار السعادة)) (1/ 113).
  3. (3) ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) للميداني (2/606).