ج: من أقوالِ السَّلفِ والعُلماءِ
- مِن وصايا لُقمانَ لابنِه: (يا بُنيَّ، زاحِمِ العُلماءَ برُكبتَيك، وأنصِتْ إليهم بأُذُنَيك؛ فإنَّ القلبَ يحيا بنورِ العُلماءِ كما تحيا الأرضُ الميِّتةُ بمطرِ السَّماءِ)
.
- قال حكيمٌ مِن الحُكماءِ لابنِه: (يا بُنيَّ، تعلَّمْ حُسنَ الاستماعِ كما تعلَّمُ حُسنَ الكلامِ؛ فإنَّ حُسنَ الاستماعِ إمهالُك المُتكلِّمَ حتَّى يُفضيَ إليك بحديثِه، والإقبالُ بالوجهِ والنَّظرِ، وتَركُ المُشارَكةِ في حديثٍ أنت تعرِفُهـ)
.
1- قال الكَلبيُّ في قولِه تعالى:
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [الزمر: 18] : (هو الرَّجلُ الذي يقعُدُ إلى المُحدِّثِ، فيقومُ بأحسَنِ ما سمِع)
.
2- وقال
الحسنُ بنُ عليٍّ لابنِه: (يا بُنيَّ، إذا جالسْتَ العُلماءَ فكنْ على أن تسمَعَ أحرَصَ منك على أن تقولَ، وتعلَّمْ حُسنَ الاستماعِ كما تتعلَّمُ حُسنَ الصَّمتِ، ولا تقطعْ على أحدٍ حديثًا وإن طال حتَّى يُمسِكَ)
.
3- قال خالِدُ بنُ صفوانَ: (إذا رأَيتَ مُحدِّثًا يُحدِّثُ حديثًا قد سمعْتَه، أو يُخبِرُ خبرًا قد عَلمْتَه، فلا تُشارِكْه فيه حرصًا على أن تُعلِمَ مَن حضَرك أنَّك قد علِمْتَه؛ فإنَّ ذلك خِفَّةٌ وسوءُ أدبٍ)
.
4- وعن الهيثَمِ بنِ عَديٍّ قال: (قالت الحُكماءُ: إنَّ مِن الأخلاقِ السَّيِّئةِ على كُلِّ حالٍ مُغالَبةَ الرَّجلِ على كلامِه، والاعتراضَ فيه لقَطعِ حديثِهـ)
.
5- قال
ابنُ المُبارَكِ: (سمعْتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ شُرَيحٍ يقولُ: واجتمَعْنا عندَه ليلةً على السَّاحِلِ، فقلْنا له: حدِّثْنا، فقال: استمِعوا؛ فإنَّ حُسنَ الاستماعِ قوَّةٌ للمُحدِّثِ)
.
6- قال إبراهيمُ بنُ الجُنَيدِ: (كان بعضُ الحُكماءِ يقولُ: إنَّ مِن الأدبِ ألَّا يُشارِكَ الرَّجلُ غَيرَه في حديثِه وإن كان أعلَمَ به منه، وأنشَد:
فلا تُشارِكْ في الحديثِ أهلَه
وإن عرفْتَ فَرْعَه وأصلَهـ)
.
7- قال يزيدُ بنُ أبي حبيبٍ: (إنَّ المُتكلِّمَ لَينتظِرُ الفِتنةَ، وإنَّ المُنصِتَ لَينتظِرُ الرَّحمةَ)
.
8- قال
ابنُ عُيَينةَ: (أوَّلُ العِلمِ الاستماعُ، ثُمَّ الإنصاتُ، ثُمَّ الحِفظُ، ثُمَّ العَملُ، ثُمَّ النَّشرُ)
.
9- قال
إبراهيمُ بنُ أدهَمَ: (كنَّا إذا رأَينا الشَّابَّ يتكلَّمُ معَ المشايخِ في المسجدِ أيسْنا مِن كُلِّ خيرٍ عندَهـ)
.
10- وكان بعضُ الحُكماءِ يحسمُ الرُّخصةَ في الكلامِ، ويقولُ: (إذا جالسْتَ الجُهَّالَ فأنصِتْ لهم، وإذا جالسْتَ العُلماءَ فأنصِتْ لهم؛ فإنَّ في إنصاتِك للجُهَّالِ زيادةً في الحِلمِ، وفي إنصاتِك للعُلماءِ زيادةً في العِلمِ)
.
11- وعن ابنِ وَهبٍ قال: (إنِّي لأسمَعُ مِن الرَّجلِ الحديثَ قد سمعْتُه قَبلَ أن يجتمِعَ أبواه، فأُنصِتُ له كأنِّي لم أسمَعْهـ)
.
12- وقيل: (لا خيرَ في الحياةِ إلَّا لأحدِ رجُلَينِ؛ مُنصِتٍ واعٍ، أو مُتكلِّمٍ عالِمٍ)
.
13- قال ابنُ المُقفَّعِ: (ومِن الأخلاقِ التي أنت جديرٌ بتَركِها: إذا حدَّث الرَّجلُ حديثًا تعرِفُه، ألَّا تُسابِقَه إليه، وتفتحَه عليه، وتُشارِكَه فيه، حتَّى كأنَّك تُظهِرُ للنَّاسِ أنَّك تُريدُ أن يعلَموا أنَّك تعلَمُ مِثلَ الذي يعلَمُ)
.
14- قال
أبو حامدٍ الغزاليُّ مُبيِّنًا أدبَ الإنصاتِ: (أن يكونَ مُصغيًا، حاضِرَ القلبِ، قليلَ الالتفاتِ، مُشتغِلًا بنَفسِه، مُتحفِّظًا عن حركةٍ تُشوِّشُ على أصحابِه، ساكنَ الظَّاهرِ، هادئَ الأطرافِ، ساكتًا عن النُّطقِ في أثناءِ القولِ)
.
15- قال
ابنُ الجوزيِّ: (ومتى أشكَل شيءٌ مِن الحديثِ على الطَّالِبِ صبَر حتَّى ينتهيَ الحديثُ، ثُمَّ يستفهِمُ الشَّيخَ بأدبٍ ولُطفٍ، ولا يقطَعُ عليه في وَسَطِ الحديثِ)
.