موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبويَّةِ


1- عن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ستكونُ أثَرةٌ وأمورٌ تُنكِرونَها، قالوا: يا رسولَ اللهِ، فما تأمُرُنا؟ قال: تُؤدُّونَ الحقَّ الذي عليكم، وتسألونَ اللهَ الذي لكم)) .
أثَرةٌ: (أي: استِبدادٌ واختِصاصٌ بالأموالِ فيما حقُّه الاشتِراكُ) .
2- وقال رسولُ اللهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ للأنصارِ: ((إنَّكم ستَرونَ بعدي أثَرةً شديدةً، فاصبِروا حتَّى تلقَوا اللهَ ورسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الحَوضِ)) .
(المُرادُ بالأثَرةِ هنا: استِئثارُ الأمراءِ بأموالِ بيتِ المالِ) .
3- وعن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ رضِي اللهُ عنه قال: ((بايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على السَّمعِ والطَّاعةِ في العُسرِ واليُسرِ، والمَنشَطِ والمَكرَهِ، وعلى أثَـرةٍ علينا، وعلى ألَّا نُنازِعَ الأمرَ أهلَه، وعلى أن نقولَ بالحقِّ أينما كنَّا، لا نخافُ في اللهِ لومةَ لائِمٍ)) .
(الأثَرةُ أي: يُستأثَرُ عليكم، فيفضِّلُ غَيرُكم نَفسَه عليكم) . أي: اسمَعوا وأطيعوا، وإن اختصَّ الأمراءُ بالدُّنيا عليكم، ولم يُوصِلوكم حقَّكم ممَّا عندَهم .
4- وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه قال: ((قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صلاةٍ، وقُمْنا معَه، فقال أعرابيٌّ وهو في الصَّلاةِ: اللَّهمَّ ارحَمْني ومُحمَّدًا، ولا ترحَمْ معَنا أحدًا، فلمَّا سلَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال للأعرابيِّ: لقد حجَّرْتَ واسِعًا)) .
فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (لم يُعجِبْه دُعاؤُه لنَفسِه وحدَه، فلأنَّه بخِل برحمةِ اللهِ على خَلقِه، وقد أثنى اللهُ على مَن فعَل خلافَ ذلك بقولِه: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10] ) .
5- وقال عُمرُ رضِي اللهُ عنه يصِفُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد خصَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الفيءِ بشيءٍ لم يُعطِه أحدًا غَيرَه، ثُمَّ قرأ: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِه مِنْهُمْ إلى قولِه قَدِيرٌ فكانت هذه خالِصةً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وواللهِ ما احتازها دونَكم، ولا استأثَر بها عليكم، لقد أعطاكموها، وبثَّها فيكم) .
قولُه: (ما احتازها)، أي: ما جمَعها دونَكم، (ولا استأثَر بها)، أي: ولا استبدَّ بها وتخصَّص بها عليكم. قولُه: (وبثَّها فيكم)، أي: فرَّقها عليكم .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (3603) واللفظ له، ومسلم (1843).
  2. (2) ((الكواكب الدراري)) للكرماني (14/ 168).
  3. (3) أخرجه البخاري (3147) واللفظ له، ومسلم (1059) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
  4. (4) ((شرح مسلم)) للنووي (12/ 232).
  5. (5) أخرجه البخاري (7199) مختصرا، ومسلم (1709) واللفظ له.
  6. (6) ((شرح السنة)) للبغوي (10/ 47) رقم (2457).
  7. (7) ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) (6/ 2393).
  8. (8) أخرجه البخاري (6010).
  9. (9) ((شرح البخارى)) لابن بطال (9/ 220).
  10. (10) أخرجه البخاري (5358).
  11. (11) ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (15/ 25).