موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال معاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه: (المُروءةُ تركُ الشَّهَواتِ وعِصيانُ الهوى) .
وفي روايةٍ: (قيل لمعاويةَ بنِ أبي سفيانَ: ما المُروءةُ؟ قال: العَفافُ في الدِّينِ، وإصلاحٌ في المعيشةِ) .
- وحكيَ أنَّ معاويةَ سأل عَمْرًا رَضِيَ اللهُ عنه عن المُروءةِ، فقال: (تقوى اللهِ تعالى وصِلةُ الرَّحِمِ. وسأل المغيرةَ، فقال: هي العِفَّةُ عمَّا حرَّم اللهُ تعالى، والحِرفةُ فيما أحَلَّ اللهُ تعالى. وسأل يزيدَ، فقال: هي الصَّبرُ على البلوى، والشُّكرُ على النُّعمى، والعَفوُ عِندَ المقدِرةِ. فقال معاويةُ: أنت مني حَقًّا) .
- ورُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (من مُروءةِ الرَّجُلِ نَقاءُ ثَوبِهـ) .
- وسأل الحُسَينُ أخاه الحَسَنَ عن المُروءةِ فقال: (الدِّينُ، وحُسنُ اليقينِ) .
- وسُئِل محمَّدُ بنُ عليٍّ عن المُروءةِ، فقال: (ألَّا تعمَلَ في السِّرِّ عَمَلًا تستحي منه في العلانيةِ) .
- وقال عليُّ بنُ الحُسَين: (من تمامِ المُروءةِ خِدمةُ الرَّجُلِ ضَيفَه، كما خدَمَهم أبونا إبراهيمُ الخليلُ بنفسِه وأهلِهـ) .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (ليس من المُروءةِ أن تستخدِمَ الضَّيفَ) .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (الكَذوبُ لا حيلةَ له، والحَسودُ لا راحةَ له، والبخيلُ لا مُروءةَ له، والملولُ لا وفاءَ له، ولا يسودُ سَيِّئُ الأخلاقِ، ومن المُروءةِ إذا كان الرَّجُلُ بخيلًا أن يكتُمَ ويتجَمَّلَ) .
- وسُئِل أيضًا عن المُروءةِ فقال: (صِدقُ اللِّسانِ، ومواساةُ الإخوانِ، وذِكرُ اللهِ تعالى في كُلِّ مكانٍ) .
- وقال مرَّةً: (العِفَّةُ والحِرفةُ) .
- وقال الماوَرْديُّ: (اعلَمْ أنَّ من شواهِدِ الفَضلِ ودلائِلِ الكَرَمِ، المُروءةَ الَّتي هي حِليةُ النُّفوسِ، وزينةُ الهِمَمِ) .
- وسُئِل بِشرُ بنُ الحارثِ عن القناعةِ، فقال: (لو لم يكُنْ فيها إلَّا التَّمتُّعُ بعِزِّ الغنى، لكان ذلك يُجزي، ثَّم أنشأ يقولُ:
أفادَتْنا القناعةُ أيَّ عِزٍّ
ولا عِزَّ أعَزُّ من القناعَهْ
فخُذْ منها لنفسِك رأسَ مالٍ
وصيِّرْ بعدَها التَّقوى بِضاعَهْ
تحُزْ حالَينِ تغنى عن بخيلٍ
وتسعَدُ في الجِنانِ بصَبرِ ساعَهْ
ثمَّ قال: مُروءةُ القناعةِ أشرَفُ من مُروءةِ البذلِ والعَطاءِ) .
- وقال سُفيانُ بنُ حُسَينٍ: (قُلتُ لإياسِ بنِ مُعاويةَ: ما المُروءةُ؟ قال: أمَّا في بلَدِك فالتَّقوى، وأمَّا حيثُ لا تَعرِفُ فاللِّباسُ) .
- وقال أحمدُ في آدابِ مؤاكَلةِ الإخوانِ: (يأكُلُ بالسُّرورِ مع الإخوانِ، وبالإيثارِ مع الفُقَراءِ، وبالمُروءةِ مع أبناءِ الدُّنيا) .
- وكان أبو عُثمانَ سعيدُ بنُ الحَدَّادِ يقولُ: (إنما هو دينٌ أو مُروءةٌ، فمَن عَرِي منهما فقد عَرِي من كُلِّ خيرٍ) .
- وقال رجُلٌ لأحنَفِ بنِ قَيسٍ: دُلَّني على مروءةٍ بلا مَؤونةٍ، قال: (عليك بالخُلُقِ الفسيحِ، والكَفِّ عن القَبيحِ، واعلَمْ أنَّ الدَّاءَ الذي أعيا الأطبَّاءَ: اللِّسانُ البَذيءُ، والفِعلُ الرَّديءُ) .
- وقال الفُضَيلُ: (المُروءةُ الاستغناءُ عن النَّاسِ) .
وعن الفُضَيلِ بنِ عياضٍ: (كامِلُ المُروءةِ مَن بَرَّ والِدَيه، وأصلَح مالَه، وأنفَقَ من مالِه، وحَسَّن خُلُقَه، وأكرَمَ إخوانَه، ولَزِم بيتَهـ) .
- وقال الزَّمخشَريُّ: (المُروءةُ خليقةٌ برِضا اللهِ خليقةٌ) .
- وقال أبو جَعفَرٍ المنصورُ: (الخليفةُ لا يُصلِحُه إلَّا التَّقوى، والسُّلطانُ لا يُقيمُه إلَّا الطَّاعةُ، والرَّعيَّةُ لا يُصلِحُها إلَّا العَدلُ، وأولى النَّاسِ بالعَفوِ أقدَرُهم على العقوبةِ، وأنقَضُ النَّاسِ مُروءةً وعقلًا مَن ظَلَم من هو دونَهـ) .
- وقال عبدُ الواحِدِ بنُ زَيدٍ: (جالِسوا أهلَ الدِّينِ من أهلِ الدُّنيا، ولا تجالِسوا غيرَهم، فإن كنتُم لا بُدَّ فاعِلين فجالِسوا أهلَ المروءاتِ؛ فإنَّهم لا يَرفُثون في مجالِسِهم) .
- وقال بهرامُ بنُ بهرام: (المُروءةُ اسمٌ جامعٌ للمحاسِنِ كُلِّها) .
- وعن ميمونِ بنِ مِهرانٍ قال: (المُروءةُ طلاقةُ الوَجهِ والتَّودُّدُ إلى النَّاسِ وقضاءُ الحوائِجِ) .
- وقال ابنُ حِبَّانَ: (الواجِبُ على العاقِلِ تفقُّدُ الأسبابِ المستحقَرةِ عِندَ العوامِّ من نفسِه؛ حتَّى لا يَثلِمَ مروءتَه؛ فإنَّ المحقَّراتِ مِن ضِدِّ المروءاتِ تؤذي الكامِلَ في الحالِ بالرُّجوعِ في القَهقَرى إلى مراتِبِ العوامِّ وأوباشِ النَّاسِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/457).
  2. (2) ((الكامل)) لابن عدي (4/ 530).
  3. (3) ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 127)، ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (321).
  4. (4) ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/259).
  5. (5) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (1/231).
  6. (6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 334).
  7. (7) ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/151).
  8. (8) ((الإمتاع والمؤانسة)) لأبي حيان التوحيدي (1/342).
  9. (9) ((الأمالي)) لأبي علي القالي (1/110).
  10. (10) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 343).
  11. (11) ((تهذيب اللغة)) للأزهري (15/ 205).
  12. (12) ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 325).
  13. (13) ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (7/ 556، 557)، ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/537).
  14. (14) ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/164).
  15. (15) ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/146).
  16. (16) ((رياض النفوس)) لأبي بكر المالكي (2/ 107).
  17. (17) ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/385).
  18. (18) ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 111).
  19. (19) ((الزهد الكبير)) للبيهقي (150).
  20. (20) ((أطواق الذهب)) (ص: 10).
  21. (21) ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 110).
  22. (22) الرَّفَثُ: الفُحشُ من القَولِ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 125).
  23. (23) ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 102-103).
  24. (24) ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 134).
  25. (25) ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 70).
  26. (26) ((روضة العقلاء)) (ص: 234).