موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


1- عن عبدِ اللهِ بنِ زَيدِ بنِ عاصِمٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((لَمَّا أفاء اللهُ على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ حُنَينٍ قَسَّم في النَّاسِ في المؤلَّفةِ قُلوبُهم، ولم يُعطِ الأنصارَ شيئًا، فكأنَّهم وجَدوا إذ لم يُصِبْهم ما أصاب النَّاسَ، فخطَبَهم فقال: يا مَعشَرَ الأنصارِ، ألم أجِدْكم ضُلَّالًا فهداكم اللهُ بي، وكنتُم متفَرِّقين فألَّفكم اللهُ بي؟)) [657] أخرجه البخاري (4330) واللَّفظُ له، ومسلم (1061) ، بَيَّنَ أنَّ نِعمةَ الإيمانِ أعلى النِّعَمِ، ثمَّ أتبَعَ ذلك بنِعمةِ الأُلفةِ، وهي أعظَمُ من نعمةِ الأموالِ؛ إذ تُبذَلُ الأموالُ في تحصيلِها [658] ((إحكام الأحكام)) لابن دقيق العيد (ص: 263). ، وفيه الحَضُّ على طَلَبِ الهدايةِ والأُلفةِ [659] ((فتح الباري)) لابن حجر (8/ 52). .
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رَجُلًا سأل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الإسلامِ خَيرٌ؟ قال: تُطعِمُ الطَّعامَ، وتقرَأُ السَّلامَ على من عرَفْتَ ومَن لم تَعرِفْ)) [660] أخرجه البخاري (12) واللَّفظُ له، ومسلم (39). ، وهذا حَضٌّ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تأليفِ قُلوبِ المؤمِنين، وأنَّ أفضَلَ أخلاقِهم الإسلاميَّةِ أُلفةُ بعضِهم بعضًا، وتحبُّبُهم وتوادُّهم، واستجلابُ ما يؤكِّدُ ذلك بَينَهم بالقولِ والفِعلِ [661] ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (1/ 276). .
3- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المؤمِنَ للمُؤمِنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُه بعضًا، وشَبَّك أصابِعَه)) [662] أخرجه البخاري (481) واللَّفظُ له، ومسلم (2585). ، فيه الحَضُّ على تآلُفِ المُسلِمين، وتعاوُنِهم وتناصُرِهم، وتوادُدِهم وتراحُمِهم [663] ((إكمال المعلم)) للقاضي عياض (8/ 56). .
4- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فَرَّج عن مُسلِمٍ كُربةً فَرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)) [664] أخرجه البخاري (2442) واللَّفظُ له، ومسلم (2580). ، وفي الحديثِ حضٌّ على الأُلفةِ والتَّعاوُنِ وحُسنِ التَّعاشُرِ [665] ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 97). .
5- عن أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إنَّ اللهَ يَرضَى لكم ثَلاثًا ويَكرهُ لكم ثَلاثًا: فيَرضَى لكم أن تَعبُدوهُ، ولا تُشرِكوا به شيئًا، وأن تَعتَصِموا بحَبلِ اللهِ جَميعًا ولا تَفَرَّقوا، ويَكرَهُ لكم قيلَ وقال، وكَثرةَ السُّؤالِ، وإضاعةَ المالِ)) [666] أخرجه مسلم (1715).  .
قَولُه: ((ولا تَفَرَّقوا)): أمرٌ بالاجتماعِ والأُلفةِ، وهي إحدى دعائِمِ الشَّريعةِ، ونهيٌ عن الفُرقةِ والاختِلافِ [667] ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) للقاضي عياض (5/ 568). .
6- عن جُندَبِ بنِ عبدِ اللهِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اقرَؤوا القُرآنَ ما ائتَلَفَت قلوبُكم، فإذا اختلَفْتُم فقوموا عنه)) [668] أخرجه البخاري (5060) واللَّفظُ له، ومسلم (2667) من حديثِ جُندَبِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه. ، فيه: الحَضُّ على الجماعةِ والأُلفةِ، والتَّحذيرُ من الفُرقةِ والاختِلافِ [669] ((فتح الباري)) لابن حجر (9/ 102، 103). .

انظر أيضا: