ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم
- رُوِيَ عن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنَّه قال: (لا تَصغُرنَّ همَّتُكم؛ فإنِّي لَم أرَ أقعَدَ عنِ المَكرُماتِ مَن صِغَرِ الهمَمِ)
.
- وقال عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أيضًا: (ما رَأيتُ صَغيرَ الهمَّةِ إلَّا رَأيتُه مَذمومَ الأُحدوثةِ)
.
- وقال
مالِكٌ: (عليك بمَعالي الأُمورِ وكرائمِها، واتَّقِ رَذائِلَها وما سَفَّ مِنها؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، ويَكرَهُ سَفسافَها)
.
- وعن دكينٍ الرَّاجِزِ قال: (أتَيتُ
عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزيزِ بَعدَ ما استُخلِفَ أستنجِزُ منه وعدًا كان وعَدَنيه وهو والي المَدينةِ، فقال لي: يا دكينُ، إنَّ لي نَفسًا تَوَّاقةً
لم تَزَلْ تَتوقُ إلى الإمارةِ، فلمَّا نِلتُها تاقَت إلى الخِلافةِ، فلَمَّا نِلتُها تاقَت إلى الجَنَّةِ!)
.
- وقال يزيدُ الرَّقاشيُّ: (للأبرارِ هِمَمٌ تُبَلِّغُهم أعمالَ البرِّ، وكفاك بهمَّةٍ دَعَتْك إلى خَيرٍ خَيرًا!)
.
- وقال جَعفَرٌ الخلديُّ لرَجُلٍ: (كُنْ شَريفَ الهمَّةِ؛ فإنَّ الهمَمَ تَبلُغُ بالرِّجالِ لا المُجاهَداتِ)
.
- وقال أبو عَبدِ اللهِ الأنطاكيُّ: (بقُوَّةِ العَزمِ يُقهَرُ الهوى)
.
- وقال ابنُ المقفَّعِ: (أمارةُ صِحَّةِ العَقلِ: اختيارُ الأمورِ بالبَصَرِ، وتنفيذُ البَصَرِ بالعَزمِ)
.
- وقال أيضًا: (طالِبُ الفَضلِ بغيرِ بَصَرٍ تائهٌ حَيرانُ، ومُبصِرُ الفَضلِ بغيرِ عَزمٍ ذو زَمانةٍ محرومٌ)
.
- وقال
ابنُ الجَوزيِّ: (للَّهِ أقوامٌ ما رَضُوا مِنَ الفضائِلِ إلَّا بتَحصيلِ جَميعِها، فهم يُبالِغونَ في كُلِّ عِلمٍ، ويجتَهدونَ في كُلِّ عَمَلٍ، ويُثابِرونَ على كُلِّ فضيلةٍ، فإذا ضَعُفت أبدانُهم عن بَعضِ ذلك قامَتِ النِّيَّاتُ نائِبةً وهم لها سابقونَ، وأكمَلُ أحوالِهم إعراضُهم عن أعمالِهم؛ فهم يحتَقِرونَها مَعَ التَّمامِ، ويعتَذِرونَ مِنَ التَّقصيرِ. ومِنهم مَن يزيدُ على هذا فيتَشاغَلُ بالشُّكرِ على التَّوفيقِ لذلك، ومِنهم مَن لا يرى ما عَمِلَ أصلًا؛ لأنَّه يرى نَفسَه وعَمَلَه لسَيِّدِه!
وبالعَكسِ مِنَ المَذكورِ مِن أرباب الاجتِهادِ حالُ أهلِ الكسَلِ والشَّرَهِ والشَّهَواتِ؛ فلَئِنِ التَذُّوا بعاجِلِ الرَّاحةِ لقد أوجَبَت ما يزيدُ على كُلِّ تَعَبٍ مِنَ الأسَفِ والحَسرةِ... ولقد تَأمَّلتُ نَيلَ الدُّرِّ مِنَ البَحرِ فرَأيتُه بَعدَ مُعاناةِ الشَّدائِدِ)
.
- وقال
ابنُ الجَوزيِّ أيضًا: (مِن عَلامةِ كَمالِ العَقلِ عُلوُّ الهمَّةِ، والرَّاضي بالدُّونِ دَنيٌّ)
.
- وقال
ابنُ الجوزيِّ: (ليس في سِياطِ التَّأديبِ أجوَدُ من سَوطِ العَزمِ)
.
- وقال
فَخرُ الدِّينِ الرَّازيُّ: (لا بُدَّ في الإمامةِ والنُّبوَّةِ من قوَّةِ العَزمِ، والصَّبرِ على ضُروبِ المحنةِ؛ حتَّى يؤدِّيَ عن اللهِ أمرَه ونَهيَه، ولا تأخُذَه في الدِّينِ لَومةُ لائمٍ، وسَطوةُ جَبَّارٍ)
.
- وقال
ابنُ القَيِّمِ: (فمَن عَلَت هِمَّتُه، وخَشَعَت نَفسُه، اتَّصَف بكُلِّ خُلُقٍ جَميلٍ. ومَن دَنَت هِمَّتُه، وطَغَت نَفسُه، اتَّصَف بكُلِّ خُلُقٍ رَذيلٍ)
.
- وقال أيضًا: (الهمَّةُ العَليَّةُ لا تَزالُ حائِمةً حَولَ ثَلاثةِ أشياءَ: تَعَرُّفٌ لصِفةٍ مِنَ الصِّفاتِ العُليا تَزدادُ بمَعرِفتِها مَحَبَّةً وإرادةً، ومُلاحَظةٌ لمِنَّةٍ تَزدادُ بمُلاحَظَتِها شُكرًا أو إطاعةً، وتَذَكُّرٌ لذَنبٍ تَزدادُ بتَذَكُّرِه تَوبةً وخَشيةً، فإذا تَعَلَّقَت الهمَّةُ بسِوى هذه الثَّلاثةِ جالَت
في أوديةِ الوساوِسِ والخَطَراتِ، مَن عَشِقَ الدُّنيا نَظَرَت إلى قدرِها عِندَه، فصَيَّرَته مِن خَدَمِها وعَبيدِها وأذَلَّتْه، ومَن أعرَضَ عنها نَظَرَت إلى كِبَرِ قَدرِه فخَدَمَته وذَلَّت له. إنَّما يُقطَعُ السَّفَرُ ويصِلُ المُسافِرُ بلُزومِ الجادَّةِ، وسَيرِ اللَّيلِ، فإذا حادَ المُسافِرُ عنِ الطَّريقِ، ونامَ اللَّيلَ كُلَّه، فمَتى يصِلُ إلى مَقصَدِه؟!)
.
- وقال أيضًا: (العِلمُ والعَمَلُ تَوأمانِ أُمُّهما عُلوُّ الهمَّةِ)
.
- وقال أيضًا: (لا تَكونُ الرُّوحُ الصَّافيةُ إلَّا في بَدَنٍ مُعتَدِلٍ، ولا الهمَّةُ العاليةُ إلَّا في نَفسٍ نَفيسةٍ)
.
- وقال أيضًا: (إذا طَلَعَ نَجمُ الهمَّةِ في ظَلامِ لَيلِ البَطالةِ ورَدِفَه قَمَرُ العَزيمةِ، أشرَقَت أرضُ القَلبِ بنورِ رَبِّها. إذا جَنَّ اللَّيلُ تَغالَبَ النَّومُ والسَّهَرُ، فالخَوفُ والشَّوقُ في مُقدَّمِ عَسكَرِ اليقَظةِ، والكَسَلُ والتَّواني في كتيبةِ الغَفلةِ، فإذا حَمَلَ العَزمُ حَمَلَ على المَيمَنةِ وانهَزَمَت جُنودُ التَّفريطِ، فما يطلُعُ الفَجرُ إلَّا وقد قُسِمَتِ السُّهمانُ وبَردَتِ الغَنيمةُ لأهلِها)
.
- وقال مُحَمَّد الخَضِر حُسَين: (كُلُّ ساعةٍ قابلةٌ لأن تضَعَ فيها حَجَرًا يزدادُ به صَرْحُ مَجْدِك ارتفاعًا، ويَقطَعُ به قومُك في السَّعادةِ باعًا أو ذِراعًا، فإنْ كُنتَ حريصًا على أن يكونَ لك المجدُ الأسمى، ولقَومِك السَّعادةُ العُظمى، فدَعِ الرَّاحةَ جانِبًا، واجعَلْ بَينَك وبَينَ اللَّهوِ حاجِبًا)
.