موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى العَزمِ والعَزيمةِ وعُلُوِّ الهِمَّةِ لُغةً واصطِلاحًا


معنى العَزمِ والعَزيمةِ لُغةً واصطِلاحًا:
العَزمُ والعَزيمةُ لغةً:
العَزمُ والعَزيمةُمصدرانِ مِن عَزَم، وهو: أصلٌ يدُلُّ على الصَّريمةِ والقَطعِ، يقولون: عزمتُ عليك إلَّا فعَلْتَ كذا، أي: جعَلْتُه أمرًا عَزمًا، أي: لا مَثنويَّةَ فيه، ويُقالُ: ما لفُلانٍ عزيمةٌ، أي: لا يمكِنُه أن يصرِمَ الأمرَ، بل يختَلِطُ فيه ويتردَّدُ، والعَزمُ:الصَّبرُ والجِدُّ. والعَزيمةُ هي الحاجةُ التي قد عزَمْتَ على فِعْلِها، وقال الخليلُ: العَزمُ: ما عُقِد عليه القلبُ من أمرٍ أنت فاعِلُه [6524] يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (2/91)، ((الصحاح)) للجوهري (5/ 1985)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 308)، ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (1/533)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/231). .
العَزمُ والعَزيمةُ اصطِلاحًا:
1- قال الرَّاغِبُ: (العَزمُ والعَزيمةُ:عقدُ القلبِ علي إمضاءِ الأمرِ) [6525] ((المفردات في غريب القرآن)) (ص: 565). .
وقال الهَرَويُّ: (العَزمُ: تحقيقُ القصدِ طَوعًا أو كَرهًا) [6526] ((منازل السائرين)) (1/65). .
وقال ابنُ الأثيرِ: العَزيمةُ (هي ما وكَّدْتَ رأيَك وعَزْمَك عليه، ووفَيتَ بعهدِ اللهِ فيه) [6527] ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (3/231). .
وقيل: (العَزمُ: إمضاءُ الأمرِ المُرَوَّى المُنقَّحِ)، وقيل: (المُضيُّ على المعتَقَدِ في أيِّ شيءٍ كان) [6528] ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (1/ 551) (4/ 66). .
وقال ابنُ عاشورٍ في تعريفِ العَزمِ: هو (إمضاءُ الرَّأيِ، وعدَمُ التَّردُّدِ بعدَ تَبَيُّنِ السَّدادِ) [6529] ((التحرير والتنوير)) (4/190). .
مَعنى عُلوِّ الهمَّةِ لُغةً واصطِلاحًا:
العُلُوُّ لغُةً:
العُلوُّ ضِدُّ السُّفلِ، وهو مَصدَرٌ مَن عَلا الشَّيءُ، ويُقالُ: عَلا فلانٌ الجَبَلَ: إذا رَقِيَه، وعَلا فلانٌ فلانًا: إذا قَهَرَه، والعَليُّ: الرَّفيعُ، وتعالى: تـرفَّع، وأصلُ هذه المادَّةِ يدُلُّ على السُّموِّ والارتِفاعِ [6530] يُنظر: ((العين)) للخليل بن أحمد (2/ 245)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/112)، ((لسان العرب)) لابن منظور (15/83). .
الهِمَّةُ لُغةً:
الهمَّةُ: ما همَّ به الإنسانُ مِن أمرٍ ليفعَلَه، تَقولُ: إنَّه لعَظيمُ الهَمِّ، وإنَّه لصَغيرُ الهِمَّةِ، وإنَّه لبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمَّةُ، بالفتحِ [6531] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/83). .
وقال ابنُ القَيِّمِ في تَعريفِ الهمَّةِ: (والهمَّةُ فِعلةٌ مِنَ الهَمِّ، وهو مَبدَأُ الإرادةِ، ولَكِن خَصُّوها بنِهايةِ الإرادةِ، فالهَمُّ مَبدَؤُها، والهمَّةُ نِهايتُها) [6532] يُنظر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/5). .
الهمَّةُ اصطِلاحًا:
الهمَّةُ في الاصطِلاحِ هي: (تَوجُّهُ القَلبِ وقَصدُه بجَميعِ قواه الرُّوحانيَّةِ إلى جانِبِ الحَقِّ؛ لحُصولِ الكَمالِ له أو لغَيرِه) [6533] يُنظر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص 257). .
عُلوُّ الهمَّةِ اصطِلاحًا هو: (استِصغارُ ما دونَ النِّهايةِ مِن مَعالي الأُمورِ، وطَلَبُ المَراتِبِ السَّاميةِ) [6534] يُنظر: ((صيد الخاطر)) (ص: 173)، ((علو الهمة)) للمقدم (ص: 7). .

انظر أيضا: