logo
logo
En

موسوعة الأخلاق والسلوك

المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة

تاسعًا: الوسائِلُ المعينةُ على اكتسابِ الصَّمتِ

انظر أيضا

الوسائِلُ المعينةُ على اكتسابِ صِفةِ الصَّمتِ كثيرةٌ، نذكُرُ منها ما يلي:
1- النَّظَرُ في سيرةِ السَّلَفِ الصَّالحِ، والاقتداءُ بهم.
2- التَّأمُّلُ في العواقِبِ الوخيمةِ والسَّيئةِ للكلامِ الذي لا فائدةَ فيه، والذي يُفضي إلى الكلامِ الباطلِ. وفي الحديثِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ العبدَ ليتكَلَّمُ بالكَلِمةِ ما يتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها في النَّارِ أبعَدَ ممَّا بَيْنَ المشرِقِ!)) .
وقال الجاحِظُ: (فلْيَزِدْك في الصَّمتِ رغبةً ما ترى من كثرةِ فضائحِ المتكَلِّمين في غيرِ الفُرَصِ، وهَذَرِ من أطلَق لسانَه بغيرِ حاجةٍ) .
3- العزلةُ والابتعادُ عن المجالِسِ التي يكثُرُ فيها اللَّغطُ والفُحشُ والكلامُ البَذيءُ.
قال الغزاليُّ: (وأمَّا الصَّمتُ فإنَّه تُسَهِّلُه العُزلةُ، ولكِنَّ المعتَزِلَ لا يخلو عن مشاهدةِ من يقومُ له بطعامِه وشرابِه وتدبيرِ أمرِه، فينبغي ألَّا يتكَلَّمَ إلَّا بقدرِ الضَّرورةِ؛ فإنَّ الكلامَ يشغَلُ القلبَ، وشَرَهُ القلوبِ إلى الكلامِ عظيمٌ؛ فإنَّه يستروِحُ إليه، ويستَثقِلُ التَّجرُّدَ للذِّكرِ والفِكرِ، فيستريحُ إليه، فالصَّمتُ يُلقِحُ العقلَ، ويجلِبُ الوَرَعَ، ويُعَلِّمُ التَّقوى) .
4- تقوى اللهِ تعالى؛ قال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (التَّقيُّ مُلجَمٌ لا يستطيعُ كُلَّ ما يريدُ) ، وقال أبو حازمٍ سَلَمةُ بنُ دينارٍ لبَعضِ خَصمِه: (واللهِ لولا تَبِعةُ لِساني لأشفَيتُ منكم اليومَ صَدْري) .
5- معرفةُ ما للخازِنِ لسانَه من عظيمِ الأجرِ؛ قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((طوبى لمن ملَك لسانَه!)) .
6- أن يَعلَمَ أنَّ الصَّمتَ من أهمِّ أسبابِ النَّجاةِ؛ فعن عُقبةَ بنِ عامرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليك لسانَك، ولْيَسَعْك بيتُك، وابكِ على خطيئتِك)) .
7- طَلَبُ العِلمِ؛ قال الحَسَنُ البَصريُّ: (كان الرَّجُلُ إذا طلَب العلمَ لم يَلبَثْ أن يُرى ذلك في تخشُّعِه وبَصَرِه ولِسانِهـ) .
8- رياضةُ النَّفسِ ومجاهَدتُها على الصَّمتِ وإمساكِ اللِّسانِ؛ قال الأوزاعيُّ: (لم يكُنْ بالشَّامِ رجُلٌ يفضُلُ على ابنِ أبي زكريَّا، قال: عالجتُ لساني عشرينَ سنةً قبل أن يستقيمَ لي) ، وقال مُوَرِّقٌ العِجليُّ: (لقد تعلَّمْتُ الصَّمتَ عَشرَ سِنينَ) ، وقال بعضُ أهلِ العلمِ: (ابنَ آدَمَ، عَلِّمْ نفسَك الصَّمتَ كما تُعَلِّمُها الكلامَ) .
9- إذا عَرَف أنَّ إطلاقَ اللِّسانِ علامةٌ على الخِذلانِ؛ قال معروفٌ الكَرخيُّ: (كلامُ العبدِ فيما لا يَعنيه خِذلانٌ من اللهِ تعالى) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه البخاري (6477) واللفظ له، ومسلم (2988) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه.
  2. (2) ((الرسائل السياسية)) للجاحظ (ص: 79).
  3. (3) ((إحياء علوم الدين)) (3/76).
  4. (4) ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 518) رقم (5404).
  5. (5) ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 220) رقم (423).
  6. (6) أخرجه ابن أبي الدنيا في ((العزلة والانفراد)) (2)، وابن أبي عاصم في ((الزهد)) (34)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2340) من حديثِ ثوبانَ رَضِيَ اللهُ عنه. حسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3929)، وحسَّن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/302).
  7. (7) أخرجه من طرق: الترمذي (2406) واللفظ له، وأحمد (17334). صحَّحه يحيى بن مَعين كما في ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (8/265)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2406)، وحسَّنه الترمذي، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (28/ 570).
  8. (8) ((أخلاق العلماء)) للآجري (ص: 118) رقم (50).
  9. (9) ((الزهد)) لأحمد - رواية عبد الله (ص: 310) رقم (951).
  10. (10) ((الزهد)) لعبد اللهِ بن المبارك - رواية نعيم بن حماد (2/ 11).
  11. (11) ((الجامع)) لابن وهب - الآداب (ص: 532) رقم (425).
  12. (12) ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (8/ 361).
السابق
التالي