موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفرقُ بَينَ الشَّهامةِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الشَّهامةِ والمروءةِ
المروءةُ (هي قوَّةٌ للنَّفسِ مبدأٌ لصدورِ الأفعالِ الجميلةِ عنها، المُستَتبِعةِ للمدحِ شَرعًا وعَقلًا وعُرفًا) ، ويمكِنُ أن يقالَ: إنَّ المروءةَ هي مبدأُ الشَّهامةِ.
الفَرقُ بَينَ الشَّهامةِ والقُوَّةِ:
قال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ في الفرقِ بينهما: (الشَّهامةَ خشونةُ الجانِبِ، مأخوذةٌ من الشَّيهَمِ، وهو ذكَرُ القنافِذِ، ولا يُسَمَّى اللهُ شَهمًا لذلك) .
الفَرقُ بَينَ الشَّهامةِ والجزالةِ:
قال أبو هلالٍ العَسكريُّ في الفَرقِ بينهما: (الجزالةُ أصلُها شِدَّةُ القَطعِ، تقولُ: جزَلْتُ الشَّيءَ: إذا قطَعْتَه بشِدَّةٍ، وقيل: حَطْبٌ جَزْلٌ: إذا كان شديدَ القَطعِ صُلبًا، وإذا كان كذلك كان أبقى على النَّارِ، فشُبِّهَ به الرَّجُلُ الذي تبقى قوَّتُه في الأمورِ، فسُمِيَ جَزْلًا، ولا يُوصَفُ اللهُ بهـ) .
الفَرقُ بَينَ الشَّهامةِ والرُّجولةِ:
الرُّجولةُ تُفيدُ القُوَّةَ على الأعمالِ؛ ولهذا يقالُ في مدحِ الإنسانِ: إنَّه رجُلٌ ، والشَّهامةُ أدَبٌ مخصوصٌ، تحرِصُ فيه النَّفسُ على مباشرةِ أعمالٍ عظيمةٍ تَستتبِعُ ذِكرًا جميلًا، فكِلاهما ممدوحٌ إذا كانا في الحَقِّ، ويمكِنُ أن يقالَ: إنَّ الشَّهامةُ تتفَرَّعُ عن الرُّجولةِ.

انظر أيضا:

  1. (1) ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 210).
  2. (2) ((الفروق اللغوية)) (ص: 108).
  3. (3) ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 108).
  4. (4) يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 277).