موسوعة الأخلاق والسلوك

و- نماذِجُ من الشَّفَقةِ عندَ العُلَماءِ المُعاصِرين


عبدُ الرَّزَّاقِ عفيفي:
يقولُ أحدُ طلَبَتِه: (أذكُرُ أنَّ تلميذًا كان عندَه في أحَدِ الفُصولِ نَبَتْ منه كَلِمةٌ حولَ تمجيدِ مذهَبٍ دخيلٍ على الإسلامِ، ضِمنَ التَّيَّاراتِ المعاصِرةِ والأفكارِ الوافِدةِ، فقَرَّعه بلُطفٍ، وبعدَ الدَّرسِ استدعاه على انفرادٍ وشرح له ما في ذلك المذهَبِ والقائلين به من عُيوبٍ، وما يجِبُ عليه أن يسلُكَه في قراءتِه وفِكرِه، ومحَضَه النُّصحَ، لكنَّه لم يرفَعْ للإدارةِ مخافةَ الإضرارِ بالطَّالِبِ؛ فصَلَح ذلك الطَّالبُ فيما بعدُ واستقام أمرُه، وهذه هي طريقتُه مع جميعِ طُلَّابِه، بل ما أكثَرَ ما يتجاهَلُ ما لدى الطَّالبِ من فِكرٍ غيرِ سليمٍ، ورأيٍ غيرِ ناضجٍ، حتَّى كأنَّه لم يسمَعْ شيئًا، ثمَّ يتحيَّنُ فُرصةَ الالتِقاءِ به على انفرادٍ، ويحادِثُه محادثةَ الزَّميلِ مع الزَّميلِ، ثمَّ يترقَّى إلى أسلوبِ الأبِ الشَّفيقِ بحالِ ابنِه) [5260] ((شذرات البلاتين من سير العلماء المعاصرين)) لأحمد سالم (ص87). .
ابنُ بازٍ:
(لقد عُرِف عن سماحةِ الشَّيخِ الِحلمُ، والتَّواضُعُ، والعَطفُ، والشَّفَقةُ، والبَساطةُ، وحُبُّ الخيرِ، ولِينُ العريكةِ؛ فلم يكُنْ يُعَنِّفُ أحدًا، ولم يكُنْ يقابِلُ الإساءةَ بالإساءةِ، بل يعفو ويصفَحُ، ويقابِلُ الإساءةَ بالإحسانِ) [5261] ((جوانب من سيرة ابن باز)) لمحمد بن إبراهيم الحمد (ص: 129). .
ابنُ عُثَيمينَ:
(كان رحمه اللهُ شفيقًا عطوفًا حَدِبًا على الشَّبابِ، يستَمِعُ إليهم ويناقِشُهم، فيرشِدُ ويَعِظُ بكُلِّ لينٍ وأدَبٍ، لقد استمعتُ إلى بعضِهم ينهَرُ ويُعلي صوتَه عليهم حينَ يتحَدَّثون عن بعضِ المنكَراتِ، ولكِنَّ الشَّيخَ رحمه اللهُ يعامِلُهم بكُلِّ هدوءٍ، ويُبَيِّنُ لهم أصولَ الإنكارِ وضوابِطَه بعيدًا عن الحماسِ المرتجَلِ، والعاطفةِ الثَّائرةِ، المجرَّدةِ من العِلمِ والعَقلِ) [5262] ((الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين)) لعصام عبد المنعم المري (ص: 287). .

انظر أيضا: