موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فَرَّج عن مُسلِمٍ كُربةً فَرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)) .
وقَولُه: («المسلِمُ أخو المسلِمِ»: أي: فيعامِلُه ويعاشِرُه معاملةَ الإخوةِ ومُعاشَرتَهم في المودَّةِ والرِّفقِ والشَّفَقةِ والملاطفةِ والتَّعاوُنِ في الخيرِ، ونحوِ ذلك من صفاءِ القلوبِ والنَّصيحةِ في كُلِّ حالٍ) .
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يظلِمُه، ولا يخذُلُه، ولا يحقِرُه. التَّقوى هاهنا، ويشيرُ إلى صَدرِه ثلاثَ مرَّاتٍ: بحسْبِ امرئٍ من الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلِمَ. كُلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ؛ دَمُه، ومالُه وعِرضُهـ)) .
ورواه التِّرمِذيُّ باختلافٍ يسيرٍ، وقال في تبويبِه له: (ما جاء في شَفَقةِ المسلمِ على المسلِمِ) .
- وعن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم مَثَلُ الجَسَدِ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى)) .
قال ابنُ حِبَّانَ: (وفيه مثَّل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المؤمنين بما يجِبُ أن يكونوا عليه من الشَّفَقةِ والرَّأفةِ) .
- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا أمَّ أحَدُكم النَّاسَ فلْيُخَفِّفْ؛ فإنَّ فيهم الصَّغيرَ والكبيرَ والضَّعيفَ والمريضَ، فإذا صلَّى وَحدَه فلْيُصَلِّ كيف شاء)) .
(ومن الشَّفَقةِ والرَّحمةِ بالمؤمِنين: أنَّه إذا كان الإنسانُ إمامًا لهم، فإنَّه لا ينبغي له أن يطيلَ عليهم في الصَّلاةِ... والمرادُ بالتَّخفيفِ: ما وافق سُنَّةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، هذا هو التَّخفيفُ، وليس المرادُ بالتَّخفيفِ ما وافق أهواءَ النَّاسِ) .
- وعن عبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: لمَّا جاء نعيُ جعفَرٍ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اصنَعوا لآلِ جَعفَرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يَشغَلُهم، أو أمرٌ يَشغَلُهم)) .
و(هذا نهايةُ الشَّفَقةِ بأهلِ المصيبةِ، وحِفظِهم من أن يتضوَّروا بالجُوعِ) .
- وعن جابِرِ بنِ سَمُرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (صلَّيتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ الأُولى، ثمَّ خرَج إلى أهلِه وخرَجْتُ معه، فاستقبله وِلدانٌ، فجعَل يمسَحُ خَدَّيْ أحَدِهم واحدًا واحدًا، قال: وأمَّا أنا فمَسَح خَدِّي، قال: فوجَدْتُ ليَدِه بَردًا أو ريحًا، كأنَّما أخرجَها من جُؤنةِ عطَّارٍ) .
قال الكَرمانيُّ: (الحديثُ يَدُلُّ على الشَّفَقةِ والرَّحمةِ على الأولادِ والصِّغارِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه البخاري (2442) واللفظ له، ومسلم (2580).
  2. (2) ((شرح سنن أبي داود)) (18/630).
  3. (3) رواه مسلم (2564).
  4. (4) ((سنن الترمذي)) (4/324) (1927).
  5. (5) رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له.
  6. (6) ((صحيح ابن حبان)) (1/496).
  7. (7) رواه البخاري (703)، ومسلم (467) واللفظ له.
  8. (8) ((شرح رياض الصالحين)) (2/555).
  9. (9) رواه أبو داود (3132)، والترمذي (998)، وابن ماجه (1610) واللفظ له. صحَّحه الترمذيُّ، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (122)، وابن الملقِّن في ((البدر المنير)) (5/355)، وحسَّنه البغوي في ((شرح السنة)) (3/300)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجهـ)) (1610).
  10. (10) ((حجة الله البالغة)) (1/487).
  11. (11) الجُؤنةُ بالضَّمِّ: التي يُعَدُّ فيها الطِّيبُ ويُحرَزُ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/ 318).
  12. (12) أخرجه مسلم (2329).
  13. (13) ((شرح المصابيح)) (6/221).