logo
logo
En

موسوعة الأخلاق والسلوك

المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة

ب- نماذِجُ من السَّماحةِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

انظر أيضا

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمحًا في تعامُلِه، وهو المثَلُ الأكمَلُ في السَّماحةِ، يحكي لنا أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه ما وجَده من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من حُسنِ المعاملةِ فيقولُ: ((خدَمْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَشْرَ سِنينَ، فما قال لي: أفٍّ، ولا: لمَ صنَعْتَ؟ ولا: ألَا صنَعْتَ؟)) .
- وعنه أيضًا قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أحسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فأرسلني يومًا لحاجةٍ، فقلتُ: واللهِ لا أذهَبُ، وفي نَفسي أن أذهَبَ لِما أمَرني به نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، قال: فخرجْتُ حتَّى أمُرَّ على صِبيانٍ وهم يلعَبونَ في السُّوقِ، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم قابِضٌ بقَفاي مِن وَرائي، فنظرْتُ إليه وهو يضحَكُ، فقال: يا أُنَيسُ، اذهَبْ حيثُ أمرْتُك، قلْتُ: نعَم، أنا أذهَبُ يا رسولَ اللهِ)) .
- ومن سماحتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قضاءُ حوائجِ النَّاسِ؛ فعن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (كانت الأَمَةُ من إماءِ أهلِ المدينةِ لتأخُذُ بيَدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتنطَلِقُ به حيثُ شاءت) .
- ومن سماحتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَفْوُه عمَّن أراد قَتْلَه؛ ((فعن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قِبَلَ نَجدٍ، فلمَّا قَفَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قفل معه، فأدركَتْهم القائلةُ في وادٍ كثيرِ العِضاهِ ، فنزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتفَرَّق النَّاسُ يَسْتَظِلُّون بالشَّجَرِ، فنزل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحتَ سَمُرةٍ ، فعَلَّق بها سيفَه، ونِمنا نومةً، فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدعونا، وإذا عندَه أعرابيٌّ، فقال: إنَّ هذا اخترط عَلَيَّ سيفي وأنا نائِمٌ، فاستيقَظْتُ وهو في يَدِه صَلْتًا ، فقال: من يمنَعُك مني؟ قلتُ: اللهُ، ثلاثًا، ولم يعاقِبْه، وجلس)) .
- ومن سماحتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تعامُلُه مع الأعرابيِّ الذي جذب رداءَه بشِدَّةٍ؛ ليأمُرَ له بعطاءٍ؛ فعن أنس رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كنتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه بُردٌ نَجرانيٌّ غليظُ الحاشيةِ، فأدركه أعرابيٌّ، فجبَذه بردائِه جبذةً شديدةً، حتَّى نظرْتُ إلى صَفْحةِ عاتِقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قد أثَّرَت بها حاشِيةُ البُردِ مِن شِدَّةِ جَبذتِه! ثُمَّ قال: يا مُحمَّدُ، مُرْ لي مِن مالِ اللهِ الذي عندَك، فالتفَت إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ ضحِك، ثُمَّ أمَر له بعَطاءٍ)) .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه البخاري (6038) واللفظ له، ومسلم (2309).
  2. (2) رواه مسلم (2310).
  3. (3) رواه البخاري (6072).
  4. (4) قفل، أي: رجَع. يُنظَر: ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (2/ 543).
  5. (5) القائلةُ: أي: وَسَطُ النَّهاِر وشِدَّة الحَرِّ. يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (7/ 427).
  6. (6) العِضاهُ: كُلُّ شَجَرٍ عظيمٍ له شوكٌ. يُنظَر: ((شرح القسطلاني)) (6/337).
  7. (7) سَمُرةَ: أي: شَجَرةٌ كثيرةُ الوَرَقِ. يُنظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (7/427).
  8. (8) اختَرَط: أي: سَلَّ. يُنظَر: ((شرح القسطلاني)) (6/337).
  9. (9) صَلْتًا: أي: مجرَّدًا من غِمدِه. يُنظَر: ((شرح القسطلاني)) (6/337).
  10. (10) رواه البخاري (2910) واللفظ له، ومسلم (843).
  11. (11) الجَبْذُ: الجَذبُ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/235).
  12. (12) رواه البخاري (5809) واللفظ له، ومسلم (1057).
السابق
التالي