موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- خطب خالِدٌ القَسريُّ في النَّاسِ، فقال: (عليكم باصطناعِ المعروفِ؛ فإنَّ فاعِلَه لا يعدَمُ جوازيَه، ومهما ضَعُف النَّاسُ عن أدائِه قوَّى اللهُ على جزائِه، ولا يَعدَمُ أحدٌ معروفًا كان منه لم يبذُلْه سمحًا سهلًا؛ فإنَّكم واللهِ لو رأيتُم المعروفَ لرأيتموه حَسَنًا جميلًا، ولو رأيتُم البُخلَ لرأيتُموه وَحشًا قبيحًا، أعاذني اللهُ وإيَّاكم من البُخلِ والجُبنِ، وحِرمانِ المعروفِ وكُفرانِ النِّعمةِ، الموجبةِ لحُلولِ النِّقمةِ) [4888] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (2/383). .
-وقال الحكيمُ التِّرمِذيُّ في ذكرِ صفاتِ المتَّقين، ومنها السَّماحةُ: (فهؤلاء طبقةٌ آمَنوا به حقًّا، فاطمأنَّت قلوبُهم بأحكامِه عليهم من المحبوبِ والمكروهِ، رضُوا به رَبًّا، ورضوا بأحكامِه عليهم حَكَمًا، وذلُّوا لربوبيَّتِه خُشَّعًا، وآثَروه على أنفُسِهم حياءً، وبذلوا له نفوسَهم جودًا وسَمحًا) [4889] ((الأمثال من الكتاب والسنة)) (ص: 225). .
- وقال ابنُ تيميَّةَ: (وأمَّا السَّماحةُ والصَّبرُ فخُلُقانِ في النَّفسِ؛ قال تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: 17] ، ... فيه سماحةٌ بالرَّحمةِ للإنسانِ، وصبرٌ على المكارِهِ، وهذا ضِدُّ الذي خُلِق هَلوعًا، إذا مسَّه الشَّرُّ جَزوعًا، وإذا مسَّه الخيرُ منوعًا؛ فإنَّ ذاك ليس فيه سماحةٌ عندَ النِّعمةِ، ولا صبرٌ عندَ المُصيبةِ) [4890] ((مجموع الفتاوى)) (7/264). .
-وقال ابنُ القَيِّمِ: (النَّفسُ يرادُ منها شيئانِ: بذلُ ما أُمِرَت به وإعطاؤه، فالحامِلُ عليه السَّماحةُ، وتَركُ ما نُهِيَت عنه والبعدُ منه، فالحامِلُ عليه الصَّبرُ) [4891] ((مدارج السالكين)) (2/160). .
-وقال عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ: (جُبِلت النُّفوسُ على الشُّحِّ، وهو عَدَمُ الرَّغبةِ في بَذلِ ما على الإنسانِ، والحِرصُ على الحَقِّ الذي له؛ فالنُّفوسُ مجبولةٌ على ذلك طبعًا، فينبغي لكم أن تحرِصوا على قَلعِ هذا الخُلُقِ الدَّنيءِ من نفوسِكم، وتستبدلوا به ضِدَّه، وهو السَّماحةُ، وهو بذلُ الحقِّ الذي عليك، والاقتناعُ ببعضِ الحقِّ الذي لك، فمتى وُفِّق الإنسانُ لهذا الخُلُقِ الحسَنِ سَهُلَ حينئذٍ عليه الصُّلحُ بَينَه وبينَ خَصمِه ومُعامِلِه، وتسهَّلت الطَّريقُ للوصولِ إلى المطلوبِ، بخلافِ مَن لم يجتَهِدْ في إزالةِ الشُّحِّ من نفسِه؛ فإنَّه يَعسُرُ عليه الصُّلحُ والموافقةُ؛ لأنَّه لا يرضيه إلَّا جميعُ مالِه، ولا يرضى أن يؤدِّيَ ما عليه، فإن كان خَصمُه مثلَه اشتَدَّ الأمرُ) [4892] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 206). .
-وقال محمَّدٌ الغزاليُّ: قاعدةُ الإسلامِ الأُولى: السَّماحةُ والتَّيسيرُ [4893] يُنظَر: ((ليس من الإسلام)) (ص: 27). .
-وقال عبدُ الرَّحمنِ الميدانيُّ: (النَّفسُ السَّمحةُ كالأرضِ الطَّيِّبةِ الهيِّنةِ المستويةِ؛ فهي لكُلِّ ما يرادُ منها من خيرٍ صالحةٌ، إن أرَدْتَ عبورَها هانت، وإن أرَدتَ حَرْثَها وزراعتَها لانت، وإن أرَدْتَ البناءَ فيها سَهُلَت، وإن شِئتَ النَّومَ عليها تمهَّدَت) [4894] ((الأخلاق الإسلامية)) (2/462). .

انظر أيضا: