موسوعة الأخلاق والسلوك

تاسعًا: أخطاءٌ شائِعةٌ


- من الخطَأِ الاعتقادُ أنَّ كراهيةَ شَيءٍ ما في أحَدِ الأشخاصِ تعني عدَمَ سلامةِ الصَّدرِ، كأن يكرَهَ المرءُ أن يُسنَدَ أمرٌ إلى مَن ليس أهلًا له، أو أن يُعطى ما لا يَستَحِقُّ. إنَّ استنكارَ العِوَجِ في الأوضاعِ هو إقرارٌ للعدالةِ الواجِبةِ، وليس من قَبيلِ الحَسَدِ المذمومِ أو سُوءِ الطَّويَّةِ. فإذا غَضِبْنا لأنَّ هذا أخَذ الكثيرَ على جُهدٍ قليلٍ، أو رُفِع إلى درَجةٍ لا تُرَشِّحُه لها كفايتُه، فهذا الغَضَبُ مفهومٌ ومحمودٌ، وهو ضَربٌ من رعايةِ المصالِحِ العامَّةِ، لا صِلةَ للحِقدِ الشَّخصيِّ به [4847] ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص: 90). .
وأيضًا فإنَّ الشَّحناءَ التي كَرِهها الإسلامُ وكَرِه ما يدفَعُ إليها أو ينشَأُ عنها، هي التي تنشَبُ من أجلِ الدُّنيا وأهوائِها، والطَّماعيةِ في اقتناصِ لذائِذِها والاستئثارِ بمتاعِها، أمَّا البُغضُ للهِ، والغَضَبُ للحَقِّ، فشَأنٌ آخَرُ، فذلك من أماراتِ الإيمانِ الصَّحيحِ، والإخلاصِ للهِ وَحدَه [4848] ((خلق المسلم)) لمحمد الغزالي (ص: 91). .
- من الخَطَأِ عدَمُ التَّفريقِ بَيْنَ صاحبِ القَلبِ السَّليمِ والمُغَفَّلِ السَّاذَجِ، فلا تعني سلامةُ الصَّدرِ السَّذاجةَ أو الغَفلةَ؛ فسلامةُ الصَّدرِ تعني إرادةَ الخيرِ لا الشَّرِّ، مع عِلمِ صاحِبِ القَلبِ السَّليمِ بالخَيرِ والشَّرِّ، وحَذَرِه من الشَّرِّ وأهلِه، ولا تعني أن يكونَ سليمُ الصَّدرِ مُغَفَّلًا يَسهُلُ خِداعُه والتَّغريرُ به.

انظر أيضا: