موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى سلامةِ الصَّدرِ لغةً واصطِلاحًا


معنى السَّلامةِ لُغةً:
السَّلامةُ مَصدَرُ: سَلِم يَسلَمُ سلامةً؛ يقالُ: سَلِم المسافِرُ، أي: خَلَص ونجا من الآفاتِ، فهو سالِمٌ. ومُعظَمُ بابِ هذه المادَّةِ من الصِّحَّةِ والعافيةِ؛ فالسَّلامةُ: أن يَسلَمَ الإنسانُ من العاهةِ والأذى. واللهُ جلَّ ثناؤه هو السَّلامُ؛ لسلامتِه ممَّا يَلحَقُ المخلوقينَ من العَيبِ والنَّقصِ والفَناءِ. والسَّلامُ والسَّلامةُ: البراءةُ [4759] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/90)، و((لسان العرب)) لابن منظور (12/289)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/286). .
معنى الصَّدرِ لُغةً:
الصَّدرُ: أعلى مُقَدَّمِ كُلِّ شيءٍ، وكُلُّ ما واجهك صَدْرٌ، وصَدرُ القناةِ أعلاها، وصَدرُ الأمرِ أوَّلُه، كصَدرِ النَّهارِ واللَّيلِ، وصَدرِ الشِّتاءِ والصَّيفِ، وما أشبَهَ ذلك. وصَدرُ الإنسانِ: الجُزءُ الممتَدُّ من أسفَلِ العُنُقِ إلى فَضاءِ الجَوفِ، وجمعُه: صدورٌ، وسُمِّي القَلبُ صَدرًا لحُلولِه به، وفي التَّنزيلِ العزيزِ: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ [آل عمران: 29] [4760] ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (8/282)، ((العين)) للخليل بن أحمد (7/94)، ((المعجم الوسيط)) (1/509). .
معنى سلامةِ الصَّدرِ اصطِلاحًا:
قال ابنُ الشَّوكانيِّ: (وأمَّا سلامةُ الصَّدرِ فالمرادُ به: عَدَمُ الحِقدِ والغِلِّ والبَغضاءِ) [4761] ((في السلوك الإسلامي القويم)) (ص: 121). .
وقيل: القَلبُ السَّليمُ الذي يحِبُّ للنَّاسِ ما يحِبُّه لنفسِه، قد سَلِم جميعُ النَّاسِ مِن غِشِّه وظُلمِه، وأسلَم للهِ بقَلبِه ولِسانِه، ولا يَعدِلُ به غَيرَه [4762] ((الهداية إلى بلوغ النهاية)) لمكي بن أبي طالب (9/6122). .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (والقَلبُ السَّليمُ هو الذي سَلِم من الشِّركِ والغِلِّ، والحِقدِ والحَسَدِ، والشُّحِّ والكِبرِ، وحُبِّ الدُّنيا والرِّياسةِ، فسَلِم من كُلِّ آفةٍ تُبعِدُه عن اللهِ، وسَلِم من كُلِّ شُبهةٍ تُعارِضُ خبَرَه، ومن كُلِّ شَهوةٍ تعارِضُ أمرَه، وسَلِم من كُلِّ إرادةٍ تزاحِمُ مُرادَه، وسَلِم من كُلِّ قاطعٍ يقطَعُ عن اللهِ) [4763] ((الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)) لابن القيم (ص: 121). .

انظر أيضا: