رابعًا: فوائِدُ الزُّهدِ
1- سَببٌ لمحبَّةِ النَّاسِ؛ فإنَّ الدُّنيا محبوبةٌ للنَّاسِ، فمَن يُزاحِمُهم عليها يُبغِضونَه، حكى الرِّياشيُّ عن الأصمَعيِّ، قال: (رأَيتُ أعرابيًّا مُتعلِّقًا بأستارِ الكَعبةِ وهو يقولُ: إلهي أنت جئْتَ بي، وعليك قدِمْتُ، وأنت أقدَمْتَني، عصَيتُك بعِلمِك فلك الحُجَّةُ عليَّ، وأطعْتُك بحِلمِك فالمِنَّةُ عليَّ، فبوُجوبِ حُجَّتِك وانقِطاعِ حُجَّتي إلَّا عفَوتَ عنِّي، فدنَوتُ منه، وقلْتُ: يا أعرابيُّ، متى يكونُ العبدُ أقرَبَ ما يكونُ إلى اللهِ؟ قال: إذا سأله، قلْتُ: ومِن النَّاسِ؟ قال: إذا لم يسأَلْهم، ثُمَّ ولَّى وهو يقولُ:
اللهُ يغضَبُ إن تركْتَ سُؤالَه
وبُنيُّ آدَمَ حينَ يُسأَلُ يغضَبُ)
.
2- راحةُ القلبِ والبَدنِ.
3- التَّخلِّي عن داءِ الحِرصِ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((ومَن أعطَيتُه عن مسألةٍ وشَرَهٍ كان كالذي يأكُلُ ولا يشبَعُ))
.
4- حُصولُ البَركةِ.
5- اغتِنامُ العُمُرِ، قال أبو حازِمٍ؛ سَلَمةُ بنُ دينارٍ: (وجدْتُ الدُّنيا شيئَينِ: فشيءٌ منها هو لي فلن أتعجَّلَه قَبلَ أجَلِه، ولو طلَبْتُه بقوَّةِ السَّمواتِ والأرضِ، وشيءٌ منها هو لغَيري، فذلك ما لم أنَلْه فيما مضى، ولا أرجوه فيما بقِي، يمنَعُ الذي لي مِن غَيري، كما يمنَعُ الذي لغَيري منِّي؛ ففي أيِّ هذَينِ أُفني عُمري؟!)
.
6- سَدُّ بابِ الظُّلمِ وحُصولُ العَدلِ والأمنِ؛ فإنَّ المرءَ قد يتطلَّعُ إلى ما في يدِ غَيرِه، فتدعوه القوَّةُ الشَّهوانيَّةُ إلى أخذِه قَهرًا
.
7- الاستِعفافُ عن المسألةِ وتجنُّبُ ذُلِّ السُّؤالِ؛ قال
الحَسنُ البَصريُّ: (عِزُّ المُؤمِنِ استِغناؤُه عمَّا في أيدي النَّاسِ)
، ومَن طمِع ذلَّ وانحطَّت منزِلتُه عندَ الحقِّ والخَلقِ
، وما بسَقَت أغصانُ ذُلٍّ إلَّا على بَذْرِ طَمَعٍ، وأنت حُرٌّ ممَّا أنت عنه آيسٌ، وعبدٌ لِما أنت له طامِعٌ
.
8- الرِّضا بقضاءِ اللهِ وعَدمُ السَّخَطِ؛ قال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ: (ومَن أَسِف على ما في يدِ غَيرِه سَخِط قضاءَ ربِّه عزَّ وجلَّ)
، وقيل: (مَن رَضِي برِزقِ اللهِ لم يحزَنْ على ما في يدِ غَيرِهـ)
.
9-النَّجاةُ مِن داءِ الشُّحِّ، قال طاوسُ بنُ كَيسانَ: (البُخلُ: أن يبخَلَ الرَّجلُ بما في يَدَيه، والشُّحُّ: أن يُحِبَّ أن يكونَ له ما في أيدي النَّاسِ بالحرامِ، لا يقنَعُ)
.
10- ثباتُ العِلمِ في القلبِ؛ فإنَّ ذَهابَه بالطَّمعِ وشَرَهِ النَّفسِ، وتَطَلُّبِ الحاجاتِ إلى النَّاسِ
.
11- سلامةُ الدِّينِ وصيانةُ الإيمانِ؛ قال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ: (ومَن تضَعضَعَ
لغَنيٍّ ذهَب ثُلُثا دينِهـ)
.
12- الطُّمأنينةُ وراحةُ البالِ وسلامةُ الصَّدرِ.
13- التَّوقِّي مِن الوُقوعِ في المُحرَّماتِ.