أ- مِنَ الشِّعرِ
1- قال أبو الفَتحِ البُستيُّ:زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ
ورِبحُه غيرُ مَحضِ الخَيرِ خُسرانُ
أحسِنْ إلى النَّاسِ تَستعبِدْ قُلوبَهُمُ
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
من جاد بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبةً
إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ
أحسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقدِرةٌ
فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ
2- وقال أيضًا:إن كنتَ تطلُبُ رُتبةَ الأشرافِ
فعليك بالإحسانِ والإنصافِ
وإذا اعتدى خِلٌّ عليك فخَلِّه
والدَّهرَ فهو له مُكافٍ كافٍ
3- وقال المتنَبِّي:ولَلتَّركُ للإحسانِ خَيرٌ لمُحسِنٍ
إذا جُعِل الإحسانُ غيرَ رَبيبِ
4- وقال أحمد الكيواني:من يَغرِسِ الإحسانَ يَجْنِ محبَّةً
دونَ المسيءِ المبعَدِ المصرومِ
أَقِلِ العِثارَ تُقَلْ ولا تحسُدْ ولا
تحقِدْ فليس المرءُ بالمعصومِ
5- وقال ابنُ زنجيٍّ:لا تحقِرَنَّ من الإحسانِ مُحقرةً
أحسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسْناه
6- وقال آخَرُ:واللهِ ما حَليُ الإمامِ بحِليةٍ
أبهى من الإحسانِ والإنصافِ
فلسوف يَلقى في القيامةِ فِعْلَه
ما كان من كَدَرٍ أتاه وصافي
7- وقال أبو العتاهيةِ:لا تمشِ في النَّاسِ إلَّا رحمةً لهم
ولا تعامِلْهم إلَّا بإنصافِ
واقطَعْ قُوى كُلِّ حِقدٍ أنت مُضمِرُه
إن زَلَّ ذو زَلَّةٍ أو إن هفا هافِ
وارغَبْ بنفسِك عمَّا لا صلاحَ له
وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ
وإن يكُنْ أحدٌ أولاك صالحةً
فكافِهِ فوقَ ما أَولى بأضعافِ
ولا تكشِفْ مُسيئًا عن إساءتِه
وصِلْ حِبالَ أخيك القاطِعِ الجافي
8- وقال محمَّدُ بنُ طاهرٍ الرَّافقيُّ:ليس في كُلِّ حالةٍ وأوانِ
تتهَيَّا صنائِعُ الإحسانِ
فإذا أمكَنْتَ فبادِرْ إليها
حذَرًا من تعذُّرِ الإمكانِ
9- وقال حبيبٌ:وإساءاتُ ذي الإساءةِ يُذَكِّرْ
نْكَ يومًا إحسانَ ذي الإحسانِ
10- وقال خليل مطران: يا مُحسِنون جَزاكمُ المولى بما
يرجو على مَسعاكمُ المحمودِ
كم رَدَّ فَضلُكم الحياةَ لمائتٍ
جوعًا وكم أبقى على مولودِ
كم يَسَرَّ النَّومَ الهنيءَ لساهِدٍ
شاكٍ ولطَّفَ من أسى مكمودِ
كم صان عِرضًا طاهِرًا من ريبةٍ
ونفى أذًى عن عاثرٍ منكودِ
11- وقال الدَّميريُّ: أنشدوا:إذا كنتَ في أمرٍ فكُنْ فيه مُحسِنًا
فعمَّا قليلٍ أنت ماضٍ وتارِكُهْ
فكم دَحتِ الأيامُ أربابَ دولةٍ
وقد ملَكوا أضعافَ ما أنت مالِكُهْ
12- وقال إسحاقُ بنُ إبراهيمَ المَوصِليُّ:باني العُلا والمجدِ والإحسانِ
والفَضلِ والمعروفِ أكرَمُ بانِ
ليس البناءُ مُشَيَّدًا لك شِيدُهُ
مِثلَ البناءِ يُشادُ بالإحسانِ
البِرُّ أكرَمُ ما حَوَتْه حقيبةٌ
والشُّكرُ أكرَمُ ما حوَتْه يَدانِ
وإذا الكريمُ مضى وولَّى عُمرُه
كفَل الثَّناءُ له بعُمرٍ ثانِ
13- وقال محمَّدُ بنُ عليٍّ الهِنديُّ: الخيرُ زَرعٌ والفتى حاصِدٌ
وغايةُ المزروعِ أن يُحصَدا
وأسعدُ العالَمِ من قدَّمَ ال
إحسانَ في الدُّنيا لينجو غَدَا
14- قال بعضُ الشُّعَراءِ:إذا هبَّت رياحُك فاغتَنِمْها
فعُقبى كُلِّ خافقةٍ سُكونُ
ولا تغفُلْ عن الإحسانِ فيها
فما تدري السُّكونُ متى يكونُ
وإن درَّت نياقُك فاحتَلِبْها
فما تدري الفصيلُ
لمن يكونُ