موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (لا يحِلُّ لامرئٍ مسلمٍ سَمِع من أخيه كَلِمةً أن يظُنَّ بها سوءًا، وهو يجِدُ لها في شيءٍ من الخيرِ مَصدَرًا) .
- وقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (مَن عَلِم من أخيه مروءةً جميلةً فلا يسمَعَنَّ فيه مقالاتِ الرِّجالِ، ومَن حَسُنت علانيتُه فنحن لسريرتِه أرجى) .
- وعن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ قال: (كتب إليَّ بعضُ إخواني من أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنْ ضَعْ أمرَ أخيك على أحسَنِه ما لم يأتِك ما يَغلِبُك، ولا تَظُنَّنَّ بكَلِمةٍ خرَجَت من امرئٍ مُسلمٍ شَرًّا وأنت تجِدُ له في الخيرِ مَحمَلًا) .
- وقال المهلَّبُ: (قد أوجب اللَّهُ تعالى أن يكونَ ظَنُّ المُؤمِنِ بالمُؤمِنِ حَسَنًا أبدًا؛ إذ يقولُ: لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور: 12] ، فإذا جعل اللَّهُ سوءَ الظَّنِّ بالمُؤمِنين إفكًا مبينًا، فقد ألزم أن يكونَ حُسْنُ الظَّنِّ بهم صِدقًا بَيِّنًا) .
- وقال قتادةُ: (إنَّ الظَّنَّ اثنانِ: ظَنٌّ يُنْجي، وظنٌّ يُرْدي) .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (مَن أحسَنَ الظَّنَّ أراح نفسَهـ) .
- ويُروى أنَّ عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عنه كتب عهدًا لمالِكٍ الأشتَرِ النَّخعيِّ حينَ ولَّاه مصرَ، جَمَع فيه بَيْنَ حاشيتَيِ التَّقوى والسِّياسةِ على بُعدِ أقطارِهما، جاء فيه: (... ولا يكونَنَّ المحسِنُ والمسيءُ عندَك بمنزلةٍ واحدةٍ؛ فإنَّ في ذلك تزهيدًا لأهلِ الإحسانِ في الإحسانِ، وتدريبًا لأهلِ الإساءةِ على الإساءةِ، وألزِمْ كُلًّا منهم ما ألزم نفسَه، واعلَمْ أنَّه ليس شيءٌ أدعى إلى حُسنِ ظَنِّ والٍ برعيَّتِه من إحسانِه إليهم وتخفيفِه المؤوناتِ عنهم، وتَرْكِ استكراهِه إيَّاهم على ما ليس له قِبَلَهم؛ فليكُنْ منك في ذلك أمرٌ يجتَمِعُ لك به حُسْنُ الظَّنِّ برعيَّتِك، فإنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يقطَعُ عنك نَصَبًا طويلًا، وإنَّ أحَقَّ من حَسُن ظَنُّك به لَمن حَسُن بلاؤك عندَه، وإنَّ أحَقَّ من ساء ظنُّك به لَمن ساء بلاؤك عنده، ولا تنقُضْ سُنَّةً صالحةً عَمِل بها صدورُ هذه الأمَّةِ، واجتمَعَت بها الأُلفةُ، وصلَحت عليها الرَّعيَّةُ، ولا تحدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بشيءٍ من ماضي تلك السُّنَنِ؛ فيكونَ الأجرُ لمن سَنَّها، والوِزرُ عليك بما نقَضْتَ منها) .
- وعن وهيبِ بنِ الورْدِ، أنَّ عُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ كان يقولُ: (أحسِنْ بصاحِبِك الظَّنَّ ما لم يَغلِبْك) .
- وقال يحيى بنُ معاذٍ: (ألْقِ حُسْنَ الظَّنِّ على الخَلقِ، وسوءَ الظَّنِّ على نفسِك؛ لتكونَ من الأوَّلِ في سلامةٍ، ومن الآخِرِ على الزِّيادةِ) .
- وقال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (العاقِلُ يُحسِنُ الظَّنَّ بإخوانِه وينفَرِدُ بغمومِه وأحزانِه، كما أنَّ الجاهِلَ يُسيءُ الظَّنَّ بإخوانِه ولا يُفَكِّرُ في جناياتِه وأشجانِهـ) .
- وقال ابنُ عُثَيمين: (إذا وردَت كَلِمةٌ من إنسانٍ تحتَمِلُ الخيرَ والشَّرَّ، فاحمِلْها على الخيرِ ما وجَدْتَ لها محمَلًا، وإذا حصَل فِعلٌ من إنسانٍ يحتَمِلُ الخيرَ والشَّرَّ فاحمِلْه على الخيرِ ما وجَدْتَ له محمَلًا؛ لأنَّ ذلك يُزيلُ ما في قلبِك من الحِقدِ والعداوةِ والبغضاءِ ويريحُك، فإذا كان اللَّهُ عزَّ وجَلَّ لم يُكَلِّفْك أن تبحَثَ وتُنَقِّبَ، فاحمَدِ اللَّهَ على العافيةِ، وأحسِنِ الظَّنَّ بإخوانِك المسلمين، وتعوَّذْ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه ابنُ عبد البر معلَّقًا في ((التمهيد)) (18/20).
  2. (2) ذكره ابن بطال في ((شرح صحيح البخاري)) (9/261).
  3. (3) رواه أبو الشيخ في ((التوبيخ والتنبيهـ)) (160)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (8345) واللفظ له.
  4. (4) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/261).
  5. (5) يُنظَر: ((الكشف والبيان)) للثعلبي (8/292)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (15/353).
  6. (6) ((التذكرة)) لابن حمدون (7/ 138). ويُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 184).
  7. (7) يُنظَر: ((التذكرة)) لابن حمدون (1/ 315، 319).
  8. (8) ((الزهد)) لابن المبارك (698)، ((التوبيخ والتنبيهـ)) لأبي الشيخ الأصبهاني (157).
  9. (9) ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/ 63).
  10. (10) ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) (ص: 126).
  11. (11) ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (5/ 300).