موسوعة الفرق

تَمهيدٌ: نَظرةٌ إجماليَّةٌ


عَقيدةُ حِزبِ اللهِ هي عَقيدةُ الشِّيعةِ الإماميَّةِ الاثنَي عَشريَّةِ، ومِن ذلك اعتِقادُهم بوِلايةِ اثنَي عَشَرَ إمامًا بَدءًا بعَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه وانتِهاءً بالمَهديِّ الذي يعُدُّونَه حَيًّا وغائِبًا مُنتَظَرًا يُمَهِّدونَ لخُروجِه وظُهورِه، ويُؤمِنونَ بالتَّقيَّةِ ويُمارِسونَها، وقد تَبعوا الخُمينيَّ في نَظَريَّتِه التي بلورَها ونَفَّذَها حَولَ وِلايةِ الفقيهِ الذي يُمارِسُ دَورَ الإمامِ المُنتَظَرِ، فيكونُ نائِبًا عنه في الحُكمِ وغَيرِه حتَّى خُروجِه [2708] يُنظر لهذا الفصل: ((حزب الله: التاريخ الأيديولوجي والسياسي) ليوسف أغا (ص: 176- 203)، بتصرف يسير. وللاستزادة يُنظر: ((حزب الله الرافضي تاريخ أسود وافتراءات)) للعفاني (ص: 20- 25)، ((حزب الله من النصر إلى القصر)) لأنور الخضري (ص: 113- 117)، ((المهدي وأخبار الغيب)) لحسن نصر الله. .
قال نائِبُ الأمينِ العامِّ لحِزبِ اللهِ نَعيم قاسِم: (إنَّ سُلوكَ مَنهَجِ الإسلامِ يتَطَلَّبُ فهمًا تفصيليًّا وتبنيًا لرُؤيةٍ في التَّفسيرِ والتَّأويلِ، ومَعَ وُجودِ المَذاهبِ الإسلاميَّةِ المُتَعَدِّدةِ كطُرُقٍ اختارَها أصحابُها للتَّعبيرِ عن قَناعاتِهم بالسَّبيلِ الموصِلِ إلى الالتِزامِ بالشَّريعةِ المُقدَّسةِ، كان لا بُدَّ مِنِ اختيارِ إحدى هذه الطُّرُقِ، فكان اختيارُ مَذهَبِ أهلِ البَيتِ عليهمُ السَّلامُ أو المَذهَبِ الشِّيعيِّ كالتِزامٍ وتَبَنٍّ يتَرَتَّبُ عليه مَجموعةُ قَواعِدَ في الأُصولِ والفُروعِ تُشَكِّلُ بمَجموعِها الخَلفيَّةَ الفِكريَّةَ والفِقهيَّةَ التي استَنَدَ إليها حِزبُ اللهِ في فهمِه للإسلامِ... وبما أنَّ اختيارَ الحِزبِ للإسلامِ وَفقَ مَنهَجِ أهلِ البَيتِ عليهمُ السَّلامُ مَبنيٌّ على قَناعَتِه بهذا المَنهَجِ، فمِنَ الطَّبيعيِّ أن يجتَمِعَ حَولَ الأهدافِ المُختارةِ ثُلَّةٌ مِنَ المُؤمِنينَ بها، وأن يتَفاعَلوا مَعَها، ويُشَكِّلوا رَصيدَ التَّنظيمِ والأنصارِ والمُوالينَ والمُحِبِّينَ. ومِنَ الطَّبيعيِّ أيضًا أن يكونَ الشِّيعةُ مَذهَبيًّا أكثَرَ استِجابةً لهذا الاختيارِ لقِلَّةِ التَّعقيداتِ والحَواجِزِ التي تَمنَعُهم عنه، لكِنَّ هذا لا يمنَعُ أحدًا مِنَ الالتِزامِ بالأهدافِ والآليَّةِ التَّنظيميَّةِ المُعتَمَدةِ؛ ليكونَ جزءًا من هذه المَسيرةِ. فإقبالُ قِسمٍ مِنَ الشِّيعةِ على حِزبِ اللهِ هو إقبالٌ على الانتِماءِ العَقائِديِّ لا الطَّائِفيِّ؛ إذ يوجَدُ قِسمٌ آخَرُ منهم لا ينتَسِبونَ إليه، فالجامِعُ عَقائِديٌّ فِكريٌّ وليس طائِفيًّا) [2709] ((حزب الله: المنهج - التجربة - المستقبل)) (ص: 53، 55). .

انظر أيضا: