موسوعة الفرق

المبحَثُ الثَّاني: أبرَزُ الشَّخصيَّاتِ في حِزبِ اللهِ


أوَّلًا: مُحَمَّد حُسَين فضل الله:
وُلدَ مُحَمَّد حُسَين فضل الله في عامِ 1935م، في مَدينةِ النَّجَفِ العِراقيَّةِ. وقَضى فيها فترةً طَويلةً من عُمرِه، وعاد إلى لُبنانَ مِنَ العِراقِ عام 1966م، فأسهَمَ بقوَّةٍ في العَمَلِ الثَّقافيِّ والعِلميِّ والسِّياسيِّ في لُبنانَ، ملقيًا الخُطَبَ والمُحاضَراتِ والدُّروسَ، ومؤلِّفًا لكثيرٍ مِنَ الكُتُبِ. ومنها "خُطواتٌ على طَريقِ الإسلامِ"، "الإسلامُ ومَنطِقُ القوَّةِ"، "مَفاهيمُ إسلاميَّةٌ عامَّةٌ"، "دُنيا المَرأةِ"، "دُنيا الشَّبابِ"، "دُنيا الطِّفلِ"، "تَفسيرٌ من وَحيِ القُرآن"، "مَوسوعةُ النَّدوةِ". وتخَرَّج على يدَيه وأفكارِه الكثيرُ مِنَ الشِّيعةِ في لُبنانَ، ويُعتَبَرُ الأبَ الرُّوحيَّ لحِزبِ اللهِ. قال مُحَمَّد حُسَين فضل الله: (في الواقِعِ إنَّ كُلَّ جيلِ حِزبِ اللهِ ترَبَّى على يدَيَّ) [2698] ((عن سنوات ومواقف وشخصيات، هكذا تحدث.. هكذا قال)) (ص: 168). . وقد تُوفِّيَ في عامِ 2010م [2699] يُنظر: ((بينات: الموقع الرسمي لمؤسسة المرجع محمد حسين فضل الله))، ((مسيرة قائد شيعي: محمد حسين فضل الله)) لجمال سنكري (ص: 3). .
ثانيًا: صُبحي الطُّفيليُّ:
وُلِد صُبحي الطُّفيليُّ في بَعلبَكَّ عامَ 1948م، ودَرس في النَّجَفِ العِراقيَّةِ، وقُمٍّ الإيرانيَّةِ، وتَولَّى قيادةَ مَنصِبِ الأمينِ العامِّ لحِزبِ اللهِ ما بَينَ عامَي 1989 و1991م، ثُمَّ أُقيل منه، فخَلفه عَبَّاسٌ الموسَويُّ [2700] يُنظر: ((ملحق موسوعة السياسة)) لخليل أحمد خليل (ص: 329). .
ومُشارَكةُ حِزبِ اللهِ في الانتِخاباتِ النِّيابيَّةِ لعامِ 1992م أثارَت سجالاتٍ حاميةً داخِلَ التَّنظيمِ، مَعَ ظُهورِ مدرسَتَينِ فِكريَّتَينِ؛ أولاهما: طائِفةٌ يقودُها صُبحي الطُّفيليُّ تُعارِضُ أيَّ اندِماجٍ في النِّظامِ السِّياسيِّ، بَينَما ثانيتُهما يُمَثِّلُها القِسمُ الأكبَرُ مِنَ القيادةِ طالبَت بتَوجُّهٍ أكثَرَ بَراجماتيَّةً. وفي نِهايةِ المَطافِ رُفعَتِ المَسألةُ إلى آيةِ اللهِ خامنَئي للبَتِّ فيها، فأصدَرَ فتوى تُؤَيِّدُ قَرارَ أغلبيَّةِ القيادةِ بالمُشارَكةِ في الانتِخاباتِ. وما فتِئَتِ الخِلافاتُ بَينَ الحِزبِ والطُّفيليِّ تَنمو تدريجيًّا، خاصَّةً عَقِبَ ثَورةِ الجياعِ في البقاعِ والمُطالبةِ بإسقاطِ الحُكومةِ في 1997م وفُصِل الطُّفيليُّ مِنَ الحَرَكةِ الإسلاميَّةِ الشِّيعيَّةِ بَعدَ تَنظيمِه تَظاهُرةً مُنفصِلةً عن مَسيرةِ الحِزبِ الرَّسميَّةِ في يومِ القُدسِ في 1998م، ثُمَّ أصبَحَ الطُّفيليُّ أحَدَ أكثَرِ الأصواتِ النَّاقِدةِ للحِزبِ والقيادةِ الإيرانيَّةِ، متَّهمًا إيَّاهما بالفسادِ وبَيعِ المُثُلِ العَليا للثَّورةِ الإسلاميَّةِ الإيرانيَّةِ [2701] يُنظر: ((الاقتصاد السياسي لحزب الله)) لضاهر (ص: 50). . وكان مِنَ المُعارِضينَ بقوَّةٍ لدُخولِ حِزبِ اللهِ للقِتالِ في سوريا [2702] يُنظر: ((صحيفة المستقبل)) (العدد الصادر في: 25/ 4/ 2013م). .
ثالثًا: عَبَّاسٌ المُوسَويُّ:
وُلدَ عَبَّاسٌ الموسَويُّ في النَّبيِّ شِيت بالبقاعِ في لُبنانَ، سَنةَ 1952م، وانتُخِبَ أمينًا عامًّا لحِزبِ اللهِ في مُنتَصَفِ عامِ 1991م. ويُعتَبَرُ من روَّادِ الشِّيعةِ في لُبنانَ خِلالَ القَرنِ العِشرينَ، خصوصًا بَعدَ ظُهورِ الثَّورةِ في إيرانَ، ولم يغِبْ عَبَّاسٌ الموسَويُّ عن أيِّ هَيئةٍ قياديَّةٍ لحِزبِ اللهِ مُنذُ تَأسيسِه، بل كان على الدَّوامِ أحَدَ أعضاءِ الشُّورى الأساسيِّينَ؛ يُشارِكُ في صُنعِ القَراراتِ وفي تَنفيذِها. وبالإضافةِ إلى ذلك عُهدَ إليه بمِلفِّ الثَّقافةِ والإعلامِ، وبَقي فترةً طَويلةً أيضًا معنيًّا بمِلفِّ العُلماءِ، وقد أثمَرَت جُهودُه التي بَذَلها في مُختَلفِ المَيادينِ مَجموعةً مِنَ الأنشِطةِ، ومنها إصدارُه لجَريدةِ العَهدِ، ويُلقَّبُ بـسَيِّدِ شُهَداء المُقاومةِ، وذلك عَقِبَ مَقتَلِه في عامِ 1992م، عَبرَ قيامِ طَوَّافةٍ عَسكريَّةٍ إسرائيليَّةٍ بقَصفِ مَوكِبِه في مِنطَقةِ الزَّهرانيِّ [2703] يُنظر: ((ملحق موسوعة السياسة)) لخليل (ص: 329). .
رابعًا: حَسَن نَصر الله:
الرَّجُلُ الأبرَزُ والأشهَرُ في هذه الحَرَكةِ الشِّيعيَّةِ، هو الأمينُ العامُّ الحاليُّ لها، واسمُه حَسَن عَبد الكريم نَصر الله، المَولودُ في 1960م في بلدةِ بُرج حمود.
وقد سافرَ إلى النَّجَفِ في العِراقِ عام 1976م لتَحصيلِ العِلمِ الدِّينيِّ الإماميِّ، ثُمَّ عادَ إلى لُبنانَ، والتَحَقَ في بَعلبَكَّ بحَوزةِ الإمامِ المُنتَظَرِ، وهي المَدرَسةُ الدِّينيَّةُ التي أسَّسَها عَبَّاسٌ الموسَويُّ. وخِلالَ سَنتَي 1989 و1990 هاجَر حَسَن نَصر الله إلى مَدينةِ قُمٍّ في إيرانَ لمُتابَعةِ دِراساتِه الشَّرعيَّةِ.
وعُيِّنَ مسؤولًا عن حَرَكةِ أمَلٍ في بلدةِ البازوريَّةِ في قَضاءِ صُورٍ عامَ 1975م، وعُيِّنَ مسؤولًا سياسيًّا في حَرَكةِ أمَلٍ عن إقليمِ البقاعِ عامَ 1979م، ثُمَّ ما لبثَ أن انفصَل عنِ الحَرَكةِ عام 1982م إثرَ خِلافاتٍ جَوهَريَّةٍ مَعَ قيادةِ أمَلٍ، وانضَمَّ إلى حِزبِ اللهِ، فعُيِّنَ مَسؤولًا عن مِنطَقةِ البقاعِ في الحِزبِ حتَّى عام 1985م، ثُمَّ عُيِّنَ مسؤولًا عن بَيروتَ عامَ 1985م، ثُمَّ عضوًا في القيادةِ المَركزيَّةِ وفي الهَيئةِ التَّنفيذيَّةِ للحِزبِ عامَ 1987م، ثُمَّ اختيرَ أمينًا عامًّا على إثرِ اغتيالِ الأمينِ العامِّ السَّابقِ عَبَّاسٍ الموسَويِّ عامَ 1992م [2704] يُنظر: ((مجلة الشاهد السياسي)) (العدد: 147). .
خامسًا: نعيم قاسم:
وهو نَعيمُ بنُ مُحَمَّد نَعيم قاسِم. وقد وُلِدَ عامَ 1953م في مِنطَقةِ البسطا التَّحتا من مَدينةِ بَيروتَ، وفي عامِ 1971م انتَسَبَ إلى الجامِعةِ اللُّبنانيَّةِ في بَيروتَ لدِراسةِ الكيمياءِ. وتابَعَ دِراسَتَه الدِّينيَّةَ الحَوزويَّةَ عِندَ عَدَدٍ مِنَ العُلماءِ، ومنهم مُحَمَّد حُسَين فضل الله.
شارَك في حَرَكةِ المَحرومينَ أفواجُ المُقاوَمةِ اللُّبنانيَّةِ أمَلٍ عِندَ تَأسيسِها على يدِ موسى الصَّدرِ عامَ 1974م، وتَسَلَّمَ في حَرَكةِ أمَلٍ مُهمَّةَ نائِبِ المسؤولِ الثَّقافيِّ المَركزيِّ، وبَعدَها أصبَحَ مسؤولَ العَقيدةِ والثَّقافةِ، ولَمَّا قامَتِ الثَّورةُ الإسلاميَّةُ الإيرانيَّةُ على يدِ الخُمينيِّ في 1979م، استَقال مِنَ الحَرَكةِ، مُتابعًا دِراسَتَه الحَوزويَّةَ ونَشاطَه التَّبليغيَّ في إعطاءِ الدُّروسِ والمُحاضَراتِ في عَدَدٍ مِنَ المَساجِدِ والحُسَينيَّاتِ في بَيروتَ والضَّاحيةِ الجَنوبيَّةِ.
كان عُضوًا في شورى حِزبِ اللهِ لثَلاثِ دَوراتٍ، فتسَلَّم مسؤوليَّةَ الأنشِطةِ التَّربَويَّةِ والكشفيَّةِ في بَيروتَ، ثُمَّ نائِبًا لرَئيسِ المَجلسِ التَّنفيذيِّ، ثُمَّ رَئيسًا للمَجلسِ التَّنفيذيِّ، وهو نائِبُ الأمينِ العامِّ لحِزبِ اللهِ مُنذُ أصبَحَ عَبَّاسٌ الموسَويُّ الأمينَ العامَّ لحِزبِ اللهِ عام 1991، واستَمَرَّ في هذا المَنصِبِ مَعَ الأمينِ العامِّ حَسَن نَصر الله عام 1992 وإلى الآنَ. ونَعيم قاسِم هو رَئيسُ مَجلسِ العَمَلِ النِّيابيِّ في حِزبِ اللهِ، والمُنَسِّقُ العامُّ للانتِخاباتِ النِّيابيَّةِ في حِزبِ اللهِ مُنذُ أوَّلِ انتِخاباتٍ نيابيَّةٍ عام 1992م حتَّى الآنَ.
وألَّف عِدَّةَ كُتُبٍ، منها: كِتابُ "حِزبُ اللهِ" الذي يعرِضُ لأهدافِ الحِزبِ وتاريخِه ورُؤيتِه السِّياسيَّةِ في مُختَلِفِ الأُمورِ.
ونَعيم قاسِم مِنَ المُؤمِنينَ جِدًّا بوِلايةِ الفقيهِ، وقيادةِ الخُمينيِّ وخامنئيٍّ، وقد كتَبَ عنِ الأوَّلِ كِتابَ "الإمامُ الخُمينيُّ بَينَ الأصالةِ والتَّجديدِ"، عَرَضَ فيه لقَواعِدِ الرُّؤيةِ التَّجديديَّةِ عِندَ الخُمينيِّ، والتي حَكَمَت حَرَكتَه وقيادَته. وكتَبَ عنِ الخامِنئيِّ كِتابَ: "الوليُّ المُجَدِّدُ" عَرَض فيه للنَّقلةِ النَّوعيَّةِ المُعاصِرةِ في تَقديمِ رُؤيةِ الإسلامِ إلى العالمِ من خِلالِ تَجرِبَتِه وتَوجيهاتِه وقيادَتِه للجُمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ الإيرانيَّةِ [2705] يُنظر سيرته في: ((موقع نعيم قاسم)). .
سادسًا: إبراهيم أمين السَّيِّد:
إبراهيم أمين السَّيِّد هو رَئيسُ المَجلسِ السِّياسيِّ في حِزبِ اللهِ، وقد وُلدَ في بلدةِ النَّبيِّ أيلا، قضاء زحلة سَنةَ 1950م. وسافرَ إلى العِراقِ ودَرَسَ في النَّجَفِ، وفي مَدينةِ قُمٍّ في إيرانَ.
عَمِل في بدايةِ حَياتِه مدرِّسًا في الكُلِّيَّةِ العامِليَّةِ في راسِ النَّبعِ، ثُمَّ شَغِل منصبِ المسؤولِ التَّنظيميِّ والسِّياسيِّ لحَرَكةِ أمَلٍ في البقاعِ مُنذُ سَنةِ 1978م ولغايةِ تَأسيسِ حِزبِ اللهِ. ثُمَّ أصبَحَ مسؤولَ هذا الحِزبِ عامَ 1983م. وانتُخِبَ نائبًا عن مُحافظةِ البقاعِ دائِرة بَعلبَكَّ - الهرمل، في دَورةِ سَنةِ 1992، ودَورةِ سَنةِ 1996، وكان عضوًا في لجنَتَي: المالِ والموازَنةِ، والدِّفاعِ الوطَنيِّ والدَّاخِليَّةِ والأمنِ. وتَرأَّس كُتلةَ الوفاءِ للمُقاومةِ، وهي الجَناحُ السِّياسيُّ لحِزبِ اللهِ في مَجلسِ النُّوَّابِ اللُّبنانيِّ، ثُمَّ تَرأَّس المَجلسَ السِّياسيَّ لحِزبِ اللهِ [2706] يُنظر: الموقع الرسمي له: ((موقع السيد إبراهيم أمين السيد/ رئيس المجلس السياسي في حزب الله)). ويُنظر: ترجمته بموقع: ((رابطة النواب السابقين في لبنان)). .
سابعًا: محمد يزبك
هو أحَدُ مُؤَسِّسي حِزبِ اللهِ، ورَئيسُ الهَيئةِ الشَّرعيَّةِ فيه. وقد وُلدَ عامَ 1950م، ودَرس في العِراقِ، وبَعدَ الانتِهاءِ عادَ إلى لُبنانَ في عامِ 1980م. وساهَمَ بنَشاطٍ في إنشاءِ الحَوزاتِ والمُؤَسَّساتِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ في لُبنانَ. وأيَّدَ يزبك ثَورةَ الطُّفيليِّ في عامِ 1987م ضِدَّ عَدَمِ المُساواةِ في السُّلطةِ في حِزبِ اللهِ لصالحِ أولئك الذين ينحَدِرونَ من جَنوبِ لُبنانَ. ثُمَّ أصبَحَ يَزْبَك أحَدَ كِبارِ قادةِ حِزبِ اللهِ في سَهلِ البقاعِ في عَقدِ 1990م.
وبَعدَ مَوتِ الخُمينيِّ انتَقَلتِ التَّبَعيَّةُ لخَليفتِه عَلي خامنئي، الذي عَيَّنَ في العامِ 1995م كلًّا من مُحَمَّد يَزْبَك عُضوِ مَجلسِ شورى حِزبِ اللهِ، وحَسَن نَصر الله الأمينِ العامِّ للحِزب وكيلينِ له في استِلامِ الحُقوقِ الشَّرعيَّةِ من شيعةِ لُبنانَ، وفي مُقدِّمَتِها الخُمسُ. وصارَ يَزْبَك مُمَثِّلَ المُرشِدِ الأعلى لإيرانَ عَلي خامنئي في سَهلِ البقاعِ. وهو مسؤولٌ عن تَوزيعِ المِنَحِ الماليَّةِ التي خَصَّصَها مَكتَبُ خامنئي لحِزبِ اللهِ. وهو أيضًا المُمَثِّلُ الخاصُّ للأمينِ العامِّ لحِزبِ اللهِ حَسَن نَصر الله، ويرأسُ أيضًا المَجلسَ الشَّرعيَّ لحِزبِ اللهِ، المَعروفَ كذلك باسمِ اللَّجنةِ القانونيَّةِ العُليا [2707] يُنظر: مقالة ((المرآة اللبنانية وانعكاسات الأزمة العربية/ مجلة البيان)) لأحمد فهمي ((العدد: ‌‌227). .

انظر أيضا: