موسوعة الفرق

المبحَثُ الخامِسُ: طَعنُ الشِّيعةِ الإماميَّةِ في الشَّافِعيِّ


افترى الشِّيعةُ بعضَ الرِّواياتِ طَعنًا في الشَّافِعيِّ، حتَّى إنَّهم وقَعوا في القَذفِ، فرَمَوه بأنَّه ابنُ زِنًا!
ففي كتابِ الكشكولِ ليوسُفَ البحرانيِّ، وردت هذه الرِّوايةُ التَّهكُّميَّةُ على الشَّافعيِّ، فقال البحرانيُّ: (نقل السَّيِّدُ المشارُ إليه في الكتابِ المذكورِ [852] يقصدُ نعمةَ اللهِ الجزائريَّ في شرحِه على تهذيبِ الأحكامِ. : نقل بعضُ عُلمائِهم أنَّ أمَّ مُحمَّدِ بنِ إدريسَ لَمَّا غاب عنها زوجُها جاء إليها بعدَ أربعِ سِنينَ فوَجَدها حامِلًا بمُحمَّدٍ فوضعَتْه، فلمَّا بلغ هذا المبلَغَ من العلمِ والرِّئاسةِ، وعَرَف ذلك الحالَ ذهب إلى هذا القولِ. وبعضُ محَقِّقيهم جعل العِلَّةَ فيه أنَّ أبا حنيفةَ كان في الوجودِ ولا يجتَمِعُ إمامانِ ناطقانِ في عصرٍ واحدٍ، فاستتر الشَّافعيُّ في بطنِ أمِّه أربعَ سِنين، ولمَّا عَلِم بموتِ أبي حنيفةَ خَرَج إلى عالمِ الوجودِ. فانظُرْ رحمَك اللهُ إلى هذا المولودِ المبارَكِ وما جرى من أحوالِه، وإلى تلك المرأةِ العفيفةِ وكيف ألصقت ذلك بزَوجِها، وإلى العلَّةِ المذكورةِ وتلقِّي أسماعِهم لها بالقَبولِ في شأنِ هذا الرَّجُلِ الذي صار إمامًا في المَذهَبِ!) [853] ((الكشكول)) (3/46). .
وقال يوسُفُ البحرانيُّ كاشفًا عن حِقدِه على الشَّافِعيِّ:
(كذَبْتَ في دعواك يا شافعيُّ
فلَعنةُ اللَّهِ على الكاذِبِ
بل حُبُّ أشياخِك في جانِبٍ
وبغضُ أهلِ البيتِ في جانبِ
عبدتُم الِجبتَ وطاغوتَه
دونَ الإلهِ الواحِدِ الواجِبِ
فالشَّرعُ والتَّوحيدُ في مَعزِلٍ
عن مَعشَرِ النُّصَّابِ يا ناصِبي
قدَّمتُم العِجلَ مع السَّامِريِّ
على الأميرِ ابنِ أبي طالبِ
محَضْتُم بالوُدِّ أعداءَه
من جالِبِ الحربِ ومِن غاصِبِ
وتدَّعون الحُبَّ ما هكذا
فِعلُ اللَّبيبِ الحازِمِ الصَّايبِ
قد قرَّروا في الحُبِّ شرطًا له
أن تُبغِضَ المبغِضَ للصَّاحِبِ
وشاهِدي القرآنُ في (لا تَجِدُ)
أكرِمْ به من نيرٍ ثاقبِ
وكَلِمةِ التَّوحيدِ إن لم يكُن
عن الطَّريقِ الحَقِّ بالنَّاكِبِ
وأنتم قرَّرتُم ضابطًا
لتدفَعوا العيبَ من الغائِبِ
بأنَّنا نسكُتُ عمَّا جرى
من الخِلافِ السَّابِقِ الذَّاهِبِ
ونجعَلُ الكُلَّ على محمَلِ ال
خيرِ لنحظى برِضى الواهِبِ
تبًّا لعقلٍ عن طريقِ الهدى
أصبح في تِيهِ الهوى عازِبِ
والإشارةُ بقولِنا: لَا تَجِدُ إلى قولِه سُبحانَه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة: 22] فإنَّه غيرُ مُؤمِنٍ به، ودعواه الإيمانَ مع ذلك كَذِبٌ بَحتٌ؛ فلذلك من ادَّعى في أحدٍ حبًّا مع حبِّه لعدوِّه فهو كاذِبٌ) [854] ((الكشكول)) (2/117). .

انظر أيضا: