موسوعة الفرق

المبحَثُ الثَّالثُ: طَعنُ الشِّيعةِ الإماميَّةِ في أبي حنيفةَ


افترى الشِّيعةُ كثيرًا من الرِّواياتِ طعنًا في أبي حنيفةَ، ومن ذلك:
أنَّهم نقلوا عنه جوازَ وَضعِ الحديثِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [835] يُنظر: ((الصراط المستقيم)) للبياضي (3/213). .
ورووا عن موسى بن جَعفَرٍ الصَّادقِ عليه السَّلامُ أنَّه كان يلعَنُ أبا حنيفةَ [836] يُنظر: ((الكافي)) للكليني (1/58). .
وعن هارونَ بنِ خارجةَ قال: سألتُ أبا عبدِ اللَّهِ عليه السَّلامُ عن قولِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام: 82] قال: (هذا ما استوجبه أبو حنيفةَ وزُرارةُ) [837] يُنظر: ((رجال الكشي)) (ص: 149). .
وفي روايةٍ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ اللَّهِ عليه السَّلامُ قال: قلتُ: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام: 82] ، قال: (أعاذنا اللَّهُ وإيَّاك من ذلك الظُّلمِ، قلتُ: ما هو؟ قال: هو واللَّهِ ما أحدَث زُرارةُ وأبو حنيفةَ) [838] يُنظر: ((رجال الكشي)) (ص: 145). .
وقال التَّيجانيُّ: (فهذا أبو حنيفةَ نجِدُه قد ابتدع مَذهَبًا يقومُ على القياسِ والعَمَلِ بالرَّأيِ مقابِلَ النُّصوصِ الصَّريحةِ) [839] ((الشيعة هم أهل السنة)) (ص: 88). .
وقال يوسُف البحرانيُّ: (إنَّ شاه عبَّاس الأوَّلَ لمَّا فتح بغدادَ أمر أن يُجعَلَ قبرُ أبي حنيفةَ كَنيفًا، وقد أوقف وقفًا شرعيًّا بغلتينِ، وأمَرَ بربطِهما على رأسِ السُّوقِ، حتَّى إنَّ كُلَّ من يريدُ الغائطَ يركَبُها ويمضي إلى قبرِ أبي حنيفةَ لأجلِ قضاءِ الحاجةِ، وقد طلَب خادِمَ قَبرِه يومًا فقال له: ما تخدُمُ في هذا القبرِ وأبو حنيفةَ الآن في دَركِ الجحيمِ؟ فقال: إنَّ في هذا القبرِ كلبًا أسوَدَ دفَنَه جَدُّك الشَّاهُ إسماعيلُ لمَّا فَتَح بغدادَ، فأخرج عظامَ أبي حنيفةَ وجَعَل مَوضِعَها كلبًا أسوَدَ، فأنا أخدُمُ ذلك الكَلبَ، وكان صادقًا في مقالتِه؛ لأنَّ المرحومَ الشَّاهَ إسماعيلَ فَعَل مِثلَ هذا. ومن كراماتِه: أنَّ حاكِمَ بغدادَ طَلَب عُلَماءَ أهلِ السُّنَّةِ وعُبَّادَهم وقال لهم: كيف ذلك الرَّجُلُ الأعمى إذا بات تحتَ قُبَّةِ موسى بنِ جَعفَرٍ عليه السَّلامُ يرتَدُّ إليه بَصَرُه، وأبو حنيفةَ مع أنَّه الإمامُ الأعظَمُ لم نسمَعْ له بمِثلِ هذه الكرامةِ؟ فأجابوه بأنَّ هذا يصيرُ أيضًا من بركاتِ أبي حنيفةَ، فقال لهم: أحِبُّ أن أرى مِثلَ هذا لأكونَ على بصيرةٍ من ديني، فأتوا رجُلًا فقيرًا وقالوا له: إنَّا نعطيك كذا وكذا من الدَّراهِمِ والدَّنانيرِ وقُلْ: إنِّي أعمى، وامشِ مُتَّكِئًا على العصا يومَينِ أو ثلاثةً، ثمَّ تأتي ليلةَ الجمُعةِ عِندَ قبرِ أبي حنيفةَ، فإذا أصبَحْتَ فقُلِ: الحمدُ للهِ، ارتَدَّ بصري ببركاتِ صاحِبِ هذا القبرِ، فقَبِل كلامَهم، ثمَّ بات تلك اللَّيلةَ تحتَ قُبَّتِه، فأصبح وهو أعمى لا يبصِرُ شيئًا، فصاح وقال: أيُّها النَّاسُ، حكايتي كذا وكذا، وأنا رجُلٌ صاحِبُ عيالٍ وحِرفةٍ، فاتَّصَل خَبَرُه بصاحبِ البَلَدِ الحاكِمِ، فأرسل إليه فقَصَّ قِصَّتَه واحتيالَهم عليه، فألزَمهم بما يحتاجُ إليه من المعاشِ مدَّةَ حياتِه) [840] ((الكشكول)) (1/351). .

انظر أيضا: