موسوعة التفسير

سُورةُ العَلَقِ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ: العَلَقِ .
وسمِّيت أيضًا: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ:
فعن جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((صلَّى مُعاذُ بنُ جَبَلٍ الأنصاريُّ بأصحابِه العِشاءَ، فطَوَّل عليهم، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتُريدُ أن تكونَ فتَّانًا يا مُعاذُ؟ إذا أمَمْتَ النَّاسَ فاقرَأْ بـ «الشَّمسِ وضُحاها» وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ و«اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى»)) .

فضائل السورة وخصائصها :

1- أنَّ الآياتِ الخَمْسَ مِن أوَّلِها هي أوَّلُ ما نزَل مِن القُرآنِ .
فعن عائشةَ، زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَتْ: ((كان أوَّلَ ما بُدِئَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرُّؤْيَا الصَّادِقةُ في النَّومِ، فكان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّب إليه الخلاءُ، فكان يَلْحَقُ بغارِ حِراءٍ فيَتَحَنَّثُ فيه -قال : والتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ ، قبْلَ أنْ يَرْجِعَ إلى أهلِه ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثُمَّ يرجِعُ إلى خَديجةَ فيَتزَوَّدُ بِمِثْلِها، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه المَلَكُ، فقال: اقْرَأْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أنا بقارِئٍ، قال: فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بَلَغ مِنِّي الجهْدَ ، ثُمَّ أرْسَلَني، فقال: اقْرَأْ، قُلْتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذني فغَطَّني الثَّانيةَ حتَّى بَلَغ مِنِّي الجهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، قُلْتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بَلَغ منِّي الجهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلني، فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ الآياتِ إلى قولِه: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 1- 5] )) .
2- في سُورةِ العلق سَجدةٌ.
وذلك عندَ قَولِه تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق: 19] ، وممَّا يدُلُّ على ذلك ما جاء عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: ((سَجَدْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق: 1] ، واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] )) .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ العَلَقِ مَكِّيَّةٌ، نَقَل الإجماعَ على ذلك غَيرُ واحِدٍ مِنَ المُفَسِّرينَ .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ السُّورةِ:
تَثْبيتُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتهديدُ كلِّ مَن يقِفُ في وجهِ دعوةِ الإسلامِ .

موضوعات السورة :

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- التَّنويهُ بشَأنِ القِراءةِ والكِتابةِ، والعِلمِ والتَّعَلُّمِ.
2- التَّهديدُ لكُلِّ مَن يَقِفُ في وَجهِ دَعوةِ الإسلامِ.
3- إعلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّ اللهَ تعالى مُطَّلِعٌ على ما يُبَيِّتُه له أعداؤُه، وأنَّه سُبحانَه قامِعُهم، وناصِرُه عليهم.
4- أمْرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأن يَمضِيَ في طَريقِه، وأن يُصَلِّيَ ويقتَرِبَ مِن رَبِّه.