موسوعة التفسير

سُورةُ الكافِرُونَ
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ الكافِرونَ .
وسُمِّيَت أيضًا بسُورةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يُوتِرُ بثَلاثٍ، يَقرأُ في الأولى بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وفي الثَّانيةِ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وفي الثَّالثةِ بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) .

فضائل السورة وخصائصها:

1- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِن الرَّكعتَينِ قبْلَ الوِترِ:
 كما في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، المتقدِّمِ.
2- كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَقرأُ بها وبـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في رَكعتَيِ الفَجرِ:
عن أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قَرأَ في رَكعتَيِ الفَجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) .
وعن عائشةَ رضيَ الله عنها، قالت: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُصلِّي... ركعتَينِ قبْلَ الفَجرِ، وكان يقولُ: ((نِعْمَ السُّورَتانِ هُما، تَقرَؤُونَهما في الرَّكعَتَينِ قبْلَ الفَجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) .
3- سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم رجُلًا يَقرأُ بها في الرَّكعةِ الأُولى مِن رَكعتَيِ الفَجرِ فامْتَدَحَهُ:
عن جابرٍ رضيَ الله عنه: ((أنَّ رجُلًا قامَ فركَعَ رَكعتَيِ الفَجرِ فَقرأَ في الرَّكعةِ الأُولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ حتَّى انْقَضَت السُّورةُ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هذا عَبدٌ عَرَفَ رَبَّه. وقرأَ في الآخرةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتَّى انقَضَت السُّورةُ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هذا عَبدٌ آمَنَ برَبِّه)) .
4- يُستَحَبُّ قِراءتُها عندَ النَّومِ، وهي بَراءَةٌ مِن الشِّرْكِ:
عن نَوْفَلٍ الأَشْجَعيِّ رضيَ الله عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: اقرَأْ عندَ مَنامِك قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، قال: ثُمَّ نَمْ على خاتِمَتِها؛ فإنَّها بَراءَةٌ مِن الشِّرْكِ)) .

بيان المكي والمدني:

سُورةُ الكافِرونَ مكِّيَّةٌ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
البَراءةُ المُطلَقةُ بيْنَ الموحِّدِينَ والمُشرِكين .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
أمْرُ الله تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُعلِنَ بَراءَتَه مِن الكافِرين، وأن يَنفِيَ عِبادتَه لمَعبُوداتِهم الباطِلةِ، ويَنفِيَ أن يَكونوا عابِدينَ للإلهِ الحقِّ الَّذي يَعبُدُه، وأن يُعلِنَ بَراءتَه مِن دِينِهم، فلَهُم دِينُهم وله دِينُه.