موسوعة أصول الفقه

الفَرعُ الأوَّلُ: تَعريفُ العامِّ


أوَّلًا: تَعريفُ العامِّ لُغةً
العامُّ في اللُّغةِ: اسمُ فاعِلٍ مِن عَمَّ، وهو بمَعنى: الشَّامِلِ، يُقالُ: عَمَّ المَطَرُ البِلادَ، أي: شَمِلَها، وعَمَّهمُ الأمرُ: شَمِلَهم .
ثانيًا: تَعريفُ العامِّ اصطِلاحًا
العامُّ في الاصطِلاحِ: هو اللَّفظُ المُستَغرِقُ لجَميعِ ما يَصلُحُ له مِن غَيرِ حَصرٍ بوضعٍ واحِدٍ .
وقيلَ: هو القَولُ المُشتَمِلُ على شَيئَينِ فصاعِدًا .
وقيلَ: هو عِبارةٌ عنِ اللَّفظِ الواحِدِ الدَّالِّ مِن جِهةٍ واحِدةٍ على شَيئَينِ فصاعِدًا .
وقيلَ: هو لَفظٌ وُضِعَ وضعًا واحِدًا لكَثيرٍ غَيرِ مَحصورٍ، مُستَغرِقٍ جَميعَ ما يَصلُحُ له .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ وبَيانُ مُحتَرَزاتِه:
- عِبارةُ: "المُستَغرِقُ لجَميعِ ما يَصلُحُ له": أي: ما يَصلُحُ له اللَّفظُ العامُّ، كـ "مَن" في العُقَلاءِ دونَ غَيرِهم، لا أنَّ عُمومَه مُستَغرِقٌ لجَميعِ الأفرادِ مُطلَقًا.
وخَرَجَ بقَيدِ "المُستَغرِقُ لجَميعِ ما يَصلُحُ له": المُطلَقُ؛ فإنَّه لا يَدُلُّ على شَيءٍ مِنَ الأفرادِ، فضلًا عن أن يَستَغرِقَها.
والنَّكِرةُ في سياقِ الإثباتِ؛ فإنَّها لا تَستَغرِقُ جَميعَ ما يَصلُحُ له، وإنَّما تَتَناولُه على سَبيلِ البَدَلِ، سَواءٌ أكانت بصيغةِ مُفرَدِ، كـرَجُلٍ، أو جَمعٍ، كَرِجالٍ، أو نَحوِه مِن أسماءِ الجُموعِ، كقَومٍ ورَهطٍ، أو عَدَدٍ، كَخَمسةٍ؛ فإنَّ دَلالةَ العَدَدِ على أفرادِه دَلالةُ كُلٍّ على أجزائِه، فلا استِغراقَ فيه.
- عِبارةُ "مِن غَيرِ حَصرٍ": يَخرُجُ به أسماءَ العَدَدِ؛ فإنَّها مُتَناوِلةٌ لكُلِّ ما يَصلُحُ له، لَكِن مَعَ حَصرٍ.
- عِبارةُ "بوضعٍ واحِدٍ": يُحتَرَزُ به عَمَّا يَتَناولُه بوضعَينِ فصاعِدًا، كالمُشتَرَكِ، وما له حَقيقةٌ ومَجازٌ .

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/426)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/430). ويُنظر أيضًا: ((البحر المحيط)) للزركشي (4/5)، ((الفوائد السنية)) للبرماوي (3/1264).
  2. (2) يُنظر: ((البحر المحيط)) للزركشي (4/5)، ((الغيث الهامع)) لأبي زرعة العراقي (ص: 303)، ((الفوائد السنية)) للبرماوي (3/1264)، ((الدرر اللوامع)) للكوراني (2/311).
  3. (3) يُنظر: ((التلخيص)) لإمام الحرمين (2/5).
  4. (4) يُنظر: ((المستصفى)) للغزالي (ص: 224).
  5. (5) يُنظر: ((شرح التوضيح لمتن التنقيح)) لصدر الشريعة (1/56).
  6. (6) يُنظر: ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (4/1219)، ((البحر المحيط)) للزركشي (4/5)، ((الفوائد السنية)) للبرماوي (3/1265).