الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

لَمَّا بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشرة طلب السير مايلز لامبسون من الملك فؤاد ضرورةَ سفر ابنه الأمير فاروق إلى بريطانيا لمواصلةِ الدراسة وأصَرَّ على ذلك بشدة رافضًا أيَّ محاولة من الملك فؤاد لتأجيل سفره حتى يبلغ سن السادسة عشرة، فتقرَّر سفرُ فاروق إلى بريطانيا ولكن دون أن يلتحِقَ بكلية إيتون، بل تم َّإلحاقه بكلية وولتش للعلوم العسكرية؛ ونظرًا لكونه لم يبلغ الثامنة عشرة -وهو أحد شروط الالتحاق بكلية وولتش- فقد تم الاتفاق على أن يكون تعليمُه خارج الكلية على يد معلِّمين من نفس الكلية، وقد رافق فاروق خلال سفرِه بعثةٌ مُرافِقةٌ له برئاسة أحمد حسنين باشا؛ ليكون رائدًا له -والذي كان له دور كبير في حياته بعد ذلك- بالإضافة إلى عزيز المصري الذي كان نائبًا لرئيس البعثة وكبيرًا للمعلمين، بالإضافة إلى عمر فتحي حارسًا للأمير وكبير الياوران فيما بعد، وكذلك الدكتور عباس الكفراوي كطبيب خاص، وصالح هاشم أستاذ اللغة العربية، بالإضافة إلى حسين باشا حسني كسكرتير خاص، والذي كان وجوده عاملًا مساعدًا للأمير على الانطلاق؛ فقد شجَّعه على الذهاب إلى المسارح والسينما ومصاحبة النساء ولعب القمار، بينما كان عزيز المصري دائم الاعتراض على كل تلك التصرفات، وكان فاروق بحُكمِ ظروف نشأته القاسية والصارمة يميل إلى حسين باشا ويتمرَّدُ على تعليمات وأوامر عزيز المصري، وفي تلك الفترة كان المرض قد اشتَدَّ على الملك فؤاد، وأصبح على فراش الموت، فاقترحت بريطانيا تشكيل مجلس وصاية مكوَّن من ثلاثة أعضاء، هم: الأمير محمد علي توفيق؛ ابن عم الأمير فاروق، وقد كان ذا ميول إنجليزية، وكان يرى دائمًا أنه أحق بعرش مصر، والثاني: هو محمد توفيق نسيم باشا، رئيس الوزراء الأسبق، وهو من رجال القصر، والثالث: هو الإمام الأكبر الشيخ المراغي، وعندما علم الأمير فاروق بشدَّةِ مرض والده ورغبته في أن يرى ابنه، طلب العودةَ إلى مصر لرؤية والده ووافقت بريطانيا بعد تردُّد على عودة فاروق إلى مصر في زيارة ليعودَ بعدها لاستكمال دراسته إلَّا أنه وقبل أن يسافر فاروق إلى مصر لرؤية والده كان والده الملك فؤاد الأول قد لقِيَ ربه في 28 أبريل 1936م. وعاد فاروق إلى مصر وقطع دراستَه ليجلس على كرسي العرش.

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

بعد أن توقَّف زحفُ الجيش السعودي على اليمن بقيادة الأمير سعود والأمير فيصل، استدعى الملكُ عبد العزيز عبدَ اللهِ ابنَ الوزير إلى الطائِفِ، وأطلَعَه على برقية الإمام يحيى -التي أرسلها بعد انهيار قوات جيشه- ثمَّ أملى الملك عبد العزيز على ابن الوزير ومن حضر من المستشارين السعوديين فقراتٍ أشبَهَ بالمواد التي تُبنى عليها معاهدةٌ للصلح، فتولى المستشارون وابن الوزير صياغتَها، فكانت معاهدة الطائف، ثم جرى توقيعها في جدة -بعد أن اطَّلع الإمامُ يحيى على نصها- في 6 صفر 1353ه - 21/ 5/ 1934م. على أن تكون الحُديدة لليمن، وجازان ونجران وعسير وتوابعها للسعودية، وقد وقَّعه نيابةً عن الملك عبد العزيز ابنُه الأمير خالد بن عبد العزيز، ونيابة عن الإمام يحيى عبدُ الله بن أحمد الوزير، وقد نصت المعاهدة على 23 مادة وملحق فيه خمس مواد، وممَّا ورد في هذه المعاهدة:
1/ تنتهي حالة الحرب القائمة بين البلدين بمجرَّد توقيع المعاهدة، وتنشأ فورًا بينهما حالةُ سلم دائم وصداقة وطيدة، وأُخوَّة إسلامية عربية دائمة.
2/ يعترف كل منهما للآخر باستقلالِ كُلٍّ من المملكتين استقلالًا تامًّا مطلقًا، ويُسقِطُ كلٌّ منهما أيَّ حَقٍّ يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد آخر خارج الحدود القطعية المبينة في صلب هذه المعاهدة.
3/ خطُّ الحدود الذي يفصل بين بلاد كلٍّ مِن الفريقين المتعاقدين موضَّحٌ بالتفصيل الكافي كما هو في نص المعاهدة، ويعتبر هذا الخط حدًّا فاصلا قطعيًّا بين البلاد التي تخضع لكل منهما.
4/ نظرًا لرغبة الفريقين في دوام السلم والطمأنينة يتعهدان تعهدًا متقابلًا بعدم إحداث أي بناء لحصون في مسافة خمسة كيلومترات في كل جانب من جانبي الحدود في كل المواقع والجهات على طول خط الحدود.
5/ يتعهَّدُ كل من الفريقين بأن يسحب جندَه فورًا عن البلاد التي أصبحت بموجِبِ هذه المعاهدة تابعة للفريق الآخر، مع صون الأهلين والجند عن كل ضرر.
6/ يتعهد كل من الفريقين بأن يمنع كُلٌّ منهما أهاليَ مملكته عن كلِّ ضَررٍ وعدوان على أهالي المملكة الأخرى في كل جهةٍ وطريق، وبأن يمنعَ الغزوَ بين أهل البوادي من الطرفين، ويَرُدَّ كلَّ ما ثبت أخذه بالتحقيق الشرعي من بعد إبرام هذه المعاهدة، وضمان ما تَلَف وبما يلزم بالشَّرعِ فيما وقعَ من جناية قَتلٍ أو جرحٍ، بالعقوبة الحاسمة على من ثبت منهم العدوان.
7/ يتعهد كل من الفريقين تعهدًا متقابلًا بأن يمتنعا عن الرجوع للقوة لحلِّ المشكلات بينهما، وبأن يعملا جهدَهما لحلِّ ما يمكنُ أن ينشأ بينهما من الاختلاف، سواء كانت سببه ومنشؤه هذه المعاهدة، أو تفسير كل أو بعض موادها، أم كان ناشئًا عن أي سبب آخر بالمراجعات الودِّية.

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

أصدرت الحكومةُ التركيةُ برئاسة مصطفى كمال أتاتورك قراراً حكوميًّا بتوقف الصلاة في جامع آيا صوفيا، ونَزعِ سجاجيده، ومنبره، ولوحاته المكتوبة باللغة العربية، وتحويلِه إلى متحف سياحي!!

العام الهجري : 1353 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

في صباح يوم النحر بينما كان الملك عبد العزيز يطوف طوافَ الإفاضةِ كعادته كلَّ سنةٍ في هذا الوقتِ مع قِلَّةٍ مِن الحُجَّاج، وخلفه ابنه الأمير سعود وبعض رجاله، وبعد استلامِه الحجرَ الأسود في بداية الشوط الخامس هجم عليه رجلٌ من فجوةٍ في الحِجْر عليه بَزَّة يمانية، وقد سَلَّ خِنجَرَه وهو يصيح صيحاتٍ مُنكرةً وانقض على المَلِك من ورائِه لِيطعَنَه بالخنجر فألقى سعود نفسَه على أبيه ودفع الرجلَ بيده الذي أطلق عليه حَرَس الملك فقَتَلوه، ثم انقَضَّ رجل آخر من فجوة ثانية من الحِجْر على الملك فجاءت الضربةُ في كتف الأمير سعود وعاجله رجالُ الملك عبدالعزيز فقتلوه، وكان هناك رجلٌ ثالث لما رأى مصرع صاحبيه أراد الفرارَ، لكِنَّ الحرس تمكَّنوا من قتْلِه، مرَّ الحادث وقُتِلَ فيه المعتدون الثلاثة وجُرِح الأمير سعود في كتفه الأيسر، كما قُتِلَ جندي واحد فقط، وجُرِح آخر، ثمَّ تلقى الملِكُ برقيةً من الإمام يحيى يستنكر بها الحادِثَ ويستفظعه ويتبرَّأُ منه.

العام الهجري : 1354 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بَهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني؛ البغدادي الأصل، الحسيني النَّسَب (على خلاف في صحة نسبه لآل البيت)، وهو أحَدُ رجال الإصلاح الديني في العصر الحديث. كان متعَدِّدَ الجوانب والمواهب، فكان مفكِّرًا إسلاميًّا غيورًا على دينه، وصحفيًّا نابهًا، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصحف، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا مُتقِنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًّا، وخطيبًا مفوَّهًا تهتَزُّ له أعواد المنابر، وسياسيًّا يشغل نفسَه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلِّمًا يروم الإصلاحَ ويبغي التقدم لأمته. أنشأ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي. ولِدَ في قرية القلمون بلبنان في 27 جمادى الأولى 1282هـ. كان الشيخ رشيد رضا من أكبر تلامذة محمد عبده، وقد تأثر به كثيرًا، واعتُبر واحدًا من روَّاد الإصلاح الإسلامي في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وقد تأثَّر بمنهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأقبل على كتبِ شيخِ الإسلام ابن تيمية فنَهل منها وتأثر بمنهجِه، وأصبح مرجِعَ الفتيا في التأليف بين الشريعة والأوضاع العصرية الجديدة. لما أُعلِنَ الدستور العثماني سنة 1326ه زار بلادَ الشام، واعترضه في دمشق، وهو يخطب على منبر الجامع الأموي، أحَدُ أعداء الإصلاحِ، فكانت فتنةٌ عاد على إثرها إلى مصر. وأنشأ مدرسة (الدعوة والإرشاد) ثم قصَدَ سورية في أيام الملك فيصل بن الحسين، وانتُخِبَ رئيسًا للمؤتمر السوري فيها. وغادرها على إثر دخول الفرنسيين إليها سنة 1920م، فأقام في وطنه الثاني مصر مدةً. ثم رحل إلى الهند والحجاز وأوربا. وعاد فاستقر بمصرَ إلى أن توفي فيها. أصدر مجلة المنار في 22 شوال 1315هـ، وحرَصَ الشيخ رشيد على تأكيدِ أنَّ هدَفَه من المنار هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة، وبيان أنَّ الإسلامَ يتَّفِق والعقل والعلم ومصالح البشر، وإبطال الشبهات الواردة على الإسلام، وتفنيد ما يُعزَى إليه من الخرافات؛ ممَّا جعلها تنتشر انتشارًا واسعًا في العالم الإسلامي، وأصبحت مجلته هي المجلةَ الإسلامية الأولى في العالم الإسلامي، كتب رشيد مئات المقالات والدراسات، وخَصَّ العلماء والحكام بتوجيهاته، ومن مؤلفاته: "تفسير المنار" الذي استكمل فيه ما بدأه شيخه محمد عبده، والذي توقف عند الآية (125) من سورة النساء، وواصل رشيد رضا تفسيره حتى بلغ سورة يوسف، وحالت وفاتُه دون إتمام تفسيره، وله أيضًا: الوحيُ المحمدي ونداء للجنس اللطيف، وتاريخ الأستاذ الإمام، والخلافة، والسنة والشيعة، وحقيقة الربا، ومناسك الحج. توفي -رحمه الله- وهو عائِدٌ من توديع الأمير سعود بن عبد العزيز بالسويس، ورفض المبيتَ في السويس للراحة، وأصَرَّ على الرجوع، وكان طول الطريق يقرأ القرآنَ كعادته، ثم أصابه دوارٌ من ارتجاج السيارة، وطلب من رفيقيه أن يستريحَ داخل السيارة، ثم لم يلبث أن توفِّيَ، وكان ذلك في يوم الخميس الموافق 23من جمادى الأولى، وكانت آخِرُ عبارة قالها في تفسيره: "فنسأله تعالى أن يجعَلَ لنا خيرَ حَظٍّ منه بالموتِ على الإسلامِ".

العام الهجري : 1354 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1935
تفاصيل الحدث:

القائدُ السوري "إبراهيم بن سليمان بن أغا هنانو" المعروف بـ"إبراهيم هنانو". قاد حركةَ الجهاد ضِدَّ المحتَلِّ الفرنسي بعد معركة "ميسلون". ولِدَ في حلب 1286هـ / 1869م، وتلقَّى تعليمَه في تركيا، وعَمِلَ في الوظائف الإدارية بسوريا. لَمَّا احتَلَّ الفرنسيون مدينةَ أنطاكية انتُدِبَ لتأليف عصابات عربية تُشاغِلُ الفرنسيين، وجعل مقَرَّه في حلب، وفوجِئَت سورية بنكبة ميسلون سنة 1338هـ، واحتلال الفرنسيين دمشق وحلب وما بينهما، فامتنع إبراهيمُ في بلاد بيلان (شمالي حلب) بقوةٍ مِن المتطوعين الوطنيين، ولَمَّا قاتله الفرنسيون ظفر بهم، وألف حكومةً وطنية، ولُقِّبَ بالمتوكل على الله، وكثُرَت جموعه واتسع نطاقُ نفوذه، خاض سبعًا وعشرين معركة لم يُصَبْ فيها بهزيمة، واستمَرَّ عامًا كاملًا ينفق مما يَجبيه عمالُه في الجهات التي انبسط فيها سلطانُه. ولما قدِمَ الشريف عبد الله بن الحسين عمان لتحرير سورية من الفرنسيين كاتَبَه إبراهيم، ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط، فاعترضته في طريقه قوةٌ كبيرة من الجيش الفرنسي يعاوِنُها بعض الإسماعيليين من سلمية، فقاتلهم، ونجا وبعضَ من كان معه، فبلغ عاصمة الأردن، فلم يجد فيها ما أمّل من الشريف عبد الله، فزار فلسطين، فاعتقله البريطانيون في القدس وسَلَّموه إلى الفرنسيين، الذين أخذوه إلى حلب، وحُكِمَ عليه فيها بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ حَكَم ببراءته وأطلق سراحَه، وبعد محاكمته تحوَّل من العمَلِ الجهادي إلى العمل السياسي، واجتمعت على زعامته سوريةُ كلُّها, وقادها فأحسَنَ قيادَتَها. وكان منهاجُه: لا اعترافَ بالدولة المنتَدَبة فرنسة، ولا تعاونَ معها، واستمر إلى أن توفِّيَ بحلب.

العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

فاز حزبُ الوفدِ بأغلبية مقاعِدِ مجلس النواب في الانتخابات التي أُجريت في البلاد، وقام مصطفى النحاس باشا رئيسُ حزب الوفد بتشكيلِ وزارة وفدية تمكَّنَت من عقد مفاوضات بين مصر وبريطانيا، فنتج عن تلك المفاوضات معاهدة 1936م.

العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

بدأ الاستعمارُ الروسيُّ في فيرغيزيا عام 1866م، وقد أدَّى الاحتلالُ الروسي لقيرغيزيا إلى تناقُصِ عَدَدِ القيرغيز؛ بسبب الثوراتِ، والهروب من البلاد، والموت جوعًا، وحرب الإبادة التي مارسها الروسُ ضِدَّ القيرغيز؛ ففي سنة 1916م قامت ثورة قُتِلَ فيها 150 ألف قيرغيزي، ومات جوعًا من القيرغيز أثناء هربهم إلى الصين -إبَّان طغيان الحكم الشيوعي والسيطرة الروسية من قَبلُ- عشرات الآلاف، وأثناء الحكم الشيوعي منذ عام 1936م حتى عام 1991م سيطر الشيوعيون على كلِّ نواحي الحياة في البلاد، وأطلقوا على عاصمة البلاد اسم فرونزى نسبةً إلى القائد الروسي ميخائيل فرونزي الذي قاد الجيشَ الروسي في قتال القيرغيز واستعمار بلادهم، وكان الروسُ يشَجِّعون العداء بين القيرغيز وسكان الصين، وبدؤوا يغَيِّرون التاريخ والآداب والثقافة القيرغيزية، واتهموا الشعراء والأدباء وكتَّاب القصة بأنهم يفضِّلون الثقافة القيرغيزية على الروسية. وقد قامت السياسة الروسية السوفيتية السابقة على مبدأ تحريم استخدام الحروف العربية في كتابة اللغة التركية، وأصدر الروسُ أمرًا مركزيًّا يفرِضُ على مسلمي تركستان -ومن بينهم القيرغيز- اتخاذ الحروف الروسية (الكيريلية) بديلًا، وكان هذا عام 1940م. ليس هذا فقط بل قام نظام التعليمِ السوفيتي باقتلاع مسلمي قيرغيزيا من الإسلام، وبالفعل مُنِعَ التعليمُ الديني بكافَّة صوره وأشكاله، بل حُرِّم الإسلامُ وجُرِّمَ من آمَن به، وقد نسِيَ مسلمو قيرغيزيا العبادةَ وجَهِلوا دينَهم الذي حرَّم السوفييت عليهم أن يتعلَّموه وأن يُعلِّموه، ومع أن الطفلَ القيرغيزي -منذ قيام الثورة الشيوعية- كان يتلقى في المدارس والجامعات والنوادي والاجتماعات الإيمانَ بالماركسية، وماركس، ولينين، وستالين وغيرهم من رموز الإلحاد، لكِنَّ نظام التعليم الروسي لم يستطِعْ أن يقلَعَ من النفوس ومن القلوب ومن المشاعر الإيمانَ بأنْ لا إلهَ إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- فكانت الأمُّ والأب يلقِّنان الأولادَ أنَّ إسلامَهم أعظمُ وأكبَرُ من كل دعاوى الماركسية ونظام البلاد، وقام الروس أيضًا بتشجيع الهجرة للروس إلى قرغيستان، حتى أصبحوا يقاربون عدد السكان الأصليين إنْ لم يزيدوا. عندها أعلنت روسيا قيامَ جمهورية قرغيستان التابعة للاتحاد السوفيتي.

العام الهجري : 1355 العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

وقَّع مصطفى النحاس -وهو رئيس الوزراء- ووزير الداخلية، ووزير الصحة: المعاهدةَ مع إنجلترا والتي عُرِفَت بمعاهدة 1936 وتنُصُّ على إنهاء الاحتلال العسكري والوصاية البريطانية، مع استثناء بعض القواعد العسكرية للدفاع عن وادي النيل وقناة السويس ضِدَّ أي عدوان خارجي، ووضْع الأراضي المصرية وطرق مواصلاتها ومطاراتها وموانيها تحت تصرُّف الجيش البريطاني في حالةِ قيام حرب، وتخلِّي إنجلترا عن المصالح الأجنبية، وتعهُّد إنجلترا بقَبولِ مِصرَ في عضوية عصبة الأمم، وإبقاء السودان شركةً بين مصر وإنجلترا، وتعهَّد الطرفانِ بعدم عقدِ معاهدة سياسية تتعارَضُ مع مضمون هذه المعاهدة، ومُدَّة المعاهدة عشرون سنة، ويعاد النظرُ بعدها فيها. وعاد مصطفى النحاس من لندن إلى مصر وبدأ يروِّجُ المعاهدةَ ويدعو إلى تأييدها، وأطلق عليها اسمَ معاهدة الشرف والاستقلال. فانشَقَّ أحمد ماهر وفهمي النقراشي عن حزب الوفدِ وشَكَّلا الهيئةَ السعديةَ، وألقيت قنبلةٌ على دُورٍ للسينما يرتادُها ضباط إنجليز ذهب ضحيَّتَها عددٌ من القتلى، وتعرَّض النحَّاسُ لمحاولة اغتيالٍ.

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

بعد أن رأى الكثيرُ من السوريين أنَّ الكفاحَ المسلَّحَ لا يتكافأُ مع القوات الفرنسية لجؤوا إلى الكفاح الدبلوماسيِّ، فبدأت تظهَرُ الكتلة الوطنية والجمعية التأسيسية التي دعت لوضع دستورٍ للبلاد، وعمَلِ انتخابات نيابية حُرَّة، وإلغاءِ الأحكام العرفية، ثم حصلت تطوراتٌ في إصدار دساتير عديدة، أحدها لدولة سوريا، وآخر لدولة العلويين في اللاذقية، وثالث للدروز، ثمَّ حُلَّت الحكومة المؤقتة، وعملت انتخابات جديدة، وحصل محمد علي العابد على رئاسة الجمهورية، ولكِنْ في أواخر سنة 1935م قام إضرابٌ عام في دمشق استمر خمسين يومًا، وحصلت اضطراباتٌ، واستقالت أكثَرُ من وزارة، وبسبب ذلك تم الاتفاقُ على معاهدة تضع حدًّا للانتداب، فشُكِّلَ وَفدٌ سوريٌّ مكَلَّفٌ بالتفاوضِ مع الحكومة الفرنسية برئاسة هاشم الأتاسي، وعضوية كلٍّ من فارس الخوري، جميل مردم، سعد الله الجابري: ممثِّلين عن الكتلة الوطنية، ومصطفى الشهابي، إدمون حمصي: ممثلين عن الحكومة، ونعيم أنطاكي سكرتيرًا، والقائم مقام أحمد اللحام أحد ضباط الجيش العربي سابقًا خبيرًا ومستشارًا عسكريًّا، التقى الوفدُ بسياسي وزارة خارجية فرنسا، وكانت العقبةُ الأساسية الأولى التي اختلف عليها الطرفان هي قضية توحيد الأراضي؛ فقد أصرَّ الجانِبُ السوري المفاوِضُ على وَحدة الأراضي السورية بالشَّكلِ الذي كانت عليه في عهد العثمانيين، وتوصَّل الطرفان المتفاوضان إلى حَلٍّ وَسطٍ يقضي بقيام دولتين مستقلَّتين في المنطقة سورية ولبنان، وأن يبقى لبنانُ ضِمنَ حدوده الراهنة، مقابِلَ موافقة الوفد الفرنسي على إعادة توحيد إقليمي جبل الدروز وجبل العلويين مع سورية، وأمَّا بالنسبة لسنجق الإسكندرونة فقد أقرَّت فرنسا بتبعيته لسورية، ولكنْ بشرط أن يكون له وضعٌ خاصٌّ يُتَّفَق عليه فيما بعد. وكانت العقبةُ الثانية أمام نجاح المفاوضات هي المتعلقة بالقوات السورية الخاصة بعد توقيع المعاهدة، وأصرَّ الوفدُ السوري على استعادة القوات فورًا؛ نظرًا لأنَّ نفقاتِها كانت من الموازنة السورية طيلةَ السنوات العشر الأخيرة، أمَّا الجانب الفرنسي فكان يرغَبُ بإبقائها تحت قيادة ضباط فرنسيين خلالَ فترة معينة يمكِنُ بعدها تسليمُها إلى الحكومة السورية بعد توقيع اتفاق عسكري معها، فتَمَّ الاتفاق على أنه يجوز للحكومة الفرنسية أن تحتَفِظَ ولمدة خمس سنوات ببعض القوات خارج المدن وبمطارين، وبقوات محدودةٍ ضِمنَ محافظتي جبل الدروز ومنطقة العلويين، على أن تعترف المعاهدةُ باستقلال سوريا. لكِنَّ المعاهدة لم يُنفَّذ منها شيء؛ لأنها لم تُعرَض على البرلمان الفرنسي، واقترح إضافة ملاحق جديدة على المعاهدة، منها إعطاءُ حكم ذاتي للدروز والنصيريين وسكان الجزيرة الفراتية حكمًا ذاتيًّا، وتعدى الاتفاق العسكري الذي يوجِبُ جلاء الجيش الفرنسي عن البلاد بحيث يصبِحُ هذا الوجود دائمًا.

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

تعتَبرُ الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936م من أشَدِّ الثورات على اليهود وأعوانهم الإنجليز، وكانت ذاتَ طابَعٍ إسلامي واضِحٍ، وتركَّزت العمليات في شمالي فلسطين ولواء نابلس؛ حيث إن جماعة عز الدين القسَّام كان وجودها مكثفًا هناك، فقاموا باغتيال الحاكم البريطاني لمنطقة الجليل "أندروز"، وكان فوزي القاوقجي هو قائد عام الثورة، وتولَّى منطقة القدس عبد القادر الحسيني الذي قُتِلَ في معركة القسطل، واشتعلت الثورة في كافة أنحاء فلسطين حتى أعلنت بريطانيا أنَّ خسائِرَها بلغت مليوني جنيه استرليني، كما استدعت قوات إضافية من مصر، وأسهمت الطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكة الأخرى في قمع الثورة، وهجر اليهودُ مستعمراتِهم وتجَمَّعوا في تل أبيب، ونُفِّذَت في هذه الثورة آلافُ العمليات العسكرية، ولم تهدأ الثورة حتى توسطت بريطانيا عند أصدقائها من الملوك والرؤساء العرب، وبعدها استعانت بريطانيا بسُدس جَيشِها الإمبراطوري بقيادةِ أقوى العسكريِّين، وعادت تحتلُّ فلسطين جزءًا جزءًا في حربٍ شرسة استخدموا فيها الطيرانَ والدباباتِ وكلَّ التقنيات العسكرية الحديثة التي يعرفونَها!

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

أصدرت الحكومةُ الفرنسيةُ قرارًا باعتبارِ اللغة العربية لغةً أجنبية في الجزائر! ويأتي هذا القانونُ في سلسلة قوانينَ سَنَّها الاحتلال الفرنسي لمحاربةِ اللغة العربية، وفَرْنَسة الشعب الجزائري، وتسَبَّبت هذه القوانين في زحزحة اللغة العربية واحتلال اللغة الفرنسية لمكانةٍ متميزة في الإدارةِ والحُكمِ في الجزائر!

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ أحمد فؤاد الأوَّل بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي ملك مصر. مولده ووفاته بالقاهرة. تعلَّمَ بها، ثم في جنيف، ثم في المدرسة الحربية بتورينو إيطاليا، وتخرَّج ضابطًا في الجيش الإيطالي، وأُلحِقَ بالبلاط الملكي برومة، ورحل إلى الأستانة فعُيِّنَ ياورا فخريًّا للسلطان عبد الحميد، فمُلحَقًا حربيًّا للسفارة العثمانية بعاصمة النمسا، وعاد إلى مصر سنة 1892 فعُيِّن (ياورا) للخديوي عباس الثاني، واستمَرَّ ثلاثة أعوام. وكان يُنتَدَب في بعض المهمات إلى أن دُعِىَ لتولي سلطنة مصر سنة 1335ه / 1917م بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل، والحماية البريطانية مضروبةٌ على مصر. وفي أيامه قامت مصر بحركتها الوطنية سنة 1918م بقيادة سعد زغلول، فرُفِعَت الحماية سنة 1922، وفي عام 1919 حدثت المظاهرةُ النسائية ضِدَّ الاحتلال الإنجليزي والتي خُلِعَ فيها الحجابُ في ميدان الإسماعيلية!! ووُضِعَ دستور للبلاد وقانون لتوارث العرش، وقانون لأمراء الأسرة الحاكمة، وتحوَّل لَقَبُه من سلطان إلى ملك, وفي أيامه أُنشئ مجمع اللغة العربية بمصر. وكان يُحسِنُ التحدث باللغة العربية وبالتركية والفرنسية والإيطالية ويفهم الإنجليزية. توفِّيَ بالقاهرة في السابع من صفر، وكان ولي عهده فاروق الذي كان يتابِعُ دراسته في إنجلترا، فعاد إلى مصر وتشَكَّل مجلس وصاية برئاسة الأمير محمد علي، وعضوية عبد العزيز عزت ومحمد شريف صبري، إلى أن بلغ الملك سن الرشدِ في تموز / 1938م / 1357هـ.

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

هو بلاس إنفانتي بيريث دي بارغاس رجلُ سياسة ومفكِّر وكاتب أندلسي، ويُعَدُّ أبا القومية الأندلسية الحديثة. ولِدَ سنة 1885م في بلدة قشريش بمقاطعة مالقة، ظهرت في أوائل القرن العشرين شخصيةُ بلاس إنفانتي الفَذَّة، الذي اعتنق الإسلام وعَمِلَ حَسَب طاقته في ذلك الحين على توعية المجتمع الأندلسي، وإزاحة الغشاء المظلِم الذي أنزله أعداؤه على تاريخِه وماضيه الإسلامي. تعرَّف بلاس إنفانتي إبَّان مُقامِه في غرناطة على التراثِ الإسلامي الأندلسي، فزار إنفانتي إشبيلية وقرطبة ومجريط، واجتمع بزعماء الحركة الأندلسية، وأصبح يعتقِدُ أنَّ الهُويَّةَ الأندلسية ليست هويةَ عِرقٍ أو دم، لكِنَّها هوية (وجود) و(معرفة). وفي سنة 1910م عُيِّن إنفانتي عَدلًا في بلدة قنطيانة، فسكن إشبيلية القريبةَ منها، وأصبح ينتقلُ بين البلدتين، تأثَّر إنفانتي في إشبيلية بمفكِّريها الأندلسيين، وساهم في أنشطتهم الثقافية، وفي 28-11-1913م قُبِل إنفانتي في مجلس المحامين، وفي سنة 1914م ظهرت الطبعةُ الأولى من كتابه النظرية الأندلسية. وفي سنة 1916م أسَّس إنفانتي أول مركز أندلسي في إشبيلية، تبعه مراكز أخرى في مدن الأندلس وقُراها، وأصدر مجلة الأندلس كلسان حال للمراكز الأندلسية، والحركة القومية الأندلسية، ومع الأيام تحوَّل مركز إشبيلية الأندلسي إلى مركز أنشطة أندلسية تثقيفية وتخطيطية، ومنه خرج المنشور الداعي إلى اجتماع المقاطعات الأندلسية في رندة، الذي استعمل عبارةَ الأمة الأندلسية لأول مرة، وهكذا أصبح إنفانتي بأفكاره وحركته رئيسَ تيار جديد للحركة القومية الأندلسية. وطرح فكرة "إنشاء فدرالية تجمع بين بلاد المغرب والأندلس تجمعُهما أخوة سياسية بعيدًا عن الفكر الاستعماري" وفي 13-1-1918م انعقد اجتماعُ مجلس المقاطعات الأندلسية في رندة، فعدد معالم القومية الأندلسية في حركتها المستقبلية، وطلبوا الاعترافَ بالأندلس كبلد وقومية ومنطقة ذات حكم ذاتي ديمقراطي، على أساسِ دستور أنتقيرة. ثم تقَدَّم بلاس إنفانتي، وخوزي أندرس باسكس، باسم المؤتمر لهيئة الأمم طالبينَ منها الاعتراف بالقومية الأندلسية، وفي 21/5/1919م تقدَّم إنفانتي لانتخابات إشبيلية باسم (الديمقراطية الأندلسية) المكونة من الجمهوريين الاتحاديين، والقوميين الأندلسيين، والاشتراكيين المستقلين، وندَّد في خُطَبِه الانتخابية بوضع الأندلس البئيس، فغَضِبَت عليه السلطة الحاكمة واليمين واتهموه وأتباعه بالتآمُرِ على أمن الدولة ووحدتها، وفي 13/1/1923م تحولت أسبانيا إلى الحكم الدكتاتوري الذي قضى على الحريات، وأغلقَ المراكز الأندلسية، واتهم القوميين الأندلسيين بمقاومة الدولة، وأسكت القوى المعادِية للكنيسة. فانتقل إنفانتي تحت ضغط عائلته إلى أيسلا كريستينا (مقاطعة ولبة) كموثِّق عدل، وانسحب من العمل السياسي. تعرَّف إنفانتي على بعض أبناء الأندلس المسلمين، فقَرَّر إشهارَ إسلامه على أيديهم، ثم حاول بعد إسلامِه ربطَ الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية. وفي سنة 1930م انهارت الدكتاتورية، وأصبح إنفانتي يمجِّدُ التاريخ الإسلامي كأساسِ الهوية الأندلسية، ويطالِبُ الأندلسيين باستعادة الهوية والتاريخ والأرض، وبإزاحة هيمنة الكنيسة على الدولة، ويهاجِمُها على جرائمها في القضاء على الأندلسيين، فكان كل ذلك دافعًا لأعدائهم إلى رميهم بالاتهامات المتواصلة، فحُوربت الحركة من طرف اليمين واليسار على حدٍّ سواء. وفي يوم الأحد 2/8/1936م بعد 14 يومًا من انفجار الحرب الأهلية الأسبانية، هجمت فرقةٌ من الكتائب على إنفانتي في بيته دار الفرح بقورية، وساقته إلى إشبيلية، حيث سجنته وأعدمته رميًا بالرصاص يوم الاثنين 10/8/1936م، فمات وهو يصرخُ مرتين: عاشت الأندلس حرة!

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

خطَّطت فرنسا -بعد أن انتهت الثورةُ العربية الكبرى ضِدَّ العثمانيين- لما ستفعله في سوريا، فأول ما قامت به هو فَصلُ لبنان عن سوريا، وخاصة أن فيه كثيرًا من الموارنة النصارى، وقد سنَّت دستورًا خاصًّا للبنان الكبير، ومع أنَّ الدستور لم ينُصَّ على ديانة الرئيس إلَّا أن فرنسا كانت مصممة على ألَّا يليَ الرئاسة إلا نصراني، فعُيِّنَ أولًا شارل دباس، وحاول حبيب باشا السعد أن يجعل اللهجةَ العامية هي اللغة الرسمية للبلاد؛ ليقضيَ على اللغة العربية الأصيلة، وبدأ التمييز الديني بين النصارى والمسلمين؛ من هضم للحقوق، وتدني في المستوى الاجتماعي والمعيشي، وعمَّقَت فرنسا هذا الموضوع الطائفي، وفي أول سنة 1936م تسلَّم الرئيس إميل إدة مهامَّ رئاسة لبنان الكبير، وتزايدت في عهده حِدَّةُ الصراعات الطائفية، ثم بدأت المفاوضات اللبنانية الفرنسية التي حذت حذو المفاوضات السورية الفرنسية، وكانت الكتلة الدستورية برئاسة بشارة الخوري قد تقَدَّمت بالمطالبة بأن تحلَّ محلَّ الانتداب، ثم تداعت القوى الإسلامية والقومية الوحدوية من مختَلِف الطوائف إلى عقدِ مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة في مارس 1936م، وكانوا يطالبون بالوحدة مع سوريا، ثم عُقِدَ مؤتمر آخر هو المؤتمر القومي الإسلامي في أكتوبر 1936م، وطالبوا بالاتحاد مع سوريا وأن تكون هناك بنودٌ واضحة لحقوق وواجبات الطوائف، ثم بعد المفاوضات والأخذ والرد وُقِّعَت المعاهدة في 13 نوفمبر 1936م من قِبَل رئيس الجمهورية إميل إدة، والمفوض الداني دي مارتل الفرنسي، وكانت مدتها خمسة وعشرين عامًا اعترفت فيها فرنسا باستقلال لبنان، وتعهَّدت بمساعدته للانضمام للأمم المتحدة على أن يبقى جنود فرنسيون في لبنان، وتمثِّلُ فرنسا لبنان في الشؤون الخارجية والعسكرية.

العام الهجري : 1356 العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:

بعد أن قامت الثورةُ الفلسطينية الكبرى عام 1936م وعَمَّت كلَّ أرجاء فلسطين وتكَبَّد البريطانيون من ورائِها خسائرَ فادحةً: أرادوا أن يستغلُّوا هذه النقطةَ لصالِحِهم، فقاموا بتشكيلِ لجنةٍ برئاسة بيل، وهي ما تسمى باللجنة الملكية البريطانية؛ لدراسة أسباب الثورة، وكأن أسبابَها غامضةٌ تحتاج إلى دراسة، وكان الغرضُ الرئيس من هذه اللجنة وغيرها من اللجان امتصاصَ الثورة بظهور بريطانيا أمام العالم أنها مهتمَّةٌ بقضايا الشعب الفلسطيني التي هي مُنتدَبةٌ عليه، بالإضافة إلى المكسب الإعلامي، فقامت هذه اللجنةُ في تقريرها المقَدَّم إلى الحكومة البريطانية في السابع من يوليو 1937م بتقسيمِ فلسطين بين العرب وبين اليهود، وتضَمَّن التقريرُ مطالِبَ الشعب الفلسطيني حيالَ نوايا اليهودِ مِن إنشاءِ الوطن القومي اليهودي في فلسطينَ بمساعدةِ الحكومة البريطانية، وأوصت اللجنة أيضًا بضرورة إبدال نظام الانتداب بنظام المعاهداتِ التي اتبعَتْه بريطانيا في العراق، والتي اتَّبَعَتْه فرنسا في سوريا، وأيَّدت الحكومة البريطانية بشدةٍ التوصيةَ التي جاءت بها لجنة بيل حول تقسيم فلسطين، ورأت أنه الحَلُّ الأمثل للقضية الفلسطينية!!

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:

في عام 1937م بدأت الظروفُ العالمية تُنذِرُ بنشوب الحرب العالمية الثانية فاتَّخَذت الدولُ الغربية بعضَ الاحتياطات ضِدَّ ألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد السوفييتي، وكان من جملةِ التدابير المتَّخَذة عقد (ميثاق سعد آباد) في الثامن من يوليو عام 1937م في إيران، وساهم عقدُ هذا الميثاق في التقارب العراقي الإيراني، حيث عُقِدَت المعاهدة عام 1937بين العراق، تركيا، أفغانستان، وإيران تحت إشراف بريطانيا، ثم توالى عقدُ معاهدات أخرى، فعُقِدت معاهدة صداقة ومعاهدة حلِّ الاختلافات بالطرق السلمية. وأبرز ما جاء في المعاهدة: تعديلُ الحدود في شَطِّ العرب بمنحِ إيران سبعة كيلومترات وثلاثة أرباع الكيلو متر أمام عبادان. وحقَّقت المعاهدةُ لإيران حقَّ استخدام شطِّ العرب والانتفاع منه دون إذنٍ عراقيٍّ، كما كان قبل توقيعِ المعاهدة. ومنح الدولتين حق تقرير الضرائب المالية والفنية المتعلقة بشطِّ العرب، وتقضي المادة الثالثة من المعاهدة بتأليف لجنةٍ مشتركة من البلدين لنَصبِ دعائم الحدود التي كانت قد عيَّنَتْها اللجنة المشتركة عام 1914م. باشرت اللجنةُ الجديدة أعمالَها عام 1938م لكِنَّها توقَّفَت عام 1940م، ويبدو أنَّ اندلاع الحرب العالمية الثانية كان أحد أسباب توقُّف عمل اللجنة، وظلَّت مشكلة الحدود قائمة. وكان من آثار المعاهدة وأدُ كلِّ حركة تحرُّر كردية في مهدِها، فتقول إحدى موادِّه: إنَّ كلًّا من الأطراف الموقِّعة تتعهَّدُ باتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون قيامِ أيِّ نشاط لعصابات مسلحة، أو جمعيات، أو منظمات تهدف إلى إطاحة المؤسسات الحالية، التي تتحمَّلُ مسؤولية المحافظة على النظام والأمن في أي جزء من حدود الأطراف الأخرى، علمًا أنَّه انتهى أثَرُ ذلك الميثاق بنشوب الحرب العالمية الثانية.

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:

بعد أن وُقِّع ميثاقُ سعد آباد بين كل من تركيا وأفغانستان والعراق وإيران في ربيع الثاني 1356هـ في هذا العام على ألَّا تتدخل أي دولة بشؤون الدول الأخرى الداخلية، وألَّا تتعدى عليها، ولا تعاوِن من يتعدى عليها، وما إلى ذلك، ثم وقِّعَت في 10 جمادى الأولى في العام نفسِه معاهدةُ صداقة دائمة لإقامة سِلمٍ دائم وصداقة لا تتغيَّرُ بين العراق وإيران، ووقِّعَت في طهران، ويتعهَّدُ الطرفان بأن يُعقَدَ بأسرعِ وقتٍ ممكن: اتفاقية حُسن جوار، ومعاهدة لاسترداد المجرمين، ومعاهدة إقامة وتجنيس، ومعاهدة تجارية، واتفاق تعاون قضائي، واتفاقية بريد وبرق، واتفاقية قنصلية.

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1937
تفاصيل الحدث:

تعرَّضت تركستان الشرقية لأربعِ غَزَوات صينية منذ عام 1277هـ / 1860م مرَّتين في عهد أسرة المانشو، ومرةً في عهد الصين الوطنية، ومرةً في عهد الصين الشيوعية. وقد أدت هذه الغزوات وما رافقها من مذابحَ صينيةٍ إلى إبادة كثير من المسلمين، وحدوثِ عِدَّةِ هِجرات من هذا الإقليم إلى المناطق المجاورة. وقد قامت ثورةٌ عارمة في تركستان الشرقية ضِدَّ الصين سنة 1350هـ / 1931م كان سببُها تقسيمَ الحاكم الصيني المنطقةَ التي يحكمها "شاكر بك" إلى وحدات إدارية، وفي عام 1352هـ أعلن المسلمون قيامَ حكومة جديدة باسم "الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية"، ولم تلبث هذه الحكومة طويلًا؛ لأن التحالُفَ الصيني الروسي تمكَّن في عام 1356هـ من إسقاطِ هذه الجمهورية المسلمة، وقام بإعدامِ جميع أعضاء الحكومة مع عشرة آلاف مسلم. وحصل الروسُ مقابِلَ مساعدتهم للصين على حقِّ التنقيب عن الثروات المعدنية، واستخدام عددٍ مِن الروس في الخِدماتِ الإدارية في تركستان الشرقية.

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:

بعد تولِّي الملِكِ فاروق عرشَ مصرَ قام بحل مجلسِ النواب الذي كان يتمتَّعُ فيه حِزبُ الوفد بأغلبية كبيرة، وكان الوفديُّون قد أحرزوا هذه الأغلبيةَ في الانتخابات التي أُجرِيَت في مايو 1936م، وكانت الحياةُ السياسية في مصر في تلك الفترة تعتَمِدُ على ثلاث قوى رئيسية فاعلة، هم: الإنجليز، والقصر، وحزب الوفد. قبل أن يدخُلَ الجيش إلى المعادَلةِ ويقلِبَ توازنات القوى فيها، جلس فاروق على العرش مع اهتزازِ وتراجُعِ شعبية حزب الوفد بعد توقيعِه على اتفاقية 1936 والتي كانت مكروهةً ومرفوضةً شعبيًّا. وعلى الرغم من حداثة سنِّ فاروق في تلك الفترة إلا أنَّه أدرك ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد، قأقال حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي: في نفس العام الذي تسلَّم فيه سلطاتِه الدستوريةَ كمَلِكٍ على البلاد، وكلَّف محمد محمود الذي كان رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين المُوالي للقصر بتشكيل الوزارة. وكان أوَّلُ ما استصدرته الوَزارة الجديدة مرسومًا بتأجيل انعقاد البرلمان شهرًا، ثمَّ حَلِّ مجلِسِ النوابِ ذي الأغلبية الوفدية، إلى أن تمَّت الانتخابات في 1938 ولم يحصُلِ الوفدُ إلا على 12 مقعدًا فقط، والملاحَظُ في تلك الفترة هو التعددية الحزبية السياسية القائمة، حتى ولو بشكلٍ صوريٍّ؛ حيث سُمِح في انتخابات 1938 مثلًا بأن يتِمَّ ترشيح المستقلين، والذين حصلوا على 55 مقعدًا بجانب أحزاب الأحرار الدستوريين، والهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر المنشَقِّ عن حزب الوفد، بالإضافة إلى الحزب الوطني، وحزب الوفد.