الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 187 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 803
تفاصيل الحدث:

هو الفُضيلُ بنُ عِياضِ بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي الخراساني، المجاوِرُ بحرم الله، وُلِدَ بسمرقند، ونشأ بأبيورد، وارتحلَ في طلَبِ العلم؛ قال الفضل بن موسى: كان الفضيلُ بنُ عياض شاطِرًا يقطَعُ الطَّريقَ بين أبيورد وسرخس، وكان سبَبُ توبته أنَّه عَشِقَ جارية، فبينا هو يرتقي الجُدران إليها، إذ سَمِعَ تاليًا يتلو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...} [الحديد: 16] فلمَّا سَمِعَها، قال: بلى يا رَبِّ، قد آن، فرجع، فآواه الليلُ إلى خربةٍ، فإذا فيها سابلةٌ، فقال بعضُهم: نرحَلُ، وقال بعضهم: حتى نُصبحَ؛ فإنَّ فُضَيلًا على الطريق يقطَعُ علينا، قال: ففَكَّرتُ، وقلتُ: أنا أسعى باللَّيلِ في المعاصي، وقومٌ مِن المسلمينَ هاهنا، يخافونني، وما أرى اللهُ ساقني إليهم إلَّا لأرتَدِعَ، اللهمَّ إني قد تبتُ إليك، وجعلتُ توبتي مجاورةَ البيتِ الحرامِ. وقال ابن المبارك: ما بقِيَ على ظهرِ الأرضِ عندي أفضَلُ من الفُضَيل بن عِياضٍ، وقيل: مات- رحمه الله- في ست وثمانين ومئة. قال الذهبيُّ: وله نيِّفٌ وثمانون سنة، وهو حُجَّةٌ كبيرُ القَدرِ.

العام الهجري : 187 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 803
تفاصيل الحدث:

كان لآلِ بَرْمَك نفوذٌ كبيرٌ في دولة الرشيد؛ إذ كان يحيى بن خالدٍ مُربِّيًا للرشيدِ، وكان أولادُه جعفر والفضل وموسى ومحمَّد أترابَ الرَّشيد، ثمَّ تغيَّرَت أحوالُ البرامكة وتبدَّلَ لهم الرشيدُ فجأةً، فقتل جعفرَ بنَ يحيى وسجَنَ يحيى وابنَه الفضلَ، وصادرَ أملاكَهم، وقد قيل في سبب ذلك أشياءُ؛ منها: أنهم- يعني البرامِكةَ- زاد نفوذُهم كثيرًا، وزادت مصروفاتُهم كثيرًا، حتى فاقوا الخليفةَ بذلك؛ ممَّا جعل أمرَهم مُريبًا مُخيفًا؛ فقد بنى جعفرٌ بيتًا له كلَّفَه عشرينَ مليونَ درهم، وعندما عاد الفضلُ بن يحيى مِن حَربِه في الديلم أطلق لمادِحيه ثلاثةَ ملايين درهم. وهذا السَّرفُ جعل الرشيدَ يتابِعُهم في الدواوينِ والكتاباتِ، فاكتشفَ وُجودَ خَلَلٍ كبير في مصاريفِ الدولة. وقيل: لتشَيُّعِهم وتعاطُفِهم مع العَلَويِّينَ؛ فقد حمل يحيى بن خالد البرمكي إلى يحيى بن عبد الله الطالبي في أثناء ثورتِه بالديلم مئتي ألفِ دينارٍ، كما أنَّ جعفرًا أطلَقَه بعد سَجنِه مِن دونِ عِلمِ الخليفة. وقد أحضر الخليفةُ جعفرًا وسأله، فأقرَّ بالأمرِ، فأظهرَ الرَّشيدُ أنَّه راضٍ عن عَمَلِه، فلمَّا خرج مِن مجلِسِه قال: "قتلني اللهُ بسَيفِ الهُدى على عمَلِ الضَّلالةِ إنْ لم أقتُلْك", وقد يُعدُّ هذا من أقوى أسبابِ نِقمةِ الرشيدِ عليهم، وقيل: لتعصُّبِهم للفُرسِ ومحاولةِ إقصاءِ العَرَب عن المناصبِ المُهِمَّة؛ فقد أبدَوا كراهيَتَهم لمحمَّد بن الليث لِمَيله عن العجَم، وسَعَوا لدى الرشيدِ للإيقاع بيزيدَ بن مزيد الشيباني، واتَّهَموه بالتراخي في قتالِ الخوارج. وقيل: بل لأنَّ الرشيدَ لَمَّا كان يحِبُّ أن يجتَمِعَ مع جعفر وأختِه العبَّاسة (أخت الرشيد) وهي مُحَرَّمة على يحيى، فزَوَّجَها الرشيدُ مِن جَعفرٍ على ألا يقرَبَها، بل فقط ليجتَمِعوا ويَسمُروا سويًّا، ولكِنَّ جعفرًا أتاها فحَمَلت العبَّاسةُ منه، ولَمَّا ولَدَت وجَّهَته إلى مكَّةَ، ثمَّ عَلِمَ الرشيدُ بذلك من بعضِ حواضِنِ العبَّاسة، فعَدَّ ذلك خيانةً مِن جعفرٍ،  وقد تناقل المؤرِّخونَ قِصَّةَ عبَّاسة وجعفرٍ البرمكيِّ، وكأنَّها أحدَثَت فِعلًا، بينما عليَّةُ بنتُ المهدي تقولُ للرَّشيدِ بعد إيقاعِه بالبرامكة: ما رأيتُ لك يومَ سرورٍ تامًّا منذ قتَلْتَ جعفرًا، فَلأيِّما شيءٍ قَتَلْتَه؟ فقال: لو عَلِمتُ أنَّ قَميصي يعلمُ السَّببَ الذي قتلْتُ به جعفرًا لأحرقتُه. فهل كانت عليَّة بنت المهدي جاهلةً السَّبَبَ لو كان هناك مِثلُ هذه الفضيحة (قِصَّة عبَّاسة وجعفر البرمكيِّ) في قصرِ الخلافة؟!

العام الهجري : 188 العام الميلادي : 803
تفاصيل الحدث:

بعد أن غزا الرشيدُ نقفور وطلبَ الصُّلحَ وقَبِلَ منه، قام نقفور بنكثِ العَهدِ في نفسِ السَّنة، لكن الأمرَ لم يصِلْ إلى الرشيدِ إلَّا بعد سنةٍ؛ للبَردِ الشَّديد الذي منع وصولَ البريدِ، فغزا إبراهيمُ بن جبرئيل الصائفة، فدخل أرضَ الروم من درب الصفصاف، فخرج إليه نقفور ملكُ الروم، فأتاه مِن ورائه أمرٌ صَرَفه عنه، ولَقِيَ جمعًا من المسلمين، فجرح ثلاث جِراحات، وقُتِلَ مِن الروم- فيما قيل- أربعون ألفًا وسبعمائة.

العام الهجري : 189 العام الميلادي : 804
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسنُ عليُّ بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفيُّ الملقَّبُ بالكسائيِّ؛ لكساءٍ أحرَمَ فيه، وُلِدَ بالكوفةِ نحو 120هـ, اختار قراءةً اشتَهَرت عنه، وصارت إحدى القراءاتِ السَّبع، وجالس في النحو الخليلَ، وسافر في بادية الحجازِ مُدَّةً للعربيَّة، قال الشافعي: "من أراد أن يتبحَّرَ في النحو فهو عيالٌ على الكسائيِّ". وقال ابن الأنباري: "اجتمع في الكسائيِّ أمور: كان أعلمَ النَّاسِ بالنحو، وواحِدَهم في الغريبِ، وكان أوحدَ الناسِ في القرآن، وكانوا يُكثِرونَ عليه حتى لا يضبطَ عليهم، فكان يجمَعُهم ويجلِسُ على كرسيٍّ ويتلو القرآنَ مِن أوَّلِه إلى آخره وهم يسمعون، ويَضبِطون عنه حتى المقاطِعَ والمبادئَ" له عدةُ تصانيفَ منها: معاني القرآن، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، ومختَصَر في النحو، وغير ذلك. مات بالريِّ بقرية أرنبوية عن سبعين سنة، وفي تاريخِ موتِه أقوال، وأصحُّها أنَّها سنة تسع وثمانين ومئة.

العام الهجري : 189 العام الميلادي : 804
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامة، فقيهُ العراق أبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشَّيباني ولاءً، أصلُه من الغوطة، صاحِبُ أبي حنيفة، ولد سنة 131هـ بواسط, نشأ في الكوفة فسَمِعَ من أبي حنيفة، وأخذ عنه طريقتَه، لم يجالِسْه طويلًا لوفاة أبي حنيفة، فأتمَّ الطريقةَ على أبي يوسف، رحل إلى المدينةِ وأخذ عن الإمامِ مالكٍ، واتَّصل بالشافعيِّ، وكان بينهما مناظراتٌ معروفةٌ، تولى القضاءَ للرَّشيدِ ثمَّ اعتزل القضاءَ وتفَرَّغ لتعليمِ الفِقه، كانت وفاتُه في الريِّ، وكان يومَها مع الرشيد.

العام الهجري : 189 العام الميلادي : 804
تفاصيل الحدث:

رابَطَ في هذه السنة القاسِمُ بن الرشيد في مرج دابق، وفادى الرشيدُ الأُسارى من المسلمين الذين كانوا في بلاد الرومِ، حتى لم يبقَ أسيرٌ واحِدٌ.

العام الهجري : 189 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

كثُرَ شَغبُ أهل طرابلس الغرب على وُلاتِهم، وكان إبراهيمُ بن الأغلب أميرُ إفريقيَّةَ قد استعمَلَ عليهم عِدَّةَ وُلاةٍ، فكانوا يَشكُون من وُلاتِهم، فيَعزِلُهم، ويولِّي غَيرَهم، فاستعمل عليهم هذه السَّنةَ سُفيانَ بنَ المضاء، وهي ولايتُه الرابعة، فاتَّفق أهلُ البلد على إخراجه عنهم، وإعادتِه إلى القيروان، فزَحَفوا إليه، فأخذ سلاحَه، وقاتَلَهم هو وجماعةٌ ممَّن معه، فأخرجوه من داره، فدخل المسجِدَ الجامع، فقاتَلَهم فيه، فقتلوا أصحابَه، ثم أمَّنوه، فخرج عنهم، فكانت ولايتُه سبعًا وعشرين يومًا.

العام الهجري : 190 العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

نقَضَ أهلُ قُبرص العهدَ، فقام معيوف بن يحيى أميرُ سواح الشامِ ومصر بالسَّيرِ إليهم بأسطولٍ كبيرٍ، فغزاهم وأسَرَ أسقُفَهم وسبى من أهلِها الكثيرَ، وقتل الكثيرَ، ثم سار إلى جزيرة كريت ورودوس.

العام الهجري : 190 العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

كان رافِعُ بن نصرِ بنِ الليث بن سيَّار من عظماء الجندِ فيما وراء النهر، وكان يحيى بن الأشعَثِ الطائي قد تزوَّجَ ابنةَ عَمٍّ له، وكانت ذاتَ يَسارٍ ولِسانٍ وجَمالٍ, ثم ترَكَها بسمرقند فترةً وأقام ببغداد، واتَّخذَ السَّراريَّ، فلما طال ذلك عليها، أرادت أن تخلصَ مِن زواجها له, فعَلِمَ رافِعٌ بأمرِها فتزوَّجَها بعد أن قال لها أن تُظهِرَ الشِّركَ ثم تتوبَ فيَنفَسِخَ نِكاحُها, فشكاه زوجُها يحيى بن الأشعث إلى الرشيدِ، فأمر الرشيدُ عامِلَه على سمرقند عليَّ بن عيسى بن ماهان أن يَحُدَّه ويُطلقَ منها ويُطيفه على حمارٍ في سمرقند للعبرةِ، ففعل لكِنَّه لم يحدَّه وحَبَسَه فهرب من الحبسِ، فلَحِقَ ببلخ فأراد عامِلُها علي بن عيسى قَتْلَه فشَفعَ فيه عيسى بن علي بن عيسى، وأمَرَه بالانصرافِ إلى سمرقند.

العام الهجري : 190 العام الميلادي : 805
تفاصيل الحدث:

خلع رافِعُ بنُ الليث بن نصر بن سيَّار نائبُ سمرقند الطاعةَ، ودعا إلى نفسِه، وتابعه أهلُ بلَدِه وطائفةٌ كثيرةٌ من تلك الناحية، واستفحل أمرُه، فسار إليه نائِبُ خراسان علي بن عيسى، فهزمه رافِعٌ وتفاقم الأمر به. فجمَعَ له عليُّ بن عيسى جيشًا لقِتالِه، فلما قَتَل رافِعُ بن الليثِ عيسى بن علي خرج عليُّ بن عيسى مِن بَلْخ حتى أتى مرْوًا مخافةَ أن يسيرَ إليها رافع بن الليث، فيستولي عليها، فلما علم الرشيد بذلك خلَعَه وعيَّنَ بدلًا عنه هرثمة بن أعين.

العام الهجري : 190 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

فتح الرَّشيدُ هرقلةَ، وكان سببُ مَسيرِه إليها ما حصل سنةَ سبعٍ وثمانين ومائة، من غَدرِ نقفور، فحاصرَ الرَّشيدُ هرقلة ثلاثين يومًا وسَبى أهلَها، وكان قد دخل البلادَ في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفًا من المرتَزِقة، سوى الأتباعِ والمتطَوِّعة، ومَن لا ديوان له، وأناخ عبدُ الله بن مالك على ذي الكلاع، ووجَّه داود بن عيسى بن موسى سائرًا في أرضِ الرُّوم في سبعين ألفًا، ففتَحَ الله عليه، وفتح شراحيل بن معن بن زائدة حِصنَ الصقالبة ودلسة، وافتتح يزيدُ بن مخلد الصفصاف وملقونية، كما أجبَرَ نقفور على دفْعِ جزيةٍ كبيرةٍ للمسلمين وإلزامه بها، فبعث نقفور بالخَراجِ والجِزية عن رأسِه أربعةَ دنانير، وعن رأسِ ولده دينارين، وعن بطارقتِه كذلك، وكتب نقفور إلى الرشيدِ في جاريةٍ مِن سَبيِ هرقلة كان خطَبَها لولَدِه، فأرسلَها إليه.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

أمرَ الرَّشيدُ بهَدمِ الكنائسِ والدُّورِ بالثُّغور، وألزم أهلَ الذمَّة بتمييزِ لباسِهم وهيئاتِهم ورَكوبِهم عن المُسلمين في بغداد وغَيرِها من البلاد.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

أوقع الأميرُ الحكَمُ بنُ هشام- صاحب الأندلس- بأهل طليطِلة، فقتلَ منهم ما يزيدُ على خمسةِ آلاف رجلٍ مِن أعيان أهلِها، وسببُ ذلك أنَّ أهلَ طُليطِلة كانوا قد طَمِعوا في الأمراءِ، وخَلَعوهم مرَّةً بعد أخرى، وقَوِيَت نفوسُهم بحصانةِ بلَدِهم وكثرةِ أموالِهم، فلم يكونوا يطيعونَ أمراءَهم طاعةً مُرضيةً، فلما أعيا الحكَمَ شأنُهم أعمل الحيلةَ في الظفَرِ بهم، فاستعان في ذلك بعَمروس بن يوسف المعروف بالمولد، حيث دخل طليطِلة وأنِسُوا به واطمأنُّوا له، وأشاع عمروس أنَّ عبد الرحمن بن الحكَم يريدُ أن يتَّخِذَ لهم وليمةً عظيمةً، وشرَعَ في الاستعدادِ لذلك، وواعدهم يومًا ذكَرَه، وقَرَّر معهم أن يدخُلوا من بابٍ، ويخرُجوا من آخَرَ ليقِلَّ الزِّحامُ، ففعلوا ذلك، فلما كان اليومُ المذكورُ أتاه الناس أفواجًا، فكان كلمَّا دخلَ فوجٌ، أُخِذوا وحُمِلوا إلى جماعةٍ مِن الجندِ على حُفرةٍ كبيرةٍ في ذلك القَصرِ، فضُرِبَت رقابُهم عليها، فذَلَّت رقابُهم بعدها وحَسُنَت طاعتُهم بقيَّةَ أيامِ الحَكَم وأيَّام ولده عبد الرحمن، ثم انجبَرَت مصيبتُهم، وكَثُروا، فلما هلك عبدُ الرحمن ووَلِيَ ابنُه محمَّد عاجلوه بالخلعِ.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

تجهَّزَ لذريق ملك الفرنج بالأندلس، وجمعَ جموعَه ليسيرَ إلى مدينة طرطوشة ليحصرَها، فبلغ ذلك الحكَمَ بنَ هشامٍ صاحِبَ الأندلس، فجمع العساكِرَ وسيَّرَها مع ولده عبد الرحمن، فاجتمعوا في جيشٍ عظيمٍ، وتَبِعَهم كثيرٌ من المتطَوِّعة، فساروا فلَقُوا الفرنج في أطرافِ بلادهم قبل أن ينالوا من بلادِ المسلمينَ شيئًا، فاقتتلوا وبذلَ كُلٌّ من الطائفتين جُهدَه، واستنفَدَ وُسعَه، فأنزل الله تعالى نَصرَه على المسلمين، فانهزم الكُفَّارُ، وكثُرَ القتلُ فيهم، والأسْرُ، ونُهِبَت أموالُهم وأثقالُهم، وعاد المسلمونَ ظافرينَ غانِمينَ.

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

خرج رجلٌ بسَوادِ العِراقِ يُقالُ له ثروانُ بن سيف الحروري، وجعل يتنقَّلُ فيها من بلدٍ إلى بلد، فوَجَّه إليه الرشيدُ طَوقَ بن مالك فهَزَمَه، وجُرِحَ ثروان وقُتِلَ عامَّةُ أصحابه، وكتبَ بالفتح إلى الرَّشيد، لكِنَّ ثروان هرب فنجا من القتل.

العام الهجري : 193 العام الميلادي : 808
تفاصيل الحدث:

تم تأسيسُ مدينة فاس على يدِ إدريس الأوَّل مؤسِّس دولة الأدارِسة في المغرب، وليس إدريس الثاني كما هو شائِعٌ.

العام الهجري : 193 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 809
تفاصيل الحدث:

هو هارونُ الرَّشيدُ أميرُ المؤمنينَ ابنُ المهديِّ محمد بن أبي جعفر المنصور، أبو محمد، ويقال أبو جعفر. وأمُّه الخَيزُران أمُّ ولَدٍ. كان مولِدُه في شوَّال سنة 147هـ وقيل غيرُ ذلك, وبويِعَ له بالخلافةِ بعد موت أخيه الهادي في ربيع الأوَّل سنة 170هـ، بعهدٍ مِن أبيه المهدي. وكان الرشيدُ أبيضَ طويلًا سمينًا جَميلًا، وقد غزا الصائفةَ في حياة أبيه مرارًا، وعقد الهدنةَ بين المسلمين والرومِ بعد محاصرتِه القُسطنطينيَّة، ثمَّ لَمَّا أفضَت إليه الخلافةُ في سنة سبعين كان من أحسَنِ النَّاسِ سِيرةً وأكثَرِهم غَزوًا وحَجًّا، وكان يتصَدَّقُ مِن صُلبِ مالِه في كلِّ يومٍ بألفِ دِرهمٍ، وإذا حَجَّ أحَجَّ معه مائةً من الفُقَهاء وأبنائِهم، وإذا لم يحُجَّ أحَجَّ ثلاثَمائة بالنَّفقةِ السابغةِ والكُسوةِ التَّامَّة، وكان يحِبُّ التشَبُّهَ بجَدِّه أبي جعفرٍ المنصورِ إلَّا في العطاءِ؛ فإنَّه كان سريعَ العَطاءِ، جزيلَه، وكان يحِبُّ الفُقَهاءَ والشُّعَراءَ ويُعطيهم. كان هارونُ الرَّشيد قد سار إلى خراسانَ لقِتالِ رافِعِ بنِ الليثِ، وكان مريضًا ثم اشتَدَّ مَرَضُه عند دخولِهم طوس- قرية من قرى سناباذ- ومات ودفُنَ فيها عن عمر سبع وأربعين سنة, بعد أن دامَت خلافتُه عشرين عامًا، وقيل: ثلاثةً وعشرين, وقد كانت حافِلةً بالفتوحِ والعِمارة.

العام الهجري : 193 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 809
تفاصيل الحدث:

كان الرَّشيدُ قد عقد الخلافةَ لابنه الأمينِ ثمَّ للمأمونِ لِمَكانةِ زبيدة والدةِ الأمينِ، وإلَّا فالمأمونُ أكبَرُ منه، فبويع الأمينُ بالخلافة في عسكرِ الرشيد، صبيحةَ الليلة التي توفِّيَ فيها، وكان المأمونُ حينئذ بمرو، فكتب حمويه مولى المهديِّ، صاحبُ البريدِ، إلى نائبِه ببغداد- وهو سلام بن مسلم- يُعلِمُه بوفاةِ الرشيد، فدخل أبو مسلمٍ على الأمينِ فعَزَّاه وهنَّأه بالخلافة، فانتقل مِن قصرِه بالخُلد إلى قصرِ الخلافةِ، وبايعه الناسُ.

العام الهجري : 193 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 809
تفاصيل الحدث:

كان الرَّشيدُ في أثناء مسيرِه إلى خراسانَ، وكان المأمونُ في مرو بخُراسان، وكان الأمينُ في بغداد، فأخذ الرشيدُ البيعةَ مِن جُندِه الذين معه أن يطيعوا للمأمونِ ويَبقَوا معه، ولكِنَّ الفَضلَ بنَ الربيعِ عاد بالجُندِ إلى بغداد، ثم أوحى للأمينِ أن يَعقِدَ البيعةَ لابنِه موسى ثمَّ للمأمونِ، فلمَّا علم بذلك المأمونُ قَطَعَ البريدَ عن الأمينِ وأسقطَ اسمَه من الطرز، وأمَّنَ رافِعَ بنَ اللَّيثِ وأكرَمَه، كما أكرَمَ هرثمة بن أعيَن، الذي كان مكَلَّفًا بقتالِ رافعٍ، فقَوِيَت فِكرةُ خَلعِ المأمونِ من ولاية العهدِ وتوليةِ ابنِه مكانه، وأمر الخليفةُ الأمينُ بالدعاءِ لابنه موسى على المنابرِ بعد ذكَرَ المأمون والقاسم، فتنكَّرَ كلُّ واحدٍ مِن الأمينِ والمأمون لصاحِبِه، وظهر الفسادُ بينهما، وهذا أوَّلُ الشَّرِّ والفتنةِ بين الأخوين. ثم أرسلَ الأمينُ في أثناء السنةِ إلى المأمون يسألُه أن يُقَدِّمَ ولدَ الأمين موسى المذكورَ على نفسِه، ويذكُرَ له أنَّه سمَّاه الناطِقَ بالحقِّ، فقَوِيَت الوحشةُ بينهما أكثَرَ.

العام الهجري : 194 العام الميلادي : 809
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنةِ عاود أهلُ ماردة الخلافَ على الحكَم بن هشام أميرِ الأندلُس، وعصُوا عليه، فسار بنَفسِه إليهم وقاتَلَهم، ولم تَزَل سراياه وجيوشُه تتردَّدُ وتقاتِلُهم على مدى ثلاثِ سَنَوات.