الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 39 ). زمن البحث بالثانية ( 0.004 )

العام الهجري : 352 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 963
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رجَعَ سَيفُ الدولة إلى حَلَب من غزو الروم، كان لحِقَه في الطريق غشيةٌ أرجَفَ عليه الناسُ بالموت، فوثب هبةُ الله ابنُ أخيه ناصر الدولة بن حمدان بابنِ دنجا النصراني فقتَلَه، وكان خصيصًا بسيفِ الدولة، وإنما قتَلَه لأنَّه كان يتعَرَّضُ لغلام له، فغار لذلك، ثمَّ أفاق سيفُ الدولة، فلَمَّا عَلِمَ هِبةُ الله أن عمه لم يمُتْ هَرَب إلى حرَّان، فلما دخلها أظهر لأهلِها أنَّ عَمَّه مات، وطلب منهم اليمينَ على أن يكونوا سِلْمًا لِمَن سالَمَه، وحَرْبًا لِمَن حاربه، فحَلَفوا له، واستثنَوا عَمَّه في اليمين، فأرسل سيفُ الدَّولةِ غُلامَه نجا إلى حرَّانَ في طلَبِ هبةِ الله، فلما قاربها هربَ هِبةُ الله إلى أبيه بالمَوصِل، فنزل نجا على حَرَّان في السابع والعشرين من شوال، فخرج أهلُها إليه من الغدِ، فقبض عليهم وصادَرَهم على ألف ألف درهم، ووكلَ بهم حتى أدَّوها في خمسة أيام، بعد الضَّربِ الوجيع بحضرةِ عِيالِهم وأهليهم، فأخرجوا أمتعتَهم فباعوا كلَّ ما يساوي دينارًا بدِرهمٍ؛ لأنَّ أهلَ البلد كلَّهم كانوا يبيعون ليس فيهم مَن يشتري؛ لأنَّهم مُصادَرون، فاشترى ذلك أصحابُ نجا بما أرادوا، وافتقَرَ أهل البلد، وسار نجا إلى ميافارقين، وترك حرَّان شاغرةً بغير والٍ، فتسَلَّط العيارون على أهلِها.

العام الهجري : 788 العام الميلادي : 1386
تفاصيل الحدث:

حضر الشَّريفُ جماز بن هبة المدينةَ النبوية بحشده، فحاربه عليُّ بن عطية، وهزمه عنها.

العام الهجري : 660 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1262
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الوزير والرئيس الكبير، كمال الدين أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن العديم العقيلي الحنفي الحلبي، ولد سنة 586، سمع الحديث وحَدَّث وتفَقَّه وأفتى ودرَّس وصنف، وكان إمامًا في فنونٍ كثيرة، وقد ترسل إلى الخلفاء والملوك مرارًا عديدة، وكان يكتُبُ حَسنًا طريقة مشهورة، وصنف لحلب تاريخًا مفيدًا قريبًا في أربعين مجلدًا، وكان جيد المعرفة بالحديث، حسنَ الظَّنِّ بالفقراء والصالحين كثيرَ الإحسان إليهم، وقد أقام بدمشقَ في الدولة الناصرية المتأخرة، وكانت وفاتُه بمصر، ودُفِنَ بسفح الجبل المقطم بعد الشيخ عز الدين بعشرة أيام.

العام الهجري : 525 العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

رتَّب الوزير أبو علي بن الأفضل وزير الحاكم الفاطمي الحافظ لدين الله، في الحُكم أربعة قضاة، فصار كل قاض يحكم بمذهبِه ويُوَرِّث بمذهبه، "فكان قاضي الشافعية سلطان بن إبراهيم بن المسلم بن رشا، وقاضي المالكية أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد المولى بن أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللبني المغربي، وقاضي الإسماعيلية أبو الفضائل هبة الله بن عبد الله بن حسن بن محمد القاضي فخر الأمناء الأنصاري المعروف بابن الأزرق، وقاضي الإمامية القاضي المفضل أبو القاسم ابن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبي كامل. ولم يُسمَع بمثل هذا في الملة الإسلامية قبل ذلك"، ولم يكن بمصر منتشرًا مذهب أبي حنيفة ولا مذهب أحمد بن حنبل؛ لذا لم يكن لهما قضاة.

العام الهجري : 362 العام الميلادي : 972
تفاصيل الحدث:


كانت وقعةٌ بينَ هبةِ اللهِ بنِ ناصر الدولة بن حمدانَ وبينَ الدُّمُسْتُق بناحية ميافارقين، وكان سبَبُها غزوَ الدُّمُسْتُق بلادَ الإسلام، ونهْبَه ديارَ ربيعة وديارَ بكرٍ، فلمَّا رأى الدُّمُسْتُق أنَّه لا مانِعَ له عن مرادِه قَوِيَ طَمَعُه على أخذِ آمد، فسار إليها وبها هزارمرد غلامُ أبي الهيجاء بن حمدان، فكتب إلى أبي تَغلِبَ يستصرِخُه ويستنجِدُه، ويُعلِمُه الحال، فسيَّرَ إليه أخاه أبا القاسِمَ هبةَ الله بن ناصر الدولة، واجتمعا على حربِ الدُّمُسْتُق، وسار إليه فلَقِياه آخر رمضان، وكان الدُّمُسْتُق في كثرةٍ، لكِنْ لَقِياه في مضيقٍ لا تجولُ فيه الخيلُ، والرومُ على غيرِ أُهبةٍ، فانهزموا، وأخذ المُسلِمونَ الدُّمُسْتُق أسيرًا، ولم يزَلْ محبوسًا إلى أن مَرِضَ سنة 363، فبالغ أبو تغلِبَ في علاجِه، وجمَعَ الأطبَّاءَ له، فلم ينفَعْه ذلك، ومات- قبَّحَه الله- فقد بالغ في إيذاءِ المُسلِمينَ قتلًا وأسرًا ونَهبًا.

العام الهجري : 575 العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

توفِّيَت الزاهدةُ العابدةُ علم بنت عبد الله بن هبة الله أم المبارك. امرأة صالحة واعظة، زوجةُ محمد بن يحيى الزبيدي الواعِظ، تزوجها بدمشق ثم قَدِمَت معه بغداد, وكانت تضاهي رابعة العدويَّة في زمانها، وقد عمرت طويلًا، توفيت ببغداد، وعمرها مائة سنة وستُّ سنين، ولم يتغيَّرْ لها شيء من حواسِّها.

العام الهجري : 1330 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1912
تفاصيل الحدث:

فرض الفرنسيون الحمايةَ على المغرب، وبعد أيامٍ مِن فرض الحماية قام المغاربة بثورةٍ عارمة في فاس ثار فيها الجيشُ والشعب، تزعَّمها المجاهِدُ أحمد هبة الله ابن الشيخ ماء العينين، وكانت الانتصارات فيها سِجالًا بين الفريقين، وانتهى الأمرُ بوفاة الرجل، وتمكن الفرنسيون من بسطِ نفوذهم على المغرب أثناء الحربِ العالمية الأولى.

العام الهجري : 1320 العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:

كانت موريتانيا تتبَعُ دولة السنغال وتتبَعُ المغربَ، فبعض مناطق موريتانيا تتبع السنغال، وبعضها يتبع المغرب، وكانت عبارةً عن إماراتٍ صغيرة وغيرِ موحَّدة فيما بينها؛ لذا كانت تخضَعُ للدول الكبيرة التي تقوم في المنطقة، وهذا ما شجَّع الصليبيين المستعمرين للتقَدُّم من السواحل إلى الداخلِ، ولم يجد الاستعمارُ الفرنسيُّ الذي سيطر على المغرب إلَّا إمارات مفكَّكة، وخاصةً بعد أن أُعطِيَت منطقة السنغال إلى فرنسا إثرَ الحروب النابليونية، وأخذ الفرنسيون يتحرَّكون بحذَرٍ نحوَ الداخل عبرَ نهر السنغال، واستطاع الفرنسيون حمايةَ بعضِ القبائل المتنازِعة، فكان هذا أوائِلَ التدخل، وكانت أسبانيا أيضًا منافِسةً لفرنسا وبَقِيَت المعارك بين القبائل والفرنسيين أكثَرَ مِن عامين حتى تمكَّن الفرنسيون من بَسطِ نفوذِهم على منطقةِ أدرار، وأمرُ المغرب كان قد ضَعُف أيضًا، وكان أحمد هبة الله ابن الشيخ ماء العينين في منطقة موريتانيا دعا للجهادِ وحاول الهجومَ على مراكش، فدخلها عَنوةً وبويع سلطانًا للمغرب الأقصى، ثم أرسلت فرنسا جيشًا اندحر أمامَ قوات هبة الله، ثم عادت مرةً أخرى فأرسَلَت جيشًا ضخمًا أخرجه من مراكش، وطاردته، وبمساعدة عدة جنود من المغرب والجزائر والسنغال ومالي وبدعم الطيران والمدفعية وصل الجيشُ إلى تنزيت وتمكَّنَ الفرنسيون منها.

العام الهجري : 418 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1027
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ المُجَوِّد، المُفتي: أبو القاسِمِ هِبةُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ مَنصورٍ، الطَّبريُّ الرازيُّ، الشَّافعيُّ اللَّالَكائي، مفيدُ بغدادَ في وقته. وهو طبَريُّ الأصل، أحدُ تلامذةِ الشيخِ أبي حامدٍ الإسْفِرايينيِّ، كان يَفهَمُ ويَحفَظُ، وعُنِيَ بالحديثِ فصَنَّفَ فيه أشياءَ كثيرةً، ولكِنْ عاجَلَتْه المنيَّةُ قبل أن تشتَهِرَ كُتُبُه، وله كتابٌ في العقيدةِ على مَنهَجِ السَّلَفِ، وهو كتابُ: شَرح أصولِ اعتقادِ أهلِ السُّنَّة والجماعة، توفِّي بالدِّينَوَر.

العام الهجري : 583 العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

هبةُ اللهِ بن علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب أستاذ دار المستضيء بأمر الله، انتهت إليه الرئاسةُ في زمانِه، ووليَ حجابةَ الباب في أيام المستنجدِ، وبلغ رتبةَ الوزراءِ، وولَّى وعَزَل وماج الرفض في أيامِه، وشمخت المبتدعةُ، ولَمَّا بويع الناصِرُ قَرَّبَه وحكَّمَه في الأمور، ثم إنَّ بعض النَّاسِ سعى به فاستدعيَ إلى دار الخلافة وقُتِلَ بها ثمَّ عُلِّقَ رأسُه على بابِ دارِه، وكان سيئَ الطريقة يرتكب المعاصيَ، بخيلًا خسيس النفس، ساقطَ المروءةِ، مذمومَ الأفعالِ، كان إذا رجع من متصَيَّده وقد صَحِبَه شيءٌ من لحوم الصيد، قطع راتبَه من اللَّحمِ واجتزأ بلحمِ الصَّيدِ عنه ولم يقدِرْ أحدٌ على أن يأكل له لقمةً ولا ينتَفِعَ مِن ماله بشيءٍ، ولما هلك خلَّفَ من الأموال شيئًا كثيرًا، وكان رافضيًّا محترقًا شديد التعَصُّب لهواه، معلِنًا بغُلَوائِه، ظهر بسببه سبُّ الصحابة رضي الله عنهم على ألسنة الفَسَقة الرَّافضة في الأسواق وفي المشاهد والمزارات، ولم يجسر أحدٌ من أهل السنة على إنكار ذلك، لا بِيَدِه ولا بلسانِه؛ خَوفًا من بطشِه وبأسِه! وحُكي أنه رئِيَ في المنام في الليلة التي قُتِلَ في صبيحتها كأنه يشبر عنُقَه ويقَدِّرُها بيده، فأصبح وقُصَّ منامُه على رجلٍ ضريرٍ كان يعبِّرُ الرؤيا ولم يقُلْ له إنَّه رآه بنَفسِه، فقال له: إن هذا الرائي لهذا المنام يُقتَلُ وتحَزُّ رَقَبتُه؛ لأنَّ الله تعالى يقولُ: {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ}.

العام الهجري : 598 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1201
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ العالمُ المعَمَّر، مُسنِدُ الديار المصرية، أمين الدين: أبو القاسم سيد الأهل هبة الله بن علي بن سعود بن ثابت بن هاشم بن غالب الأنصاري، الخزرجي، المنستيري الأصل، المصري المولِد والدار، المعروف بالبوصيري، الكاتب الأديب. كانت ولادته سنة 506 بمصر، وقيل: بل ولد يوم الخميس خامس ذي القعدة سنة 500, وله سماعاتٌ عاليةٌ وروايات تفَرَّد بها وألحَقَ الأصاغِرَ بالأكابرِ في علُوِّ الإسناد، ولم يكنْ في آخر عصره في درجتِه مِثلُه، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسنِدَ دِيارِ مِصرَ في وقتِه، سمع مع السِّلَفي، وبقراءته من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن بركات السعيدي، وأبي الحسن علي بن الحسين الفراء، وسلطان بن إبراهيم، والخفرة بنت مبشر بن فاتك، وغيرهم. وانفرد بالسَّماع منهم. وأجاز له أبو الحسن الفرَّاء، وابن الخطَّاب الرازي، وقد سمع منهما، وسمع من أبي طاهر السِّلَفي, وحدَّث بمصر والإسكندرية، ورحل إليه المحدِّثون، وقُصد من البلاد. فسمع عليه النَّاسُ وأكثروا، وكان جده مسعود قَدِمَ من المنستير إلى بوصير، فأقام بها إلى أن عُرِفَ فَضلُه في دولةِ المصريِّينَ، فطُلِبَ إلى مصر، وكُتِبَ في ديوان الإنشاء، ووُلِدَ له علي والد أبي القاسم بمصر، واستقَرُّوا بها وشُهِروا. وكان أبو القاسمِ يسمى سيدَ الأهل أيضًا، لكِنَّ هبة الله أشهر، وتوفِّيَ في الليلة الثانية من صفر سنة 598، ودُفِنَ بسَفحِ المقطم. وهذا البوصيري غيرُ البوصيري صاحب البردة المتوفى سنة 697.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

في الرابع والعشرين ذي الحجة قُبض بالمدينة النبوية على أميرها الشريف خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة الله بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة؛ لأنه لم يقم بالمبلغ الذي وعد به، وقُرِّر عِوَضًا عنه الشريف مانع بن علي بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

العام الهجري : 444 العام الميلادي : 1052
تفاصيل الحدث:

وَصلَ أَصحابُ السُّلطان طُغرُلبك إلى فارس، وبلغوا إلى شيراز، ونزلوا بالبَيضاءَ، واجتمع معهم العادلُ أبو منصور الذي كان وزيرَ المَلِكِ أبي كاليجار، ودَبَّرَ أَمرَهم، فقَبَضوا عليه وأخذوا منه ثلاثَ قِلاعٍ، وهي: قَلعةُ كَبْزَة، وقَلعةُ جُوَيْم، وقَلعةُ بَهَنْدَر، فأقاموا بها، وسار مِن الغُزِّ نحو مائتي رَجُلٍ إلى الأَميرِ أبي سعدٍ، أخي المَلِكِ الرَّحيم، وصاروا معه، وراسَل أبو سعدٍ الذي بالقِلاعِ المذكورةِ، فاستَمالَهم فأطاعوه وسَلَّموهُ القِلاعَ، إليه وصاروا في خِدمتهِ، واجتمع العَسكرُ الشيرازي، وعليهم الظَّهيرُ أبو نَصرٍ، وأوقعوا بالغُزِّ ببابِ شيراز، فانهزم الغُزُّ، وأُسِرَ تاجُ الدِّين نَصرُ بن هبة الله بن أحمد، وكان من المُقَدَّمين عند الغُزِّ، فلمَّا انهزم الغُزُّ سار العَسكرُ الشيرازي إلى فَسا، وكان قد تَغلَّب عليها بعضُ السَّفِل، وقَوِيَ أَمرُه لاشتغالِ العَساكرِ بالغُزِّ، فأزالوا المُتَغَلِّب عليها واستَعادُوها.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ الملك الصالحِ نجمِ الدين أيوب قَدِمَ ابنُه المعظَّم توران شاه, وكان في حصنِ كيفا، فسار من حصنِ كيفا إلى دمشق، لإحدى عشرةَ ليلةً مضت من شهر رمضان، فنزل عانةً في خمسين فارسًا من أصحابه، يوم الخميس النِّصفَ من شهر رمضان وخرج منها يوم الأحدِ يريد دمشق على طريقِ السماوة في البرية فنَزَل القصيرَ في دهليز ضربه له الأميرُ جمال الدين موسى بن يغمور نائب دمشق يوم الجمعة لليلتين بَقِيَتا من شهر رمضان، ودخل المعظَّم توران شاه من الغد - وهو يوم السبتِ آخره - إلى دمشقَ، ونزل بقلعتِها، فكان يومًا مشهودًا وأفرَجَ عَمَّن كان بدمشق في حَبسِ أبيه، وأتته الرسلُ مِن حَماة وحَلَب تهنئه بالقدوم، ولأربع مضينَ من شوال سقطت البطائقُ إلى العسكر والقاهرة، بوصول الملك المعظَّم إلى دمشق وسلطته بها فضُرِبَت البشائر بالمعسكر وبالقاهرة، وسار السلطانُ توران شاه من دمشق يوم الأربعاء السابع عشر يريدُ مِصرَ، وقَدِمَ معه القاضي الأسعد شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزي، وكان مقيمًا بدمشقَ عند الأمير جمال الدين، وقَدِمَ معه أيضًا هبة الله بن أبي الزهر بن حشيش الكاتب النصرانيُّ، وقد وعده السلطان بوزارة مصر، فأسلم وتلقَّب بالقاضي مُعين الدين، وعندما تواترت الأخبارُ في القاهرة بقدوم السلطان، خرج قاضي القضاة بدر الدين السنجاري، فلَقِيَه بغزة وقَدِمَ معه وخرج الأميرُ حسام الدين بن أبي علي نائب السلطان إلى الصالحية، فلقيه بها يوم السبت لأربع عشرة ليلة بَقِيَت من ذي القعدة، ونزل السلطان المعظم توران شاه في قصر أبيه، ومنه يومئذٍ أعلن بموتِ الملك الصالحِ نجم الدين أيوب ولم يكنْ أحدٌ قبل هذا اليوم ينطق بموتِه، بل كانت الأمور على حالها، فتسَلَّم السلطان المعظم مملكةَ مصر، ثم إنه رحل من الصالحية ونزل تلبانة، ثم نزل بعدها منزلة ثالثةً، وسار منها إلى المنصورة، وقد تلقَّاه الأمراء المماليك، فنزل في قصرِ أبيه وجَدِّه يوم الخميس لتسعٍ بَقِينَ من ذي القعدة، فأوَّل ما بدأ أن أخذ مماليكَ الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ الصغار بدون القيمة، ولم يعطِ ورثته شيئًا، وكان ذلك بنحوِ الخمسة عشر ألف دينار، وأخذ يسُبُّ فخر الدين ويقول: أطلق السكَّر والكتان، وأنفِقِ المال وأطلق المحابيسَ إيش ترك لي.

العام الهجري : 1178 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:

جرت الوقعةُ المشهورة بوقعة الحاير- وهو مكان يُعرَف بحاير سبيع، بين الرياض والخرج- وكانت هذه الوقعة ابتلاءً لأهل التوحيد أتباع الدرعية, وكان سببُ هذه الوقعة أن العجمان بعد أن هزمهم عبد العزيز بن محمد في قذلة عام 1177هـ وقتل منهم فريقًا وأسر فريقًا آخر، استنجدوا برئيس نجران وقبائل يام، فاستجاب صاحبُ نجران الحسنُ بن هبة الله المكرمي لشكواهم، وأعدَّ العدة لذلك، وأبلغ صاحِبَ الأحساء عريعر بن دجين عدو ابن سعود بعزمِه على السير لقتال الدرعية، وعقد معه اتفاقًا للتعاون والاشتراك بقتالها، وضرب له موعدًا للقاء عند الحاير، فلما وصل المكرمي الحاير بقي أيامًا يحارب أهلَها حتى وصل جيش الدرعية الذي قيل إنه كان معتدًّا بنفسه ومُعجبًا بقوَّتِه وكثرة عددِه، فلمَّا وصَلوا قرية الحاير التقى الجيشان واشتَدَّ القتال بينهما حتى انهزمت قوات الدرعية، وقُتِلَ منها 400 وأُسر 300، وتم الاتفاق على تبادُلِ الأسرى وانسحاب جيش نجران, ثم أرسل دهام بن دواس أمير الرياض هدايا يستميلُه لمحاربة بقية أتباع الدرعية، ويَعِدُه بكثيرٍ من الأموال والفوز وفتحِ البلدانِ وحُكمِها.