الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1175 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1044 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1634
تفاصيل الحدث:

أصدر السلطان العثماني مراد الرابع أمرًا بمنع تناول المشروبات الكحولية في أرجاء الدولة العثمانية، وحظَر تناولها على المسلمين حتى في بيوتهم، وأُغلقت الحانات، وهَدَّدت الدولة العثمانية بإعدامِ كلِّ من يشرب الخمر في محلِّ ارتكاب الجريمة.

العام الهجري : 196 العام الميلادي : 811
تفاصيل الحدث:

هو الحسَنُ بن هانئ بن صباح بن عبد الله، اشتهر بالشِّعرِ، ولكنَّه أدخل فيه ما يُستقذَرُ، حتى اتُّهِم، ذكروا له أمورًا كثيرة، ومُجونًا وأشعارًا مُنكَرة، وله في الخَمريَّات والقاذورات والتشبُّب بالمُردان والنِّسوان أشياءُ بِشَعةٌ شَنيعةٌ؛ فمِن النَّاسِ من يفَسِّقُه ويرميه بالفاحشةِ، ومنهم من يرميه بالزَّندقة، كان أبو نواس شاعِرَ الأمينِ بن الرشيد وأحدَ نُدَمائه، وقد قال في الأمين مدائِحَ حِسانًا، وقد وجده مسجونًا في حبسِ الرَّشيدِ مع الزَّنادقةِ، فأحضره وأطلقه وأطلق له مالًا، فجعله مِن نُدَمائه، ثمَّ حَبَسه مرَّةً أخرى في شُربِ الخَمرِ، وأطال حبسَه ثمَّ أطلَقَه وأخذ عليه العهدَ ألَّا يشرَبَ الخمرَ ولا يأتي الذُّكورَ من المردان، فامتثل ذلك، وكان لا يفعَلُ شيئًا من ذلك بعد ما استتابه الأمينُ، وتأدَّبَ على الكسائيِّ وقرأ عليه القرآنَ. كانت وفاته ببغداد، ودُفِنَ في مقابر الشونيزى في تل اليهود.

العام الهجري : 125 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 743
تفاصيل الحدث:

كان يَزيدُ بن عبدِ الملك قد عَهِدَ الأمرَ مِن بَعدِه لأَخيهِ هِشام ثمَّ لابنِه الوَليد مِن بَعدِه، وكان الوَليدُ بن يَزيد ماجِنًا غارِقًا في شُربِ الخَمرِ، حاوَل عَمَّه هِشامٌ أَكثرَ مِن مَرَّة عَزْلَة مِن الخِلافَة لكنَّه لم يَفعل, فلمَّا تُوفِّي هِشام بُويِعَ بالخِلافَة للوَليدِ بن يزيد وعُمُره خمسٌ وثَلاثون سَنَة. أَكثَر الوَليدُ بن يَزيد العَطاءَ للنَّاس, وسار في النَّاس سِيرَةً حَسنَة في بِدايَةِ خِلافَتِه فاسْتَوثَقَت له الأَقاليمُ بالبَيْعَة, لكن غَلَبَ عليه مُجونُه ومُعاقَرتُه للخَمرَة.

العام الهجري : 1041 العام الميلادي : 1631
تفاصيل الحدث:

سيطر الجيشُ الانكشاري على السلطان مراد الرابع في أول أمره لصغره، ثم إنَّه لم يلبث أن عرف أمور الحكم حتى بدأ بالقضاء على طغاة العسكر الذين قتلوا أخاه السلطان عثمان الثاني، وأَعدم جميع المتأسِّدين في إستانبول وفي جميع أنحاء الدولة، وأسَّس تشيكلات قوية للمخابرات وثبَّت من خلالها أسماء جميع المستبدين في الدولة، وكان إذا صادف بلدًا في أسفاره يدعو مستبديها بأسمائهم ويعدمهم، ومنع في عهده الخمر والتدخين وأعدم كلَّ مرتدٍّ عن الإسلام.

العام الهجري : 321 العام الميلادي : 932
تفاصيل الحدث:

أمر القاهِرُ بالله بمَنعِ بَيعِ الخَمرِ وسائِرِ الأنبذة، وتحريمِ القِيانِ وبيعِ المُغَنِّيات من الجواري إلَّا على أنهنَّ ساذجاتٍ- يعني حتى لا يُبَعْنَ بثمنٍ غالٍ للغناء- وقَبَضَ على المُغَنِّينَ وكسَرَ آلاتِ اللَّهوِ ونفى المخانيثَ، ومع هذا كلِّه كان هو مُغرمًا بسماعِ الغناءِ وتَعاطي الشُّربِ. قال ابن الأثير: " ثم وضع القاهِرُ من يشتري له كُلَّ حاذقةٍ في صنعةِ الغِناءِ، فاشترى منهنَّ ما أراد بأرخَصِ الأثمانِ، وكان القاهِرُ مشتَهِرًا بالغناءِ والسَّماعِ، فجعل ذلك طريقًا إلى تحصيلِ غَرَضِه رخيصًا، نعوذُ بالله من هذه الأخلاقِ التي لا يرضاها عامَّةُ النَّاسِ".

العام الهجري : 1224 العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

عندما منع الإمام سعود حاجَّ الشام من دخول مكَّةَ لأداء الحجِّ، أرسل والي الشام إلى الإمام سعود يستنكِرُ منع حجاج الشام من دخول مكة، فأرسل له الإمام سعود رسالةً مطولة بيَّن فيها سبَبَ مَنعِهم من دخول مكةَ، وممَّا ورد في هذه الرسالة: "السلام التام والتحية والإكرام يُهدى إلى سيِّد الأنام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, ثم ينتهي إلى جناب الأحشم المكرَّم سلمه الله من الآفات واستعمله بالباقيات الصالحات، وبعد.. ما ذكرتَ من طرف الحاجِّ فأنت تفهَمُ أنَّ البيت بيتُ الله، والوفدَ وفدُه، ولا نمنَعُ عن بيته إلَّا من أمرنا بمَنعِه والله سبحانه وتعالى، قال: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125]، وقال تعالى: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] ولا يخفاكم ما يجري مع الحاجِّ من الأمورِ العظائِمِ الشِّركية مِن دعوة غير الله، وتعظيمِ الشِّرك بالله، وتعظيمِ المشاهد، وتَركِ الفرائض, وأعظَمُ الفرائض بعد التوحيد الصلواتُ الخمس، لا يؤذَّنُ لها ولا يصلِّي مع أحد جماعة، والأمور العظائم القبائح التي تُنقَلُ مع الحاج من أنواع المنكرات والفواحش من اللُّواطِ والقِحاب وشُربِ المسكر والزَّمر والطَّبل وما يُشابه ذلك من أنواع الملاهي التي يُعرف قبحُها, والله قال جل جلاله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197] فإذا كان الرَّفَثُ والجدال مِن مبطلاتِ الحَجِّ، فكيف بهذه القبائِحِ والمنكراتِ؟! فإن قال قائل: إنه لا يفعَلُ ذلك فنحن نقول: ما نعمُّ النَّاسَ بذلك, ولكِنَّ الحُكمَ على الظاهر, والظاهِرُ مع الحاجِّ وفي أوطانِكم فِعلُ ما ذكرناه، ومن رعاياكم من يقول: هذا ما فعَلَه إلا طوارِفُ [أي حاشية] السلطان, وإنَّ السلطان هو الذي يأمُرُ به, ونقول: هذا لا يفعَلُه ولا يأمر به مَن له أدنى عَقلٍ وبصيرةٍ في الدين فضلًا عن أنَّ السلطان يأمرُ به أو يرضاه, وهذا من الافتراءِ عليه والكذب, ولَمَّا أراد الله أن أهل الحرمين يدخلون في الإسلام, ويشهدون أنَّ الذي هم عليه قبل ذلك أنَّه الباطل،  والشاهد بذلك الشَّريفُ والعلماء والعامة, وأراد الله أن يجعَلَ لنا في الحرمين حُكمًا نافذًا وأمرًا  مطاعًا، فلم يكن لنا عذر من الله مِن مَنعِ [ما] أمَرَنا الله بمَنعِه، ونمنع مَن منَعَه القرآن، ونأذن [لِمن] أذِنَ له القرآن, فغايةُ المطلوب ومنتهى المراد عبادةُ الله وحده، ولا يُشرَكُ له، وتَرْك عبادة ما سواه، وألَّا يُصرَفَ شيء من أنواع العبادة لغير الله، وإقام الصلوات الخمس التي فرض الله في كتابه بعد الشهادتين، وأداء الزكاة والصوم والحج، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفي البِدَع وإزالة المنكرات، وإقامة الحدود على من أصاب منها شيئًا، وإعطاء كل ذي حَقٍّ حَقَّه، وإنصاف الضعيف من القويِّ بالعدل, فهذا جملة ما نحن عليه، وتفصيلُه يطول ذِكرُه, فمَن عَمِل ذلك ودان به فهو المسلمُ له ما لنا، وعليه ما علينا برًّا وبحرًا، ونحن وهو في بلد الله الحرام سواءٌ, ومن أبى عن ذلك منعناه من بلد الله الحرام، وقاتلناه حتى يكون الدينُ كُلُّه لله، كائنًا من كان، ولَمَّا ورد إلينا كتابُك وآدميك [ومندوبك] أركبنا أوادِمَ من أوادِمنا يمشون بالحاجِّ على هالشروط المذكورة، بأن يظهروا الإسلام، وإقام الصلوات الخمس جماعة بأذان وإقامة، وجميع المنكرات تُزال، وأنَّ الحاجَّ يبايعون على العمل بالإسلام، ولا يحجُّ عسكر قليل ولا كثير، ولا أزغة حرب، ولا يحجُّ المحمل لأنَّ المَحمَل فيه اعتقادات وتآليه به من دونِ الله, وظهرت للمسلمين ورأوها في مخالطتِنا لكم في الحج الماضي، ولا نشتهي أن المحمَلَ يجيء بأمامنا ويرجع ما وصل مكة، ولا يجوز لنا [أن] نقِرَّ سياق الشرك، ولا نرضى به، وعلى أنَّ جميع قوانين الحرمين المعروفة التي للبيت وخُدَّام البيت والشريف وعامة أهل مكة، وكذلك ما كان لمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وخُدَّامه، وما كان لأهل المدينة من جميع القوانين علمائهم وعامتهم وأهل القلعة، وكذلك قانون ابن مضيان وحرب أن الجميع ما يختلف منه [في] شيء, وأنه يسلم بأيدي رجاجيلنا وعلى أن ما يبقى في الحرمين ممَّن قَدِم معكم أحد، فإن أحدثتم بعد ما يمشي الحاج حدثًا على الإسلام وأهله، فلا بوجهي من الحاج شيء, فإن صبرتم بما ذكرنا فالحاج يمشي بوجهي عن جميع المسلمين ذهابًا وإيابًا, وذكرنا لملا حسن ورجب مثل ما ذكرنا في هذه الصحيفة, وذكرنا إلى أوادمك أنك معاهدنا على الإسلام، وأنك أمرتَ بالصلوات تقام، وأمرت على معازِفِ الخمر تُرفَع، وهذا إذا وفقك الله للعمل به، وعملت بالتوحيد، وأزلت الشرك، وأقمت الفرائض..."

العام الهجري : 720 العام الميلادي : 1320
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ الخبَرُ بأنَّ أبا سعيد بن خربندا مَلِك التتار بالعراق أراق الخُمورَ في سائر مملكته، وأبطل منها بيوتَ الفواحش، وأبعد أربابَ الملاهي، وأغلق الخاناتِ، وأبطل المكوسَ التي تُجبى من التجارة الواردة إليهم من البلاد، وهَدَّم كنائسَ بالقرب من توريز، ورفع شهادةَ الإسلام، ونشر العَدَل، وعَمَر المساجِدَ والجوامع، وقَتَل من وَجَد عنده الخمرَ بعد إراقته، فكتب السلطانُ الناصر محمد بن قلاوون لسائِرِ نواب الشام بإبطالِ ضَمانِ الخمَّارات وإراقةِ الخُمور، وغَلقِ الحانات، واستتابةِ أهلِ الفواحِشِ، فعُمِلَ ذلك في سائر مدن البلاد الشاميَّةِ.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

انتصر الجيشُ العثماني بقيادة السلطانِ عبد الحميد الأول على الجيشِ النمساوي الذي يقودُه الإمبراطور جوزيف الثاني، وذلك في معركة "شبش" داخِلَ حدود النمسا. قامت مجموعةٌ مِن كشَّافة الجيش النمساوي بالتقَدُّم؛ لاستطلاعِ موقِفِ الجيش العثماني. وفي طريقِهم وجدوا تجمُّعًا للغجرِ حيث يباعُ الخمرُ، فجَلَسوا وسَكِروا حتي الثمالة. بعد قليلٍ جاءت مجموعةٌ مِن المشاة النمساويين للانضمامِ للمجموعةِ الأولى فرفَضوا انضمامَهم لهم واتَّخذوا وضعَ الدِّفاعِ, ثمَّ عمَّت حالةٌ من الفوضى وصلت إلى المعسكَرِ، وحدث قتالٌ بينهم. كلُّ طرفٍ منهم يظُنُّ أنَّ الطرفَ الآخِرَ هم الأتراكُ، فوقعت حربٌ شديدةٌ بينهم، قُتِلَ منهم أعدادٌ كبيرة، قيل بلغ عددُ القتلى 10 آلاف قتيل, فلما وصل الجيشُ العثماني بقيادة السلطان عبد الحميد الأوَّلِ ومعه الصدرُ الأعظمُ قوجا يوسف باشا تمكَّنَ مِن أسرِ 50 ألفَ نمساوي في هذه المعركةِ التي تعتبر أكبَرَ انتصارٍ حَقَّقه السلطانُ في عهدِه، والذي توفِّيَ بالسكتة القلبية في طريقِ عودتِه قبل وصولِه إسطنبول.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

حاول الباطنية الإسماعيلية الاستيلاءَ على حصن شيزر مستغلين خروج أصحابه بني منقذ منه، ولكنَّ بني منقذ أدركوهم وقاتلوهم حتى أخرجوهم من الحصن وقُتل من الطرفين الكثير، كما قام الباطنية الإسماعيلية باغتيال عدد من القضاة، منهم: قاضي أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي، وقتلوا قاضي نيسابور صاعد بن محمد أبو العلاء البخاري، وقتلوا أيضًا قاضي آمد عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الشافعي، وقام في السنة التالية بعض الباطنية على الوزير أبي نصر بن نظام الملك لقتله، فضربوه بالسكاكين فجرحه أحدُهم في رقبته، ثم أُخِذ الباطني فسُقِيَ الخمر فأقرَّ على جماعة من الباطنية، فأُخذوا فقُتلوا.

العام الهجري : 605 العام الميلادي : 1208
تفاصيل الحدث:

هو سنجر شاه بن غازي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر، صاحب جزيرة ابن عمر، وهو ابن عم نور الدين، صاحب الموصل، قتله ابنه غازي، وسبب ذلك أن سنجر كان سيئَ السيرة غشومًا ظلومًا لرعيته وجندِه وحَرَمِه وولَدِه، كثيرَ القهر لهم والانتقام منهم، فاقِدَ الشفقة على بنيه حتى غرَّب ابنيه محمودًا ومودودًا إلى قلعة فرح من بلاد الزوزان لتوهُّمٍ توهَّمه فيهما, ثم أخرج ابنه غازي إلى دار بالمدينة, ووكل به فساءت حاله، وكانت الدار كثيرة الخشاش فضَجِرَ من حاله, فأعمل غازي الحيلة حتى نزل من الدار التي كان قد حبسه أبوه بها واختفى، ثمَّ إن غازي بن سنجر تسلَّقَ إلى دار أبيه، واختفى عند بعضِ سراريِّه، وعلم به أكثَرُ من بالدار، فسَتَرت عليه بغضًا لأبيه، وتوقعًا للخلاصِ منه لشِدَّتِه عليهن، فبقي كذلك، وترك أبوه الطَّلبَ له ظنًّا منه أنَّه بالشام، فاتفق أنَّ أباه، في بعض الأيام شرب الخمر بظاهرِ البلد مع نُدَمائه، فلم يزل كذلك إلى آخر النهار، وعاد إلى داره، فلما دخل الخلاءَ، دخل عليه ابنه غازي فضربه بالسكينِ أربع عشرةَ ضربةً، ثم ذبحَه، وتركه مُلقًى، فاتفق أن بعض الخدم الصغار خرج إلى البابِ وأعلم أستاذ دار سنجر الخبَرَ، فأحضر أعيان الدولة وعرَّفَهم ذلك، وأغلق الأبوابَ على غازي، واستحلف الناسَ لمحمود بن سنجر شاه، وأرسل إليه فأحضره من قلعةِ فرح ومعه أخوه مودود، فلما حلفَ الناس وسكنوا فتحوا باب الدارِ على غازي، ودخلوا عليه ليأخُذوه، فمانعهم عن نفسِه، فقتلوه وألقَوه على باب الدار، فأكلت الكلابُ بعضَ لحمه، ثم دُفِنَ باقيه، ووصل محمودٌ إلى البلد ومَلَكَه، ولُقِّبَ بمعز الدين، لَقَب أبيه، فلما استقَرَّ عمد الى الجواري اللواتي واطأنَ على قتل أبيه فغرَّقَهن في دجلةَ.

العام الهجري : 339 العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصورٍ محمَّدُ بنُ المعتضد بن طلحة بن المتوكل. أمُّه أمُّ ولدٍ اسمُها فتنة، لَمَّا قُتِلَ المقتَدِرُ أُحضِرَ هو ومحمَّد بن المكتفي، فسألوا ابنَ المكتفي أن يتولَّى، فقال: لا حاجة لي في ذلك، وعمِّي هذا أحَقُّ به، فكلم القاهِر فأجاب، فبويعَ ولُقِّبَ القاهِرَ بالله، فأوَّلُ ما فعَلَ أنْ صادَرَ آلَ المُقتَدِر وعَذَّبهم، وضربَ أمَّ المُقتَدِر حتى ماتت في العذابِ، على الرغمِ أنَّها كانت تُحسِنُ إليه عندما حُبِسَ في بيتها بعد فشَلِ محاولةِ عَزلِ المُقتَدِر عام 317 وتعيينِه خليفةً بدلًا منه. وفي سنة إحدى وعشرين شغَّبَ عليه الجُندُ، واتَّفَقَ مُؤنِسٌ وابن مقلة وآخرون على خَلعِه بابن المكتفي، فتحيَّلَ القاهِرُ عليهم إلى أن أمسَكَهم وذبَحَهم وطيَّنَ على ابنِ المُكتفي بين حائِطَينِ، وأما ابنُ مُقلةَ فاختفى، فأُحرِقَت دارُه، ونُهِبت دورُ المُخالِفينَ، ثم أطلَقَ أرزاقَ الجُندِ فسَكَنوا، واستقام الأمرُ للقاهر، وعَظُم في القلوب، أمَرَ بتحريم القيان والخَمر، وقبَضَ على المغنِّين، ونفى المخانيثَ، وكسَرَ آلات اللهو، وأمر ببيعِ المُغَنِّيات من الجواري على أنَّهن سواذج، وكان مع ذلك هو لا يصحو مِن السُّكرِ، ولا يَفتُرُ عن سَماع الغناء, أهوجَ، سفَّاكًا للدِّماء، قبيحَ السِّيرةِ، كثيرَ التلَوُّنِ والاستحالة، مُدمِنًا للخمر، وفي عام 322 قَتَل القاهِرُ إسحاقَ بنَ إسماعيل النوبختي الذي كان قد أشار بخلافةِ القاهر، ألقاه على رأسِه في بئرٍ وطُمَّت، قيل: إنَّ ذَنبَه أنَّه زايدَ القاهِرَ قبل الخلافةِ في جاريةٍ، واشتراها فحَقَدَ عليه. تحَرَّك الجند عليه؛ لأنَّ أمير الأمراء ابنَ مُقلةٍ كان يوحشُ الجندَ مِن القاهر، ويقول لهم: إنَّه بنى لكم المطاميرَ ليَحبِسَكم، فأجمعوا على الفَتكِ به، فدخلوا عليه بالسُّيوفِ، فهرب، فأدركوه وقَبَضوا عليه وبايعوا أبا العبَّاس محمد بن المُقتَدِر ولقَّبوه: الراضي بالله، كان سببُ خلعِ القاهر سوءَ سيرته، وسَفكَه الدماءَ، فامتنع من الخَلعِ، فسَمَلوا عينيه حتى سالَتا على خَدَّيه، وتعَرَّض لصُنوفٍ من العذاب حتى مات في هذه السَّنةِ.

العام الهجري : 637 العام الميلادي : 1239
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الملك المجاهد أسد الدين شيركوه الصغير، أبو الحارث بن ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بن شادي، صاحبُ حمص، ولَّاه إياها الملك الناصر صلاح الدين بعد موت أبيه سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، فمكث فيها سبعًا وخمسين سنة، ولد بمصر سنة 569 وكان من أحسن الملوك سيرةً، طَهَّر بلاده من الخمور والمكوس والمنكرات، وهي في غايةِ الأمن والعدل، لا يتجاسر أحدٌ من الفرنج ولا العرب يدخلُ بلاده إلا أهانه غايةَ الإهانة، وكانت ملوكُ بني أيوب يتَّقونه؛ لأنه يرى أنه أحق بالأمرِ منهم، لأنَّ جده أسد الدين شيركوه هو الذي فتح مصرَ، وأوَّلُ من ملك منهم، شَهِدَ غزو الفرنج لدمياط، ورابَطَ عليها, وسكن المنصورةَ إلى انقضاء الغزاة، واستنقاذ دمياط, وكان شهمًا مهيبًا بطلًا شُجاعا، مِقدامًا معروفًا بالشجاعة. استخدم الحَمَام في نواحي بلاده لنقل الأخبار, وكانت بلادُه طاهرة من الخمر والمكوس, ومنعَ النساءَ من الخروج من أبواب حمص مُدَّة إمرته عليها خوفًا أن يأخذ أهل حمص أهاليهم وينزحون عنها لجَوِره, وله أخبارٌ في الظلم والتعذيب والاعتقال. إلَّا أنه كان لا يشرب الخمر أبدًا، ويلازم الصلوات في أوقاتها، ولا يُقبلُ على اللهو، بل همَّتُه في مصالح ملكه, وكان ذا رأي ودهاء, وله هيئة جميلة وجلالة وصورة مليحة، وكان الملوك يراعونه ويخافونه، وكان الملك الكاملُ قد استوحش منه واتَّهَمه بأنه أوقع بينه وبين الأشرف، فلما مات الأشرفُ وتمَلَّك الكامل دمشق، طلب من شيركوه مالًا عظيمًا، فبعث إليه نساءه يشفعن فيه، فما أجاب وقال: لا بدَّ من المال، فأيس وهيَّأَ الأموال، ولم يبقَ إلَّا تسييرها فأتته بطاقةٌ بموت الكامل، فجاء وجلس عند قبرِ الكامل وتصَرَّف في أمواله وخَيلِه، كانت وفاته بحمص، وعُمِلَ عزاؤه بجامع دمشق، واستخلف بعده ابنُه المنصور ناصِرُ الدين إبراهيم.

العام الهجري : 746 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1346
تفاصيل الحدث:

قَصَد نائِبُ حَلَب سيس لطَلَب الحملِ، وقد كان تكفور صاحِبُها قد كتب في الصالحِ إسماعيل بأنَّ بلادَه خَرِبَت، فسُومِحَ بنِصفِ الخراج، فلمَّا وصل إليه قاصِدُ نائب حلب جَهَّز الحمل، وحضر كبيرُ دولته ليحَلِّفوه أنَّه ما بقى أسيرٌ مِن المسلمين في مملكتِه، كما جَرَت العادة في كل سنةٍ بتَحليفِه على ذلك، وكان في أيديهم عِدَّةٌ من المسلمين أسرى، فبَيَّتَ مع أصحابِه قَتْلَهم في الليلةِ التي تكونُ خلفه في صبيحتِها، فقَتَل كُلُّ أحدٍ أسيرَه في أوَّلِ اللَّيلِ، فما هو إلَّا أن مضى ثلثا الليلِ فخرجت في الثلث الأخير من تلك الليلة ريحٌ سوادء، معها رعدٌ وبَرقٌ أرعَبَ القلوب، وكان من جملةِ الأسرى عجوزٌ من أهل حلب في أسرِ المنجنيقيِّ، ذبَحَها عند المنجنيق، وهي تقول: " اللهُمَّ خُذِ الحَقَّ منهم " فقام المنجنيقيُّ يشرَبُ الخَمرَ مع أهله بعد ذَبحِها، حتى غلَبَهم السُّكرُ وغابوا عن حِسِّهم، فسَقَطَت الشمعةُ وأحرَقَت ما حولها، حتى هَبَّت الريحُ، فتطاير شَرَرُ ما احترق من البيت حتى اشتعَلَ بما فيه، وتعلقت النيران مما حوله حتى بلَغَت مَوضِعَ تكفور، ففَرَّ بنفسه، واستمَرَّت النار مدة اثني عشَرَ يومًا، فاحترق أكثَرُ القلعة، وتلف المنجنيقُ كُلُّه بالنار، وكان هو حصن سيس، ولم يُعمَلْ مِثلُه، واحترق المنجنيقي وأولادُه الستَّة وزوجته، واثنا عشر رجلًا من أقاربه، وخَرِبَت سيس، وهُدِّمَ سُورُها ومساكِنُها، وهلك كثيرٌ مِن أهلِها، وعَجَز تكفور عن بنائِها.

العام الهجري : 226 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 841
تفاصيل الحدث:

هو أبو عِقالٍ الأغلَبُ بن إبراهيم بن أغلب، أخو زيادة الله، كانت ولايتُه من قِبَل المعتَصِم بالله، وهو رابِعُ أمراء إفريقية مِن بني الأغلَبِ، ولم تطُلْ مُدَّةُ أيامِه، كانت ولايتُه سنتين وسبعةَ أشهر وسبعة أيَّام, لَمَّا تولَّى أبو عقالٍ أحسَنَ إلى الجند، وأزال مظالمَ كثيرةً، وزاد العُمَّالَ في أرزاقهم، وكَفَّ أيديَهم عن الرعية، وقطَعَ النَّبيذَ والخَمرَ عن القيروان. وكانت أيَّامُه أيَّامَ دَعةٍ وسكونٍ سوى عام 224هـ؛ انتفَضَ بعضُ الخوارجِ فسَيَّرَ إليهم عيسى بن ربعان فأخضَعَهم، ولَمَّا توفِّيَ ولِيَ أبو العباسِ محمَّد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بلادَ إفريقيَّة بعد وفاةِ والده، ودانت له إفريقيَّة.

العام الهجري : 356 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 967
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامة، الأخباريُّ أبو الفَرَج عليُّ بنُ الحسين بن محمَّد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي، وجَدُّه مروان بن محمَّد آخِرُ خُلَفاء بني أمية، وهو أصبهانيُّ الأصل بغداديُّ المنشأ، كان من أعيانِ أُدَبائِها، وأفراد مُصَنِّفيها, صاحِبُ كتاب الأغاني، وكتاب أيَّام العرب، ذكَرَ فيه ألفًا وسَبعمائة يومٍ مِن أيامهم، وكان شاعرًا أديبًا كاتبًا، عالِمًا بأخبار الناس وأيَّامِهم، بحرًا في نقل الآداب، وكان فيه تشيُّع، قال ابن الجوزي: "ومِثلُه لا يُوثَقُ به؛ فإنَّه يُصَرِّحُ في كتُبِه بما يوجِبُ العِشقَ ويُهَوِّنُ شُربَ الخَمرِ، وربَّما حكى ذلك عن نَفسِه، ومن تأمَّل كِتابَ الأغاني رأى فيه كلَّ قبيحٍ ومُنكَرٍ "  قال التنوخي: "كان يحفَظُ مِن الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديثِ المُسنَدة والنَّسَب ما لم أرَ قَطُّ مَن يحفَظُ مِثلَه، ويحفظ دونَ ذلك من علومٍ أُخَرَ- منها اللغة والنحو، والخرافات والسِّيَر والمغازي، ومن آلةِ المُنادمة- شيئًا كثيرًا، مثل علم الجوارح والبَيطرة ونُتَف من الطب والنُّجوم والأشربة وغير ذلك، وله شِعرٌ يجمَعُ إتقانَ العُلَماء وإحسانَ الظُّرَفاء الشعراء ". كان مولده في سنة أربع وثمانين ومائتين، السنة التي توفِّيَ فيها البحتري الشاعر.