الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو البحار المشهور شهاب الدين أحمد بن ماجد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركائب النجدي العماني، عُرِفَ بأسد البحر أحد كبار الملاحين العرب، ولد سنة 838 في مدينة جلفار- تقع في رأس الخيمة اليوم- ونشأ بها. ينحدر ابن ماجد من أسرة اشتهرت بالملاحة وارتياد البحار, اشتهر ابن ماجد بعلمه في شؤون البحار وما يتصلُ بذلك من علوم الملاحة والفلك والرياضيات والجغرافيا. رحل إلى بلاد كثيرة مدونًا كلَّ ما يشاهده من بلدان؛ فقد ذكر في مؤلفاته أسماء الجزر التي رآها والقياسات البحرية ومطالع النجوم، وطريقة استخراج القبلة، وشرحَ المسالكَ البحرية بين ساحل وآخر، ودَوَّن علمه ومعرفته في مؤلفات عديدة، منها: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وهو أكبر أعماله، ويعُتبر علم الملاحة الفلكية من أهم أعماله؛ فقد كانت قياساته دقيقة ومبتكَرة، كما كانت مشاهداته للنجوم ومطالعها ومغاربها كذلك، وله أراجيز تحمل علومهَ، منها: حاوية الاختصار في علم البحار، وله قصائد في وصف شواطئ جزيرة العرب, ومن أسباب اشتهار ابن ماجد في تاريخ الملاحة ارتباطُ اسمه برحلة البرتغالي فاسكو دي جاما سنة (1498م) من ساحل إفريقيا الشرقي إلى كلكتا في الهند، وكان لهذا الحادث أثرٌ خطير في تاريخ الملاحة، وأثرٌ في الحملات الاستعمارية الأوربية لاحتلال سواحل ومراكز مهمة في بحر العرب والمحيط الهندي.

العام الهجري : 1262 العام الميلادي : 1845
تفاصيل الحدث:

هو فلاح بن مانع بن حثلين العجمي أميرُ قبيلة العجمان، قام في السنة الماضية ومعه بعض العُجمان وعربان من سبيع بالغارة على حاجِّ الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر، فطلبه الإمام فيصل بن تركي ففَرَّ إلى  ديرة بن خالد، فأجلى الإمام فيصل العجمانَ من ديرة بني خالد، ففَرَّ ابن حثلين إلى محمد بن هاد بن قرملة بعد أن انسلخ منه العجمان وتبرؤوا منه، ثم إنَّ فلاح بن حثلين قام يدير الرأيَ في الحيلة للرجوعِ إلى ديرة بني خالد، ووقع في نفسِه أنَّه لا يَقدِرُ على ذلك إلَّا بمصافاة الدويش وأتباعه، فرحل من مكانِه وقصَدَهم في ديرة بني خالد، ومعه قطعةٌ قليلة من العجمان، فنزل على منديل بن غنيمان رئيسِ من الملاعبة من مطير، وطلبه أن يجيره ويجمع بينه وبين الدويش، فأبى ابن غنيمان وقال: لا نقدِرُ على ذلك، ونحن بيدِ الإمام فيصل، ولا يجسرُ يجيرُ عليه أحد، وأرسل منديل إلى الحميدي الدويش وأخبره بالأمر، فركب من ساعته بعَدَدِه وعُدَّتِه وألفى عند ابن غنيمان ورحل معه بابن حثلين ومن تَبِعَه وأدخلهم مع عُربانه، وأرسل إلى فيصل يخبره، وركب وافدًا عليه ومعه رؤساء قومِه فلما دخلوا على الإمام ذكَرَ لهم ما فعل ابن حثلين بالمسلمين، وقال: لا بدَّ من إمساكه وأخْذِه من عندكم وأخذ الثأر منه للمسلمين، وألزمه بذلك فلم يجِدْ بدًّا من طاعته، فأمر الإمامُ على رجال من خدَّامه يركبون معهم ويأخذون ابن حثلين من عند الدويش، وقصدوا به الأحساءَ وأدخلوه قصرَ الكوت عند أحمد السديري، فقطعوا رأسَه، وعندما قُتِلَ فلاح بن حثلين خلفه أخوه العجمان الشيخ حزام بن حثلين عمُّ راكان بن فلاح حوالي خمسة عشرة عامًا في زعامة قبيلة العجمان، ثم تنازل عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين، عام 1276هـ.

العام الهجري : 21 العام الميلادي : 641
تفاصيل الحدث:

هو خالدُ بن الوَليد بن المُغيرةِ بن عبدِ الله بن عَمرِو بن مَحْزومٍ القُرشيُّ المَخْزوميُّ، سَيْفُ الله، أبو سُليمانَ، كان أحدَ أَشرافِ قُريشٍ في الجاهِليَّة، وكان إليه أَعِنَّةُ الخَيلِ في الجاهِليَّة، وشَهِدَ مع كُفَّارِ قُريشٍ الحُروبَ إلى عُمرَةِ الحُديبيةِ، كما ثبَت في الصَّحيحِ: أنَّه كان على خَيلِ قُريشٍ طَلِيعَةً، ثمَّ أَسلَم في سَنةِ سبعٍ بعدَ خَيبرَ، وقِيلَ قَبلَها، أَرسَلهُ أبو بكرٍ إلى قِتالِ أهلِ الرِّدَّةِ فأَبْلَى في قِتالِهم بَلاءً عظيمًا، ثمَّ وَلَّاهُ حَربَ فارِسَ والرُّومِ، فأَثَّرَ فيهم تَأثيرًا شديدًا، وفتَح دِمشقَ، واسْتخلَفهُ أبو بكرٍ على الشَّامِ إلى أن عَزَلَهُ عُمَرُ، وقد قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (نِعْمَ عبدُ الله وأخو العَشيرَةِ خالدُ بن الوَليدِ، سَيْفٌ مِن سُيوفِ الله سَلَّهُ الله على الكُفَّارِ). وقال خالدٌ عند مَوتِه: ما كان في الأرضِ مِن ليلةٍ أَحَبَّ إليَّ مِن ليلةٍ شَديدةِ الجَليدِ في سَرِيَّةٍ مِن المُهاجرين أُصَبِّحُ بهم العَدُوَّ فعَليكُم بالجِهادِ. مات خالدُ بن الوَليد بمدينةِ حِمْصَ وقِيلَ: تُوفِّيَ بالمدينةِ. فلمَّا تُوفِّيَ خرَج عُمَرُ إلى جِنازَتِه فقال: ما على نِساءِ آلِ الوَليدِ أن يَسْفَحْنَ على خالدٍ دُموعَهُنَّ ما لم يكُن نَقْعًا أو لَقْلَقَةً. قال ابنُ حَجَرٍ وهذا يَدُلُّ أنَّه مات في المدينةِ.

العام الهجري : 32 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 653
تفاصيل الحدث:

هو جُنْدُب بن جُنادة أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ كان طُوالًا آدمَ، وكان يَتعبَّدُ قبلَ مَبعثِ رسولِ الله. صلَّى الله عليه وسلَّم، وأَسلمَ بمكَّةَ قديمًا، وقال: كنتُ في الإسلامِ رابعًا. ورجَع إلى بلادِ قومِه فأقام بها حتَّى مَضَتْ بدرٌ وأُحُدٌ والخندقُ، ثمَّ قدِم المدينةَ، كان أبو ذَرٍّ شُجاعًا يَنفَرِد وحدَه فيقطعُ الطَّريقَ ويُغِيرُ على الصِّرْمِ كأنَّه السَّبُعُ، ثمَّ إنَّ الله قذَف في قَلبِه الإسلامَ وسمِع  بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّةَ فأَتاهُ، تُوفِّيَ أبو ذَرٍّ رضِي الله عنه بالرَّبْذَةِ، وكان قد أَوْصى امْرأَتَه وغُلامَه: إذا مِتُّ فاغْسِلاني, وكَفِّناني, ثمَّ احْمِلاني فَضَعاني على قارعةِ الطَّريقِ، فأوَّلُ رَكْب] يَمُرُّون بكم فقولوا: هذا أبو ذَرٍّ. فلمَّا مات فعلوا به كذلك، فطلَع رَكْبٌ, فما عَلِموا به حتَّى كادت رَكائبهم تَطَأُ سَريرَهُ، فإذا ابنُ مَسعودٍ في رَهْطٍ مِن أهلِ الكوفةِ، فقال: ما هذا؟ فقِيلَ: جِنازةُ أبي ذَرٍّ، فاسْتَهَلَّ ابنُ مَسعودٍ يبكي، ثمَّ غَسَّلوهُ وكَفَّنوهُ وصَلُّوا عليه ودَفَنوه، فلمَّا أرادوا أن يَرتَحِلوا قالت لهم ابنتُه: إنَّ أبا ذَرٍّ يقرأُ عليكم السَّلامَ, وأَقْسَمَ ألَّا تَركبوا حتَّى تَأكُلوا. ففعلوا، وحَمَلوهم حتَّى أَقدَموهُم إلى مكَّةَ، ونَعَوْهُ إلى عُثمانَ رضِي الله عنه فضَمَّ ابنتَه إلى عِيالِه.

العام الهجري : 132 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 750
تفاصيل الحدث:

كان أَمرُ الدَّعوة العَبَّاسِيَّة قد اسْتَفحَل خِلالَ السَّنوات الماضِيَة وقَوِيَ أَمرُها جِدًّا في خُراسان وما حولها، حتَّى بَدأَت البُعوثُ تَسيرُ إلى العِراق فخَرَج مَرْوان بن محمَّد بِجَيشٍ إليهم مِن حَرَّان حتَّى بلَغ الزَّاب وحَفَر خَندقًا وكان في عِشرين ومائة ألف، وسار أبو عَوْن وهو القادِمُ إلى العِراق للدَّعوة العَبَّاسِيَّة إلى الزَّاب، فوَجَّه أبو سَلمَة إلى أبي عَوْن عُيينَة بن موسى، والمِنْهالِ بن فَتَّان، وإسحاق بن طَلحَة، كُلُّ واحدٍ في ثلاثةِ آلاف، فعَبَر عُيينَة بن موسى في خَمسةِ آلاف، فانْتَهى إلى عَسكرِ مَرْوان، فقاتَلَهم حتَّى أَمْسَوا، ورَجَع إلى عبدِ الله بن عَلِيٍّ وأَصبحَ مَرْوان فعَقَد الجِسرَ وعَبَر عليه، فنَهاهُ وُزراؤهُ عن ذلك، فلم يَقبَل وسَيَّرَ ابنَه عبدَ الله، فنَزَل أَسفلَ مِن عَسكرِ عبدِ الله بن عَلِيٍّ، فبَعَث عبدُ الله بن عَلِيٍّ المُخارِقَ في أَربعةِ آلاف نحو عبدِ الله بن مَرْوان، فسَرَّح إليه ابنُ مَرْوان الوَليدَ بن مُعاوِيَة بن مَرْوان بن الحَكَم، فالْتَقَيا، فانْهزَم أصحابُ المُخارِق وثَبت هو فأُسِرَ هو وجَماعَة وسَيَّرَهم إلى مَرْوان مع رُؤوسِ القَتلى، وأَرسَل مَرْوان إلى عبدِ الله يَسأَله المُوادَعَة فلم يَقبَل ثمَّ حَصَل قِتالٌ بينهم كانت فيه هَزيمةُ مَرْوان ومَن معه وَفَرَّ مَرْوان إلى حَرَّان.

العام الهجري : 802 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1399
تفاصيل الحدث:

تزايد الاختلافُ بين أمراء المماليك والخاصكية، وكثُر نفور الخاصكية من الأمير أيتمش الذي كان يتولَّى نيابة السلطنة بوصية السلطان برقوق، وخاصة أن السلطان فرجًا ما زال قاصرًا، وظنوا به وبالأمراء أنَّهم قد مالوا إلى نائب الشام الأمير تنم الحسني الذي بدأ يعصي عن الطاعة، واتفقوا معه على إفناء المماليك بالقتل والنفي، فحَذِرَ الأمراء منهم، واشتدت الوحشةُ بين الطائفتين، وتعيَّن من الخاصكية سودون طاز، وسودون بن زاده، وجركس المصارع، ووافقوا الأمير يشبك الشعباني الذي كان منافسًا لأيتمش، فصاروا في عصبة قوية وشوكة شديدة، وشرع كلٌّ من الأمراء والخاصكية في التدبير، والعمل على الآخر، ثم استدعى الملكُ الناصر فرج الأميرَ الكبير أيتمش إلى القصر، وقال له: يا عمِّ، أنا قد أدركت، وأريد أن أترشَّدُ، وكان هذا قد بيَّته معه الأمير يشبك، والأمير سودون طاز، فيمن معهما من الخاصكية، ليستبِدَّ السلطان ويحصُلَ لهم الغرض في أيتمش والأمراء، ويمتنع أيتمش من تصرُّف السلطان، فينفتح لهم باب إلى القتال، ومحاربة أيتمش والأمراء، فأجاب أيتمش السلطانَ بالسمع والطاعة، واتَّفق مع الأمراء والخاصكية على ترشيد السلطان، وأن يُمتثَلَ سائِرُ ما يرسُمُ به، فكان كما أراد ورُسم بترشيد السلطان، وافترق من يومئذ العسكر فريقان: فرقة مع أيتمش، وفرقة مع يشبك، وانقطع يشبك بداره، وأظهر أنه مريض، فحَذِرَ أيتمش ومن معه من الأمراء وظنوا أنَّها من يشبك حيلة، حتى إذا دخلوا لعيادته قبض عليهم، فلزم كلٌّ منهم داره واستعَدَّ، وأخلد أيتمش إلى العجز، وأعرض عن إعمال الرأي والتدبير، وكان قد تبيَّن منذ مات الظاهر عجزُه وعدم أهليته للقيام بالأمر، فلما كان ليلة الاثنين عاشر من شهر صفر أشيع من العصر ركوب العساكر للقتال، وماج الناس وكثرت حركاتهم، فلم يدخل الليل حتى لبس أيتمش ومن معه آلةَ الحرب، وملك أيتمش الصوة -قرية بشرقية مصر- تجاه باب القلعة، وأصعد عدةً من المقاتِلة إلى عمارة الأشرف تجاه الطبلخاناه؛ ليرموا على من فيها ومن يقف على باب القلعة، ولم يخرُج يشبك من بيته، وأخذ الأمير فارس حاجب الحجاب رأس الشارع الملاصِق لباب مدرسة السلطان حسن؛ ليقاتِلَ من يخرج من باب السلسلة، ودُقَّت بها الكوسات -قطعتان من نحاس يُدَقُّ بإحداهما على الأخرى- الحربية، ولبست المماليك السلطانية، ووقعت الحروبُ بين الفريقين من وقت العشاء الآخرة إلى السَّحَر، وقد نزل السلطان من القصر إلى الإسطبل، فاشتَدَّ قتال المماليك السلطانية، وثبت لهم الأمير فارس، وكاد يهزمُهم لولا ما كادوه من أخذ مدرسة السلطان حسن، ورَمْيه من أعلاها إلى أن هزموه، وأحاطوا بداره، وهزموا تغري بردي وأرغون شاه، بعدما أبلى تغري بردي بلاء كثيرًا، وأحاطوا بدورهما، فصار الجميع إلى أيتمش، وقد امتدَّت الأيدي إلى دُورِهم، فنهبوا ما فيها، فنادي أيتمش بالقاهرة وظواهرها: من قبض مملوكًا جركسيًّا من المماليك السلطانية، وأحضره إلى الأمير الكبير أيتمش يأخذُ عريةً فحنقوا من ذلك، وفارقه من كان معه من الجراكسة، وصاروا إلى جهة السلطان، ومالوا بأجمعِهم على أيتمش، فانهزم ممن بقي معه وقت الظهر من يوم الاثنين يريدون جهة الشام، وانهزم معه من الأمراء الألوف أرغون شاه أمير مجلس، وتغري بردي أمير سلاح، وغيرهم، فمرُّوا بالخيول السلطانية في ناحية سرياقوس، فأخذوا من جيادها نحو المائة، وساروا إلى دمشق، وتجمَّع من المفسدين خلائق، ونهبوا مدرسة أيتمش، وحفَروا قبر ولده الذي بها، وأحرقوا الرَّبعَ المجاور لها من خارج باب الوزير، فلم يُعمَر بعد ذلك، ونهبوا جامع أقسنقر، واستهانوا بحرمة المصاحف، ونهبوا مدرسةَ السلطان حسن، وأتلَفوا عِدَّةً من مساكن المنهزمين، وكسروا حبس الديلم وحبس الرحبة، وأخرجوا المسجونين.

العام الهجري : 204 العام الميلادي : 819
تفاصيل الحدث:

كان شَخصٌ مِن بني زيادِ بن أبيه، اسمُه محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن زياد، مع جماعةٍ من بني أمية، قد سَلَّمهم المأمونُ إِلى الفضل بن سهل ذي الرياستين، وقيل إِلى أخيه الحسَن، وبلغ المأمونُ اختلالَ أمر اليمن، فأثنى ابنُ سهلٍ على محمَّد بن زياد الأموي، وأشار بإِرساله أميرًا على اليمن، فأرسل المأمونُ محمَّدَ بن زياد، ومعه جماعةٌ، فحَجَّ ابنُ زياد في سنة ثلاث ومائتين، وسار إِلى اليمَنِ، وفتح تِهامةَ بعد حروب جرت بينه وبين العرَبِ، واستقَرَّت قَدَمُ ابنِ زياد باليمن، وبنى مدينةَ زَبيد، واختَطَّها في سنة أربع ومائتين، وأرسلَ ابن زياد مولاه جعفرًا بهدايا جليلةٍ إِلى المأمون، فسار جعفرٌ بها إِلى العراق، وقَدَّمها إِلى المأمون في سنة خمس ومائتين، وعاد جعفرٌ إِلى اليمن في سنة ست ومائتين، ومعه عسكَرٌ مِن جهة المأمون، بمقدار ألفَي فارس، فعَظُمَ أمرُ ابن زياد، وملَكَ إِقليمَ اليمَنِ بأسرِه وتقَلَّد جعفرٌ الجبال، واختَطَّ بها مدينة يقال لها المديحرة، والبلادُ التي كانت لجعفر تسمَّى إِلى اليوم مخلافَ جَعفرٍ، والمخلاف عبارةٌ عن قُطرٍ واسع، وكان جعفرٌ هذا من الكُفاة الدُّهاة، وبه تمَّت دولةُ بني زياد، حتى قُتِلَ ابنُ زياد بجعفرة، وبقِيَ محمَّد بن زياد كذلك حتى توفِّي. فكان ذلك أوَّلَ قيامِ الدولة الزياديَّة باليمن.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

هو أحمد بن طولون أبو العبَّاسِ، تركي الأصل، ولِدَ بسامرَّاء، عام 220ه كانت أمُّه جاريةً اسمُها هاشم, أميرُ الديار المصرية، وباني الجامع المنسوب إليه، نشأ ابنُ طولون في صيانةٍ وعفافٍ ورياسةٍ وطلَبٍ للعلمِ ودِراسةٍ للقرآن العظيم، مع حُسنِ الصَّوتِ به. تنقَّلَت به الأحوال؛ تأمَّرَ فولِيَ ثُغورَ الشامِ، ثمَّ إمرةَ دمشق، ثم ولِيَ الديار المصريةَ في سنة أربع وخمسين، وله إذ ذاك أربعونَ سنة, وكانت له أطماعٌ توسُّعِيَّة على حسابِ الخلافة العباسيَّة, والخليفةُ كان مشغولًا عنه بحرب الزنج. وكان بطلًا شُجاعًا، مِقدامًا مَهِيبًا، سائِسًا جَوادًا، مُمَدَّحًا باذِلًا، مِن دُهاة الملوك. لكنَّه كان جبارًا سفَّاكًا للدماء، أُحصِيَ من قتَلَهم صبرًا، أو مات في سِجنِه، فبلغوا ثمانية عشر ألفًا. كان يعيب على أولاد التُّرك ما يرتكبونَه من المحرَّمات والمُنكَرات. بنى المارستان وأنفقَ عليه ستين ألف دينار، وعلى الميدانِ مائةً وخمسين ألفًا، وكانت له صدقات كثيرة جدًّا، وإحسانٌ زائد. ملك دمشقَ بعد أميرها ماخور، توفِّي بمصر من علةٍ أصابته من أكلِ لَبَن الجواميسِ فأُصيبَ بسَبَبِه فكواه الأطباءُ وأمروه أن يحتمِيَ منه، فلم يقبَلْ منهم، فكان يأكُلُ منه خُفيةً، فمات رحمه الله، وقد تركَ من الأموال والأثاث والدوابِّ شَيئًا كثيرًا جدًّا، من ذلك عشرةُ آلافِ ألفِ دينار، ومن الفضَّة شيئًا كثيرًا، وكان له ثلاثةٌ وثلاثون ولدًا، منهم سبعة عشر ذكرًا. قام بالأمر من بعده وَلَدُه خِمارَوَيه.

العام الهجري : 363 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 974
تفاصيل الحدث:

هو شيخُ الحنابلةِ أبو بكر عبدُ العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغدادي الفقيهُ، تلميذُ أبي بكرٍ الخَلَّال. ولِدَ سنة 285. وسمِعَ في صِباه من مُحمَّد بن عثمان بن أبي شيبةَ، وموسى بن هارون، والفضلِ بنِ الحُباب وجماعة, وقيل: إنَّه سَمِعَ مِن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ولم يصِحَّ ذلك؛ قال الذهبي: " كان كبيرَ الشَّأنِ، من بحورِ العِلمِ، له الباعُ الطويل في الفِقهِ, ومَن نظَرَ في كتابه " الشافي " عَرَف محَلَّه من العِلمِ لولا ما بشَّعَه بُغضُ بعضِ الأئمَّة، مع أنَّه ثِقةٌ فيما ينقُلُه "، قال القاضي أبو يعلى: " كان لأبي بكر عبد العزيز مُصنَّفاتٌ حَسَنةٌ؛ منها: كتاب " المقنع " وهو نحو مائةِ جزءٍ، وكتاب " الشافي " نحو ثمانين جزءًا، وكتاب " زاد المسافر " وكتابُ " الخلاف مع الشافعي " وكتاب " مختصر السُّنَّة "  ورُوِيَ عنه أنَّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يومِ الجُمُعة، فمات يومَ الجمعة وله ثمانٍ وسبعون سنة, في سِنِّ شَيخِه الخَلَّال, وسنِّ شَيخِ شَيخِه أبي بكرٍ المروذيِّ، وسِنِّ شيخِ المروذي الإمامُ أحمد، ويُذكَرُ عنه عِبادةٌ وتألُّهٌ، وزُهدٌ وقنوعٌ, وذكَرَ أبو يعلى: "أنَّه كان معظَّمًا في النُّفوسِ، متقَدِّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهَبِ الإمامِ أحمد ". قال الذهبي: " ما جاء بعد أصحابِ أحمَدَ مِثلُ الخَلَّال، ولا جاء بعد الخَلَّالِ مثلُ عبد العزيز, إلَّا أن يكونَ أبا القاسم الخِرَقيَّ "

العام الهجري : 566 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1171
تفاصيل الحدث:

كان بمصر دار للشحنة تُسمَّى دار المعونة يُحبَسُ فيها من يريد حبسه، فهدمها صلاح الدين، وبناها مدرسة للشافعية، وأزال ما كان بها من الظُّلم، وبنى دار العدل مدرسة للشافعية أيضًا، وبنى مدرسة أخرى للمالكية، وعزل القضاة المصريين، وكانوا شيعةً، وأقام قاضيًا شافعيًا في مصر، وولَّى قضاء القضاة بها لصدر الدين عبد الملك بن درباس المارداني الشافعي، فاستناب في سائر المعاملات قُضاة شافعية، ومن حينئذ اشتهر مذهبُ الشافعي ومذهب مالك بديار مصر، وتظاهر الناس بهما، واختفى مذهب الشيعة من الإمامية الإسماعيلية. وبطل من حينئذ مجلسُ الدعوة بالجامع الأزهر وغيره، واشترى تقيُّ الدين عمر بن أخي صلاح الدين منازِلَ العز بمصر، وبناها مدرسة للشافعية، كما أبطل صلاحُ الدين الأذان بحيَّ على خير العمل، محمد وعلي خير البشر، فكانت أوَّل وصمة دخلت على الدولة الفاطميَّة، ثم أمر أن يُذكَرَ في الخطبة يوم الجمعة الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان ثم علي، ثم أمر أن يذكر العاضِدُ في الخطبة بكلام يحتمل التلبيسَ على الشيعة، فكان الخطيب يقول: اللهم أصلِحِ العاضد لدينِك، لا غيرُ، ثم أمر صلاح الدين بتغيير شعار الفاطميين، وأبطل ذِكرَ العاضد من الخطبة، وكان الخطيبُ يدعو للإمام أبي محمد، فتخالُه العامة والروافض العاضِدَ، وهو يريد أبا محمد الحسن المستضئ بأمر الله الخليفة العباسي! ثم أعلن بالعزم على إقامة الخطبة العباسيَّة.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

أُطلِعَ صالح رايس- والي الجزائر من قِبَل العثمانيين- على تلك المؤامرةِ التي كانت تُحاك ضِدَّ الدولة العثمانية بين ملكِ المغرب السلطانِ الشيخ المهدي أبي عبد الله محمد السعدي والإسبان، والتي كان هدفُها طردَ العثمانيين من الجزائر؛ لأنَّه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطرٌ على إسبانيا، فبعث صالح رايس للباب العالي يخبرُه بشأن تلك المحادثات، فكان جوابُ السلطان سليمان سريعًا وحاسمًا بوجوبِ مهاجمة وهران قبل أن تسفِرَ المحادثات بين الجانبين السعدي والإسباني عن نتيجةٍ عملية، فأرسل السلطانُ سليمان أربعين سفينة لمساعدة رايس في الاستيلاءِ على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرةُ والتجنيدُ الطوعي من مختلِفِ أنحاء الدولة العثمانية، فاستعَدَّ صالح رايس لفتح وهران، وضَمَّ أسطوله الى جانب أسطول السلطان، وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من أربعين ألف جندي، وكان ينوي من إتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفِتَن والاضطرابات وإخضاعها لسلطانه، ولكن القَدَر لم يمهِلْه، فتوفِّي صالح رايس بالطاعون في شهر رجب 963هـ وقام القائد يحيى بإكمال خطة صالح رايس، فأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين حسن قورصو لمنصب بيلرباي، ووصلت الجيوش البرية والبحرية إلى وهران، وحوصرت حصارًا شديدًا، إلَّا أنها لم تُفتحْ رغم استعدادات العثمانيين الكبيرة؛ وذلك بسبب النجدات المتواصلة التي كانت تبعثُها إسبانيا إلى المدينة المحاصَرة.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1972
تفاصيل الحدث:

وُلِد محمَّدُ بنُ سُرورٍ الصَّبَّانُ عامَ 1316هـ الموافِق 1898م في مدينةِ القُنْفُذةِ بالمَمْلَكةِ العَرَبيَّةِ السُّعوديَّةِ أيَّامَ حُكمِ الأشرافِ، ثمَّ انتَقَل والِدُه بأُسْرَتِه إلى جُدَّةَ عامَ 1320هـ، ثمَّ اتَّجَهوا إلى مَكَّةَ المُكَرَّمةِ واستقَرُّوا بها. وكان زَعيمَ الحرَكةِ الأدَبيَّةِ في الجَزيرةِ العَرَبيَّةِ، ورائِدَ الأُدَباءِ والمثَقَّفينَ في مكَّةَ المُكَرَّمةِ، أَسَّس أوَّلَ مَكتبةٍ لبَيعِ الكُتُبِ في مكَّةَ المُكَرَّمةِ وسَمَّاها (المَكْتَبة الحِجازيَّة)
عيَّنه المَلِكُ عَبدُ العزيزِ آلُ سُعودٍ رئيسًا لكُتَّابِ بَلَديَّةِ مَكَّةَ المكَرَّمةِ عامَ 1343هـ، ثمَّ سِكِرْتِيرًا للمَجلِسِ الأهليِّ، وترَقَّى في الوَظائِفِ الحُكوميَّةِ حتَّى عُيِّنَ وَزيرًا للماليَّةِ في عَهدِ المَلِكِ سُعودٍ، وفي عامِ 1382هـ عيَّنه المَلِكُ فَيصَلٌ أمينًا عامًّا لرابِطةِ العالَمِ الإسلاميِّ بمكَّةَ المُكَرَّمةِ.
أنشَأَ عَددًا مِنَ الشَّرَكاتِ؛ منها: الشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للطَّبعِ والنَّشْرِ، وشَرِكةُ الفَلاحِ للسَّيَّاراتِ، والشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للصَّادِراتِ، والشَّرِكةُ العَرَبيَّةُ للتَّوفيرِ والاقتِصادِ، وشَرِكةُ مُصحَفِ مَكَّةَ.
قام بطباعةِ عَدَدٍ مِنَ الكُتُبِ على نَفَقتِه الخاصَّةِ؛ منها: (الطُّرُقُ الحُكميَّةُ) و (مدارِجُ السَّالِكينَ) كلاهما لابنِ قَيِّمِ الجَوزيَّةِ، (العِقدُ الثَّمين في تاريخِ البَلَدِ الأَمين) و (شِفاءُ الغَرام بأخبارِ البَلَدِ الحرام) كِلاهما للفاسيِّ، (مُختارُ الصِّحاحِ لأبي بكرٍ الرَّازي)، (تفسيرُ معاني كَلِماتِ القُرآنِ لمحمَّد حَسَنين مخلوف)، وغَيرُها مِنَ الكُتُبِ.

تُوُفِّيَ رَحِمه اللهُ في القاهِرةِ، ونُقِل جُثمانُه إلى مكَّةَ المُكَرَّمةِ، وصُلِّيَ عليه بالمَسجِدِ الحرامِ، ودُفِنَ في مَقبَرةِ المُعَلَّاةِ.

العام الهجري : 50 العام الميلادي : 670
تفاصيل الحدث:

هي صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيِّ بن أَخْطَبَ، مِن وَلَدِ هارونَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأُمُّها بَرَّةُ بنتُ سَمَوْأَل أُخْتُ رِفاعةَ، كانت تحت سَلَّامِ بنِ مِشْكَمٍ القُرَظيِّ، ثمَّ خلَف عليها كِنانةُ بن الرَّبيعِ بن أبي الحُقَيْقِ، سَباها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن خَيبر وكانت عَروسًا، وأَعْتَقَها وتَزوَّجَها بعدَ مَرجِعِه مِن خَيبر، توفِّيت في المدينةِ ودُفِنت في البَقيعِ رضي الله عنها وأرضاها.

العام الهجري : 1259 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1843
تفاصيل الحدث:

تمكَّن الإمام فيصل بن تركي من الهروبِ مِن سِجنِه في مصر متدلِّيًا بحبل، ونزل معه ابنه عبد الله، وأخوه جلوي بن تركي، وابن أخته عبد الله بن إبراهيم، وكان ذلك ليلًا، ثم غادروا مصر حتى وصلوا جبل شمر، فاستقبلهم عبدُ الله بن علي بن رشيد -والي جبل شمر مِن قِبَل فيصل- فأكرمهم ووعدهم بالمساعدةِ بالمال والرِّجالِ، والقتال معهم.

العام الهجري : 55 العام الميلادي : 674
تفاصيل الحدث:

هو سعدُ بن أبي وقَّاص مالكِ بن أُهَيْب، الزُّهريُّ القُرشيُّ، صَحابيٌّ مِن أوائلِ مَن دَخلوا في الإسلامِ، وكان في السَّابعة عشر مِن عُمُرهِ، ولم يَسبِقْهُ في الإسلامِ إلَّا أبو بكرٍ، وعَلِيٌّ، وزَيدٌ، وهو أحدُ العَشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّة، فكان مِن المُتَقَدِّمين في الإسلامِ، شَهِد المَشاهِدَ كُلَّها، أوَّلُ مَن رَمى بِسَهمٍ في سَبيلِ الله، وله قال النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ارْمِ سعدُ فِداكَ أبي وأُمِّي). كان مُجابَ الدَّعوَة، وَلِيَ إِمْرَةَ الكوفَة لِعُمَر، لم يَحْضَرْ الجَملَ ولا صِفِّينَ ولا التَّحْكيمَ، قاتَل في سَبيلِ الله، وفتَح الله على يَديهِ الكَثيرَ مِن بِلادِ فارِسَ أيَّام عُمَر، تُوفِّي في العَقيقِ قُرْب المدينةِ، وحُمِلَ إلى البَقيعِ ودُفِنَ فيه، وكان آخرَ المُهاجرين مَوتًا.