جَمعَ ألفونسو عَساكِرَه، وجُموعَه، وغَزَا بِلادَ جَيَّان من الأندلسِ، فلَقِيَهُ المُرابِطون وقاتَلوهُ، واشتَدَّت الحَربُ، فكانت الهَزيمةُ أوَّلًا على المسلمين، ثم إن الله تعالى رَدَّ لهم الكَرَّةَ على الفِرنجِ، فهَزَموهم، وأَكثَروا القَتْلَ فيهم، ولم يَنجُ إلا ألفونسو في نَفَرٍ يَسيرٍ، وكانت هذه الوَقعةُ من أَشهُر الوَقائعِ، بعدَ الزَّلَّاقَة، وأَكثرُ الشُّعراءِ ذَكرَها في أَشعارِهم.
هو المَلِكُ السعيدُ شمس الدين إيلغازي بن الملك المظفر فخر الدين قرا أرسلان بن الملك السعيد صاحِبُ ماردين الأرتقي، ودُفِنَ بتربة جده أرتق، وتولى بعده سلطنةَ ماردين أخوه الملك المنصور نجم الدين غازي، وكانت مُدَّةُ مَملكةِ الملك السعيد هذا على ماردين دونَ الثلاث سنين.
هو المَلِكُ أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى، بعدما مَلَك تسع عشرة سنة وشهرين، وهو الملك الرابع عشر من ملوك الحفصيين بتونس، فقام بعدَه ابنه أبو البقاء خالد، وكان حاجِبُه ابن المالقي هو الذي يتولى أمورَ السلطة ويستبِدُّ بها. مات في العشرين من رجب.
كانت الأوامر السلطانية السليمانية قد صدرت بإصلاح عين حنين وعين نعمان- التي أجرتهما زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة الرشيد، وعَمَرها بعدها الملوك والسلاطين- وعُين لذلك ناظرٌ اسمه مصلح الدين مصطفى من المجاورين بمكة، فبذل جهدَه في عمارتهما، فجَرَت عين حنين إلى مكة، وعين نعمان إلى عرفات.
اعترفتِ الحكومةُ البلجيكية بالدين الإسلاميِّ كأحد الأديان الرئيسيةِ في البلاد. وكان هذا الاعترافُ هو الأولَ من نوعه في أوروبا، وفي عام 1998م وبعدَ حوالي ربعِ قرنٍ على هذا الاعترافِ حقَّق المسلمون نجاحًا آخر عندما خاضوا انتخاباتٍ على مُستوى الأقلِّية لاختيار هيئةٍ موحَّدةٍ تمثِّلهم لدى الحكومةِ، وتكون بمثابة المحاور الرسميِّ للسلطات البلجيكية في شؤون المسلمين.
أعلَنَت الإمارات العربية المتَّحِدة وإسرائيلُ المحتلة الاتفاقَ على التَّطبيعِ الكاملِ بيْنهما برعايةٍ أمريكيَّة، وبتَوقيعِ هذا الاتفاق أصبَحَت الإماراتُ العربية المتَّحِدة ثالثَ دولةٍ عربية -بعْد مِصرَ عامَ 1399هـ/ 1979م، والأردن عام 1415هـ/ 1994م- تُوقِّعُ اتفاقيةَ سلامٍ وتَطبيعٍ مع إسرائيل، والدَّولةَ الخليجيةَ الأُولى التي تقومُ بذلك.
بعد أن حَقَّق الإمامُ سعود طلَبَ الشريف غالب في الصلحِ والمبايعة، وقع من الشريفِ ما يَريبُ منها: أنَّه أبقى في مكة عسكرًا من الترك والمغاربة وغيرهم من الحاجِّ، وذلك أنَّ باشا الحاج عبد الله العظم هو الذي رتَّبَهم بأمر من الدولة العثمانية, ومنها أنَّه حصن جُدَّة وأحاطها بالخندق ومنعَ الغرباء والسفار من جهةِ دولة الإمام سعود عن دخول جدَّة، واستوطنها الشريف أغلبَ أيامِه، وبقيت تلك العساكر عنده إلى وقتِ الحجِّ القابل, واختار الإمامُ الإعراضَ عنه إلى وقتِ الحَجِّ.
هو السلطان الملك المؤيد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري، وهو السلطان الثامن والعشرين من ملوك الترك المماليك بالديار المصرية، والرابع من الشراكسة وأولادهم، أصله من مماليك الملك الظاهر برقوق، اشتراه من أستاذه الخواجا محمود شاه البرزي في سنة 782، وبرقوق يوم ذاك أتابك العساكر بالديار المصرية قبل سلطنته، وكان عمر شيخ يوم اشتراه الملك الظاهر نحو اثنتي عشرة سنة تخمينًا، وجعله برقوق من جملة مماليكه، ثم أعتقه بعد سلطنته. تولى المؤيد شيخ السلطنة سنة 815 بعد خروجه هو والأمير ونوروز على السلطان الناصر فرج ابن السلطان برقوق فتغلَّبا عليه فخلعوه ثم قتلوه، وتولى الخليفة المستعين بالله السلطنة ثم خلعه الأمير شيخ وأخذ البيعة لنفسه, وتلقَّب بالسلطان الملك المؤيد شيخ, ثم ثار عليه صاحبه نوروز ونائبه على دمشق سنة 816 فتغلب عليه المؤيد وقَتَله, وفي شوال من السنة الماضية أخذ المؤيد البيعةَ لابنه أحمد وهو لا يزال رضيعًا, وفي مستهل المحرم من هذه السنة لازم السلطان المؤيد الفراش، وقد أفرط به الإسهالُ الدموي مع تنوُّع الأسقام وتزايُد الآلام، بحيث إنه لم يبق مرض من الأمراض حتى اعتراه، غير أنه صحيح العقل والفهم طَلِقَ اللسان، وقد اشتد الأمر بالسلطان من الآلام والإرجاف تتواتر بموته، والناس في هرج إلى أن توفي قبيل الظهر من يوم الاثنين تاسع المحرم فارتجَّ الناس لموته ساعة ثم سكنوا، وطلع الأمراء القلعة وطلبوا الخليفة المعتضد بالله داود والقضاة والأعيان لإقامة الأمير أحمد بن السلطان المؤيد في السلطنة، وكان أبوه قد عهد له بذلك، فخلع عليه فتسلطَنَ ثم أخذوا في تجهيز السلطان الملك المؤيد وتغسيله وتكفينه، وصلِّيَ عليه خارج باب القلعة، وحُمِل إلى الجامع المؤيدي فدُفِن بالقبة قبيل العصر، ولم يشهد دفنه كثير من الأمراء والمماليك لتأخُّرهم بالقلعة، ومات وقد أناف على الخمسين، وكانت مدة ملكه ثماني سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام، أما السلطان الجديد أحمد بن المؤيد شيخ وعمره سنة واحدة وثمانية أشهر وسبعة أيام، فأُركب على فرس من باب الستارة، فبكى وساروا به وهو يبكي إلى القصر، حيث الأمراء والقضاة والخليفة، فقبَّلوا له الأرضَ، ولقَّبوه بالملك المظفر أبي السعادات، وقام الأمير ططر بأعباء الدولة، وخلع عليه لالا -مربي- السلطان وكافله!!
هو محمَّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد بسامرَّا، وهو المهديُّ المنتظَرُ عند الرافضة، يقولون إنَّه دخل في سردابٍ في بيت والده ولم يخرُج منه، وزعموا أنَّه سيخرج في آخر الزمان بنفس العمُرِ الذي دخل فيه السرداب، وهم ينتظرونَه إلى اليومِ عند السرداب المزعوم. قيل: إنه دخل وعمُره تسعُ سنين، وقيل: تسع عشر سنة. وقيل: إنَّ أباه الحسن مات عن غيرِ عَقِبٍ، وقيل: وُلِدَ له ولدٌ بعد موتِه مِن جارية اسمها "نرجس" أو "سوسن" وقيل: إن اسمَها "صقيل" ادَّعَت الحملَ به بعد وفاةِ سَيِّدها, فزادت فتنةُ الرافضة بصقيل هذه، وبدَعواها، إلى أن حبسها المعتضِدُ بعد نيِّف وعشرين سنة من موت سَيِّدها، وبقيت في قصره إلى أن ماتت في زمن المقتَدِر؛ قال الذهبي: "نعوذ بالله من زوالِ العَقلِ، فلو فرَضْنا وقوعَ ذلك في سالفِ الدَّهرِ، فمن الذي رآه؟! ومن الذي نعتَمِدُ عليه في إخباره بحياته؟ ومن الذي نصَّ لنا على عصمتِه وأنَّه يعلمُ كلَّ شَيءٍ؟! هذا هَوَسٌ بيِّنٌ، إنْ سَلَّطْناه على العقولِ ضَلَّت وتحيَّرَت، بل جَوَّزَت كلَّ باطلٍ، أعاذنا اللهُ وإياكم من الاحتجاجِ بالمُحالِ والكَذِب، أو رَدِّ الحقِّ الصحيحِ، كما هو ديدَنُ الإماميَّةِ، وممن قال: إنَّ الحسن العسكري لم يُعقِب: محمد بن جرير الطبري، ويحيى بن صاعد، وناهيك بهما معرفةً وثِقةً"..
سار عَمرُو بن العاصِ رضِي الله عنه إلى بَرْقَة وصالَح أَهلَها، وأَرسَل عُقبةَ بن نافعٍ إلى زَوِيلَة، واتَّجَه إلى بِلادِ النُّوبَةِ، ثمَّ انْطَلق عَمرٌو إلى طَرابُلُس ففتَحها بعدَ حِصارِ شَهْرٍ، ثمَّ فتَح صبراته وشروس، ثمَّ مَنَعهُ عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنه مِن التَّقَدُّمِ غربًا أكثرَ مِن ذلك.
أقيمَت الخُطبةُ للمَلِك الناصر بطرابلس الغرب، أقامها له الشيخُ أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الواحد بن حفص عمر اللحياني، لما جهزه السلطان إليها بالصناجِقِ وبعِدَّةٍ من الأجناد، وكان ذلك في شَهرِ رَجَب، وكان الأجنادُ قد قَدِموا مع بيبرس، بعدما قَدَّمَها أبو يحيى من مِصرَ في جُمادى الأولى.
بعد قتل سليمانَ الحلبي للقائِدِ الفرنسي كليبر قائِدِ الحملة الفرنسية على مصرَ، تم القبض عليه وبدأت محاكمتُه، التي استمرت لمدة 3 أيام، نُفِّذ بعدها حكمُ القَتلِ في الحلبي بعد حَرقِ يده، ثم وضعه على الخازوق الذي اخترق مؤخِّرتَه، وبَقِيَ على هذه الحالة البشعة حتى توفِّي، ثم قُطِعت رأسه، وما زالت موجودةً في متحف الإنسان في باريس، مع الخنجرِ الذي قَتَل به كليبر!!!
فرض الفرنسيون الحمايةَ على المغرب، وبعد أيامٍ مِن فرض الحماية قام المغاربة بثورةٍ عارمة في فاس ثار فيها الجيشُ والشعب، تزعَّمها المجاهِدُ أحمد هبة الله ابن الشيخ ماء العينين، وكانت الانتصارات فيها سِجالًا بين الفريقين، وانتهى الأمرُ بوفاة الرجل، وتمكن الفرنسيون من بسطِ نفوذهم على المغرب أثناء الحربِ العالمية الأولى.