الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 610 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1213
تفاصيل الحدث:

هو شمسُ الدين إيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري. كان قد تمكن وعَظُم أمرُه، وبَعُد صيتُه، وكثُرَ جَيشُه إلى أن حصر ابن أستاذه أبا بكر بن البهلوان صاحب أذربيجان، فلما كان في سنة ثمان وستمائة خرج عليه أحدُ مماليكه اسمه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليكُ البهلوانية. فهرب أيدغمش سنة ثمانٍ إلى بغداد وأقام بها، فأنعم عليه الخليفةُ، وشَرَّفه بالخِلَع، ثمَّ سَيَّرَه إلى همذان، فسار إيدغمش في جمادى الآخرة عن بغداد قاصدًا همذان، فوصل إلى بلاد سليمان بن ترجم واجتمعا، وأقام ينتظر وصولَ عساكر بغداد إليه ليسيرَ معه على قاعدة استقَرَّت بينهم، وكان الخليفة قد عزل ابن ترجم عن الإمارة على عشيرته من التركمان الإيوانية، وولى أخاه الأصغر، فأرسل ابن ترجم إلى منكلي يعَرِّفُه بحال إيدغمش، ومضى هو على وجهِه، فأرسل منكلي من أخَذَه وقَتَلَه، وحمل رأسَه إليه، وتفَرَّق أصحاب إيدغمش في البلاد، ووصل الخبَرُ بقتله إلى بغداد، فعظُم ذلك على الخليفة، وأرسلَ إلى منكلي ينكِرُ عليه ما فعل، فأجاب جوابًا شديدًا، وتمكَّن من البلاد، وقَوَيَ أمرُه، وكثرت جموعُ عساكِرِه.

العام الهجري : 780 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1379
تفاصيل الحدث:

في يوم الأربعاء الثامِنَ مِن رمضان كانت واقعةُ كنيسة ناحية بو النمرس من الجيزة؛ وذلك أنَّ رجلًا من فُقَراء الزيلع بات بناحية بو النمرس، فسَمِعَ لنواقيس كنيسَتِها صوتًا عاليًا، وقيل له إنَّهم يضربون بنواقيسهم عند خُطبةِ الإمام للجمعة، بحيث لا تكادُ تُسمَعُ خُطبة الخطيب، فوقف للسُّلطان الملك الأشرف شعبان، فلم يَنَل غَرَضًا، فتوجه إلى الحجاز وعاد بعد مدة طويلة، وبيده أوراق تتضَمَّنُ أنه تشفع برسول الله وهو نائم عند قبره المقَدَّس في هدم كنيسة بو النمرس، ووقف بها إلى الأميرِ الكبير برقوق الأتابك، فرسم للمُحتَسِب جمال الدين محمود العجمي أن يتوجَّه إلى كنيسة بو النمرس، وينظُرَ في أمرها، فسار إليها وكشف عن أمرها، فبَلَغه من أهل الناحية ما اقتضى عنده غَلْقَها، فأغلقها وعاد إلى الأمير الكبير وعَرَّفه ما قيل عن نصارى الكنيسة، فطلب متَّى بِطريقَ النصارى اليعاقبة وأهانه، فسعى النصارى في فَتحِ الكنيسة، وبذلوا مالًا كبيرًا، فعَرَّف المحتَسِبُ الأميرَ الكبير بذلك، فرسَمَ بهَدمِها بتحسين المحتَسِب له ذلك، فسار إليها وهَدَمها، وعمِلَها مَسجدًا.

العام الهجري : 882 العام الميلادي : 1477
تفاصيل الحدث:

كان الأمير أبو الحسن علي بن سعد بعد وفاة والده محجورًا عليه، والأمر كان للقوَّاد ولم يكن له من الملك إلا اسمه، فأراد أن يقوم بنفسه ويزيل عنه الحَجر، فانفرد بنفسه عن قواده كما انفرد معه بعضهم، ووقعت بينهم حروب وأحداث؛ وذلك أنه لما اعتزل عن قواده أخذوا أخاه محمد بن سعد الملقب بالزغل, وكان أصغر منه سنًّا فبايعوه، واشتعلت نار الفتنة بينهم, فأظهر أبو الحسن التوبة للناس ووعدهم إن قاموا معه أن يصلح شأنهم وأن يظهر الأحكام وينظر في مصالح الوطن ويقيم الشريعة، فمالت إليه الرعية وأعانوه على ما نواه من مراده إلى أن ظَفِرَ بخصومه في مدينة مالقة فأخذهم وقتَلَهم كلَّهم, ولم يبقَ له معاند، فاستقام له الأمر ودانت له البلاد، وهو مع ذلك يغزو الفرنج المرة بعد المرة حتى غزا غزوات كثيرة وأظهر الأحكام ونظر في مصالح الحصون، ونما الجيش فهابته النصارى وصالحته برًّا وبحرًا، وكثر الخير وانبسطت الأرزاق ورخصت الأسعار، وانتشر الأمن في جميع بلاد الأندلس وشملتهم العافية في تلك المدة وضربت سكة جديدة طيبة.

العام الهجري : 1213 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1798
تفاصيل الحدث:

فتح الجنودُ الفرنسيون في مصرَ بعضَ البيوت المغلَقة لأمراء المماليك واستولوا على ما فيها، ثم تركوها لطائفةِ الجعيدية يستأصلونَ ما فيها، وقد توافد الفرنسيون بعدها على القاهرةِ وسَكَنوا بيوتها. فتجمَّع أهل مصر (القاهرة) وجمعوا السلاحَ والفرسان وتجمَّعوا في الأزهر وعملوا المتاريسَ ثم وصلت طائفةٌ من الفرنسيين من ناحية المناخلية، فاستطاعوا إجلاءَها من المقاتلين المصريين، فخاف الناس وأرجفوا حتى بلغ إلى نهبِ بيوت النصارى من الشاميين والروم، وأمَّا الفرنسيون فأحضروا آلاتِ الحرب على تلالِ الرقية والقلعة، وبقي الرميُ متتابعًا بين الجهتين، ثم ضرب الفرنسيون بالمدافع وتقَصَّدوا الجامع الأزهر بالضرب، وتهدَّمت كثيرٌ من البيوت، ولَمَّا تفاقم الأمر ذهب بعض المشايخ إلى كبير الفرنسيين، فعاتبهم على التأخير ولكنه رفع الرميَ عنهم، ثم دخل الفرنسيون المدينةَ كالسيل المنهَمِر ولا ممانِعَ لهم، ودخلوا الجامع الأزهر وهم راكبون على الخيولِ وبينهم المشاة، وربطوا خيولهم بقبلتِه وكسروا القناديل والخزَّانات وداسوا المصاحِفَ بأقدامِهم، ورموا بالكتب على الأرض وداسوها كذلك، وزادوا الأمرَ بأن تغوَّطوا وبالوا وشَرِبوا الخمر فيه، ونهبوا الديارَ بحجَّة التفتيش!!

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

أعاد الحزبُ الشيوعي في أندونيسيا تنظيمَ نفسه مجدَّدًا بعد أن فَشِلَت ثورته الأولى عام 1367هـ، وبدأ بتقويةِ وَضْعِه وخاصةً مع مساعدة الرئيس أحمد سوكارنو لهم بالإضافة للأموال الضخمةِ من المعسكر الشيوعي، ثم أعلن الحزبُ الشيوعي أنَّه سيكون الحزبَ الوحيدَ، وأنَّه سيحوِّل البلادَ إلى دولة تسير حَسَب المنهج الشيوعي، وبدأت أعمالُ الشيوعيين الإرهابية، وأخافوا الناس؛ فهجموا على المدارس الإسلامية والشخصيات البارزة، وقرروا إعلان الثورة في 5 جمادى الآخرة / 30 أيلول، وبرَّروا ذلك بمرض الرئيس أحمد سوكارنو، وبعدم مبالاة القوات المسلحة بالأمر، وبعدم أهليةِ مجلس الجنرالات، ورغبته في الاستيلاء على السلطة، وكذلك زعمُهم حمايةَ البلاد من الرجعية والإمبريالية، وفي يوم إعلان الثورة أمر رئيسُ الحرس الجمهوري باختطاف بعض كبار الضباط، وفي اليوم التالي للثورة أذاع الشيوعيون أوَّلَ بياناتهم بالإذاعة الرسمية، ولكِنَّ وزير الدفاع الذي استطاع الإفلاتَ من محاولة القضاء عليه أعطى أوامِرَه للقضاء على الثورة الشيوعية، وانتفض الشعبُ أيضًا، ولم تمضِ ساعاتٌ حتى فَشِل الشيوعيون، وسيطرت القواتُ المسلَّحةُ على الوضع.

العام الهجري : 421 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1030
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ يَمينُ الدَّولة وكان قد عَهِدَ لابنه محمَّدٍ دون مسعودٍ، وكان ابنُه مَسعودٌ بأصبهان، فلمَّا بلَغَه الخبَرُ سار إلى خراسان، واستخلف بأصبهانَ بَعضَ أصحابِه في طائفةٍ مِن العسكر، فحين فارَقَها ثار أهلُها بالوالي عليهم فقَتَلوه، وقَتَلوا مَن معه من الجُندِ، وأتى مسعودًا الخبَرُ، فعاد إليها وحَصَرها، وفتَحَها عَنوةً، وقَتَل فيها فأكثَرَ، ونهبَ الأموالَ، واستخلف فيها رجُلًا كافيًا، وكَتَب إلى أخيه محمَّدٍ يُعلِمُه بذلك، وأنَّه لا يريدُ مِن البلادِ التي وصَّى له أبوه بها شيئًا، وأنَّه يكتفي بما فتَحَه من بلاد طبرستان، وبلَد الجبل، وأصبهان، وغيرها، ويطلُبُ منه المُوافَقةَ، وأن يُقَدِّمَه في الخُطبةِ على نَفسِه، فأجابه محمَّدٌ جَوابَ مُغالِطٍ، وكان مسعودٌ قد وصلَ إلى الريِّ، فأحسَنَ إلى أهلِها، وسار منها إلى نَيسابور، ففعل مثل ذلك، وأمَّا مُحمَّدُ فإنه أخذَ على عَسكَرِه العهودَ والمواثيقَ على المُناصَحةِ له، والشَّدِّ منه، وسار في عساكِرِه إلى أخيه مسعودٍ مُحاربًا له، وكان بعضُ عساكِرِه يَميلُ إلى أخيه مسعودٍ لِكِبَرِه وشجاعتِه، ولأنَّه قد اعتاد التقَدُّمَ على الجيوشِ، وفَتْح البلاد، وبعضُهم يخافُه لقُوَّةِ نَفسِه، وكان محمَّدٌ قد جعَلَ مُقَدَّمَ جَيشِه عَمَّه يوسُفَ بن سبكتكين، وكان من أعيانِ أصحابِ أبيه محمودٍ مِمَّن أشار عليه بموافقةِ أخيه وترْكِ مخالفته، فلم يُصْغِ إلى قوله، وسار فوصَلَ إلى تكناباذ أوَّلَ يوم من رمضان، وأقام إلى العيدِ، فعَيَّدَ هناك، فلمَّا كان ليلةُ الثلاثاء ثالثَ شَوَّال ثار به جُندُه، فأخذوه وقَيَّدوه وحَبَسوه، وكان مشغولًا بالشَّرابِ واللَّعِبِ عن تدبيرِ المَملكةِ، والنَّظَر في أحوال الجُندِ والرعايا، فلمَّا قَبَضوا عليه نادوا بشِعارِ أخيه مسعود، ورفعوا محمدًا إلى قلعةِ تكناباذ، وكتبوا إلى مسعودٍ بالحال. فكان اجتماعُ المُلْكِ له واتِّفاقُ الكَلِمةِ عليه في ذي القَعدةِ، وكان وصولُ مسعودٍ إلى غزنةَ ثامنَ جُمادى الآخرة من سنة 422، فلما وصلَ إليها وثَبَّتَ مُلكَه بها أتَتْه رُسُلُ الملوكِ مِن سائِرِ الأقطار إلى بابه، واجتمَعَ له مُلْكُ خُراسانَ، وغزنة، وبلاد الهند والسند، وسجستان، وكرمان، ومكران، والري، وأصبهان، وبلد الجبل، وغير ذلك، وعَظُم سلطانُه وخِيفُ جانِبُه.

العام الهجري : 456 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1064
تفاصيل الحدث:

الوَزيرُ عَميدُ المُلْكِ، أبو نَصرٍ محمدُ بن منصورِ بن محمدٍ الكندريُّ، وَزيرُ السُّلطانِ طُغرلبك. كان أَحَدَ رِجالِ الدَّهرِ شَهامةً وكتابةً وكَرَمًا. وُلِدَ سنة 415هـ بقَريةِ كندر في نيسابور. تَفَقَّهَ لأبي حنيفةَ، وتَأَدَّبَ، ثم صَحِبَ رَئيسًا بنيسابور، فاستَخدَمهُ في ضِياعِه، ثم استَنابَهُ عنه في خِدمَةِ السُّلطانِ طُغرلبك، فطَلَبَه منه، فوَصَل في خِدمَتِه، وصار صاحِبَ خِبْرَةٍ. ثم وَلَّاهُ خوارزم، وعَظُمَ جاهُهُ. وعَصَى بخوارزم، ثم ظَفَرَ به السُّلطانُ، ونَقَمَ عليه أنَّه تَزَوَّج امرأةَ مَلِكِ خوارزم فخَصاهُ, ثم رَقَّ له فدَاوَاهُ وعُوفِيَ, واستَوْزَرهُ وله إحدى وثلاثون سنةً, فقَدِمَ بغداد، وأقامَ بها مُدَّةً، ولَقَّبَهُ الخليفةُ بسَيِّدِ الوُزراءِ, ونالَ من الجاهِ والحُرْمَةِ ما لم يَنَلْهُ أَحَدٌ. قال الذهبيُّ: "كان كَريمًا جَوادًا، مُتَعَصِّبًا لِمَذهَبِه، مُعتَزِليًّا، مُتكَلِّمًا له النَّظْمُ والنَّثْرُ". قال ابنُ الأثيرِ: "كان شديدَ التَّعَصُّبِ على الشافعيَّةِ، كَثيرَ الوَقيعَةِ في الشافعيِّ رضي الله عنه، بَلَغَ مِن تَعَصُّبِه أنه خاطَبَ السُّلطانِ في لَعْنِ الرَّافِضَةِ على مَنابر خُراسان، فأَذِنَ في ذلك، فأَمَرَ بِلَعْنِهِم، وأَضافَ إليهم الأَشعريَّة، فأَنِفَ من ذلك أَئمَّةُ خُراسان، منهم الإمام أبو القاسم القشيري، والإمام أبو المعالي الجويني، وغيرُهما، ففارقوا خُراسان، وأقامَ إمامُ الحَرمينِ بمَكَّةَ أربعَ سنين إلى أن انقَضَت دَولتُه، فلما جاء الوزيرُ نِظامُ المُلكِ، أَحضرَ مَن انتَزحَ منهم وأَكرَمَهم، وأَحسنَ إليهم, وقيلَ: إن الكندريَّ تابَ مِن الوَقيعةِ في الشافعيِّ، فإن صَحَّ فقد أَفلحَ، وإلَّا فَعَلَى نَفسِها براقش تَجنِي" في هذه السَّنَةِ قَبَضَ عليه ألب أرسلان، وسَجنَهُ ببَيتِه ثم أرسل إليه مَن قَتَلهُ. قُتِلَ بمروالروذ في ذي الحجَّةِ. وكان قد قُطِعَت مَذاكِرُه ودُفِنَت بخوارزم، فلمَّا قُتِلَ حُمِلَ رَأسُه إلى نيسابور. ولهذا قال ابنُ الأثير: "ومِن العَجَبِ أن ذَكَرَهُ دُفِنَ بخوارزم لمَّا خُصِيَ، ودَمُهُ مَسفوحٌ بمرو، وجَسَدُه مَدفونٌ بكندر، ورَأسُه مَدفونٌ بنيسابور، فاعتَبِروا يا أولي الأبصار".

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ الظاهر سيف الدين أبو الفتح ططر بن عبد الله الظاهري الشركسي, ربَّاه بعض التجار، وعلَّمه شيئًا من القرآن وفِقهَ الحنفية، وقَدِمَ به القاهرة في سنة 801، وهو صبيٌّ، فدل عليه الأمير قانبيه العلاي لقرابته به، فسأل السلطان الملك الظاهر برقوق فيه حتى أخذه من تاجره، ونزله في جملة مماليك الطباق، فنشأ بينهم، وكان الملك الظاهر برقوق أعتقه بسفارة الأمير جرباش الشيخي. بعد وفاة الملك المؤيد شيخ بويعَ ابنُه الملك المظفر أحمد، وقام الأمير الكبير ططر بأعباء الدولة، وخلع عليه لالا -مربي- للسلطان وكافله. ثم عزل ططر المظفر أحمد؛ لصِغَر سنِّه، وأخذ البيعة بالسلطنة لنفسه, وفي أول ذي الحجة يوم الخميس زاد مرض السلطان الظاهر ططر، والإرجاف بمرضه كبير، ثم في يوم الجمعة استدعى الخليفة والقضاة إلى القلعة، وقد اجتمع الأمراء والمباشرون والمماليك، وعهد السلطان لابنه الأمير محمد، وأن يكون القائم بدولته الأمير جانبك الصوفي، والأمير برسباي الدقماقي لالا -مربي السلطان- فحلف الأمراء على ذلك، كما حلفوا لابن الملك المؤيد، فلما كانت ضحوة نهار الأحد رابعَه توفي السلطان، فاضطرب الناس ساعة، ثم غُسِّل وأخرج من باب السلسلة، وليس معه إلا نحو العشرين رجلًا، حتى دُفن بجوار الليث بن سعد من القرافة، فكانت مدة تحكمه منذ مات المؤيد أحد عشر شهرًا تنقص خمسة أيام، منها مدة سلطنته أربعة وتسعين يومًا، أما السلطان الجديد فهو محمد بن الظاهر ططر أقيم في السلطنة بعهد أبيه إليه، وعمره نحو العشر سنين، عقيب موت أبيه، وفي يوم الأحد رابع ذي الحجة من هذه السنة اجتمع الأمراء بالقلعة إلا الأمير جانبك الصوفي فإنه لم يحضر، فما زالوا به حتى حضر، وأجلسوا السلطان، ولقَّبوه بالملك الصالح ناصر الدين، وفوَّض الخليفة إلى الأمير الكبير نظام الملك برسباي أمورَ المملكة بأسرها؛ ليقوم بها إلى أن يبلغ السلطان رُشدَه، وحكم بصحة ذلك قاضي القضاة الحنفي.

العام الهجري : 1259 العام الميلادي : 1843
تفاصيل الحدث:

استعمرت فرنسا جُزُرَ القمر الكبرى وأنجوان ومايوت وموهيلي، ما بين عامي 1843 و1920م، وقد وضعَتْها فرنسا تحت إدارةِ الحاكم العام في مدغشقر. وفي سنوات لاحقةٍ أقام فيها المقيمون الفرنسيون والشركاتُ الفرنسية وبعضُ التجار العرب الأغنياء اقتصادًا زراعيًّا يعتَمِدُ على المزارع التي كانت تصدِّرُ ثلث الإنتاج. وفي سنة 1947م أصبحت جزرُ القمر واحدةً من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، وأعطيت تمثيلًا في البرلمان الفرنسي. وقيل: عُرِفَت جزر القمر دوليًّا لأول مرة عندما ظهرت على خريطةِ العالم التي رسَمَها الرحالة البرتغالي ديوجو ريبير عام 934هـ 1527م، ورغم سيطرةِ النفوذ الإسلامي والعربي على الجزرِ، فإنَّ الاضطرابات كانت تسودها، واستطاعت فرنسا أن تفرِضَ سيطرتها على جزيرة مايوت هذا العام، وقام وفدٌ من سكان جزيرة أنجوان بمقابلةِ قائد القوات المصرية في شرق إفريقيا رضوان باشا في 1292هـ  1875م، وطلبوا منه دخولَ الجزيرة تحت الحمايةِ المصرية، إلَّا أن الحكومة المصرية كانت مشغولةً بتدعيم سيطرتها على مناطِقَ أخرى أكثَرَ مِن اهتمامِها بتلك الجزر الصغيرة؛ لذلك لم تعطَ هذه الدعوةُ أيَّ اهتمام، فوقَّع حكام أنجوان معاهدة مع الإنجليز سنة 1300هـ 1882م نصَّت على إلغاء تجارة الرقيق في الجزيرة، فثار تجَّارُ الرقيق على هذه المعاهدة، واندلعت حروب أهلية، فطلب حكامُ الجزيرة فَرْضَ الحماية الفرنسية عليهم، ووقِّعَت معاهدة بذلك في 1304هـ 1887م، أما جزيرة موهيلي فاحتلتها فرنسا سنة 1303هـ 1886م. ورغم وجودِ أغلبية مسلمة في الجُزُر الأربع فإنَّهم لم يكن لهم دور فعَّالٌ في مقاومة النفوذ الفرنسي، كما لم يحاولوا تنظيم أنفسهم، وانشغلوا بالحروبِ الأهلية فيما بينهم. وصدر قرارٌ فرنسي سنة 1330هـ 1912م أصبحت بموجِبِه هذه الجزر مستعمرةً فرنسية، وأُلحِقَت بمدغشقر، وبَقِيَت تتبعها عامين، ثم انفصلت وأصبحت مستعمَرةً مستقلةً حتى الحرب العالمية الثانية. وفَرَضَت بريطانيا سيطرتَها على الجزر أثناء الحربِ بعد هزيمة فرنسا أمام ألمانيا، واتخذتها قاعدةً لسفنها الحربية في المحيط الهندي، ثم عادت هذه الجزرُ إلى فرنسا بعد انتهاء الحرب.

العام الهجري : 1361 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

معركةُ العَلَمين الثانية هي المعركة التي وقعت في العلمين التي تبعد 90 كيلومترًا عن الإسكندرية، وكانت بين القوات الألمانية والإيطالية بقياده إرفين رومل، وبين القوات البريطانية بقيادة برنارد مونتغمري، وتُعَدُّ هذه المعركة من أهم معارك التحَوُّل في الحرب العالمية الثانية، كما أنها كانت من أهم معارك الدبَّابات على مدار التاريخ، وبعد انتصار القوات الألمانية في معارك الصحراء، وكان الفرقُ بين قوات الجانبين يتمثل في: 1/ عدد الجنود: 195,000 جندي بريطاني ومن الحلفاء، مقابل 104,000 جندي من قوات المحور. 2/ الدبابات: 1029 دبابة للبريطانيين مقابل 489 للمحور. 3/ المَدافع: 2311 مِدفَعًا للبريطانيين مقابل 1219 للمحور. 4/ الطائرات: 750 طائرة للبريطانيين مقابل 675 للمحور. إضافة إلى ذلك كان طريق الإمدادات قصيرًا بالنسبة للبريطانيين؛ حيث يَبعُد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كم عن الجبهة، ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كم عن الجبهة. أما بالنسبة للمحور فإن أقرب ميناء وهو طبرق يَبعُد أكثر من 590 كم عن الجبهة، كما يبعُد ميناء بنغازي أكثر من 1050 كم، ويبعد ميناء طرابلس أكثر من 2100 كم. فضلًا على أن طريق الإمدادات بالنسبة لقوات المحور يتعَرَّض للغارات من جزيرة مالطا، ومن الفدائيين في الصحراء, وأدى النقصُ الكبير في الوَقود عند الألمان بسب إغراق البريطانيين لحاملة النفطِ الإيطالية إلى شَلَلٍ في حركة تقَدُّم الدبَّابات، فاستطاعت القواتُ البريطانية طرْدَ الألمان إلى ليبيا، ثم مِن كُلِّ أفريقيا وصولًا إلى مالطة. وهذه المعركةُ هي التي شهدت بداية الخسائر التي ألحقت بالألمان، التي خَسِرَ فيها الألمان المئاتِ من الدبابات، بالإضافة إلى آليات أخرى وعتاد وذخائر، وكان من الأسباب التي أدت لخسارة الألمان نجاح البريطانيين في فكِّ شفرة الاتصالات الألمانية، وهو خَلَلٌ في القيادة الألمانية التي ظَلَّت تحارب 6 سنوات بدون تغييرِ شَفرةِ الإرسال التي اعتَقَدوا أنها مُعَقَّدة وغير قابلة للكشف. وأصبح الحلفاءُ في ميدان المعركة على عِلمٍ بكل التحركات الألمانية قبل حدوثِها، وهو ما ساعد مونتغمري على اكتشافِ خطة رومل قبل بدء المعركة.

العام الهجري : 616 العام الميلادي : 1219
تفاصيل الحدث:

كان سبب غزو جنكيز خان لِما وراءَ النَّهرِ هو أن خوارزم شاه محمد قد بدأ يأخذ أموال التجار الذين من طرف جنكيز خان ثم زاد الأمرُ أن قتل سفير جنكيز نفسه الذي جاء من أجل إعادة تلك الأموال، فأثار ذلك غضب جنكيز الذي جهز العساكِرَ من فوره، وانطلق إلى خوارزم شاه فوقع بينهما ما وقع.

العام الهجري : 965 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1557
تفاصيل الحدث:

تولَّى السلطانُ الغالب بالله الحُكمَ، وذلك بعد مقتل أبيه ومبايعةِ أهل فاس له وأهلِ مراكش، فاستوثق له الأمرُ وتمهَّد له ملك أبيه. وكان قد نشأ في عفافٍ وصيانة، وحَفِظَ القرآن وأخذ بطرفٍ صالحٍ من العلم، وكان وليَّ عهد أبيه، وكان يلقَّب من الألقاب السلطانية بالغالب بالله، لقَّبَه به غيرُ واحد من الأئمةِ.

العام الهجري : 583 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1187
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين مِن أمر عَسقلان وما جاورها من البلاد، أرسل إلى مِصرَ؛ لطَلَبِ الأسطول الذي بها في جمَع ٍمن المُقاتِلة، ومُقَدَّمُهم حسامُ الدين لؤلؤ الحاجب، فأقاموا في البَحرِ يقطعون الطريقَ على الفرنجِ، كُلَّما رأوا لهم مركبًا غَنِموه، وشانيًا أخَذوه، فحين وصلَ الأسطول وخلا سِرُّه من تلك الناحية سار عن عسقلان إلى بيت المقدس، وكان به البُطرُك المعظَّم عندهم، وهو أعظَمُ شأنًا من مَلِكِهم، وبه أيضًا باليان بن بيرزان، صاحِبُ الرملة، وكانت مرتبتُه عندهم تقارِبُ مرتبة الملك، وبه أيضًا مَن خَلَص من فُرسانِهم مِن حِطِّين، وقد جمعوا وحشدوا، واجتمع أهل تلك النواحي- عسقلان وغيرها- فاجتمع به كثيرٌ مِن الخلق، وحَصَّنوه ونَصَبوا المجانيقَ على أسواره، ولَمَّا قرب صلاحُ الدين وساروا حتى نزلوا على القُدسِ مُنتصَفَ رجب، فلما نَزَلوا عليه رأى المُسلِمون على سُورِه من الرجال ما هالهم، وسَمِعوا لأهله من الجَلَبةِ والضَّجيجِ مِن وسط المدينة ما استدَلُّوا به على كثرة الجمع، وبقي صلاحُ الدين خمسةَ أيام يطوف حولَ المدينة لينظُرَ مِن أين يقاتلُه؛ لأنَّه في غاية الحَصانةِ والامتناعِ، فلم يجِدْ عليه موضِعَ قتالٍ إلَّا من جهة الشَّمالِ نحو باب عمودا، وكنيسة صهيون، فانتقل إلى هذه الناحيةِ في العشرين من رجب ونزلها، ونصَبَ تلك الليلة المجانيقَ، فأصبح من الغَدِ وقد فُرِغَ مِن نصبها، ورمى بها، ونَصَب الفرنجُ على سور البلد مجانيقَ ورَمَوا بها، وقوتلوا أشَدَّ قتال رآه أحَدٌ مِن الناس، وكان خيَّالة الفرنج كلَّ يوم يخرجون إلى ظاهِرِ البلد يقاتِلونَ ويُبارِزونَ، فيُقتَلُ من الفريقين، ثم وصل المسلمون إلى الخندق، فجاوزوه والتصقوا بالسور فنَقَبوه، وزحف الرماةُ يحمونَهم، والمجانيقُ تُوالي الرميَّ لتكشِفَ الفرنجَ عن الأسوار ليتمَكَّنَ المسلمون من النَّقبِ، فلمَّا نقَبوه حَشَوه بما جرت به العادةُ، فلما رأى الفرنج شِدَّةَ قتال المسلمين، وتحكُّمَ المجانيق بالرمي المتدارِك، وتمكُّن النقَّابين من النَّقبِ، وأنهم قد أشرَفوا على الهلاكِ- اجتَمعَ مُقَدَّموهم يتشاورون فيما يأتونَ ويَذَرونَ، فاتَّفَق رأيُهم على طَلَبِ الأمان، وتسليم ِبيتِ المَقدِسِ إلى صلاحِ الدين، فأرسلوا جماعةً مِن كُبَرائِهم وأعيانِهم في طلب الأمان، فلمَّا ذكروا ذلك للسلطان امتنَعَ من إجابتِهم، وقال: لا أفعَلُ بكم إلَّا كما فعلتُم بأهلِه حين ملَكْتُموه سنة 491؛ مِن القَتلِ والسَّبيِ وجزاءُ السِّيِّئةِ بمِثلِها. فلما رجع الرسُلُ خائبين محرومين، أرسل باليان بن بيرزان وطلَبَ الأمان لنَفسِه ليَحضُرَ عند صلاح الدين في هذا الأمرِ وتحريره، فأُجيبَ إلى ذلك، وحضر عنده، ورَغِبَ في الأمان، وسأل فيه، فلم يُجِبْه إلى ذلك، واستعطَفَه فلم يَعطِفْ عليه، واسترَحَمه فلم يرحَمْه، فلمَّا أيِسَ مِن ذلك هدَّد بقَتلِ أنفُسِهم وتخريبِ المسجِدِ والصَّخرةِ وكُلِّ شَيءٍ، فاستشار صلاحُ الدين أصحابَه، فأجمعوا على إجابتِهم إلى الأمان، وألَّا يُخرَجوا ويُحمَلوا على ركوبِ ما لا يُدرى عاقبةُ الأمر فيه عن أيِّ شَيءٍ تنجلي، ونحسَبُ أنَّهم أسارى بأيدينا، فنبيعُهم نفوسَهم بما يستقِرُّ بيننا وبينهم، فأجاب صلاحُ الدين حينئذ إلى بذلِ الأمان للفرنج، فاستقَرَّ أن يَزِنَ الرجُلُ عشرةَ دنانير يستوي فيه الغنيُّ والفقير، ويَزِن الطفلُ من الذكور والبنات دينارين، وتَزِن المرأة خمسة دنانير، فمن أدَّى ذلك إلى أربعين يومًا فقد نجا، ومن انقَضَت الأربعونَ يومًا عنه ولم يؤَدِّ ما عليه فقد صار مملوكًا، فبذل باليان بن بيرزان عن الفُقَراء ثلاثين ألف دينار، فأُجيبَ إلى ذلك، وسُلِّمَت المدينةُ يوم الجمعة السابع والعشرين من رجَبٍ، وكان يومًا مشهودًا، ورَفَّت الأعلامُ الإسلاميَّةُ على أسوارِها، وكان على رأسِ قُبَّة الصخرةِ صَليبٌ كبيرٌ مُذهَبٌ. فلما دخل المسلمونَ البلد يومَ الجمعة تسَلَّقَ جماعةٌ منهم إلى أعلى القبة ليقلَعوا الصليبَ، فلمَّا فعلوا وسقط صاح النَّاسُ كُلُّهم صوتًا واحدًا من البَلَدِ ومِن ظاهِرِه، المُسلِمونَ والفرنج: أمَّا المسلمون فكَبَّرُوا فرحًا، وأمَّا الفرنجُ فصاحوا تفجُّعًا وتوجُّعًا، فلما ملك البلد وفارقه الكُفَّارُ، أمر صلاح الدين بإعادة الأبنيةِ إلى حالها القديمِ، وأمر بتطهيرِ المسجِدِ والصخرةِ مِن الأقذارِ والأنجاسِ، ففُعِلَ ذلك أجمَعُ، ولما كان الجمعة الأخرى، رابع شعبان، صلى المسلمونَ فيه الجمعة، ومعهم صلاحُ الدين، وصلَّى في قبة صلاح الدين خَطيبًا وإمامًا برَسمِ الصَّلواتِ الخمس، وأمَرَ أن يُعمَلَ له مِنبَرٌ، فقيل له: إنَّ نور الدين محمودًا كان قد عَمِلَ بحَلَبٍ مِنبَرًا أمَرَ الصُّناعَ بالمبالغة في تحسينِه وإتقانه، وقال: هذا قد عَمِلْناه ليُنصَب ببيتِ المَقدِسِ! فعَمِلَه النجَّارون في عِدَّةِ سنين لم يُعمَلْ في الإسلام مثله، فأمر بإحضارِه، فحُمِلَ من حَلَب ونُصِبَ بالقدس، وكان بين عَمَلِ المنبر وحَملِه ما يزيد على عشرينَ سنة، وكان هذا من كراماتِ نور الدين وحُسنِ مقاصِدِه! رحمه الله، ولَمَّا فرغ صلاح الدين من صلاة الجمعةِ تقَدَّمَ بعِمارةِ المسجد الأقصى واستنفاد الوُسعِ في تحسينِه وترصيفِه، وتدقيقِ نُقوشِه، فأحضَروا من الرُّخامِ الذي لا يُوجَدُ مِثلُه، ومِن الفص المُذهَب القسطنطيني وغير ذلك مما يحتاجون إليه، قد ادخر على طول السنين، فشَرَعوا في عمارته، ومحَوا ما كان في تلك الأبنية من الصُّورِ، فعاد الإسلامُ هناك غضًّا طريًّا، وهذه المَكرُمةُ مِن فتح بيتِ المَقدِسِ لم يفعَلْها بعدَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ- رضي الله عنه- غيرُ صلاحِ الدين- رحمه الله- وكَفَاه ذلك فَخرًا وشَرَفًا!

العام الهجري : 102 العام الميلادي : 720
تفاصيل الحدث:

غَزا السَّمْحُ بن مالِك الخَوْلاني فَرنسا فاخْتَرق جِبالَ البرانس وزَحَف على مُقاطَعَتي سبتمانيا وبروفانس، ثمَّ أَغارَ على اكيتانيا، وحاصَر طلوشة (طولوز) فخَرَج له دُوق اكيتانيا بجَيشٍ كَبيرٍ ونَشبَت مَعركَة عَظيمَة بين الطَّرَفين، اسْتُشْهِدَ فيها السَّمْح، وتَوَلَّى إمْرَةَ الجُنْدِ عبدُ الرَّحمن الغافِقي فانْسَحَب بِفُلول الجَيْشِ إلى أربونه.

العام الهجري : 312 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 925
تفاصيل الحدث:

ظهر في الكوفةِ رجلٌ ادَّعى أنه محمَّد بن إسماعيل بن جعفر بن محمَّد بن عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، وهو رئيسُ الإسماعيليَّة، وجمع جمعًا عظيمًا من الأعرابِ وأهل السواد، واستفحل أمرُه، فسُيِّرَ إليه جيشٌ من بغداد، فقاتلوه، فظَفِروا به وانهزم، وقُتِلَ كثيرٌ مِن أصحابِه.