الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 105 العام الميلادي : 723
تفاصيل الحدث:

غَزَا مُسلِمُ بن سَعيد التُّرْكَ فعَبَر النَّهرَ وعاثَ في بِلادِهم ولم يَفتَح شَيئًا وقَفَلَ، فأَتْبَعَه التُّرْكُ ولَحِقُوهُ على النَّهرِ فعَبَر بالنَّاسِ ولم يَنالوا منه، ثمَّ غَزا بَقِيَّةَ السَّنَة وحاصَر افشين حتَّى صالَحُوه على سِتَّة آلافِ رَأسٍ، ثمَّ دَفَعوا إليه القَلعَة، ثمَّ غَزَا سَنَة سِتٍّ ومائة وتَباطَأ عنه النَّاسُ, ولمَّا قَطَع مُسلمٌ النَّهرَ وصار ببُخارَى أَتاهُ كِتابٌ مِن خالدِ بن عبدِ الله القَسْرِي بِوِلايَتِه على العِراق، ويَأمُره بإتمام غَزاتِه, فسارَ إلى فَرْغانَة، فلمَّا وَصلَها بَلغَه أن خاقان قد أَقبَل إليه وأنَّه في مَوضِعٍ ذَكَروه، فارْتَحَل، فسار ثلاث مَراحِل في يَومٍ، وأَقبَل إليهم خاقان فلَقِيَ طائِفَة مِن المسلمين وأَصابَ دَوابَّ لِمُسلمِ بن سَعيد، وقُتِلَ أخو غَوْزَك وثار النَّاسُ في وُجوهِهِم فأخرجوهم مِن العَسْكَر، ورَحَل مُسلمٌ بالنَّاس فسار ثمانِيةَ أيَّام وَهُم مُطيفون بهم، فلمَّا كانت التَّاسِعَة أَرادوا النُّزولَ فشاوَرَ النَّاسَ، فأَشاروا عليه بالنُّزولِ وقالوا: إذا أَصبَحنا وَرَدْنا الماءَ، والماءُ مِنَّا غَيرَ بَعيدٍ. فنَزلوا ولم يَرفَعوا بِناء في العَسكَر، وأَحرقَ النَّاسُ ما ثَقُلَ مِن الآنِيَة والأَمْتِعَة، فحَرَقوا ما قِيمتُه ألف ألف، وأَصبَح النَّاسُ فساروا فوَرَدُوا النَّهْرَ وأَهلُ فَرْغانَة والشَّاش دُونَه، فقال مُسلِم بن سَعيد: أَعْزِمُ على كُلِّ رَجُلٍ إلَّا اخْتَرَطَ سَيفَه، ففَعَلوا وصارت الدُّنيا كُلُّها سُيوفًا، فتَرَكوا الماءَ وعَبَروا. فأَقام يَومًا ثمَّ قَطَع مِن غَدٍ واتَّبَعَهم ابنٌ لِخَاقان، فأَرسَل إليه حميد بن عبدِ الله، وهو على السَّاقَة: فقال له: قِفْ لي فإنَّ خَلفِي مائتي رَجُل مِن التُّرْك حتَّى أُقاتِلَهم. وهو مُثْقَلٌ جِراحَةً، فوَقَف النَّاسُ وعَطَف على التُّرْكِ فقاتَلَهم، وأَسَر أَهلَ الصُّغْدِ وقائِدَهم وقائِدَ التُّرْك في سَبعَة ومَضَى البَقِيَّةُ، ورَجَع حُميد فرُمِيَ بنُشَّابَة في رُكْبَتِه فمات. وعَطِشَ النَّاسُ، وكان عبدُ الرَّحمن العامِري حَمَل عشرين قِرْبَة على إبِلِه فسَقاها النَّاسَ جُرَعًا جُرَعًا، اسْتَسْقَى مُسلمُ بن سَعيدٍ، فأَتوه بإناءٍ، فأَخَذه جابِرٌ أو حارِثَة بن كَثير أخو سُليمان بن كَثير مِن فِيهِ، فقال مُسلمٌ: دَعوه فما نازَعَنِي شَرْبَتِي إلَّا مِن حَرٍّ دَخَلَهُ. وأتوا خُجَنْدَة، وقد أَصابَهم مَجاعةٌ وجَهْدٌ، فانْتَشَر النَّاسُ.

العام الهجري : 405 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1014
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الحافِظُ، الناقِدُ العَلَّامة، شيخُ المُحَدِّثين، أبو عبدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الله بن محمَّد بن حمدويه بنِ نعيم بن الحكم، بن البيع الحاكم الضَّبِّي الطهماني النيسابوري، ويُعرَفُ بابن البيع، مِن أهل نيسابور. ولِدَ في يوم الاثنين, ثالثَ شهر ربيع الأول، سنة 321ه بنيسابور. قال الذهبي: "طلب الحديثَ في صِغَرِه بعنايةِ والِدِه وخالِه، وأوَّلُ سَماِعِه كان في سنةِ ثلاثين، في التاسعة مِن عُمُرِه، وقد استملى على أبي حاتمِ بنِ حِبَّان في سنة 334ه وهو ابنُ ثلاث عشرة سنة. ولحِقَ الأسانيدَ العاليةَ بخُراسان والعراق وما وراء النَّهر، وسَمِعَ مِن نحو ألفَي شَيخٍ، ينقُصونَ أو يزيدون، فإنَّه سَمِعَ بنيسابورَ وَحدَها مِن ألفِ نَفسٍ، وارتحَلَ إلى العراقِ وهو ابنُ عشرينَ سنة"، فكان من أهلِ العِلمِ والحِفظِ والحَديثِ، سَمِعَ الكثيرَ وطاف الآفاقَ، وصَنَّفَ الكُتُبَ الكِبارَ والصِّغارَ، أشهَرُها المُستَدرَكُ على الصَّحيحَينِ، وعلومُ الحديثِ، والإكليلُ، وتاريخُ نَيسابور، وقد روى عن خَلقٍ، ومن مشايخِه الدَّارَقُطنيُّ وابنُ أبي الفوارس وغيرهما، وقد كان مِن أهلِ الدِّينِ والأمانةِ والصِّيانةِ، والضَّبطِ والتَّجَرُّدِ والوَرَع، حدَّثَ عنه الدَّارَقُطنيُّ وأبو الفتحِ بنُ أبي الفوارسِ وهما من شيوخِه، قال الذهبيُّ عن الحاكم: "صَنَّف وخَرَّج، وجرَحَ وعَدَّل، وصَحَّحَ وعَلَّل، وكان مِن بحورِ العِلمِ على تَشَيُّعٍ قليلٍ فيه". وأكَّدَ الذهبيُّ أنَّ الحاكِمَ شِيعيٌّ وليس رافضيًّا، فقال: "أمَّا انحرافُه عن خصومِ عليٍّ فظاهِرٌ، وأمَّا أمرُ الشَّيخَينِ فمُعظِّمٌ لهما بكلِّ حالٍ, فهو شِيعيٌّ لا رافِضيٌّ" وقال: "هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك, من غيرِ تعرُّضٍ للشَّيخَينِ" قال ابنُ خَلِّكان: "تقَلَّدَ الحاكِمُ القضاءَ بنَيسابور في سنة 359ه في أيام الدَّولةِ السَّامانيَّة ووزراءِ أبي النَّصرِ مُحمَّدِ بن عبد الجبار العتيبي، وقُلِّدَ بعد ذلك قضاءَ جُرجان فامتنع، وكانوا يُنفِذونَه في الرَّسائِلِ إلى مُلوكِ بني بُوَيه, ثم قال: إنَّما عُرِفَ بالحاكِمِ لتقَلُّدِه القضاء ". دخل الحاكِمُ الحَمَّام، فاغتَسَل، وخرج. وقال: آه. وقُبِضَت روحُه وهو مُتَّزِرٌ لم يلبَسْ قَميصَه بعدُ، ودُفِنَ بعد عصرِ يوم الأربعاء، وصلَّى عليه القاضي أبو بكرٍ الحيري. توفِّي عن أربعٍ وثمانين سنةً.

العام الهجري : 199 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 815
تفاصيل الحدث:

ظهر أبو عبدِ الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، بالكوفةِ، يدعو إلى الرِّضا من آل محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم والعمَل بالكتابِ والسُّنَّة، وهو الذي يُعرَف بابنِ طباطبا، وكان القيِّم بأمرِه في الحرب أبو السَّرايا السَّري بن منصور، وكان سببُ خروجه أنَّه شاع أنَّ الفضلَ بنَ سَهلٍ قد غلب على المأمونِ، وأنَّه يستبِدُّ بالأمر دونه، فغَضِبَ لذلك بنو هاشم ووجوهُ الناس، واجترؤوا على الحسَن بنِ سَهل، وهاجت الفِتَنُ في الأمصار، فكان أوَّلَ مَن ظهر ابنُ طباطبا بالكوفة، وقد اتَّفَق أهلُ الكوفة على موافَقتِه واجتمعوا عليه مِن كُلِّ فجٍّ عميقٍ، وكان النائِبُ عليها من جهةِ الحسَنِ بن سهل سُليمانَ بنَ أبي جعفر المنصور، فبعث الحسَنُ بن سهل لسليمانَ بنِ أبي جعفر يلومُه ويؤنِّبُه على ذلك، وأرسل إليه بعشرةِ آلاف فارسٍ بصحبة زاهرِ بن زهير بن المسيب، فتقاتلوا خارِجَ الكوفةِ، فهَزَمَ أبو السرايا زاهرًا واستباح جيشَه ونهب ما كان معه، فلمَّا كان الغد من الوقعة توفِّيَ ابنُ طباطبا أميرُ الشيعة فجأةً، ويقال: إنَّ أبا السرايا سَمَّه وأقام مكانه غلامًا أمْرَد يقال له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وانعزل زاهِرٌ بمن بقِيَ معه من أصحابِه إلى قصر ابن هُبيرة، وأرسل الحسَنُ بن سهل مع عبدوس بن محمد أربعةَ آلافِ فارسٍ، صورة مدد لزاهر، فالتقوا هم وأبو السَّرايا، فهزمهم أبو السرايا ولم يُفلِت من أصحاب عبدوس أحدٌ، وانتشر الطالبيُّون في تلك البلاد، وضرب أبو السرايا الدَّراهمَ والدنانير في الكوفة، ونقَشَ عليه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} ثمَّ بعث أبو السرايا جيوشَه إلى البصرة وواسط والمدائن، فهزموا مَن فيها من النوَّاب ودخلوها قهرًا، وقَوِيَت شوكتهم، فأهمَّ ذلك الحسَنَ بنَ سَهلٍ، وكتب إلى هرثمةَ بنِ أعيَنَ يستدعيه لحربِ أبي السرايا، فتمَنَّعَ ثم قَدِمَ عليه فخرج إلى أبي السرايا فهزم أبا السَّرايا غيرَ مَرَّة وطرده حتى ردَّه إلى الكوفة، ووثب الطالبيون على دُورِ بني العباس بالكوفةِ فنَهَبوها وخَرَّبوا ضِياعَهم، وفعلوا أفعالًا قبيحة، وبعث أبو السَّرايا إلى المدائِنِ فاستجابوا، وبعث إلى أهلِ مكةَ حُسَين بن حسن الأفطس ليقيمَ لهم الموسِمَ، فخاف أن يدخُلَها جهرةً، ولَمَّا سمع نائِبُ مكَّةَ- وهو داود بن عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس- هرب من مكة طالبًا أرضَ العراق، ثم دخلها الأفطسُ وحجَّ بها من سنته.

العام الهجري : 1393 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1974
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخ العلَّامةُ محمَّدُ الأمين بنُ محمَّد المختارِ بنِ عبد القادر الشِّنقيطي الجَكَني الحِمْيري، وُلِدَ سنةَ 1325هـ في شِنْقيط في كيفا شرق موريتانيا، ونشَأَ يتيمًا في بيوت أخوالِه، وحفِظ القرآنَ وهو ابنُ عشْرِ سِنينَ، وتعلَّم رسْمَ المصحفِ على يَدِ ابن خالِه، وأخَذ الأدَب وعُلوم اللُّغة على يَدِ زوجةِ خالِه، فكانت مَدرستُه الأولى بَيتَ خالتِه، تعلَّم الفِقْه المالكيَّ، وهو السائدُ في بِلاده، فدرَس مُختصَر خليلٍ على يَد الشيخِ محمَّد بنِ صالح إلى قسْم العبادات، ثم درَس عليه أيضًا ألفيةَ ابن مالكٍ، ثم تعلَّم عُلوم القرآنِ من التَّفسير والمعاني والقِراءاتِ. تعلَّم الشِّنقيطي على مَشايخَ مُتعدِّدين، وكلُّهم من الجَنَكيين، وهي القَبيلةُ التي ينْتمي إليها، وكانت مَعروفةً بالعِلم، برَع في العُلوم كلِّها حتى فاق أقرانَه، أراد مكَّة حاجًّا وزائرًا، وأرادَه اللهُ معلِّمًا ومفسِّرًا، إنْ تَحدَّث في التفسيرِ خِلْتَه الطبَريَّ، وإنْ أنشَأَ في الشِّعر حَسِبتَه المتنبِّي، وإنْ جال في الحديثِ وعُلومِه ظنَنتَه ابنَ حَجَرٍ العَسْقلاني، فكان رحِمه الله مفسِّرًا، ومحدِّثًا، وشاعرًا، وأديبًا. خرَج قاصدًا الحجَّ من بلادِه سنةَ 1367هـ، ثم استقرَّ في المدينةِ النَّبوية، ودرَّس في المسجدِ النَّبوي، وفي سَنةِ 1371هـ افتُتِح معهدٌ عِلْمي بالرياضِ، وكُلِّيةٌ للشَّريعة وأُخْرى للُّغة، واختِيرَ الشيخ للتَّدريس بالمعهد والكُلِّيتينِ؛ فتولَّى تدْريسَ التفسيرِ والأصول. مكَث الشَّيخ بالرِّياضِ عشْرَ سَنواتٍ، وكان يقضي الإجازةَ بالمدينةِ لِيُكمِلَ التفسيرَ، وكان يدرِّس في مسجدِ الشيخ محمَّد آلِ الشيخ في الأُصول، كما كان يخُصُّ بعْضَ الطلَّاب بدرْسٍ آخَرَ في بيتِه، وقد كان بيتُه أشبهَ بمدرسةٍ يَؤُمُّها الصغيرُ والكبيرُ، والقريبُ والبعيد، ثم عاد إلى المدينةِ لمَّا أُنشِئَت الجامعة الإسلاميَّةُ سنةَ 1381هـ، فكان الشيخُ عَلَمًا من أعلامِها، ووَتَدًا من أوتادِها، يَرجِعُ إليه طُلَّابها كما يَرجِع إليه شيوخُها، وفي سنةِ 1386هـ افتُتِح معهدُ القضاءِ العالي بالرِّياض، فكان الشيخُ يَذهبُ لإلْقاء المحاضراتِ المطلوبةِ في التفسير والأصولِ، ولمَّا شُكِّلت هَيئةُ كِبار العلماءِ عيٍّن عضوًا فيها، وكان رئيسًا لإحدى دَوراتها، كما كان عضوًا في رابطةِ العالَمِ الإسلامي.
كان رحِمه الله بحْرًا لا ساحلَ له من العِلْم والحفْظ، والإتقانِ والضبْط، وتَدلُّ مَصنَّفاته على غَزيرِ عِلمه وكَمال ورَعِه؛ فمِن أشهرِها: ((أضواءُ البيانِ في إيضاح القرآنِ بالقرآن))، و ((منْعُ جَواز المجازِ في المنزَّل للتعبُّد والإعجازِ))، و ((دفعُ إيهامِ الاضطرابِ عن آيات الكتابِ))، و ((مُذكِّرة في أُصول الفِقه على رَوضة الناظِر))، و ((آدابُ البحثِ والمناظَرة))، و ((شرحٌ على مَراقي السُّعود في الأُصول))، وغيرها مِن المؤلَّفات التي أفاد بها العالَمَ الإسلاميَّ، وكانت وفاتُه رحمه الله في مكَّة وغُسِّل في بَيته في مكَّة في شارع المنصورِ، وصلَّى عليه الشيخ عبدُ العزيز بن بازٍ في المسجِدِ الحرام بعدَ صلاة الظُّهر، ودُفِن بمَقبرةِ المعلَّاة بريع الحَجونِ بمكَّة المكرَّمة.

العام الهجري : 363 العام الميلادي : 973
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ المعِزُّ الفاطميُّ بالدِّيارِ المصرية وابتنى فيها القاهرةَ والقصرينِ وتأكَّدَ مُلكُه، سار إليه الحُسَين بن أحمد القرمطي من الأحساءِ في جمعٍ كثيفٍ مِن أصحابه، والتَفَّ معه أميرُ العرب ببلادِ الشَّامِ وهو حَسَّان بنُ الجراح الطائي، في عربِ الشَّامِ بكَمالِهم، فلمَّا سَمِعَ بهم المعِزُّ أُسقِطَ في يده لكَثرتِهم، وكتب إلى القرمطيِّ يَستَميلُه ويقولُ: إنَّما دعوةُ آبائك كانت إلى آبائي قديمًا، فدَعْوتُنا واحدةٌ، ويذكُرُ فيه فَضلَه وفَضل َآبائه، فردَّ عليه الجواب: وصل كتابُك الذي كثُرَ تفضيلُه وقَلَّ تَحصيلُه، ونحن سائِرونَ إليك على إثْرِه. والسَّلامُ، فلمَّا انتَهَوا إلى ديار مصرَ عاثُوا فيها قتلًا ونَهبًا وفسادًا، وحار المعِزُّ فيما يصنَعُ وضَعُفَ جَيشُه عن مقاومتِهم، فعدل إلى المَكيدةِ والخديعة، فراسَلَ حَسَّان بن الجرَّاحِ أميرَ العرب ووَعَده بمائةِ ألف دينارٍ إن هو خذَّلَ بين النَّاسِ، فبعث إليه حسَّان يقولُ: أنِ ابعَثْ إليَّ بما التزمْتَ وتعالَ بمَن معك، فإذا لَقِيتَنا انهَزَمْتُ بمن معي، فلا يبقى للقَرمطيِّ قُوَّةٌ، فتأخذُه كيف شِئتَ، فأرسل إليه بمائةِ ألفِ دينارٍ في أكياسِها، ولكِنَّ أكثَرَها زغلٌ ضَربُ النُّحاسِ وألبَسَه ذهبًا وجعَلَه في أسفَلِ الأكياسِ، وجعل في رؤوسِها الدنانيرَ الخالصةَ، ولَمَّا بعَثَها إليه رَكِبَ في إثرِها في جيشِه، فالتقى النَّاسُ فانهزم حسَّانُ بمن معه، فضَعُفَ جانِبُ القرمطي وقَوِيَ عليه الفاطميُّ فكَسَره، وانهزمت القرامطةُ ورجعوا إلى أذرِعاتٍ في أذَلِّ حالٍ وأرذَلِه، وبعث المعِزُّ في آثارهم القائِدَ أبا محمود بن إبراهيم في عشرةِ آلاف فارس، ليحسِمَ مادَّةَ القرامطة ويُطفِئَ نارَهم عنه.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1960
تفاصيل الحدث:

مؤتمر برازافيل (مؤتمر اتحاد الدول الأفريقية والملاجاشية) عُقد في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر 1960م. وكان الهَدفُ منه تحقيقَ تعاون بين بعض الدول الأفريقية الواقعة تحت الاستعمار الفرنسي وترغب في الاستقلال، وترفُضُ الانضمامَ إلى المجموعة الفرنسية. وقد بذلت هذه الدولُ جهودًا كبيرةً في إنشاء تجمُّع أفريقي غيرِ مرتبط بأيِّ دولة أوروبية. عُقِدَ أوَّلُ مؤتمر في مدينة أبيدجان، عاصمة ساحل العاج من 3 إلى 7 أكتوبر عام 1960م، وحضر هذا المؤتمر: السنغال، وأفريقيا الوسطى، والكونغو، وبرازافيل، وموريتانيا، وداهومي، وساحل العاج، والنيجر، والكاميرون، وغينيا. وكان الهدفُ من المؤتمر تنظيم التعاون بين هذه الدول. كما اتفقوا على مداومة الاجتماعات والمؤتمرات؛ لزيادة التعاون. عُقد المؤتمر الآخر في برازافيل من 15 - 19 ديسمبر، وحضرته الدولُ التسع التي سبق لها حضور المؤتمر الأول في أبيدجان، إضافة إلى الكنغو ليوبولدفيل (زائير والكنغو الديمقراطية حاليًّا)، وتشاد. (أكثر هذه الدول غالبية سكانها مسلمون) وتوصَّل هذا المؤتمر إلى وضع مشروع منظمة أفريقية تضُمُّ إليها مالاجاش، وسمُيِّت هذه المنظَّمةُ بمجموعة برازافيل، نسبةً إلى المكان الذي انعقد فيه هذا المؤتمر، وتقَرَّر فيه إقامةُ هذه المنظمة. اتَّفَقَت هذه الدُّولُ على مجموعة من المبادئ تحكُمُ علاقاتِها المتبادلة، والعلاقات بينها وبين الدول الأفريقية. وكان أهمها:1. العمل الدائم من أجل السلام، ويتمثَّلُ ذلك في عدم الدخول في أي تحالفٍ يُعَدُّ موجَّهًا ضِدَّ أي دولة من دول المنظمة، وعدم اللجوء إلى الحرب. 2. عدم التدخُّل في الشؤون الداخلية، وذلك بعدم قيام أي دولة بتأييد حكومةٍ في المنفى، مع تعهُّد كل دولة بتحريم كل أنواع النشاط الهدَّام.3. التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول الأفريقية على أساس المساواة. 4. التعاون الدبلوماسي بين دول الفرانكوفون، والعمل في إطار سياسة دولية محايِدة.

العام الهجري : 247 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 862
تفاصيل الحدث:

هو أميرُ المؤمنينَ أبو الفضلِ بنِ المعتَصِم بالله محمَّد بن هارون الرَّشيد القُرَشي العبَّاسي البغدادي. ولِدَ سنةَ خَمسٍ ومائتين، وبويعَ في ذي الحِجَّة سنةَ اثنتينِ وثلاثين بعد الواثقِ, وتلقَّبَ بالمتوكِّل على الله. وكان أسمَرَ مليحَ العينينِ، نحيفَ الجِسمِ خفيفَ العارِضَينِ، إلى القِصَرِ أقرَب. وأمُّه أمُّ ولد اسمُها: شجاع. قال خليفة: "استُخلِفَ المتوكِّلُ، فأظهرَ السُّنَّةَ وعَمِلَ بها في مجلِسِه، وكتبَ إلى الآفاقِ برَفعِ المحنةِ؛ خلْق القرآنِ، وإظهارِ السُّنَّة وبَسْطِها ونصرِ أهلِها"، كان إبراهيمُ بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاءُ ثلاثة: "أبو بكرٍ الصِّديقُ يومَ الرِّدَّة، وعمرُ بنُ عبد العزيز في رَدِّ مظالمِ بني أميَّة، والمتوكِّلُ في محوِ البِدَع وإظهارِ السُّنَّة". وقد قِدَمَ المتوكِّلُ دمشقَ في صفر سنة أربع وأربعين، وعزم على المُقام بها وأعجَبَته، ونقل دواوينَ المُلك إليها. وأمرَ بالبناء بها. وأمر للأتراكِ بما أرضاهم من الأموالِ، وبنى قصرًا كبيرًا بداريَّا من جهة المزَّة، لكنَّه عاد إلى سامرَّا, وقد قتله ابنُه المنتصِرُ بعد أن تآمرَ مع الأتراكِ على قَتلِه.

العام الهجري : 590 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1194
تفاصيل الحدث:

خلع الخليفةُ الناصر لدين الله على النائبِ في الوزارة: مؤيدِ الدينِ أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ علي- المعروف بابن القصَّاب- خِلَعَ الوَزارةِ، وحَكَم في الولايةِ، وبرز في رمضانَ، وسار إلى بلاد خوزستان، وولي الأعمالَ بها، وصار له فيها أصحابٌ وأصدقاء ومعارف، وعَرَف البلادَ ومِن أيِّ وَجهٍ يُمكِنُ الدخول إليها والاستيلاءُ عليها، فلمَّا وَلِيَ ببغدادَ نيابةَ الوزارة أشار على الخليفةِ بأن يُرسِلَه في عسكر إليها ليملِكَها له، وكان عَزمُه أنَّه إذا ملك البلادَ واستقَرَّ فيها أقام مُظهِرًا للطاعة، مستقِلًّا بالحكم فيها، ليأمَنَ على نفسه، فاتَّفَق أنَّ صاحِبَها ابن شملة توفِّيَ، واختَلَف أولادُه بَعدَه، فراسل بعضُهم مؤيِّدَ الدين يستنجِدُه لِمَا بينهم من الصُّحبة القديمة، فقَوِيَ الطمعُ في البلاد، فجُهِّزَت العساكِرُ وسُيِّرَت معه إلى خوزستان، فوصلها سنةَ إحدى وتسعين وجرى بينه وبين أصحابِ البلاد مراسَلاتٌ ومحاربةٌ عَجَزوا عنها، ومَلَك مدينةَ تستر في المحرم، ومَلَك غيرها من البلاد، ومَلَك القلاع، وأنفذ بني شملةَ أصحابَ بلادِ خوزستان إلى بغداد، فوصلوا في ربيع الأول.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو الزاهِدُ محمد بن عبد الرحيم بن عمر الجزري، ابن المفتي الكبير جمال الدين الباجربقي، نسبةً إلى باجربق قرية بين النهرين، هو رأسُ الفرقة الضالة المعروفة بالباجربقيَّة، كان والده فاضلًا عالِمًا، انتقل إلى دمشق وجلس للإفادةِ والإفتاء. نشأ ابنُه محمد هذا بدمشق، فاشتغل أولًا بالفقه، ثم عدل إلى السلوكِ فتزهَّدَ وحصل له حالٌ وكَشفٌ، وبدأ ينحَرِفُ حتى أنكر وجود الله تعالى، ثم انقطع فصَحِبَه جماعةٌ من الرذالة، وهَوَّن لهم أمرَ الشَّرائِعِ وأراهم بوارِقَ شيطانيَّة، وكان له قوةُ تأثير، وقد ألَّفَ كتابه المعروف بالملحمة الباجربقيَّة ونُقل عنه انتقاصُه للأنبياء صلواتُ الله عليهم، وتَرْكُ الشرائع، فحكم عليه القاضي الزواوي المالكي بإراقةِ دَمِه، فهرب إلى الشرقِ، ثمَّ أثبت أنَّ بينه وبين الشهود عداوةً، فحُقِنَ دَمُه بذلك فرجع إلى دمشق وبَقِيَ في القابون إلى أن توفي فيها ليلة الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر، ودفن بالقرب من مغارة الدم بسفح قاسيون في قبة في أعلى ذيل الجبل تحت المغارة، وله من العمر ستون سنةً.

العام الهجري : 278 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

خرج الأميرُ عبد الله إلى بلاي مِن عَمَل قبرة، وبها عدوُّ اللهِ ابنُ حفصون مع جماعةٍ كبيرةٍ مِن أصحابِه أهلِ الفسادِ والارتداد. وكانوا قد أضَرُّوا بأقاليمِ قرطبة، وضَيَّقوا عليهم حتى أغاروا على أغنامِ قُرطبة. فخرج إليهم الأميرُ، فناهضه وصادقه القتال، فانهزم ابنُ حَفصون ومن معه، ولجأ إلى حِصنِه مع ملأٍ من أصحابِه، وعُوجِلَ خواصُّه عن الدخول معه، فلم يخلُصْ منهم أحدٌ. فبات الأميرُ قريرَ عَينٍ، والمسلمون كذلك، وقد أخذوا عليه تلك الليلةَ البابَ؛ رجاءَ أن يأتي الصباحُ، فيُؤخَذَ داخِلَ الحِصنِ، لكنه خرج منه مع بعضِ أصحابه، ونجا ونجَوْا. ولَمَّا أصبحَ أُعلِمَ السُّلطانُ بخَبَرِه، فأرسل الخيلَ في أثَرِه، فلم يُعلَمْ له خَبَرٌ. ودخل الأميرُ الحصن فوجده مُترعًا بالذَّخائر، ملآنَ من العُدَد، وكان عددُ عسكرِ الأمير ثمانيةَ عشر ألف فارس. وقيل: إن ابن حفصون ألَّبَ أهل حصون الأندلس كلِّها، وأقبل إليه في ثلاثين ألفًا، ووقعت الحرب بينهم، فانهزم عدوُّ الله، وقُتِلَ أكثَرُ من كان معه، ودخَلَت جملةٌ منهم في مَحلَّة الأمير، فأمر بالتقاطِهم، فأُتي بألف رجُلٍ منهم فقُتِلوا صبرًا بين يديه، ثمَّ قصَدَ الأميرُ إستجة فنازلهم وحاربهم، وقتَلَ منهم عددًا كثيرًا. فلما أخذهم الجَهدُ رفعوا الأطفالَ على الأيدي في الأسوارِ، مُستصرِخينَ ضارِعينَ راغبينَ في العَفوِ، فعفا عنهم

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة أبو القاسمِ عبد الله المستكفي بالله بن المكتفي علي بن المعتضد العباسي. كان رَبْعَ القامةِ مليحًا، معتدِلَ البَدَن، أبيضَ بحُمرةٍ، خفيفَ العارضين. وأمُّه أمُّ ولد. بويع وقتَ خَلعِ المتقي لله عام 333. وله يومئذٍ إحدى وأربعون سنة، ولقب بالمستكفي بالله. قام ببيعته أميرُ الأمراء توزون، ولَمَّا أقبل أبو الحسن أحمدُ بنُ بويه على العراق استولى على الأهوازِ والبصرة وواسط، ثم بغداد, وفَرَّ منها أميرُ الأمراء في حينها ابن شيرزاد, وتولَّى ابن بويه منصِبَ أميرِ الأمراء, ولقَّبَه المستكفي بمعز الدولة، وأصبحَ المُعِزُّ الآمِرَ الناهيَ في بغداد، وبلغ الحالُ بضعف الخليفة أن قرَّرَ له مُعِزُّ الدولة في الشهر مائة وخمسون ألف درهم فقط, وفي عام 334 دخل على الخليفةِ المستكفي اثنان من الديلم، فطلبا منه الرزقَ، فمَدَّ يدَه للتقبيلِ، فجَبَذاه من سريرِ الخِلافةِ، وجَرَّاه بعمامته، ونُهِبَت داره، وساقاه ماشيًا إلى منزل معزِّ الدولة، الذي خَلع المستكفيَ وسملَ عينيه بمِكحلٍ محميٍّ. ثم بايع للفَضلِ بن المقتدر، ولَقَّبَه بالمطيع لله، واستقَلَّ بملك العراق معزُّ الدولة. وضعُفَ أمرُ الخلافةِ جِدًّا، وظهر الرَّفضُ والاعتزال ببني بُوَيه. فكانت خلافةُ المستكفي ستة عشر شهرًا، ثم عاش بعد العزلِ والكَحلِ ذليلًا مقهورًا مسجونًا أربعةَ أعوام إلى أن مات وله سِتٌّ وأربعون سنةً.

العام الهجري : 381 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 991
تفاصيل الحدث:

قيل في سَبَبِ خَلعِ الطائعِ وهو عبد الكريم أبو بكر عِدَّةُ أشياءَ؛ منها: أنَّه عجز عن دفع مصاريفِ الجُندِ، ومنها أنَّه بسَجنِه للشَّيخِ المفيدِ سَبَّبَ ذلك جفوةً بينه وبين بهاءِ الدَّولة، وقيل غيرُ ذلك، فكان خَلعُه حين جاء بهاءُ الدولة إلى دارِ الخلافة، وقد جلس الطائِعُ متقلِّدًا سيفًا، فلما قَرُب بهاءُ الدولة قبَّل الأرضَ، وتقَدَّمَ أصحابُه فجذبوا الطائِعَ بحَمائلِ سيفِه، وتكاثروا عليه ولَفُّوه في كساءٍ، وحُمِلَ في زبزب- نوع من السفن الشراعيَّة- في دجلة، وأُصعِدَ إلى دارِ الملك. وارتَجَّ البلَدُ، وظنَّ أكثَرُ النَّاسِ أنَّ القبضَ على بهاء الدولة، ونُهِبَت دار الخلافة، وماج النَّاسُ، إلى أن نودِيَ بخِلافةِ القادر. وكُتِبَ على الطائِعِ كِتابٌ بخَلعِ نَفسِه، وأنَّه سَلَّمَ الأمرَ إلى القادر بالله، فتشَغَّبَت الجندُ يَطلُبون رَسْمَ البيعة، وتردَّدَت الرسلُ بينهم وبين بهاء الدولة، ومَنَعوا الخطبةَ باسمِ القادرِ، ثمَّ أرضوهم وسَكَنوا، وأقيمَت الخطبةُ للقادر في الجمعة الآتية، والقادِرُ هذا ابنُ عَمِّ الطائِعِ المخلوع. وهو أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ الأمير إسحاق بن الخليفة جعفر المقتدر، ولَمَّا حُمِلَ الطائع إلى دارِ بهاء الدولة أشهَدَ عليه بالخَلعِ، وكان مُدَّة خلافته سبع عشرة سنة وثمانية شهور وستة أيام، وحُمِلَ إلى القادر بالله لَمَّا وَلِيَ الخلافة، فبَقِيَ عنده إلى أن توفِّيَ سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة، ليلةَ الفِطرِ، وصلَّى عليه القادِرُ بالله، وكبَّرَ عليه خمسًا.

العام الهجري : 573 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ بن عبد الله بن هبة الله بن المظفَّر، الوزير أبو الفرج ابنُ رئيس الرؤساء، ولَقَبُه عضد الدولة. وكان أبوه أستاذ دار المقتفي وأقرَّه المستنجد. فلمَّا ولي المستضيء استوزره، فشرع ظهيرُ الدين بن العطَّار أبو بكر صاحب المخزن في عداوة أبي الفرج، حتَّى غيَّر قلب الخليفة عليه، فطلب الحجَّ فأذِنَ له، فتجهَّزَ جهازًا عظيمًا واشترى ستَّمائة جمل لحَملِ المنقطعينَ وزادِهم، وحمل معه جماعةً من العلماء والزهَّاد، وأخذ معه بيمارستانًا فيه جميع ما يحتاج إليه، وسافر بتجمُّلٍ زائد. فلمَّا وصل إلى باب قطفتا خرج إليه رجلٌ صوفي بيده قصَّة، فقال: مظلومٌ، فقال الغلمان: هات قصَّتك. فقال: ما أسلِّمُها إلَّا للوزير. فلمَّا دنا منه ضربه بسكِّينٍ في خاصرته، فصاح: قتلتَني، وسقط من دابَّتِه، وبَقِيَ على قارعة الطريق مُلقًى، وتفرَّق من كان معه إلَّا حاجب الباب، فإنَّه رمى بنفسه عليه، فضَرَبَه الباطني بسكِّينٍ فجرحه، وظهر للباطنيِّ رفيقان فقُتِلوا وأُحرِقوا. ثمَّ حُمل الوزير إلى داره فمات بها. وكان مشكورَ السِّيرة محببًّا إلى الرعيَّة، غير أنَّ القاضى الفاضِلَ لَمَّا بلغه خبر قتله، أنشد:
وأحسن من نيل الوزارة للفتى
حياة تريه مصرع الوزراء
وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيد.
كان ابن المظفر- عفا الله عنه- قد قتل وَلَدي الوزير ابن هُبيرة وخلقًا كثيرًا.

العام الهجري : 733 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1333
تفاصيل الحدث:

قاضي القُضاةِ العالِمُ شَيخُ الإسلام بدر الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخِ الإمام الزاهد أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي الأصل، وُلِدَ ليلة السبت رابع ربيع الآخر سنة 639 بحماة، وسَمِعَ الحديثَ واشتغل بالعلم، وحصَّل علومًا متعَدِّدة، وتقَدَّم وساد أقرانَه، وباشر تدريسَ القيمرية، ثم وليَ الحُكمَ والخَطابة بالقُدسِ الشريف، ثم نُقِلَ منه إلى قضاء مصر في الأيام الأشرفية، ثم وليَ قضاء الشامِ وجُمِعَ له معه الخطابةُ ومشيخةُ الشيوخِ وتدريسُ العادليَّة وغيرها مدة طويلة، كل هذا مع الرياسةِ والديانةِ والصِّيانةِ والوَرَع، وكَفِّ الأذى، وله التصانيفُ الفائقة النافعة، أشهَرُها تذكِرةُ السامع والمتكَلِّم في أدب العالم والمتعلم، وله غرر البيان في مبهمات القرآن، والمنهل الرَّوِيِّ في الحديث النبويِّ، وغيرها، وجمع له خطباً كان يخطُبَ بها، ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية بعد وفاة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، فلم يَزَل حاكِمًا بها إلى أن كُفَّ بَصَرُه وكَبِرَ وضَعُفَت أحواله، فاستقال فأقيل، ورُتِّبَت له الرَّواتِبُ الكثيرة الدارَّة إلى أن توفي ليلة الاثنين بعد عشاء الآخرة حادي عشرين جمادى الأولى، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة وشهرًا وأيامًا، وصُلِّيَ عليه من الغَدِ الظهر بالجامع الناصري بمصر، ودُفِنَ بالقرافة، وكانت جنازتُه حافلةً هائلةً رحمه الله.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.