الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 759 العام الميلادي : 1357
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ أبو عنان فارس بن أبي الحسن علي: حاكِمُ دولة بني مرين في أفريقية، اغتاله وزيرُه الحسن بن عمر الفودوي، ثم تولى بعدَه ابنُه أبو بكر محمد السعيد خلفًا لأبيه وله من العمر فقط خمس سنوات، وكان أبو سالم إبراهيم أخو أبي عنان منفيًّا في الأندلس عند بني الأحمر، فلما علم بما حصل لأخيه طلب من سلطانِ بني الأحمر مساندَتَه، فلم يجِبْه، فطلب من مَلِك قشتالة الأسباني فأنجده بأسطولٍ اجتاز به البحر إلى المغرب، وتمكَّنَ بمن تبعه من أنصاره من الاستيلاءِ على المُلْك، وخَلَعَ ابن أخيه محمد السعيد ونفاه إلى الأندلس التي لم يصِلْ إليها، بل غَرِقَ في البحر في الطريقِ.

العام الهجري : 796 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1394
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى عبد الواحد بن أبي  حفص عمر بن ونودين الهنتاتي المغربي أبو العباس، ويلقَّبُ أبا السباع سلطان الحفصيين. ولي تونسَ وما معها من بلاد المغرب في سنة 772، وكان شهمًا شجاعًا ولي كلَّ من ذُكِر في عمود نسبه المملكة إلا أباه وجدَّ أبيه, وكانت وفاتُه في شعبان، توفي في ليلة الخميس رابع شعبان بمحل ملكه مدينة تونس من بلاد المغرب بعد أن حكمها أربعًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر ونصفًا، وقام من بعده على ملك تونس ابنه السلطان أبو فارس عبد العزيز، وكان من أجَلِّ ملوك الغرب.

العام الهجري : 907 العام الميلادي : 1501
تفاصيل الحدث:

بعث ملك البرتغال منويل من دار ملكه أشبونة قوةً بحرية للاستيلاء على بعض ثغور المغرب، فألجأهم هيجان البحر وموجه إلى ساحل البريجة فيما بين آزمور وتيط، وكانت البريجة بناء متخذًا هنالك للحراسة ونحوها، وكان يسمى برج الشيخ، فنزلت طائفةٌ منهم إلى البر فتطوفوا بالبريجة وما حولها، وأعجبهم المكان فعزموا على المقام به وشرعوا في إدارة السور على قطعة من الأرض، فنذر بهم أهل تلك البلاد من المسلمين وتسابقوا إليهم على الصعب والذَّلول، ففر النصارى إلى البريجة وتحصنوا بها، وأفسد المسلمون كل ما كانوا عملوه في تلك الأيام وأحجروهم بحصنهم، ووضعوا عليهم الرَّصَد إلى أن فتَرَ عزمهم وأيِسوا من نجاح سعيهم، فعاد جُلُّهم أو كلهم إلى أشبونة. وقد خططوا للعودة إلى هذا الموضع لاحقًا.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الأميرُ خليفة بن سلمان آل خليفة عام ١٣٥٤هـ الموافق 1935م. وابتُعِثَ للدراسةِ في بريطانيا على فتراتٍ مُتقَطِّعةٍ حتى عام 1959. تدرَّج في المناصِبِ وُصولًا إلى رئيس الوزراء في عَهدِ أخيه الأكبر الشَّيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (عاهل البحرين ١٣٨١هـ - ١٤٢٠هـ - الموافق 1961م- 1999م)، وهو المنصِبُ الذي ظلَّ يحتَفِظُ به في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حتى وافَتْه المنيَّةُ. وكان عَمَّ مَلِكِ البحرين حَمَد بن عيسى آل خليفة، والشَّقيقَ الأصغرَ للأمير السابق عيسى بن سلمان آل خليفة. تُوفي -رحمه الله- في مستشفى مايو كلينك في الولاياتِ المتَّحِدةِ، عن عمرٍ ناهز 84 عامًا.

العام الهجري : 535 العام الميلادي : 1140
تفاصيل الحدث:

مَلَك الإسماعيليَّةُ حِصنَ مِصياف بالشَّامِ، وكان واليه مملوكًا لبني منقذ أصحاب شيزر، فاحتال عليه الإسماعيليَّةُ، ومكروا به حتى صَعِدوا إليه وقتَلَوه، ومَلَكوا الحِصنَ.

العام الهجري : 536 العام الميلادي : 1141
تفاصيل الحدث:

مَلَك أتابك زنكي بن آقسنقر مدينةَ الحديثة من مدن الأنبار غرب العراق، ونَقَل مَن كان بها مِن آل مهراش إلى المَوصِل، ورتَّبَ أصحابَه فيها.

العام الهجري : 48 ق هـ العام الميلادي : 575
تفاصيل الحدث:

لمَّا تُوفِّيتِ آمنةُ والدةُ الرسول عليه الصلاة والسلام وعُمُرُه ستُّ سنواتٍ، صارت كَفالَتُه إلى جدِّه عبدِ المطلب بن هاشِمٍ، وكان عبدُ المطلب ذا شَرفٍ في قومِه وفَضلٍ، وكانت قُريشٌ تُسمِّيه الفضلَ؛ لسَماحتِه وفضلِه، وتولَّى أمْرَ الرِّفادةِ والسِّقايةِ بعد موتِ أبيه هاشمِ بن عبد مَنافٍ. وكان عبدُ المطلب يُحِبُّ حفيدَه مُحمَّدًا حبًّا عظيمًا، ويُقدِّمُه على سائِرِ بنيه، ويَرِقُّ عليه أكثَرَ مِن رِقَّتِه على أولادِهِ، قال ابنُ إسحاقَ‏ رحمه الله:‏ "وكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع جدِّه عبد المطلب بن هاشم -يعني: بعدَ موتِ أُمِّه آمنةَ بنتِ وَهبٍ-؛ فكان يُوضَعُ لعبد المطلب فِراشٌ في ظلِّ الكعبة، وكان بَنوه يَجلِسون حول فِراشِه ذلك حتى يَخرُج إليه، لا يَجلِسُ عليه أحدٌ مِن بنيه إجلالًا له؛‏ فكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتي وهو غُلامٌ جَفْرٌ -أي: ممُتلئٌ قويٌّ- حتى يَجلِسَ عليه؛ فيأخذُه أعمامُه ليؤخِّروه عنه؛ فيقول عبدُ المطلب إذا رَأى ذلك منهم‏:‏ دَعوا ابني؛ فوالله إنَّ له لَشأنًا، ثم يُجلِسُه معه على فِراشِه، ويَمسَحُ ظهرَه بيدِه، ويَسُرُّه ما يراه يَصنَعُ‏". وكان عبدُ المطلب لا يَأكلُ طَعامًا إلَّا يقولُ:‏ "عَلَيَّ بابني!" فيُؤتَى به إليه‏.‏ ولمَّا حَضَرت عبدَ المطلب الوفاةُ أوصى أبا طالبٍ بحِفظِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحياطَتِه.

العام الهجري : 49 العام الميلادي : 669
تفاصيل الحدث:


هو أبو محمَّد الحسنُ بن عَلِيِّ بن أبي طالِب الهاشِميُّ القُرشيُّ، المَدنيُّ الشَّهيدُ، سِبْطُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورَيْحانَتُه مِن الدُّنيا, وكان أَكثَرَهُم شَبَهًا بِوَجْهِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم, وهو سَيِّدُ شَبابِ أهلِ الجنَّة، ابنُ فاطِمةَ بنتِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبوهُ أميرُ المؤمنين عَلِيٌّ رضي الله عنه. وُلِدَ الحسنُ رضي الله عنه في نِصف رَمضان سنة 3هـ، حَظِيَ بِرِعايَةِ المُصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم ما يَقرُب مِن ثماني سَنوات، وكان النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحِبُّهُ حُبًّا جَمًّا، وقد تَوَلَّى النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَربيتَه منذ اليومِ الأوَّلِ لوِلادَتِه؛ فسَمَّاهُ الحسنَ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُداعِبُه كثيرًا، ويُقبِّلُه ويُعانِقُه حُبًّا له وعَطْفًا عليه. قال عنه صلَّى الله عليه وسلَّم وهو على المِنبَرِ: (ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ الله أن يُصْلِحَ به بين فِئَتينِ مِن المسلمين). وقد تَحَقَّقَت هذه النُّبوءَةُ بتَنازُلِ الحسنِ رضي الله عنه عن الخِلافَة لمُعاوِيَة رضي الله عنه حَقْنًا لدِماءِ المسلمين، وأَبرَم الصُّلْحَ معه بعدَ بِضعَةِ أَشهُر مِن مُبايَعَتِه للخِلافَة، فكان ذلك فاتحةَ خيرٍ على المسلمين؛ إذ تَوحَّدَت جُهودُهم، وسُمِّيَ عام 41هـ "عامَ الجَماعةِ". وقِيلَ: كانت وفاتُه في الثامن من محرم عام 50هـ.

العام الهجري : 112 العام الميلادي : 730
تفاصيل الحدث:

خَرَج الجُنَيْدُ المُرِّيُّ غازِيًا يُريدُ طَخارِسْتان، فوَجَّه عُمارَةَ بن حُرَيْم إلى طَخارِسْتان في ثمانِيَة عَشر ألفًا، ووَجَّهَ إبراهيمَ بن بَسَّام اللَّيْثِيَّ في عَشرةِ آلافٍ إلى وَجْهٍ آخَر، وجاشَت التُّرْكُ فأتوا سَمَرْقَنْد وعليها سَوْرَةُ بن الحُرِّ، فكَتَب سورةُ إلى الجُنَيْدِ: إنَّ خاقان جاشَ التُّرْكَ فخَرَجتُ إليهم فلم أَطِقْ أن أَمنَع حائِطَ سَمَرْقَنْد، فالغَوْثَ الغَوْثَ. وعَبَرَ الجُنيدُ فنَزَل كِشَّ وتَأَهَّبَ للمَسيرِ، وبَلَغ التُّرْك فغَوَّرُوا الآبارَ التي في طَريقِ كِشٍّ فأَخَذ الجُنيدُ طَريقَ العَقَبَة فارْتَقى في الجَبَلِ ودَخَل الشِّعْبَ، فصَبَّحَهُ خاقان في جَمعٍ عَظيمٍ، وزَحَف إليه أَهْلُ الصُّغْدِ وفَرْغانَة والشَّاش وطائِفَة مِن التُّرْك، فحَمَل خاقان على المُقَدِّمَة وأَخَذ الرَّايَة ابنُ مَجاعَة فقُتِلَ، وتَداوَلَها ثمانية عشر رَجُلًا فقُتِلوا، وصَبَر النَّاسُ يُقاتِلون حتَّى أَعْيوا، فكانت السُّيوف لا تَقطَع شَيْئًا، فقَطَع عَبيدُهُم الخَشَب يُقاتِلون به حتَّى مَلَّ الفَريقان، فكانت المُعانَقَة ثمَّ تَحاجَزوا فبَيْنا النَّاسُ كذلك إذ أَقْبَل رَهَجٌ وطَلَعَت فُرْسانٌ، فنادَى الجُنيدُ: الأرضَ الأرضَ! فتَرَجَّلَ وتَرَجَّل النَّاسُ، ثمَّ نادَى: لِيُخَنْدِق كُلُّ قائِدٍ على حِيالِه. فخَنْدَقوا وتَحاجَزوا ثمَّ طَلَب الجُنيدُ النَّجْدَة فعَرَفت التُّرْك بذلك فكَمُنَت له وقَتَلَته، فخَرَج مِن الشِّعْب واشْتَدَّ الأَمْرُ حتَّى قال الجُنيدُ: كُلُّ عَبدٍ قاتَل فهو حُرٌّ. فقاتَلوا قِتالًا عَجِبَ منه النَّاسُ حتَّى انْكَشَف العَدُوُّ ورَجَع الجُنيدُ إلى سَمَرْقَنْد.

العام الهجري : 202 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 818
تفاصيل الحدث:

أقبل المأمونُ من خراسان قاصدًا العراق، وذلك أنَّ علي بن موسى الرضا أخبر المأمونَ بما النَّاسُ فيه من الفِتَن والاختلافِ بأرض العراق، وبأنَّ الهاشميِّينَ قد أنهَوا إلى الناس بأنَّ المأمونَ مَسحورٌ ومَسجونٌ، وأنَّهم قد نَقَموا عليك ببيعتِك لعليِّ بن موسى، وأنَّ الحرب قائمة بين الحسَنِ بنِ سَهلٍ وبين إبراهيم بن المهدي. فاستدعى المأمونُ جماعةً مِن أمرائه وأقربائه فسألهم عن ذلك فصدَّقوا عليًّا فيما قال، بعد أخذِهم الأمانَ منه، وقالوا له: إنَّ الفضلَ بنَ سَهلٍ حسَّنَ لك قتلَ هَرثَمة بن أعين، وقد كان ناصحًا لك. فعاجله بقَتلِه، وإنَّ طاهِرَ بن الحسين مهَّدَ لك الأمورَ حتى قاد إليك الخلافةَ بزِمامِها فطَرَدتَه إلى الرقَّة، فقعد لا عملَ له ولا تستنهِضُه في أمرٍ، وإنَّ الأرض تفتَّقَت بالشرور والفِتَن من أقطارها، فلما تحقَّقَ ذلك المأمونُ أمر بالرحيلِ إلى بغداد، وقد فطِنَ الفضلُ بن سهل بما تمالأَ عليه أولئك الناصحون، فضرب قومًا ونتَفَ لحى بعضِهم. وسار المأمونُ فلمَّا كان بسرخس عدا قومٌ على الفضلِ بنِ سَهلٍ وزير المأمون (ذو الرياستين ) وهو في الحمَّام، فقتلوه بالسيوف، وله ستون سنةً، فبعث المأمونُ في آثارهم فجيءَ بهم وهم أربعةٌ من المماليك فقتَلَهم وكتب إلى أخيه الحسَنِ بنِ سهل يعزِّيه فيه، وولَّاه الوَزارةَ مكانَه، وارتحل المأمونُ من سرخس يومَ عيد الفطر نحو العراق، وإبراهيم بن المهدي بالمدائن، وفي مقابلتِه جيشٌ يقاتلونه من جهةِ المأمون.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

كان عبد الله السجزي ينازِعُ يعقوبَ بن الليث الصفَّار الرئاسةَ بسجستان، فقهره يعقوبُ، فهرب منه عبد الله إلى نيسابور، فلما سار يعقوبُ إلى نيسابور، هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد العَلَوي بطبرستان، فسار يعقوبُ في أثَرِه، فلقيه الحسنُ بن زيد بقرية سارية، وكان يعقوبُ قد أرسل إلى الحسن يسألُه أن يبعثَ إليه عبد الله ويرجِعَ عنه، فإنَّه إنما جاء لذلك لا لحَربِه، فلم يُسلِّمْه الحسن، فحاربه يعقوبُ، فانهزم الحسَنُ، ومضى نحو السِّرِّ وأرض الديلم، ودخل يعقوب ساريةً، وآمل، وجبى أهلَها خراجَ سَنةٍ، ثم سار في طلَبِ الحسن، فسار إلى بعضِ جبال طبرستان، وتتابعت على يعقوبَ الأمطارُ نحوًا من أربعين يومًا، فلم يتخلَّصْ إلا بمشقَّة شديدة، وهلك عامَّةُ ما معه من الظهر، ثم أراد الدخولَ خلف الحسن، لكنَّه توقَّف على الطريق الذي يريدُ أن يَسلُكَه، وأمر أصحابَه بالوقوف، ثم تقدَّم وحده، وتأمَّل الطريق، ثم رجع إليهم فأمَرَهم بالانصراف، وقال لهم: إنَّه لم يكنْ طريقٌ غيرُ هذا وإلَّا لا طريق إليه، وكان نساءُ أهل تلك الناحية قُلْنَ للرجال: دعوه يدخُل؛ فإنَّه إن دخل كفيناكم أمْرَه، وعلينا أسْرَه لكم. فلمَّا خرج من طبرستان عرضَ رجالَه، ففقد منهم أربعون ألفًا، وذهب أكثَرُ ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال، وكتب إلى الخليفة بما فعله مع الحسَنِ من الهزيمة.

العام الهجري : 521 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1127
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ محمود بن محمد بن ملكشاه قد أرسل إلى عماد الدين بواسط يأمره أن يَحضُر هو بنفسِه ومعه المقاتِلة في السفن، وعلى الدوابِّ في البر، فجمع كلَّ سفينة في البصرة إلى بغداد، وشحَنَها بالرجال المقاتِلة، وأكثَرَ من السلاح، وأصعد، فلما قارب بغداد أمرَ كُلَّ من معه في السفن وفي البر بلُبس السلاح، وإظهار ما عندهم من الجَلدِ والنهضة، فسارت السفنُ في الماء، والعسكرُ في البر على شاطئ دجلة قد انتشروا وملؤوا الأرض برًّا وبحرًا، فرأى الناس منظرًا عجيبًا، كَبُر في أعينهم، وملأ صدورَهم، وركب السلطانُ والعسكر إلى لقائِهم، فنظروا إلى ما لم يروا مثله، وعَظُم عماد الدين في أعينهم، وعزم السلطانُ على قتال بغداد حينئذ، والجِدُّ في ذلك في البر والماء. فلما رأى الخليفة المسترشد بالله الأمرَ على هذه الصورة، وخروج الأمير أبي الهيجاء من عنده، أجاب إلى الصلحِ، وترددت الرسل بينهما، فاصطلحا، واعتذر السلطانُ مما جرى، وكان حليمًا يسمَعُ سَبَّه بأذنه فلا يعاقِبُ عليه، وعفا عن أهل بغداد جميعِهم، وكان أعداءُ الخليفة يشيرون على السلطان بإحراق بغداد، فلم يفعل، وقال: لا تساوي الدنيا فِعْلَ مِثلِ هذا. وأقام ببغداد إلى رابع شهر ربيع الآخر سنة 521، وحمل الخليفةُ من المال إليه كما استقرت القاعدةُ عليه، وأهدى له سلاحًا وخيلًا وغير ذلك، فمرض السلطان ببغداد، فأشار عليه الأطباء بمفارقتها، فرحل إلى همذان، فلما وصلها عوفيَ.

العام الهجري : 540 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصورٍ موهوبُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ الحَسَن بن الخضر الجواليقي البغداديُّ النحويُّ اللُّغويُّ. إمامُ الخليفةِ المقتفي, وكان إمامًا في فُنونِ الأدب. وُلِدَ في ذي الحجة سنة 465, ونشأ بباب المراتِبِ، قرأ على أبي زكريَّا سبع عشرة سنة, فانتهى إليه عِلمُ اللغة فأقرأها، ودرَّسَ العربيَّةَ في النظاميَّةِ بعد أبي زكريَّا مُدَّةً، فلما وَلِيَ المُقتفي اختَصَّ بإمامتِه في الصَّلاةِ, وكان المقتفي يقرأُ عليه شيئًا من الكُتُبِ. كان الجواليقي دَيِّنًا، ثقةً، وَرِعًا، غزيرَ الفَضلِ، وافِرَ العَقلِ، مَليحَ الخَطِّ، كثيرَ الضَّبطِ. صَنَّف التصانيفَ وانتشرت عنه، وشاع ذِكْرُه. قال ابن الجوزي: "كان غزيرَ الفَضلِ مُتواضِعًا في مَلبَسِه ورياستِه، طويلَ الصَّمتِ لا يقولُ الشَّيءَ إلَّا بعدَ التَّحقيقِ والفِكرِ الطَّويلِ، وكثيرًا ما كان يقولُ: لا أدري، وكان مِن أهلِ السُّنَّةِ. سَمِعتُ منه كثيرًا مِن الحديثِ وغَريبِ الحديثِ، وقرأتُ عليه كتابَه المُعرب وغيرَه من تصانيفِه، وقطعةً مِن اللُّغةِ". توفِّي سَحرةَ يوم الأحد مُنتصَفَ مُحَرَّم، وحضر للصَّلاةِ عليه الأكابِرُ، كقاضي القضاة الزينبي، وهو الذي صلَّى عليه، وصاحِبُ المخزنِ، وجماعةُ أربابِ الدولةِ، والعُلَماءُ والفُقَهاءُ، ودُفِنَ بباب حرب عند والدِه, وقد توفِّيَ وله من العمر 74 عامًا, ومن أشهَرِ كتبه "المعرَّب من كلامِ العَجَم" و"شَرحُ أدبِ الكاتِبِ" و "كِتابُ العَروض" و "التَّكملة فيما تلحَنُ فيه العامَّةُ".

العام الهجري : 556 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1161
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ السلطانُ سليمان شاه بن السلطان محمد بن ملكشاه، وسببُ ذلك أنه كان فيه تهوُّرٌ وخرقٌ، وبلغ به شربُ الخمر حتى إنه شربها في رمضان نهارًا، وكان يجمع المساخِرَ ولا يلتفت إلى الأمراء، فأهمل العسكرُ أمره، وصاروا لا يحضُرون بابه، وكان قد ردَّ جميع الأمور إلى شرف الدين كردبازو الخادم، وهو من مشايخ الخدم السلجوقية، كان فيه دينٌ وعقل وحسن تدبير، فكان الأمراء يشكُون إليه السلطان وهو يُسَكِّنُهم، فكتب سليمان شاه إلى إينانج صاحب الري يطلبُ منه أن يُنجِدَه على كردبازو، فوصل الرسولُ وإينانج مريض، فأعاد الجوابَ يقول: إذا أفقتُ من مرضي حضرتُ إليك بعسكري؛ فبلغ الخبر كردبازو، فازداد استيحاشًا، فأرسل إليه سليمان يومًا يطلبه، فقال: إذا جاء إينانج حَضرتُ، وأحضر الأمراء واستحلفهم على طاعته، وكانوا كارهين لسليمان، فحلفوا له، فأوَّل ما عَمِلَ أن قتل المساخرة الذين لسليمان، وقال: إنما أفعل ذلك صيانةً لملكك؛ ثم اصطلحا، وعَمِلَ كردبازو دعوةً عظيمة حضرها السلطان والأمراء، فلما صار السلطان سليمان شاه في داره قبضَ عليه كردبازو وعلى وزيره ابنِ القاسم محمود بن عبد العزيز الحامدي، وعلى أصحابه، في شوال سنة 555، فقَتَلَ وزيرَه وخواصَّه، وحَبَس سليمان شاه في قلعة، ثمَّ أرسل إليه من خنَقَه؛ وقيل: بل حبسه في دار مجد الدين العلوي رئيس همذان، وفيها قُتِلَ، وقيل بل سُقِيَ سُمًّا فمات.

العام الهجري : 603 العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

لَمَّا سَلَّم خوارزم شاه ترمذَ إلى الخطا سار عنها إلى ميهنة وأندخوي، وكتب إلى سونج أمير أشكار، نائب غياث الدين محمود بالطالقان يستميلُه، فعاد الرسول خائبًا لم يجِبْه سونج إلى ما أراد منه، وجمع عسكَرَه وخرج يحارِبُ خوارزم شاه، فالتَقَوا بالقرب من الطالقان، فلما تقابل العسكرانِ حمل سونج وحده مجِدًّا حتى قارب عسكرَ خوارزم شاه، فألقى سونج نفسَه إلى الأرض، ورمى سلاحه عنه، وقَبَّلَ الأرضَ، وسأل العَفْوَ، فظَنَّ خوارزم شاه أنَّه سَكرانُ، فلمَّا عَلِمَ أنه صاح ذَمَّه وسَبَّه، وقال: من يثِقُ بهذا وأشباهِه، ولم يلتفت إليه، وأخذ خوارزم شاه ما بالطالقانِ مِن مالٍ وسلاح ودوابَّ وأنفَذَه إلى غياث الدين مع رسولٍ، وحمَّله رسالةً تتضَمَّنُ التقَرُّبَ إليه والملاطفة له، واستناب بالطالقان بعضَ أصحابه، وسار إلى قلاع كالوين وبيوار، فخرجَ إليه حسام الدين عليُّ بن أبي علي، صاحب كالوين، وقاتله على رؤوس الجبال، فأرسل إليه خوارزمُ شاه يتهَدَّدُه إن لم يسَلِّمْ إليه، فقال: أمَّا أنا فمملوك، وأمَّا هذه الحصونُ فهي أمانةٌ بيدي، ولا أسَلِّمُها إلَّا إلى صاحبها، فاستحسن خوارزم شاه منه هذا، وأثنى عليه، وذمَّ سونج, ولَمَّا بلغ غياث الدين خَبَرُ سونج، وتسليمُه الطالقان إلى خوارزم شاه، عَظُمَ عِندَه وشَقَّ عليه، فسَلَّاه أصحابه، وهوَّنوا الأمر، ولَمَّا فرغ خوارزم شاه من الطالقان سار إلى هراة، فنزل بظاهِرِها.