الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1740 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 935 العام الميلادي : 1528
تفاصيل الحدث:

كانت أوروبا تعيش انقساماتٍ سياسيةً ودينية خطيرة، أدى ذلك إلى أن تنوعت مواقفُ الدول الأوروبية من الدَّولة العثمانية حسَبَ ظروف كلِّ دولة، فكان تشارلز الخامس ملك الإمبراطورية الرومانية المقدَّسة ينافسُ فرانسوا الأول ملِكَ فرنسا على كرسيِّ الحكم للإمبراطورية الرومانية، فرأى فرانسوا الأولُ أن يكسِبَ الدولة العثمانية صديقاً له، فوقف منها موقِفَ التودد والرغبة في الوِفاق ، فبدأت مفاوضات فرنسا مع الدولة العثمانية بعد معركة "بافيا" بين فرنسا وألماني والتي أسِرَ فيها ملك فرنسا "فرانسوا الأول" سنة 931هـ فأرسلت والدتُه والوصيةُ على العرش مبعوثَها ومعه خطابٌ منها وخطاب من الملك الأسير يطلبان فيهما مهاجمة قوات ألمانيا وإطلاق سراح الأسير، وعلى الرغمِ من أن الأسير أُطلق بموجب معاهدة بين فرنسا وألمانيا إلَّا أن فرنسوا بعد إطلاق سراحه أرسل في سنة 941هـ سكرتيره إلى السلطان سليمان القانوني؛ بهدف عقد تحالفٍ في شكل معاهدة، سُمِّيت فيما بعد بـ "معاهدة الامتيازات العثمانية الفرنسية"، وكان من نتائج هذه المعاهدة زيادة التعاون بين الأسطولين الفرنسي والعثماني، وكانت هذه الامتيازاتُ التي أُعطيت للدولة الفرنسية أوَّلَ إسفين يُدَقُّ في نعش الدولة العثمانية حيث ظهرت آثاره البعيدةُ فيما بعد! وتسببت في التسلط الغربي على العالمِ الإسلاميِّ، وكانت الاستفادة من المعاهدة تكاد تكون مقصورةً على فرنسا ورعاياها، في حين لم تستفِد الدولة العثمانية ورعاياها من هذه المعاهدة بكبيرِ فائدة، بل مهَّدت فيما بعد لقدومِ جيوش الاستعمار الأوروبي النصراني؛ بحجَّة حماية المصالح الاقتصادية الأوروبية في المنطقة!!

العام الهجري : 961 العام الميلادي : 1553
تفاصيل الحدث:

بعد أن استولى السعديون على فاس سنة 956هـ ثم قام العثمانيون بطردهم وإعادة الوطاسيين، ثم ترك العثمانيون فاس وعادوا إلى الجزائر؛ واجه أبو حسون منافسةَ محمد الشيخ السعدي الذي جمع قواتٍ من السوس والحوز وأتى بجنوده إلى أن وصل رأس الماء من أحواز فاس، وكان أبو حسون بعد انسحاب العثمانيين قد أخذ في إعداد الجيوشِ وآلات الحرب إلى أن قضت ثمانية شهور، فأمر بالخروج لمواجهة محمد الشيخ السعدي والوصول إلى مراكش، ولما تقابل الجيشان قام بينهم قتالٌ عظيم واستطاع أبو حسون أن ينزل بالسعديين هزيمةً شنيعة حتى استطاع أن يردَّهم على أعقابهم، ثم أرسل أبو حسون لمحمد الشيخ وقال له: اخرج أنت وأولادك إلى لقائي، وأنا أخرج إليكم بنفسي، ونترك المسلمين بدون قتال، فتظاهر محمدٌ ورجع إلى والده وإخوته الستة الذين اجتمعوا على أبي حسون فجعل يطاردهم حتى طمر به فرسُه فسقط فطعنوه فاحتزُّوا رأسه وأتوا به جيشَه، فانهزم جيشُ أبي حسون بلا قتال، وأخذ محمد الشيخ فاس، فكانت أحداث هذه الوقائع تعني أن الفرصةَ ما زالت واسعة أمام العثمانيين لاستيلائهم المحلِّي للمغرب، لا سيما وأن محمد الشيخ السعدي باسمِ القضاء على الحزب العثماني بين المغاربة أنزل القتلَ في أكثر من مائتين من كبار أعيان فاس، فضلًا عن الفقيهين المرينيين محمد عبد الوهاب الزقاق قاضي فاس، والحسن علي حزوز خطيب فاس.

العام الهجري : 964 العام الميلادي : 1556
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زيدان الحسني، أبو عبد الله، المعروف بالشيخ، والملقب بالسلطان المهدي: ثالثُ سلاطين الدولة السعدية بالسوس ومراكش. ولِدَ سنة 896. كان مع أبيه القائمِ بأمر الله في بدء ظهورِه، ثم كان مع أخيه أحمد الأعرج، وكانت كلمتُهما واحدة مدة 23 عامًا، ثم افترقت كلمتُهما، فقام محمد بخلع أخيه أحمد والقبض عليه وعلى أولاده سنة 946، واجتمعت الكلمة عليه، فباشر الجهادَ في الثغور، فافتتح حصنَ فونتي وآسفي، واختط مرسى أغادير بالسوس الأقصى سنة 947, ثم ضمَّ مراكش سنة 951 فانتقل إليها. وبعدها طمِحَت نفسه للاستيلاء على بقية المغرب والقضاء على الوطاسيين أصحابِ فاس وأطرافِها، فافتتح مكناسة الزيتون سنة 956, وقبض على أكثَرَ مَن بها من الوطاسيين وأرسلَهم مُصفَّدين إلى مراكش. وقاتل العثمانيين في تلمسان وكانوا قد استولوا عليها، فأخذها منهم، ثم امتنعوا عليه بها. وكانت قد بقيت بفاس طائفةٌ من الترك العثمانيين الذين أحضرهم أبو حسون الوطاسي، فجعلهم الشيخ المهدي جندًا على حِدَة وسمَّاهم اليشكارية- العسكر الجديد- وأرسل له السلطانُ سليمان القانوني يهنِّئُه بالمُلك ويطلب منه الدعاء له على منابر المغرب وأن يكتُبَ اسمَه على سكَّته، فرفض طلبه، ثم أرسل السلطانُ سليمان أشخاصًا اتصلوا باليشكارية فتربَّصوا الشيخ المهدي حتى قتلوه غيلةً, وكان من عظماء الرِّجال؛ مهيبًا، غزير العلم، عُنِيَ بالتفسير، وحفظ صحيح البخاري وديوانَ المتنبي.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 1210 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1796
تفاصيل الحدث:

بعد طلَبِ برَّاك بن عبد المحسن الأمانَ لأهل الأحساء من الإمام عبد العزيز بن محمد، أُجيب إلى طلبِه، وانسحب جيشُ الأمير سعود من الأحساءِ بعد مبايعة أهلِها على السمع والطاعة، وبعد ذلك بسنواتٍ ثار أهل الأحساء بتحريضٍ مِن براك بن عبد المحسن نفسِه، ولكنْ قضى على ثورتهم إبراهيمُ بن عفيصان، ثمَّ وصول قوات كبيرة بقيادة الأميرِ سعود بن عبد العزيز الذي أخضع الأحساءَ لحكم دولة الدرعيةِ، وضرب عليهم ألوفًا من الدراهم وقبَضَها منهم؛ وذلك لأجلِ ما تكرَّر منهم من نقضِ العهد ومنابذة الدولةِ، وجَرِّهم الأعداء, وقَتَل منهم عِدَّةَ رجال مجتمعين على الفسوقِ ويفعلون كل ما أرادوه بأهوائِهم، ولا يتجاسرُ أحدٌ أن يأمُرَهم وينهاهم، فكثُرَ لذلك تعدِّيهم واعتداؤهم على أهلِ الأحساءِ، فأفنى الأميرُ سعود مُعظَمَهم, وسُمِّيت هذه الغزوة بغزوة الرقيقة (وهي محلة بالهفوف) وذلك في أواخرِ هذه السنة، وعاد إلى الدرعيَّة ومعه عدد من رؤساء أهل الأحساءِ، منهم علي بن حمد آل عمران مبارك، وحمد العدساني، ورجال كثيرٌ، وأسكنهم الدرعية، وولَّى على المنطقة أميرًا من عامَّةِ أهلها يُدعى ناجم بن دهينيم، وكان من نتائجِ استيلاء الأمير سعود على الأحساء وصولُ حدود دولة الدرعية إلى الخليجِ العربي، وامتلاكُها موانئَ بحرية، وتحقيقُ ثروة من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التي تنتِجُها مزارِعُ الأحساء الواسعة، وانتشار الدعوة الإصلاحية بين سكَّان الأحساء.

العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ طلال بن عبد الله العلي الرشيدي الشمري، ثاني حُكَّام إمارة حائِل، فقد خَلَف أباه بشكلٍ سلِسٍ وبموافقة عمِّه عبيد بن عبد الله الذي كان المرشَّحَ لخلافة أخيه عبد الله؛ إذ كان يُتوقَّعُ أن يتولى عبيد بن عبد الله أخو عبد الله وعمُّ طلال: حُكمَ حائل بعد وفاة الأمير عبد الله. فقد كان عُبيد المؤسِّسَ الثاني للدولة، ولكِنَّ عبيدًا رشَّح طلالًا للحكم بعد وفاة عبد الله، ووافق جماعةَ حائل مواطِنوها على تسلُّم طلالٍ للحكم، وفي عهده بدأت حائل تنعَمُ بفترة رخاءٍ؛ فقد أدخل كثيرًا من التحسينات على حُصون المدينة، وبنى المسجِدَ الجامع والسُّوقَ، وخطط الحدائِقَ الجميلة. وأراد أن ينهَضَ بالتجارة والصناعة، فاستحضر التجَّار من البصرة وواسط وغيرها من المدن، والصُّنَّاعَ من المدينة واليمن ومصر وتركيا، ومنحهم المحلاتِ والأراضيَ، ودخل في علاقاتٍ تجارية مع مدن أخرى من بلاد العرب وفارس، وسَيَّرَ قوافل من قوَّاتِه لحفظ أمن الطرق التجارية التي تمرُّ بمنطقته. أصيب بمرض مزمنٍ في آخر أيامِ حياته مات على أثرِه، وقيل إنَّه مات منتحرًا بعد أن حكم الجبل على مدى عقدين من الزمن، كانت فترة رخاء وسلام عامٍّ، ما جعله يحظى بمحبَّة شعبه بشكل كبير واستثنائي، وخلفه في حكمِ حائل أخوه متعب بن عبد الله.

العام الهجري : 1295 العام الميلادي : 1877
تفاصيل الحدث:

عبَرَت جحافِلُ القوات الروسية ﺍلأﺭاضي العثمانية باتِّفاقٍ ومباركةٍ مِن فرنسا وبريطانيا، انضَمَّ إلى الروس قواتٌ رومانية وصربية وبلغارية، وعَبَروا نهر الدانوب، واستولوا علي بعض المدُنِ التابعة للعثمانيين، والمعابر المؤدية إلى البلقان، فقام السلطان عبد الحميد الثاني بتعيين عثمان باشا قائدًا للجيشِ العثماني لصَدِّ الغزو الروسي الذي حاول الاستيلاءَ على مدينة بلافنا، التي تقع في بلغاريا، وهي من أهم المعابر في البلقان، ولكنَّ القائد العثماني عثمان باشا أظهر مع قوَّاتِه بسالةً مُنقَطِعةَ النظير في الدفاع عن مدينة بلافنا، رغم أن جيشه الصغير لا يتعدى 50 ألف مقاتلٍ، فتحرَّك سريعًا ووصل المدينةَ قبل الروس الذين يُقَدَّرُ عددُهم بمئات الألوف، وفرض الحصارَ على ثلاثة خطوط، ومع ذلك فإن العثمانيين المحاصرين بقيادة عثمان باشا صَمَدوا صمودَ الأبطال ولم يكتفوا بالصمودِ, بل أعدُّوا خطة للهجومِ على خطوط العدو المحاصِرِ لهم، طالبين بذلك إما النصر وفكَّ الحصار، أو الشهادةَ، فقاد عثمان باشا قواتِه التي انحدرت على الأعداء وهم يُهلِّلون ويكَبِّرون, فقُتِلَ أعدادٌ منهم، ومع ذلك تمكنوا من تكبيدِ الأعداء خسائِرَ في الأرواح وغَنِموا عددًا من المدافعِ، وأصيب عثمان باشا ببعض الجِراحِ، فسَرَت إشاعةٌ قويَّةٌ بين جنده بقتلِه، ففَتَّ ذلك في عضدهم، وحاولوا الرجوعَ إلى مدينة, لكِنَّ الروس أصبحوا بداخلها, فاستسلموا للقواتِ الروسية. وقد سَلَّم عثمان باشا نفسه وهو جريحٌ إلى الروس الذين كانوا معجَبين به وبشجاعتِه.

العام الهجري : 1326 العام الميلادي : 1908
تفاصيل الحدث:

هو المشيرُ محمد رؤوف باشا بن عبدي باشا الجركسي، قائِدُ الجيش العثماني. ولِدَ في استانبول عام 1832م، وتلقَّى علومَه العسكريَّةَ في الأكاديميَّةِ الحربية في استانبول. شارك في المعارِكِ التي جرت في كُلٍّ مِن البوسنة والقَرم تحت قيادة عمر باشا. التحق بمدرسةِ سانت سير الفرنسية العسكرية، ثم التحَقَ بأركان حربِ الجيش العثماني، وحصل على رُتبة الباشوية. تمَّت ترقيته في عام 1869م إلى رتبة مُشير. تولَّى منصب الوالي في كلٍّ من كريت، وإيشكودرا، وكاستامونو، وبغداد، وسيلانيك والبوسنة. أصبح قائدًا عامًّا للجيش العثماني في أثناء حربِ البلقان في عام 1877م، ونجح في هزيمة الصربِ وحلفائِها أمام مدينة بلغراد. ولَمَّا صدر الدستور العثماني الأول عُيِّن وزيرًا للبحرية العثمانية، وقد أُصيب في إحدى المعاركِ التي كان يخوضُها، فاضطُرَّ الأطباءُ إلى بتر ساقه، ولكنَّه تحامل على نفسِه ولم يترك ميدانَ المعركة، وظلَّ مستمرًّا في قيادته للقوات العُثمانية. وقد قُوبِلَت شجاعته بالتقدير والاحترام، فأنعَمَ عليه السلطان بلقب (سِر عسكر) وهو أكبَرُ ألقاب الدولة العثمانية. عَهِد إليه السلطان العثماني بمهمَّة خاصَّة كسفير خاص فوق العادةِ لدى الإمبراطور ألكسندر الثاني قُبَيل عقد مؤتمر برلين. عاد لتولِّي قيادة الجيش العثماني مرةً أخرى، وظلَّ في هذا المنصب الهامِّ إلى أن توفي عن 82 عامًا. وهو جدُّ الوجيه المصري محمد علي رؤوف، زوج الأميرة فائزة شقيقة الملك فاروق ملك مصر السابق.

العام الهجري : 1332 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ شبلي حبيب الله بن سراج الدولة النعماني، أحد علماء الهند. اعتنى به والدُه الشيخ "حبيب الله"؛ حيث كان من العلماء، فنشأ محبًّا للعلم. رحل شبلي في طلب العلم، وتنقل بين لكنو ودلهي ولاهور ورامبور وسهارنبور وغيرها من المدن الهندية، فدرس الأدب والفقه، والحديث وعلوم الفارسية والأدبية والعربية، كما درس الهندسة والمنطق والفلسفة، وتلقَّى العلم على عدد من شيوخ الهند، منهم الشيخ "محمد فاروق الجرياكوتي"، والشيخ "أحمد علي"، والشيخ "إرشاد حسين"، والشيخ "فيض الحسن". وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره سنة (1293هـ/1876م) قرَّر شبلي أداء فريضة الحج، وهناك اتصل بعددٍ مِن علماء الحجاز، وأتم تعليمَه بالأراضي المقدسة، ثم عاد بعد ذلك إلى "أعظم كره" حيث عمل بالمحاماة لفترة قصيرة، ولكنه لم يستطع أن يندمِجَ في تلك المهنة طويلًا، وسرعان ما تركها ليعمَلَ بوظيفة أخرى، إلا أنه لم يستطِعْ أن يعيش بعيدًا عن البحث والدراسات، فدعاه حنينه للعلم وشوقه للمعرفة إلى التفرغ للقراءة والاطلاع، فترك الوظائف العامة وعكَفَ على المطالعة والدراسة والبحث، ثم ما لبث أن بدأ في الكتابة والتصنيف، وظهرت مواهبه وقدراته في التأليف ونظْم الشعر، وبدأ اسمُه يلمع ويشتهر ذِكرُه بين قراءة الأردية والفارسية. عَمِلَ في جامعة عليكرة، واشتغل بالدعوةِ والدفاع عن الإسلام، وشارك في تأسيسِ ندوة العلماء بمدينة لكنو.

العام الهجري : 1356 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1938
تفاصيل الحدث:

بعد تولِّي الملِكِ فاروق عرشَ مصرَ قام بحل مجلسِ النواب الذي كان يتمتَّعُ فيه حِزبُ الوفد بأغلبية كبيرة، وكان الوفديُّون قد أحرزوا هذه الأغلبيةَ في الانتخابات التي أُجرِيَت في مايو 1936م، وكانت الحياةُ السياسية في مصر في تلك الفترة تعتَمِدُ على ثلاث قوى رئيسية فاعلة، هم: الإنجليز، والقصر، وحزب الوفد. قبل أن يدخُلَ الجيش إلى المعادَلةِ ويقلِبَ توازنات القوى فيها، جلس فاروق على العرش مع اهتزازِ وتراجُعِ شعبية حزب الوفد بعد توقيعِه على اتفاقية 1936 والتي كانت مكروهةً ومرفوضةً شعبيًّا. وعلى الرغم من حداثة سنِّ فاروق في تلك الفترة إلا أنَّه أدرك ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد، قأقال حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي: في نفس العام الذي تسلَّم فيه سلطاتِه الدستوريةَ كمَلِكٍ على البلاد، وكلَّف محمد محمود الذي كان رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين المُوالي للقصر بتشكيل الوزارة. وكان أوَّلُ ما استصدرته الوَزارة الجديدة مرسومًا بتأجيل انعقاد البرلمان شهرًا، ثمَّ حَلِّ مجلِسِ النوابِ ذي الأغلبية الوفدية، إلى أن تمَّت الانتخابات في 1938 ولم يحصُلِ الوفدُ إلا على 12 مقعدًا فقط، والملاحَظُ في تلك الفترة هو التعددية الحزبية السياسية القائمة، حتى ولو بشكلٍ صوريٍّ؛ حيث سُمِح في انتخابات 1938 مثلًا بأن يتِمَّ ترشيح المستقلين، والذين حصلوا على 55 مقعدًا بجانب أحزاب الأحرار الدستوريين، والهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر المنشَقِّ عن حزب الوفد، بالإضافة إلى الحزب الوطني، وحزب الوفد.

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

نشأت "حركة الضباط الأحرار" عام 1376هـ تحت قيادة عبد الكريم قاسم ذو الميول الشيوعية، وعبد السلام عارف ذو الميول الإسلامية، وقد قامت الحركةُ بعدة محاولاتٍ لقَلبِ نظام الحُكمِ لكِنَّها فَشِلت، إلى أن تمكنت من توجيه ضربة قاضية ضِدَّ الحكم الملكي، فقتلت كلًّا من الملك فيصل الثاني بن غازي ملك العراق، والوصي عليه خاله عبد الإله بن علي، ونوري السعيد رئيس الحكومة، وسيطرت على الوَضعِ ورحَّبت بعض الدولُ العربية بالحركة الانقلابية، ثم قامت عملياتٌ عسكرية احتَلَّ فيها عبد السلام عارف بغدادَ، وأعلن بنفسه من إذاعة بغداد قيامَ الجمهورية العراقية، ثم أعلن مجلِسُ قيادة الثورة المعروف بمجلس السيادة تعيينَ عبد الكريم قاسم رئيسًا أعلى للقوات المسلحة، ومُنِحَ صلاحيات واسعة، كما عُيِّن رئيسًا للوزراء لحكومة مدنية مؤقتة، ووزيرًا للدفاع بالوكالة، كما عين عبد السلام عارف مساعدًا له في رئاسة القوات المسلحة، ونائبًا له في رئاسة الحكومة، ووزيرًا للداخلية بالوكالة، وكانت كلُّ البيانات تَصدرُ باسم مجلس السيادة، وخرجت المظاهراتُ المؤيِّدة، وأيَّدَت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) الوضعَ بكُلِّ ثِقلِها، وأعلنت استعدادَها للدَّعمِ، وتسلَّم عبد الكريم قاسم السلطةَ وبدأ يُصدِرُ القرارات وإعلان الأحكامَ العُرفيةَ، ومصادرة الأملاكَ الملَكيَّة.

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

هو نوري بن سعيد بن صالح ابن الملا طه، من عشيرة القره غولي البغدادية رئيس حكومة العراق. سياسيٌّ عَسكريُّ المنشأ، فيه دهاء وعنف. ولدَ ببغداد سنة 1306هـ / 1888م، وتعلَّم في مدارسها العسكرية. وتخرَّج بالمدرسة الحربية في الأستانة (1906) ودخل مدرسة أركان الحرب فيها عام 1911م، وحضر حرب البلقان 1912 – 1913م، وشارك في اعتناق "الفكرة العربية" أيام ظهورها في العاصمة العثمانية. فكان من أعضاء جمعية العهد السرية. وقامت الثورة في الحجاز 1916م ولحِقَ بها، فكان من قادةِ جيش الشريف فيصل بن الحسين في زحفه إلى سورية. ودخل قبله دمشق. وآمن بسياسة الإنجليز. فكان المؤيِّدَ لها في البلاط الفيصلي بسورية ثم في العراق، ومجاهرًا بذلك إلى آخر حياته. تولى رئاسة الوزارة العراقية مراتٍ كثيرةً في أيام فيصل وابنه غازي وحفيده فيصل بن غازي، وائتلف مع عبد الإله بن علي: الوصي على عرش العراق في أيام فيصل الثاني. وقامت الثورة في بغداد 14 يوليو 1958م، فكان فيصل وعبد الإله من قتلاها. واختفى نوري يومًا أو يومين، ثم خرج في زيِّ امرأة، فعرفه بعضُ أهل بغداد، فقتلوه، وقيل إنه انتحر عندما اكتشفوه, وله آثارٌ كتابية مطبوعة، منها: أحاديث في الاجتماعات الصحفية، واستقلال العرب ووحدتهم، ومحاضرات عن الحركات العسكرية للجيش العربيِّ في الحجاز وسورية.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

هو المشيرُ محمد عبد الحكيم بن علي عامر، وُلِدَ في 11 ديسمبر 1919م في قرية أسطال مركز سمالوط بمحافظة المنيا في أسرةٍ ثرية، وكان والِدُه عمدةَ القرية، ويُعدُّ المشير أحد رجال ثورة يوليو عام 1952م في مصر. وكان صديقًا مقربًا للرئيس جمال عبد الناصر، ورئيسِ المخابرات صلاح نصر، ووزيرِ الحربية شمس بدران حتى حرب 1967. وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة المصرية، ونائِبَ رئيس الجمهورية. تخرَّج عامر من الكلية الحربية عام 1939، وشارك في حرب 1948 في نفس وَحدة جمال عبد الناصر. لعِبَ عامر دورًا كبيرًا في القيام بالثورة عام 1952, وفي العام التالي للثورة، وفي عام 1954 تولى وزارة الحربية، ثمَّ تمَّ ترقيتُه من رتبة صاغ (رائد) إلى رتبة لواء متخطيًا ثلاث رتب، وأصبح رئيسًا للأركان. وقاد القواتِ المصريَّةَ والمقاوَمةَ في حرب العدوان الثلاثي عام 1956، وبعد الوحدة مع سوريا عام 1958 أصبح القائِدَ الأعلى للقوات المشتركة. وفي عام 1964 أصبح نائبًا أوَّلَ لرئيس الجمهورية. فَسَدَت العلاقةُ بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر على نحوٍ سريع عقب حرب 1967 بعد إصدار الرئيس عبد الناصر قرارًا بتنحيةِ عبد الحكيم عامر عن قيادة الجيش، وتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية، وهو القرارُ الذي رفضه عامر بشدَّة، فوُضِعَ قَيدَ الإقامةِ الجبرية في منزله، حتى مات فيه، قيل مسمومًا وقيل منتحرًا.

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1998
تفاصيل الحدث:

وُلد أبو الحسن النِّدْوي بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، بالهندِ عام 1332هـ/ 1913م، وتعلَّم في دار العلومِ بالهندِ (ندوة العلماء)، والتحق بمدرسة الشيخ أحمد علي في لاهور، حيث تخصَّص في علم التفسير، كان الشيخ ماتُريديًّا نشيطًا للعمل الإسلامي، سواءٌ في الهند، أو خارجَها، وقد شارَكَ -رحمه الله- في عدد من المؤسَّسات والجمعيات الإسلامية، ومنها تأسيسُ المجمَع العِلمي بالهندِ، وتأسيس رابطة الأدب الإسلامي، كما أنَّه عضوُ مجمَع اللغة العربية بدِمَشق، وعضوُ المجلس التنفيذي لمعهد ديوبند، ورئيس مجلس أمناء مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، ويُعَدُّ من أشهَرِ العُلماء المسلمينَ في الهندِ، وله كتاباتٌ وإسهاماتٌ عديدةٌ في الفكر الإسلامي، فله من الكتب: ((موقف الإسلام من الحضارة الغربية))، ((السيرة النبوية))، ((من روائع إقبال))، ((نظرات في الأدب))، ((من رجالات الدعوة))، ((قصص النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال))، وبلغ مجموع مؤلَّفاته وتَرْجماته 700 عنوانًا، منها 177 عنوانًا بالعربية، وقد تُرجم عددٌ من مؤلَّفاته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والبنغالية، والإندونيسية، وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية الأخرى، وكانت وَفاتُه -رحمه الله- يومَ الجمُعة في شهر رمضانَ المبارك أثناءَ اعتكافِه بمسجِدِ قَريتِه "تكية" بمديرية "راي باريلي" في شمال الهندِ، وجرى دَفنُه مساءَ نفس اليوم في مَقبرةِ أُسرته بالقرية في حضورِ الأقاربِ، والأهالي، وبعض مسؤولي ندوة العلماء التي ظلَّ مرتبِطًا بها طيلةَ حياتِه الحافلة بالدعوة طوالَ 86 عامًا.