الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1885 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 891 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1486
تفاصيل الحدث:

بينما المسلمون في الأندلس بين حرب وصلح فيما بينهم إذ بصاحب قشتالة قد أقبل بحملته على مدينة لوشة, فنزل فيها الأمير محمد بن علي أبو عبد الله الصغير ومعه جماعة من أهل نجدة البيازين حين سمعوا بقدوم النصارى عليها، فتحصنوا بها مع أميرهم محمد ابن علي فحاصرها العدو حصارًا شديدًا ونصب عليها أنفاطه وعدته واقترب إليها بجيشِه وآلة حربه، حتى دخلوا ربضَها وهدموا بعض أسوارِها بالأنفاط، وقتل كثير من نجدة الرجال واشتد عليهم الحصار، فلما رأى أهل لوشة ما لا طاقة لهم به من شدة الحصار وكثرة جموع النصارى وتأخير أهل غرناطة عن نصرتهم، طلبوا الأمان واتفقوا على أن يخرجوا مؤمَّنينَ على أموالهم وأولادهم وخيلهم وسلاحهم ودوابهم وجميع ما يقدرون على حمله، فأجابهم العدو لذلك ووفى لهم به، فأخذوا في إخلاء البلاد ووصلوا إلى غرناطة بما معهم, وكان استيلاء العدو على مدينة لوشة في السادس والعشرين من جمادى الأولى من هذا العام، ولم يسَرِّح صاحبُ قشتالة الأميرَ محمد بن علي أبا عبد الله الصغير، بل حبسه عنده ليستأصل به بقية الأندلس.

العام الهجري : 1018 العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:

فخرُ الدين المعني الثاني هو حفيد فخر الدين المعني الأول، الدرزي الأصل الذي قاتل مع السلطان سليم، فتولى بذلك لبنان والجبال المحيطة به، ولما تولى هذا الحفيدُ السلطة في لبنان عام 999هـ وكان درزيًّا وصوليًّا كبيرًا واستطاع أن يجمع المُعادين للإسلام من نصارى ونُصيرية ودروز، وأمثالهم، حتى تمكَّن من جبال لبنان، والسواحل وفلسطين، وأجزاء من سورية، ولما قوِيَ أمره فاوض الطليان فدعموه بالمال وبنى القلاع والحصون، وكوَّن لنفسه جيشًا زاد على الأربعين ألفًا، ثم أعلن الخروجَ على الدولة العثمانية عام 1022هـ غيرَ أنه هُزم وفرَّ إلى إيطاليا، وكان قد تلقَّى الدعم من إمارة فلورنسا الإيطالية، ومن البابا، ورهبان جزيرة مالطة (فرسان القديس يوحنا)، وقد عاد فخر الدين إلى لبنان بعد أن أصدر السلطانُ فرمانًا بالعفو عنه واندفع لتغريب البلادِ، ثم أعلن التمردَ من جديد مستغلًّا الحرب العثمانية الصفوية الشيعية، ولكنه فشِلَ وأُسِر وسيقَ إلى إستانبول، ثم اندلعت الثورة عام 1045هـ ولكنه هذه المرة أُسِر وشُنِق، وفَشِلت الحركة المسلَّحة التي قادها ابن أخيه ملحم للأخذِ بثأره.

العام الهجري : 1061 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1651
تفاصيل الحدث:

السلطانة "كوسم مهبيكر" واسمها الحقيقي "أناستاسيا" وُلدت في اليونان، وقيل إنَّها ولدت في البوسنة عام 999هـ, وهي من أشهر النساء في التاريخ العثماني, قيل إنها أُرسلت من اليونان إلى إستانبول من قبل والي البوسنة، ولما دخلت أناستاسيا الإسلام غيَّرت اسمها لاسم "كوسِم". وسُميت باسم "ماه بيكر" بفضل حُب السلطان العثماني أحمد الأول لها، الذي تزوجها بعد أن أسلمت, وقد تولى اثنين من أبنائها السلطنة: مراد الرابع، وإبراهيم الأول، وكذلك حفيدها محمد الرابع. وكانت نائبةَ السلطنة عن حفيدها محمد الذي لم يبلغ السابعة من عمره، لم تتردد في عزل ابنها إبراهيم عن السلطنة والتآمر لقتله؛ لعشقها للسلطنة والحياة السياسية، عُرفت بأعمال الخير، كبناء المساجد، وينابيع المياه، وتسديد ديون المساجين لإطلاق سراحهم من السجن. لما أرادت السلطانة كوسم أن تستبدل بحفيدها محمد الرابع حفيدًا آخر، انزعجت السلطانة خديجة تارخان أم السلطان محمد الرابع من ذلك، ولم تكن مطمئنة من كوسِم سلطان، فأمرت باغتيالها, فقُتِلَت خنقًا عن عمر يناهز 62 عامًا، ودُفنت بجوار قبر زوجها السلطان أحمد.

العام الهجري : 1138 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1726
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام العلَّامة المحقِّق المدقِّق نور الدين أبو الحسن بن عبد الهادي السندي، من فقهاء الأحناف المشهورين. ولِدَ ببته قرية من بلاد السند ونشأ بها ثم ارتحل إلى تستر، وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، كالسيد محمد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني، وغيرهما، ودرَّس بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح. استوطن المدينةَ المنورة، برع في علم الحديث، وألَّف مؤلفات نافعة من الحواشي، منها: حاشية على كل من سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، وعلى مسند أحمد، وعلى صحيحي البخاري ومسلم، وعلى البيضاوي، وغيرها من المؤلفات التي سارت بها الركبان، وكان شيخًا جليلًا عالِمًا عاملًا ورعًا زاهدًا، ماهرًا محققًا بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية، وغيرها، أخذ عنه جملةٍ من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد حياة السندي وغيره. كانت وفاته بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال، وكان لوفاته مشهد عظيم حضره جمٌّ غفير من الناس حتى النساء، وغُلِّقت الدكاكين، وحمل الولاة نعشَه إلى المسجد النبوي الشريف، وصلِّي عليه به، ودُفِن بالبقيع، وكُثَر البكاءُ والأسفُ عليه.

العام الهجري : 1189 العام الميلادي : 1775
تفاصيل الحدث:

أقبل أهلُ نجران وجميعُ قبائل يام ومعهم أهلُ الوادي وغيرُهم بقيادة رئيس نجران المكرمي, وكان حويل الودعاني مع زيد بن زامل قد بذلوا له الأموال سنة 1187 ليغزو نجدًا؛ وذلك لما عهدوا منه قُوَّته حين هزم جيش الدرعية في الحاير سنة 1178 فسار معه أهل الخرج ومن حولهم، واجتمع مع المكرمي جموعٌ تضيقُ بها القِفارُ ولا تسقيهم الآبارُ والأنهار, وأرسل إليه بطين بن عريعر من النقدِ ما يزيد على ستة آلاف مشخصٍ، وأحمالًا من الطعام، فأقبل بجنوده ونزل الحاير المعروفَ بحاير سبيع، وتلاحقت باقي جنوده عليه، وحصل قتالٌ مع أهل الحاير أيامًا، ثم هجم على ضرما، وكان الإمام عبد العزيز أرسل مددًا إلى الرياض لحمايتِه، وأرسل ابنُه سعود بمددٍ لدعم أهل ضرما، فلما قصد النجراني ضرما ودخل بعض نخيلها حاربه أهلُها حربًا شديدةً وقتلوا من رجاله عددًا كثيرًا حتى خذله الله وارتحل هو ومن معه من الحلفاءِ راجعين إلى أوطانهم، وتفَرَّقوا ولم تقم لهم قائمةٌ، وندموا على ما بذلوا من الأموالِ العظيمةِ!

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن علي السنوسي الكبير صاحِبُ الدعوة السنوسية، وواحِدٌ من كبار المُصلِحين في العالم الإسلامي في العصر الحديث. ولِدَ بمقاطعة وهران بالجزائر سنة 1202 هـ / 1798م، ورحل إلى فاس سنة 1812م، والتحق بجامِعِ القرويين وبعد تخرُّجِه فيها عُيِّن مدرسًا بالجامعِ الكبير بفاس. عاصرَ دخولَ الدولةِ السعودية الأولى للحجازِ واختلط بعُلَمائِها وأخذ عنهم، ثم عاد إلى ليبيا وقام بدعوته الإصلاحية التي اتخذت الإسلامَ طريقًا لها في العمَلِ، فدعا المجتمَعَ الليبي إلى العودةِ إلى الإسلام والاعتماد على الكتابِ والسنَّةِ ومحاربة الاختلافِ والتفَرُّق في الدينِ، ومواجهة المبشِّرين بالنصرانية، ومحاربة الاستعمار الإيطالي المتسَلِّط. لَقِيَت الدعوة التي أسَّسها السنوسي صدًى في نفوس سكان الصحراء في الشمال الإفريقي كله والسودان، وكسب صاحبُها من النفوذ والسُّمعة, وقد حقَّقت قدرًا كبيرًا من النجاح، فكَوَّن دولة إسلامية امتدَّت آثارها إلى أفريقيا الغربية. وأقام مدرسةً عِلميةً إسلاميةً خرَّجت العلماءَ والقضاة والدعاة، وله عددٌ من المؤلَّفات بلغت نحو 40 كتابًا. توفي السنوسي في الجغبوب، وخلفه ابنه أحمد المهدي في قيادة الحركة السنوسية.

العام الهجري : 1360 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1941
تفاصيل الحدث:

كانت إيران قد وقفت في الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا ضِدَّ الحلفاء الذين طالبوا إيران بتسليمِ الألمان الموجودين في إيران، وفي 15 شعبان 1360هـ / 6 أيلول 1941م عاد الحلفاءُ فطلبوا من إيران طرْدَ البَعثات السياسية لدول المحور، وفي 23 شعبان / 14 أيلول طلبت بريطانيا وروسيا من الشاه رضا بهلوي التنازُلَ عن العرش لولي عهده محمد رضا، وإعلان الحرب على ألمانيا وبقية دول المحور، فرفض فأجبره الحلفاءُ على التنازل؛ ففي 25 شعبان / 16 أيلول تنازل الشاه لابنه عن الحكم، وقرأ محمد علي فروغي رئيس الوزراء وثيقةَ التنازل للمجلس، وترك رضا شاه طهران إلى أصفهان، ثم انتقل إلى جزيرة موريشيوس وفُرِضَت عليه الإقامة الجبرية هناك، ثم نقل إلى جوهانسبرغ جنوبي إفريقيا حتى توفِّيَ فيها، وبعد عدة سنوات نُقِل رفاته إلى طهران، أما ابنه فتُوِّجَ في نفس اليوم الذي تنازل له فيه والده عن الحكم، وتوِّجَ شاهًا على إيران وأدى اليمين الدستورية، وتعهد أمام المجلس بحِفظِ سيادة إيران، وصيانة حقوق الشعب، واحترام الدين الإسلامي، ورعاية الدستور والقوانين.

العام الهجري : 1381 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

لما توفي الإمام أحمد خلفه في الإمامة ابنه البدر، ولم تلبث أن قامت الثورة عليه بإمرة العقيد الناصري عبد الله السلال، وذلك في 27 ربيع الثاني / 26 سبتمبر، وهرب البدر من البلاد، وأخذ يستعد للعودة. أيدت السعودية الملكية اليمنية وأيَّدت مصر الثورة ووصلت طلائع القوات المصرية إلى اليمن في 7 جمادى الأولى 1383هـ، وفي اليوم التالي من وصولها قطعت مصر علاقتَها بالسعودية، ثم وصل أنور السادات حيث عَقَد مع اليمن معاهدةَ الدفاع المشترك. كانت الحربُ غير متكافئة بين الثوار مدعومين بالجيش المصري، واليمنيين المدعومين من الحكومة السعودية، والذين كانوا يخوضون حرب عصابات ضِدَّ الجيش المصري، فكبَّدوهم خسائر فادحة في الأموال والأرواح، وأوقعوا المصريين في ورطة لم يستطيعوا التخلُّص منها، ولم يخرج الجنود المصريون من اليمن إلا بعد 4 سنوات بعد عام 1387هـ، وبعد نكسة حزيران 1967م، واستمرَّت الحرب بعد خروج المصريين من اليمن إلى 1389هـ، وكان الخروجُ نتيجة الاتفاق الذي تم بين الملك فيصل بن عبدالعزيز والرئيس جمال عبد الناصر، وذلك في مؤتمر الخرطوم بالسودان.

العام الهجري : 35 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 656
تفاصيل الحدث:

لمَّا قُتِلَ عُثمانُ بن عفَّانَ مَظلومًا في دارهِ بَقِيَ الأمرُ في المدينةِ دون خَليفةٍ، وكان يُديرُها الغافِقِيُّ المِصْريُّ وهو مِن رُؤوسِ الفِتنَةِ هو وأصحابُه، وحاوَلوا تَولِيةَ سعدٍ وابنِ عُمَرَ ولكن لم يَتِمْ لهم الأمرُ، فعرَض الصَّحابةُ الأمرَ على عَلِيِّ بن أبي طالبٍ فرفَض في اليومِ الأوَّلِ، ثمَّ جاءَهُ طَلحةُ والزُّبيرُ وبايَعوهُ في اليومِ الثَّاني، ثمَّ بايَعهُ النَّاسُ إلَّا القَليلَ مِن الصَّحابةِ، وبذلك تَسَلَّمَ أُمورَ الخِلافَةِ رضِي الله عنه وأرضاهُ. وقد وَرَدَ أنَّ عَلِيًّا قال: اللَّهمَّ إنِّي أَبْرَأُ إليك مِن دَمِ عُثمانَ، ولقد طاشَ عَقْلِي يومَ قَتْلِ عُثمانَ، وأَنكرتُ نَفْسِي، وجاؤوني للبَيْعَةِ فقلتُ: والله إنِّي لأسْتَحْيِي مِن الله أن أُبايِعَ قومًا قَتلوا رجلًا قال فيه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنِّي لأَسْتَحْيِي ممَّن تَسْتَحِي منه الملائكةُ). وإنِّي لأسْتَحِي مِن الله أن أُبايِعَ وعُثمانُ قَتيلٌ في الأرضِ لم يُدْفَنْ بعدُ. فانصرفوا، فلمَّا دُفِنَ رجَع النَّاسُ يسألوني البَيْعَةَ فقلتُ: اللَّهمَّ إنِّي أُشْفِقُ ممَّا أُقْدِمُ عليه، ثمَّ جاءت عَزْمَةٌ فبايَعَت.

العام الهجري : 164 العام الميلادي : 780
تفاصيل الحدث:

سار عبدُ الرحمن الداخل إلى سرقسطة، بعد أن كان قد سيَّرَ إليها ثعلبةَ بنَ عُبيد في عسكرٍ كثيف، وكان سليمانُ بن يقظان، والحسينُ بن يحيى قد اجتمعا على خلعِ طاعةِ عبد الرحمن، وهما بها، فقاتَلَهما ثعلبةُ قِتالًا شديدًا، وفي بعض الأيامِ عاد إلى مخَيَّمِه، فاغتنم سليمانُ غِرَّتَه، فخرج إليه، وقبَضَ عليه وأخَذَه، وتفَرَّق عسكَرُه، واستدعى سليمان بن يقظان قارله ملك الإفرنج، ووعَدَه بتسليمِ البلد وثعلبةَ إليه، فلما وصل إليه لم يُصبِحْ بيده غيرُ ثعلبة، فأخذه وعاد إلى بلادِه، وهو يظنُّ أنَّه يأخذُ به عظيمَ الفداء، فأهمله عبدُ الرحمن مدَّةً، فلما كان هذه السنة سار عبدُ الرحمن إلى سرقسطة، وفرَّقَ أولادَه في الجهات ليدفَعوا كلَّ مخالفٍ، ثم يجتَمِعوا بسرقسطة، فسبقهم عبدُ الرحمن إليها، وكان الحسينُ بن يحيى قد قتلَ سليمان بن يقظان، وانفرد بسرقسطة، فوافاه عبدُ الرحمن على أثَرِ ذلك، فضَيَّقَ على أهلها تضييقًا شديدًا. وأتاه أولادُه من النواحي، ومعهم كلُّ من كان خالفهم، وأخبَروه عن طاعةِ غَيرِهم، فرَغِبَ الحسين بن يحيى في الصُّلح، وأذعن للطاعةِ، فأجابه عبدُ الرحمن، وصالَحَه، وأخذ ابنَه سعيدًا رهينةً، ورجع عنه

العام الهجري : 191 العام الميلادي : 806
تفاصيل الحدث:

أوقع الأميرُ الحكَمُ بنُ هشام- صاحب الأندلس- بأهل طليطِلة، فقتلَ منهم ما يزيدُ على خمسةِ آلاف رجلٍ مِن أعيان أهلِها، وسببُ ذلك أنَّ أهلَ طُليطِلة كانوا قد طَمِعوا في الأمراءِ، وخَلَعوهم مرَّةً بعد أخرى، وقَوِيَت نفوسُهم بحصانةِ بلَدِهم وكثرةِ أموالِهم، فلم يكونوا يطيعونَ أمراءَهم طاعةً مُرضيةً، فلما أعيا الحكَمَ شأنُهم أعمل الحيلةَ في الظفَرِ بهم، فاستعان في ذلك بعَمروس بن يوسف المعروف بالمولد، حيث دخل طليطِلة وأنِسُوا به واطمأنُّوا له، وأشاع عمروس أنَّ عبد الرحمن بن الحكَم يريدُ أن يتَّخِذَ لهم وليمةً عظيمةً، وشرَعَ في الاستعدادِ لذلك، وواعدهم يومًا ذكَرَه، وقَرَّر معهم أن يدخُلوا من بابٍ، ويخرُجوا من آخَرَ ليقِلَّ الزِّحامُ، ففعلوا ذلك، فلما كان اليومُ المذكورُ أتاه الناس أفواجًا، فكان كلمَّا دخلَ فوجٌ، أُخِذوا وحُمِلوا إلى جماعةٍ مِن الجندِ على حُفرةٍ كبيرةٍ في ذلك القَصرِ، فضُرِبَت رقابُهم عليها، فذَلَّت رقابُهم بعدها وحَسُنَت طاعتُهم بقيَّةَ أيامِ الحَكَم وأيَّام ولده عبد الرحمن، ثم انجبَرَت مصيبتُهم، وكَثُروا، فلما هلك عبدُ الرحمن ووَلِيَ ابنُه محمَّد عاجلوه بالخلعِ.

العام الهجري : 283 العام الميلادي : 896
تفاصيل الحدث:

خرج جماعةٌ مِن قُوَّاد حاكِمِ مِصرَ جيشِ بنِ خِمارَوَيه، وجاهروا بالمُخالفة، وقالوا: لا نرضى بك أميرًا فاعتَزِلْنا حتى نولِّي عَمَّك الإمارةَ. وكان سببُ ذلك أنَّه لَمَّا وَلِيَ وكان صبيًّا قَرَّبَ الأحداثَ والسفلَ، وأخلد إلى استماعِ أقوالهم، فغَيَّروا نيَّته على قوَّادِه وأصحابه، وصار يقعُ فيهم ويذُمُّهم، ويُظهِرُ العزمَ على الاستبدالِ بهم، وأخذَ نَعَمَهم وأموالَهم، فاتَّفَقوا عليه ليقتلوه ويقيموا عمَّه، فبلغه ذلك فلم يكتُمْه بل أطلق لسانَه فيهم، ففارَقَه بعضُهم، وخلعه طغج بن جف أميرُ دمشق. وسار القوَّادُ الذين فارقوه إلى بغداد، وهم محمَّد بن إسحاق بن كنداجيق، وخاقان المفلحي وبدر بن جف، أخو طغج، وغيرُهم من قوَّاد مصر، وقَدِموا على المعتَضِد، وبقِيَ سائرُ الجنود بمصر على خِلافِهم ابنَ خِمارَوَيه، فسألهم كاتبُه عليُّ بن أحمد الماذرائي أن ينصرفوا يومَهم ذلك، فرجعوا فقتَلَ جيشُ بنُ خِمارَوَيه عمَّينِ له، وبكَّر الجندُ إليه، فرمى بالرأسينِ إليهم، فهجَمَ الجندُ على جيشِ بنِ خِمارَوَيه فقتلوه ونهبُوا داره، ونهبوا مصرَ وأحرَقوها، وأقعدوا أخاه هارونَ بنَ خِمارَوَيه في الإمرةِ بعدَه، فكانت ولايتُه تسعةَ أشهرٍ.

العام الهجري : 288 العام الميلادي : 900
تفاصيل الحدث:

لم تنقَطِعْ حركاتُ التشَيُّع ولم تتوقَّف، فقد كانوا متعصِّبين لآرائهم، مؤمنينَ بفِكرتِهم، يزعمونَ أنَّ أحَقَّ النَّاسِ بالخلافةِ أبناءُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ مِن نسلِ السَّيِّدةِ فاطمةَ الزَّهراءِ، فإن نالَها غيرُهم فما ذاك إلَّا أمرٌ باطِلٌ يجب أن يُمحى، ونَشِطَ دُعاةُ الشيعةِ في الدعوةِ إلى مذهبهم، وبخاصةٍ في الجهاتِ البعيدةِ عن مركز الخلافةِ، مثل أطراف فارِسَ واليمَنِ وبلاد المغرب. وكان من هؤلاء الدُّعاةِ أبو عبدالله الشِّيعي وهو رجُلٌ مِن صنعاء اتَّجه إلى المغرب بعد أن رأى دويلاتِ الأغالبةِ والأدارسةِ وغَيرِهما تنشأُ وتُقام بعيدًا عن يدِ الدَّولةِ العباسيَّة وسُلطانها، وركَّزَ أبو عبد الله دعايتَه بين البربرِ، وسُرعانَ ما انضَمُّوا إليه في آلافٍ عديدة، فأرسل إلى زعيمِه الفاطميِّ عُبَيدِ الله بن محمَّد. وقال لهم إنَّ عُبَيد الله شريف علوي فاطميٌّ. ولَمَّا عَلِمَ الخليفة العباسي بالأمرِ أمر بمطاردةِ عُبيد الله، والقبضِ عليه، فاضطُرَّ حين وصل مصرَ إلى أن يتنكَّرَ في زيِّ التجَّار، ثم حاول أن يُفلِتَ مِن دويلات شمال إفريقيا، ولكنَّه سقط أخيرًا في يد أميرِ سجلماسة. فاعتَقَله، وكان معه ابنُه محمد وسجَنَهما.

العام الهجري : 361 العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كان مِن أمرِ دُخولِ الرُّومِ وبُلوغِ الخبر إلى بغداد، وتجهَّزت العامَّةُ للغَزاةِ، وقعت بينهم فتنةٌ شديدة بين الروافض وأهل السُّنة، وأحرق أهلُ السُّنَّة دُورَ الرَّوافِضِ في الكرخ، وقالوا: الشَّرُّ كُلُّه منكم، وثار العيَّارون ببغداد يأخذون أموالَ النَّاسِ، وتناقَضَ النَّقيبُ أبو أحمد الموسوي والوزيرُ أبو الفضل الشيرازي، وأرسل بختيار عزُّ الدولة بن معز الدولة إلى الخليفةِ المُطيع لله يطلُبُ منه أموالًا يستعين بها على هذه الغزوةِ، فبعث إليه الخليفةُ يقول: لو كان الخراجُ يجيء إلي لدَفَعتُ منه ما يحتاج المُسلِمونَ إليه، ولكن أنت تصرِفُ منه في وُجوهِ ليس بالمُسلمينَ إليها ضرورةٌ، وأمَّا أنا فليس عندي شيءٌ أُرسِلُه إليك, فتردَّدَت الرُّسُلُ بينهم وأغلَظَ بختيار للخليفةِ في الكلامِ وتهَدَّده، فاحتاج الخليفةُ أن يحَصِّلَ له شيئًا فباع بعضَ ثيابِ بَدَنِه وشيئًا مِن أثاث بيته، ونقضَ بعضَ سُقوفِ داره وحصَلَ له أربعمائة ألف درهم فصَرَفَها بختيار في مصالحِ نَفسِه، وأبطل تلك الغزاةَ، فنَقِمَ الناس للخليفةِ وساءهم ما فعَلَ به ابنُ بُوَيه الرافضيُّ مِن أخْذِه مالَ الخليفةِ وتَرْكِ الجِهاد.

العام الهجري : 373 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 984
تفاصيل الحدث:

هو أبو منصور بُوَيه مؤيَّدُ الدولة بنُ رُكن الدولة الحسَن بن بُوَيه بن فناخسرو الديلمي الشيعي. كان وزيرُه هو الصَّاحِبَ إسماعيلَ بنَ عَبَّاد، الذي صحبه منذ صباه حتى صار وزيرًا له، فضبَطَ مملكتَه وأحسَنَ تدبيرَها. قال الصاحِبُ بنُ عَبَّاد لمؤيَّد الدولة في مرضِه: لو عهدْتَ إلى أحدٍ؟ فقال: أنا في شُغُلٍ عن هذا، ولم يَعهَدْ بالملك إلى أحدٍ، توفِّيَ مؤيَّد الدولة بجرجان، من خوانيقَ أصابته، وله ثلاثٌ وأربعون سنة. وكانت دولتُه سبع سنين, وجلس صمصام الدولة بنُ عَضُد الدولة للعزاء ببغداد، فأتاه الطائعُ لله معزيًا، ثم تشاور أكابِرُ دولة مؤيَّد الدولة فيمن يقوم مقامَه، فأشار الصاحِبُ إسماعيل بن عباد بإعادةِ فَخرِ الدَّولة بنِ رُكنِ الدولة، وأخي مؤيَّد الدولة إلى مملكتِه؛ إذ هو كبيرُ البيتِ، ومالِكُ تلك البلادِ قبل مُؤَيَّد الدولة، فلما وصَلَت الأخبارُ إلى فخر الدولة سار إلى جرجان، فلَقِيَه العسكر بالطاعة، وجلس في دست ملكيٍّ في رمضان بغير مِنَّةٍ لأحدٍ، وسُيِّرَت الخِلَعُ من الخليفةِ إلى فَخرِ الدولة، واتفَقَ فَخرُ الدولة وابنُ عَمِّه صمصام الدولة فصارا يدًا واحدةً.