الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1928
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله، من آل سعود كان رابع أبناءِ فيصل بن تركي، حصل بينه وبين ابن رشيد قتال على الرياض وتمكَّن ابن رشيد من هزيمة رجال عبد الرحمن في (المليدة) سنة 1308هـ فرحل عبد الرحمن إلى الجنوب، ونزل في قبائل (مرة) فأقام سبعةَ أشهر، وأرسل أهلَه إلى الأحساء -وكانت لا تزال في يد الترك- وجمَعَ من توسَّم فيهم النَّجدةَ وأعاد الكَرَّةَ على الرياض، فأخرج منها رجالَ ابنِ رشيد، واستولى عليها وعلى سائر العارض. فزحف عليه ابنُ رشيد، واقتتلا في (حريملاء) وظفر ابن رشيد، فرحل عبد الرحمن إلى بادية الأحساء، وأرسل أهلَه إلى (قطر) ثم إلى (البحرين) سنة 1309ه واستقَرَّ بعد ذلك في (الكويت) إلى أن استعاد ابنه عبد العزيز الرياضَ سنة 1319هـ، وعاد إليها عبدُ الرحمن وطالت حياته إلى أن شَهِدَ مُلكَ ابنه عبد العزيز يمتدُّ إلى أطراف الجزيرة العربية. كان الملك عبد العزيز يرجِعُ إلى والده في كثيرٍ من الأمور إلى أن توفي رحمه الله. وكان عبد الرحمن فيه زهدٌ وبُعدٌ عن مظاهر التَّرَف، وفي طبعه ميلٌ إلى الهوادة، وهو على جانبٍ مِن العلم؛ فقد صنَّف مناسِكَ الحج على المذاهب الأربعة بطلب من ابنِه عبد العزيز.

العام الهجري : 1382 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1962
تفاصيل الحدث:

وجَّه الرَّئيسُ الأمريكي جون كندي رسائلَ إلى رئيس الوزراء السعودي الأمير فيصل، وملك الأردن حسين، ورئيس مصر عبد الناصر، والرئيس اليمني عبد الله السلال, ضمَّنَها تصوراتِه حول سُبُل حلِّ نزاع اليمن. وقد تجاهل الرئيسُ الأمريكي الإمامَ محمد البدر وحاشيته. واقترح كندي على مصر سَحْبَ قواتها المسلَّحة من اليمن, وفي المقابل اقترح على السعودية والأردن ومشايخ وسلاطين اتحاد جنوب الجزيرة وقْفَ المساعدات للمَلَكيِّين قواتِ الإمام البدر. وفي اليوم نفسِه أعلن الأميرُ فيصل عن رفضه اقتراحَ كندي. وفي اليوم التالي رفض الرئيس جمال عبد الناصر بدوره اقتراحَ كندي, وأعلن أنَّه لن يوافق على سحب القوَّات المصرية من أراضي اليمن إلَّا إذا زال الخطرُ الذي يهدِّد اليَمَن الجُمهوري! ولم يوافِقْ على مبادرة كندي إلا الرئيس اليمني عبد الله السلال. وفي خاتمة المطاف اعتبرت واشنطن قضيةَ الملكيين مَيؤوسًا منها. وفي 14 ديسمبر/ ديسمبر 1962 أعلنت حكومةُ الجمهورية العربية اليمنية أنَّها ستُغلِق السفاراتِ والبَعَثاتِ الدبلوماسية لجميع البلدان التي لم تعترفْ بالجمهورية اليمنية. وفي 19 ديسمبر أعلنت وزارةُ الخارجية الأمريكية رسميًّا عن اعتراف الولاياتِ المتحدة بالجُمهورية اليَمَنيَّة.

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2012
تفاصيل الحدث:

تُوفِّيَ الشيخُ الدكتور عمر بن سليمان الأشقر بالعاصمةِ الأردنِّية عَمَّانَ بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز (72) عامًا. وقد نعاهُ عددٌ كبير من المشايخِ والدُّعاة وطُلَّاب العلم. والشيخُ رحمه الله وُلد عامَ (1940م) بقرية بَرقة التَّابعة لمُحافظة نابُلُس بفِلَسطين، ثم خَرَج من فِلَسطين وهو ابنُ ستَّ عشرةَ سنةً إلى المدينة النبويَّة بالمملكة العربية السعودية، وأكمَلَ دِراستَه الثانويةَ العامَّةَ هناك، ثمَّ أكمَلَ الدراسةَ في الجامعةِ الإسلامية بالمدينة النبويَّة، وحَصَل على البكالوريوس من كليَّةِ الشريعَةِ، ومَكَث فيها فترةً من الزمن ثمَّ غادر إلى الكُويت عامَ (1966م). وحَصَل على الماجستير والدكتوراه من الأزهَرِ، وعَمِل مدرسًا في كليَّة الشَّريعة بجامِعَة الكُويت. وبَقِيَ فيها حتى عام (1990م)، ثمَّ خرج منها إلى المملكةِ الأردُنِّية فعُيِّن أستاذًا في كليَّة الشريعة بالجامعة الأردُنِّية وبعدَها عميدًا لكليَّة الشَّريعة بجامعة الزرقاء، ثم تفرَّغ للبَحثِ والكِتابةِ، وأصدر عددًا من الكُتبِ والأبحاثِ. ومن مشايِخِه: الشيخ د. محمد بن سليمان الأشقر وهو أخوه الكبيرُ وشيخُه الأولُ، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ عبد الله بن باز، والشيخُ محمد ناصر الدين الألبانيُّ، والشيخُ عبدُ الجليل القرقشاوي من مشايخِ الأزهرِ.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلد الشَّيخُ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الخالِقِ في محافظةِ المنوفيَّةِ بمصرَ بتاريخ 23 رمضان 1358هـ الموافق 5 نوفمبر 1939م.
درس الشَّيخُ المرحلةَ الجامعيَّةَ في كليَّةِ الشريعةِ بالجامعةِ الإسلاميَّةِ في المدينةِ المنوَّرةِ، وتتلمذ على يدِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ بنِ باز، والشَّيخِ محمَّد ناصر الدين الألباني والشَّيخِ عبد الرَّزَّاق عفيفي، وغيرهم من العلماء، انتقل إلى الكويت عام ١٣٨٥هـ الموافق 1965م، حيثُ عَمِلَ مُدرسًا بمدارس الكويتِ في الفترةِ ما بين ١٣٨٥هـ - 1410هـ الموافق 1965م - 1990م. وبعدها عَمِلَ في مجالِ البَحثِ العِلميِّ في جمعيَّةِ إحياءِ التراثِ الإسلاميِّ بالكويتِ.
له عددٌ من المؤلَّفاتِ؛ منها:
الشُّورى في ظِلِّ نظامِ الحُكمِ الإسلاميِّ، السَّلَفيُّون والأئمَّة الأربعة رضي الله عنهم، أضواءٌ على أوضاعِنا السياسيَّةِ، القضايا الكُلِّيَّة للاعتقاد في الكتابِ والسُّنَّة،
الأصولُ العِلميَّةُ للدَّعوةِ السَّلَفيَّة، الرَّدُّ على من أنكر توحيدَ الأسماءِ والصِّفاتِ، الطريقُ إلى ترشيدِ حركةِ البعثِ الإسلاميِّ، منهجٌ جديدٌ لدراسة التوحيد، العَقَباتُ التي تعترضُ بناءَ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فصولٌ من السِّياسةِ الشَّرعيَّةِ في الدَّعوةِ إلى اللهِ، الإلحادُ أسبابُ هذه الظاهرةِ وطرقُ علاجِها، لمحاتٌ من حياةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ.
تُوفيَ عبدُ الرَّحمنِ عبد الخالق يومَ الثلاثاءِ في مُستشفى الصباح بالكويت.

العام الهجري : 721 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1321
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني المتشيِّع، ولِدَ سنة 635 بدمشق، وطلب الحديثَ وتأدَّبَ وسَمِعَ وهو شابٌّ من إسماعيل بن العراقي والرشيد بن مسلمة، ومكي بن علان في آخرين، وتلا بالسبع، ومن مسموعاته مُسنَدُ أنس للحنيني على إسماعيل عن السلفي، ومن فوائد أبي النرسي بالسند عنه روى عنه البرزالي والذهبي وآخرون، من آخرهم أبو بكر بن المحب، وبالإجازة برهانُ الدين التنوخي. رُبِّي يتيمًا فأُقعِدَ في صناعة السكاكين عند شيخ رافضيٍّ فأفسد عقيدتَه, ثم أخذ عن جماعةٍ مِن الإمامية وله نظمٌ وفضائِلُ وردٌّ على العفيف التلمساني في الاتحاد، وأَمَّ بِقَريةِ جسرينَ مُدَّةً، وأقام بالمدينةِ النبويَّة عند أميرها منصور ابن جماز مدةً طويلةً، ولم يُحفَظْ له سبٌّ في الصحابةِ، بل له نظم في فضائِلِهم إلَّا أنه كان يناظر على القَدَرِ ويُنكِرُ الجَبْرَ وعنده تعبُّدٌ وسَعةُ عِلمٍ. قال الذهبي: "كان حلوَ المجالسة ذكيًّا عالِمًا فيه اعتزالٌ، وينطوي على دينٍ وإسلام وتعبُّدٍ، سَمِعْنا منه وكان صديقًا لأبي، وكان ينكر الجبرَ ويناظرُ على القَدَر" قال الصفدي: "وترَفَّضَ به أناسٌ من أهل القرى؛ لذا قال تقيُّ الدينِ ابنُ تيميَّة: "هو ممَّن يتسَنَّنُ به الشيعيُّ، ويتشَيَّعُ به السُّنيُّ!" وكان يجتَمِعُ به شيخُ الإسلام كثيرًا، وقيل إنَّه رجع في آخِرِ عُمُرِه ونسخ صحيحَ البخاري، وجد بعد موته بمدة في سنه 750 بخطٍّ يشبه خَطَّه كتابٌ يسمَّى الطرائف في معرفة الطوائف يتضمَّنُ الطعن على دين الإسلام وأورد فيه أحاديثَ مُشكِلة وتكلَّم على متونِها بكلامِ عارفٍ بما يقولُ إلَّا أنَّ وضعَ الكتابِ يدُلُّ على زندقةٍ فيه، وقال في آخره: وكتبه مصنِّفُه عبد الحميد بن داود المصري، وهذا الاسمُ لا وجود له، وشَهِدَ جماعة من أهل دمشق أنَّه خطُّه فأخذه تقي الدين السبكي عنده وقطَّعَه في اللَّيلِ وغَسَلَه بالماء، ونَسَب إليه عمادُ الدين ابن كثير الأبياتَ التي أوَّلُها: يا معشر الإسلام ذمي دينكم... الأبيات. مات شمس الدين في صفر في هذه السنة. وابنُه حسن نشأ في الرفضِ، فثبت عليه ذلك عند القاضي شرف الدين المالكي بدمشق وثبت عليه أنَّه يكَفِّرُ الشيخين وقَذَف ابنَتَيهما ونَسَب جبريل إلى الغلط في الرِّسالة، فحكم بزندقته وبِضَرب عُنُقِه فضُرِبَت سنة 744.

العام الهجري : 372 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ عَضُد الدولة, أبو شُجاع, فناخسرو بن السلطان رُكنِ الدولة حسن بن بويه الدَّيلمي الشيعي, صاحِبُ العراق وفارس. تملَّك فارس بعد عَمِّه عماد الدولة, ثم كثُرَت بلادُه, واتسعت ممالِكُه, ودانت له البلادُ والعباد. وهو أوَّلُ مَن خُوطِبَ بالمَلِك شاه شاه في الإسلامِ، وأوَّلُ مَن خُطِب له على المنابر ببغداد بعد أميرِ المؤمنين وكان بطلًا شُجاعًا مَهيبًا, جبَّارًا عَسوفًا, شديد الوطأةِ, وكان فاضلًا نحْويًّا أديبًا عالِمًا، له مُشاركةٌ في فنون، وله صَنَّفَ أبو علي الفارسي "الإيضاح والتكملة", وقد مدَحَه فحول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبِّي في شيراز، قبل أن يَملِكَ العراق، وامتدحه بقصائدَ مشهورة، وهو الذي أظهر قبرَ عليٍّ بالكوفةِ وادَّعى أنَّه قبرُه، وأقام البيمارستان العضديَّ ببغداد، وأنفق عليه أموالًا عظيمةً، وهو بيمارستان عظيمٌ ليس في الدنيا مثلُ تَرتيبِه, قصَدَ عَضُدُ الدَّولةِ العِراقَ، والتقى ابنَ عَمِّه عِزَّ الدولة بختيارَ بنَ مُعِزِّ الدولة وقتَلَه, وتمَلَّكَها, دخل بغداد وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادِها بانفجارِ بثُوقِها وقَطعِ المفسدينَ طرقاتها، فبعث العسكرَ إلى بني شيبان، وكانوا يقطعونَ الطَّريقَ، فأوقعوا بهم وأسَروا مِن بني شيبان ثمانمائة، وسَدَّ البثوق، وغرَسَ المزاهِرَ وعَمر الطرقَ والقناطِرَ والجسور, وكان متيقِّظًا شَهمًا، صائب الفِراسة, وله عيون كثيرةٌ تأتيه بأخبارِ البلاد القاصية، حتى صارت أخبارُ الأقاليم عنده, وكان شديدَ العناية بذلك، كثيرَ البَحثِ عن المشكلات، وافِرَ العقل. كان من أفرادِ الملوك لولا ظُلمُه، وسَفكُه للدماء، حتى إنَّ جارية شغل قلبَه بمَيلِه إليها، فأمرَ بتغريقِها، وكان يحِبُّ العلمَ والعُلَماء ويَصِلُهم. قال ابن الجوزي: "كان يرتفع له في العامِ اثنان وثلاثون ألفَ ألف دينار، وكان له كرمان، وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر، وحران، ومنبج. وكان يناقِشُ في القيراط، وأقام مكوسًا ومظالم, فنسأل اللهَ العافية ". لَمَّا اشتدت عِلَّةُ عَضُد الدولة، وهو ما كان يعتادُه مِن الصَّرَع، ضَعُفَت قُوَّتُه عن دفِعه، فخنقه فمات منه ثامن شوال ببغداد، وحُمِلَ إلى مشهد أمير المؤمنين عليٍّ، فدُفِنَ به، وقيل: إنَّه لَمَّا احتُضِرَ لم ينطلِقْ لسانُه إلا بتلاوةِ {مَا أَغْنْى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}, وكانت ولايتُه بالعراق خمس سنين ونصفًا، ولَمَّا توفي كتَمَ رفاقُه خبَرَ مَوتِه حتى جاؤوا بولَدِه صمصام الدولة فجلس ابنُه صمصام الدولة أبو كاليجار للعزاء، فأتاه الطائع لله مُعزِّيًا.

العام الهجري : 398 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1008
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ البليغُ، أبو الفَضلِ الحافِظُ أحمدُ بنُ الحُسَينِ بن يحيى الهَمَذانيُّ، الملقَّبُ ببديعِ الزَّمان، صاحِبُ الرَّسائِلِ الرَّائقة، والمقامات الفائِقة، اختَرَع نمطًا من الإنشاءِ عُرِفَ باسمِه، وعلى مِنوالِه نَسَجَ الحَريريُّ مَقاماتِه واحتَذى حَذوَه واقتفى أثَرَه، واعتَرَف في خُطبتِه بفَضلِه، وأنَّه الذي أرشَدَه إلى سُلوكِ ذلك المَنهَجِ، وهو أحَدُ الفُضَلاءِ الفُصَحاء. وُلِدَ في همذان وانتقَلَ إلى هراة سنة 380هـ فسكَنَها، سار إلى نيسابورَ وناظَرَ فيها أبا بكرٍ الخوارزميَّ فغَلَبَه بديعُ الزمانِ، فاشتَهَر بعدَها أكثَرَ، كان قويَّ الحافظةِ يحفَظُ القصائِدَ مِن أوَّلِ مَرَّة، له رسائِلُ ودِيوانُ شِعرٍ، قال عنه ابنُ خَلِّكانَ: "كان صاحِبَ عجائِبَ وبدائِعَ وغرائِبَ، فمنها: أنَّه كان يُنشَدُ القَصيدةَ لم يَسمَعْها قَطُّ وهي أكثَرُ مِن خمسينَ بيتًا فيحفَظُها كُلَّها ويؤَدِّيها مِن أوَّلِها إلى آخِرِها لا يَخرِمُ حَرفًا، وينظُرُ في الأربَعِ والخَمسِ الأوراقِ مِن كتابٍ لم يَعرِفْه ولم يَرَه مِن قَبلُ نَظرةً واحدةً خَفيفةً، ثمَّ يَهُذُّها عن ظَهرِ قَلبِه هَذًّا ويَسردُها سَردًا، وكان يُقتَرَحُ عليه عمَلُ قَصيدةٍ أو إنشاءُ رِسالةٍ في معنًى بديعٍ وبابٍ غَريبٍ، فيَفرُغُ منها في الوَقتِ والسَّاعةِ والجواب عنها فيها، وكان ربَّما يكتُبُ الكتابَ المُقتَرَح عليه فيَبتَدِئ بآخِرِ سُطورِه إلى السَّطرِ الأوَّلِ فيُخرِجُه كأحسَنِ شَيءٍ وأملَحِه، وكان مع هذا كُلِّه مَقبولَ الصُّورةِ خَفيفَ الرُّوحِ، حَسَنَ العِشرةِ، شَريفَ النَّفسِ، كريمَ العَهدِ، خالصَ الوُدِّ، حُلوَ الصَّداقةِ، مُرَّ العَداوة. كانت بينه وبينَ الخوارزميِّ مُنافرةٌ ومُناكَرةٌ ومُناظرةٌ بكَّتَه البديعُ فيها وأسكَتَه. تصَرَّفَت به أحوالٌ جميلةٌ وأسفارٌ كثيرةٌ، ولم يَبْقَ مِن بلادِ خُراسان وسجستان وغزنة بلدةُ إلَّا دخَلَها وجَنى ثَمرتَها واستفاد خَيرَها ومِيرَها، وألقى عصاه بهراة واتخَذَها دارَ قَرارِه ومَجمَعَ أسبابِه، وحين بلَغَ أشُدَّه وأربى على الأربعينَ سَنةً ناداه اللهُ فلَبَّاه وفارَقَ دنياه، فقامت عليه نوادِبُ الأدَبِ وانثَلَمَ حَدُّ القَلَم، على أنَّه ما مات مَن لم يَمُتْ ذِكْرُه، ولقد خَلَّدَ مَن بقي على الأيَّامِ نَثْرَه ونَظْمَه، ما هو غِذاءُ القَلبِ وقُوتُ النَّفسِ ومادَّة الأنس". توفِّيَ في هراة مسمومًا ولم يتجاوَز الأربعينَ مِن عُمُره، ويقالُ: إنَّه سُمَّ فأخَذَتْه سَكتةٌ، فدُفِنَ سَريعًا، ثمَّ عاش في قَبرِه، وسمعوا صُراخَه فنَبَشوا عنه فإذا هو قد مات وهو آخِذٌ على لحيتِه مِن هَولِ القَبرِ، وذلك يومَ الجُمُعةِ الحادي عشَرَ مِن جمادى الآخرة منها.

العام الهجري : 564 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1169
تفاصيل الحدث:

في أوائل ذي القعدة قُتِلَ مؤتمن الخلافة، وهو خصِيٌّ كان بقصرِ العاضد، إليه الحُكم فيه، والتقدُّم على جميع من يحويه، فاتَّفَق هو وجماعة من المصريين على مكاتبة الفرنج واستدعائهم إلى البلاد، والتقَوِّي بهم على صلاح الدين ومَن معه، وسَيَّروا الكتب مع إنسانٍ يثقون به، وأقاموا ينتَظِرون جوابه، وسار ذلك القاصدُ إلى البئر البيضاء، فلَقِيه إنسان تركماني، فرأى معه نعلين جديدين، فأخذهما منه وقال في نفسه: لو كانا مما يلبَسُه هذا الرجل لكانا خَلِقين؛ فإنه رث الهيئة، وارتاب به وبهما، فأتي بهما صلاح الدين ففتَقَهما، فرأى الكتابَ فيهما، فقرأه وسكت عليه، وكان مقصودُ مؤتمن الخلافة أن يتحَرَّك الفرنجُ إلى الديار المصرية، فإذا وصلوا إليها خرج صلاحُ الدين في العساكرِ إلى قتالهم، فيثور مؤتمنُ الخلافة بمن معه من المصريِّين على مخلفيهم فيقتلونَهم، ثم يخرجون بأجمعهم يتبعون صلاحَ الدين، فيأتونه مِن وراء ظهره، والفرنجُ من بين يديه، فلا يبقى لهم باقية. فلما قرأ الكتابَ سأل عن كاتبه، فقيل: رجل يهودي، فأُحضِرَ، فأمَرَ بضَربِه وتقريره، فابتدأ وأسلم وأخبَرَه الخبر، وأخفى صلاح الدين الحال، واستشعر مؤتمنُ الخلافة، فلازم القصر ولم يخرج منه خوفًا، وإذا خرج لم يبعد صلاح الدين لا يظهرُ له شيئًا من الطلب، لئلا ينكرَ الحال ذلك، فلما طال الأمرُ خرج من القصر إلى قرية له تعرف بالحرقانية للتنزُّه، فلما علم به صلاح الدين أرسل إليه جماعة، فأخذوه وقتلوه وأتوه برأسِه، وعزل جميعَ الخدم الذين يتولَّون أمر الخلافة، واستعمل على الجميع بهاء الدين قراقوش، وهو خَصِيٌّ أبيض، وكان لا يجري في القَصرِ صغيرٌ ولا كبير إلا بأمره وحُكمِه، فغضب السودان الذين بمصر لقَتلِ مؤتمن الخلافة حَمِيَّة، ولأنه كان يتعصَّبُ لهم، فحشدوا وأجمعوا، فزادت عدتُهم على خمسين ألفًا، وقصدوا حرب الأجناد الصلاحيَّة، فاجتمع العسكرُ أيضًا وقاتلوهم بين القصرين، وكثر القتلُ في الفريقين، فأرسل صلاح الدين إلى محلَّتِهم المعروفة بالمنصورة، فأحرقها على أموالهم وأولادِهم وحرَمِهم، فلما أتاهم الخبَرُ بذلك ولَّوا منهزمين، فركبهم السَّيفُ، وأُخِذَت عليهم أفواه السكك، فطلبوا الأمان بعد أن كثُرَ فيهم القتل، فأجيبوا إلى ذلك، فأُخرجوا من مصر إلى الجيزة، فعبر إليهم وزيرُ الدولة توارن شاه أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر، فأبادهم بالسَّيفِ، ولم يبقَ منهم إلا القليلُ الشريد، وكفى الله تعالى شَرَّهم.

العام الهجري : 13 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن تَوَلَّى المُثَنَّى بن حارِثةَ قِيادةَ المسلمين وكان عُمَر رضِي الله عنه يُمِدُّهُ بالمُقاتلين، الْتَقَى المُثَنَّى مع الفُرْسِ في البُوَيْب قُرْب الكوفةِ، وطلَبَت الفُرْسُ أن يَعبُرَ المسلمون إليهم، أو أن يَعبُروا هُم إليهم، فاختار المُثَنَّى  أن يَعبُر الفُرْسُ فعَبَروا, وجرَت مَعركةٌ عَنيفةٌ هُزِم فيها الفُرْسُ هزيمةً مُنكَرةً، وقُتِلَ منهم الكثيرُ قتلًا أو غَرَقًا في النَّهرِ، وقُتِلَ فيها قائدُ الفُرْسِ مِهرانُ.

العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة ثارَ بعضُ اليَمانِيَّة على مَرْوان بن محمَّد في حِمص وتَدمُر وكذلك في فِلَسطين، فقام بإرسالِ مَن يَقمَعُهم مُستَعينًا بالقَيْسِيَّة، كما خَرَج في الكوفَة عبدُ الله بن مُعاوِيَة الطَّالِبي على بَنِي أُميَّة وبايَعَه بعضُ أَصحابِه ثمَّ هَرَب معهم إلى حلوان وغَلَب على الرَّيِّ وأَصبَهان وهَمدان، وفي الأندَلُس ثارَ بعضُ القَيْسِيَّة بقِيادَة ثَوابَة بن سَلامَة الذي تَولَّى بعدُ إِمارةَ الأندَلُس.

العام الهجري : 647 العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

طغى الماء ببغداد حتى أتلف شيئًا كثيرًا من المحالِّ والدُّور الشهيرة، وتعَذَّرت الجُمَعُ في أكثر الجوامع بسبب ذلك سوى ثلاثِة جوامِعَ، ونُقِلَت توابيت جماعة من الخلفاء إلى الترب من الرصافة خوفًا عليهم من أن تغرق محالُّهم، منهم المقتصد بن الأمير أبي أحمد المتوكل، وذلك بعد دفنه بأكثَرَ من 350 سنة، وكذا نُقِلَ ولَدُه المكتفي وكذا المقتفي بن المقتدر بالله.

العام الهجري : 792 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1390
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ البريدُ بنُزولِ عِدَّةِ مراكب للإفرنج على طرابلس، فعندما أشرفوا على الميناءِ بَعَث الله عليهم ريحًا أغرَقَت مركبًا، وفَرَّقَت البقية، وكانت نحو السبعين، فرُدُّوا خائبين، قَدِم الخبَرُ من الإسكندرية بأنَّ الفرنج الذين مَزَّقَت الريحُ مراكِبَهم على طرابلس ساروا إلى إفريقيَّة وحاصروا المهدية، وبها وَلَدُ أبي العباس صاحِبُ تونس، فكانت حروبًا شديدةً، انتصر فيها المسلمونَ على الفرنج، وقَتَلوا كثيرًا منهم.

العام الهجري : 858 العام الميلادي : 1454
تفاصيل الحدث:

قام المستعين بالله سعد بن علي بن يوسف الثاني بخلع الأحنف محمد العاشر بن عثمان ملك بني نصر وتولي بدلًا عنه حُكمَ غرناطة، وقد تكرر الخلعُ بينهما أكثَرَ من مرة؛ فقد ثار الأمير سعد على الأحنف سنة 850 فخلعه، ثم لم يلبَث الأحنفُ أن عاد للحُكم وخلَعَ الأمير سعد بن علي بدعم من ملك قشتالة.

العام الهجري : 1066 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1656
تفاصيل الحدث:

تولى كوبريلي محمد باشا رئاسة الوزراء في الدولة العثمانية، الذي حاول انتشال الدولة من حالة التدهور، فتسلم مقاليد أمور الدولة من نائبة السلطنة خديجة تارخان، واستمر دور عائلة "كوبريلي" في الدولة مدة 27 عامًا حتى عام 1683م. واستطاعت هذه الأسرة أن تُنقذ الدولة العثمانية بفضل الله تعالى من أزمات كبيرة كادت تعصف بها. واستمرت رئاسة "كوبريلي" للوزراء حتى أكتوبر 1661م.

العام الهجري : 1201 العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

سار ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق من نجدٍ إلى البصرة فدخَلَها وحبس متسَلِّمَها من قِبَل الدولة العثمانية, فلما استقَرَّ فيها طلب من رؤساء البصرة وأعيانِهم أن يكتبوا للسلطان العثماني أن يجعَلَه أميرًا عليهم ويرسلوا كتابًا بطلبهم مع مفتي البصرة، فلما عرض المفتي على السلطانِ ما جاء به أطلع السلطانُ وزراءَه على الطلب فقالوا له: هذا أعرابيٌّ متغَلِّبٌ، فغَضِبَ السلطانُ وكاد يفتِكُ بالمفتي.