الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

الشَّيخُ المقرِئُ أبو هشام محمد بن طه سكر الدِّمَشقي، من كبارِ علماءِ القراءاتِ ومَشايِخ القُرَّاء بدِمَشق. وُلد الشيخُ في دمشق في حيِّ العفيف، بمِنطَقَة الصَّالِحِيَّة سنةَ (1340هـ-1922م) ونشأ يتيمًا في حِضن والِدَتِه الكريمةِ؛ فعَكَف الشيخُ رحمه الله منذ صِغَرِه على حَلَقات العلمِ؛ فقرأ على الشَّيخِ محمود فايز الدير عطاني (ت: 1385) ختمةً كاملةً برِواية حفصٍ عن عاصمٍ، وكان خِلالَ هذه الختمةِ يحفَظُ مُتونَ القِراءاتِ؛ فما أنْ خَتَم تلك الرِّوايةَ حتى أسمَعَه الشاطبيةَ والدُّرَّةَ كامِلَتَين، وشَرَع في الإفرادِ لكلِّ راوٍ ختمةً كاملةً؛ فقرأ نحوَ عشرينَ ختمةً متنوِّعةَ الرِّواياتِ، ثم شَرَع بالجَمعِ الكَبيرِ، الذي انتَهَى منه في سنِّ الخامِسَةَ عَشرَةَ. حَضَر دُروسَ العلامةِ الشَّيخِ عليٍّ التِّكريتيِّ (ت:1361)، وقرأ عليه بعضَ العلوم، ومنها كتاب (مِشكاة المصابيح) للتِّبريزيِّ. وقد كانت حياةُ الشيخِ حافلةً قضاها في التعلُّم والتعليم والقراءة والإقراء؛ فرَحِمَه الله رحمةً واسعةً.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

وقَّعَت حركتا فتح وحماس اتفاقَ مُصالحةٍ برعاية يمنيَّةٍ، وتعهَّدَتا بإحياء المحادثاتِ المباشِرةِ بعد شهور من الأعمالِ العدائية، ووقَّع كلٌّ من عزَّام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفِلَسْطيني، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق الاتفاقَ الذي أُطلق عليه اسمُ "إعلان صنعاء"، بحضور الرئيس اليَمَني علي عبد الله صالح، والتوقيع شكَّلَ إطارًا لاستئناف الحوار من أجْل العودة بالأوضاع في الأراضي الفِلَسْطينية إلى ما قبلَ أحداث غزَّةَ.

العام الهجري : 838 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1434
تفاصيل الحدث:

قَوِيَ عرب إفريقية وحصروا مدينة تونس؛ وذلك أن المنتصر أبا عبد الله محمد بن الأمير أبي عبد الله محمد بن السلطان أبي فارس عبد العزيز، لما قام في سلطنة أفريقية بعد موت جده أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد، عندما كان المنتصر في سفره بنواحي تلمسان، قدم إلى مدينة تونس دار ملكه في يوم عاشوراء، وأقام بها أيامًا، ثم خرج إلى عمرة، ونزل بالدار التي بناها جده أبو فارس، وضيق على العرب ومنعهم من الدخول إلى بلاد إفريقية، وكان مريضًا، فاشتد به المرض، وفرَّ من عنده الأمير زكريا بن محمد بن السلطان أبي العباس، وأمه ابنة السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس، ونزل عند العرب المخالفين على المنتصر، فسار عند ذلك المنتصر من عمرة عائدًا إلى تونس، وقد تزايد مرضه، فتبعه زكريا ومعه العرب حتى نزلوا على مدينة تونس، وحصروها عدة أيام، فخرج عثمان أخو المنتصر من قسنطينة، وقدم تونس فسُرَّ به المنتصر، والفقيه أبو القاسم البرزلي مفتي البلد وخطيبها يجول في الناس بالمدينة، ويحرِّضُهم على قتال العرب، ويخرجهم فيقاتلون العرب، ويرجعون مدة أيام، إلى أن حمل العرب عليهم حملة منكرة، هزموهم، وقُتِل من الفريقين عدد كبير، كلُّ ذلك والمنتصر مُلقًى على فراشه لا يقدر أن ينهض للحرب؛ مِن شدةِ المرضِ.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2018
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الأميرُ طلالُ بنُ عبدِ العزيزِ آلُ سعودٍ عامَ 1350هـ /1931م وهو الابنُ الثامنُ من أبناءِ الملكِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرحمنِ آلِ سعودٍ. عُيِّن وزيرًا للمواصلاتِ من 1372 هـ - 1374 هـ ثم وزيرًا للماليَّةِ من 1380هـ - 1381هـ ثم سفيرًا في فرنسا.
وهو والدُ رجلِ الأعمالِ الشَّهيرِ المليارديرِ الوليدِ بنِ طلالٍ، وكان للأميرِ طلالٍ مواقفُ وآراءٌ جريئةٌ تسبَّبت في تركِه للْحياةِ السياسيَّةِ وانتقالِه إلى مِصرَ مدَّةً طويلةً ثم عاد إلى السُّعوديَّةِ حتى وافتْه المنيَّةُ في الرياضِ يومَ السبتِ في السادسَ عشرَ من ربيعٍ الآخِرِ، وقد صُلِّي عليهِ رحمهُ اللهُ عقِبَ صلاةِ العصرِ يومَ الأحدِ 16 من ربيعٍ الآخِرِ / 23 من ديسمبرَ في مدينةِ الرياضِ، وتقدَّم المصلِّين عليهِ الملكُ سلْمانُ بنُ عبدِ العزيزِ آلُ سعودٍ.

العام الهجري : 450 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1058
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العَلَّامةُ، أَقضى القُضاةِ، أبو الحسنِ عَلِيُّ بن محمدِ بن حَبيبٍ، المَاوَردِي البَصري، شَيخُ الشَّافعيَّة، كان من وُجوهِ الفُقهاءِ الشَّافعيَّة ومن كِبارِهم، أَخذَ الفِقهَ عن أبي القاسم الصيمري بالبَصرةِ، ثم عن الشيخ أبي حامِد الإسفرايني ببغداد، صاحبِ التَّصانيفِ الكَثيرةِ في الأُصولِ والفُروعِ والتَّفسيرِ والأَحكامِ السُّلطانيَّة، وأَدَبِ الدُّنيا والدِّين، قال الماوردي: "بَسَطتُ الفِقهَ في أَربعةِ آلافِ وَرقةٍ وقد اختَصرتُه في أَربعينَ" قال ابنُ الجوزي: "يُريدُ بالمَبسوطِ الحاويَ، وبالمُختَصَرِ الإقناعَ" كان أَديبًا حَليمًا وَقورًا، مُتَأَدِّبًا لم يَرَ أَصحابُه ذِراعَه يومًا من الدَّهرِ مِن شِدَّةِ تَحَرُّزِهِ وأَدبِه، وكان ثِقةً صالحًا، حافظًا للمَذهَبِ وله فيه كتاب "الحاوي الكبير" الذي لم يُطالِعهُ أَحدٌ إلا وشَهِدَ له بالتَّبَحُّرِ والمَعرفةِ التَّامَّةِ بالمَذهبِ. وفُوِّضَ إليه القَضاءُ بِبُلدانٍ كَثيرةٍ، واستَوطَن بغداد في دَربِ الزَّعفراني، ورَوى عنه الخَطيبُ أبو بكرٍ صاحبُ "تاريخ بغداد" وقال: كان ثِقةً. وله من التَّصانيف غير "الحاوي" "تفسير القرآن الكريم"  و"النُّكَت والعُيون" و"أدب الدِّين والدنيا" و"الأحكام السلطانية" و"قانون الوزارة" و"سياسة المُلْكِ" و"الإقناع" في المَذهَب، وهو مُختصَر، وغير ذلك، وصَنَّفَ في أُصولِ الفِقهِ والأَدبِ وانتفع النَّاسُ به. وقد وَلِيَ الحُكمَ في بلادٍ كَثيرةٍ، وكان ذا حَظوَةٍ عند الخَليفةِ وعند بني بُويه، توفِّي عن سِتٍّ وثمانين سَنةٍ، ودُفِنَ ببابِ حَربٍ.

العام الهجري : 592 العام الميلادي : 1195
تفاصيل الحدث:

لَمَّا انتصر أبو يوسفَ يعقوب الموحِّدي على نصارى الأسبان السَّنةَ الماضية, حَلَقَ ألفونسو رأسه، ونكَّس صليبه، وركب حمارًا، وأقسم أنْ لا يركب فرسًا ولا بغلًا حتى تُنصر النصرانيَّة, فجمع جموعًا عظيمة، وبلغ الخبَرُ بذلك إلى يعقوب، فأرسل إلى بلاد المغربِ مراكش وغيرها يستنفِرُ النَّاسَ مِن غير إكراه، فأتاه من المتطوِّعة والمرتزقين جمعٌ عظيم، فالتَقَوا في ربيع الأول من هذه السنة، فانهزم الفرنجُ هزيمة قبيحة، وغَنِمَ المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والدواب وغيرها، وتوجَّه إلى مدينة طليطلة فحصرها، وقاتلها قتالًا شديدًا، وقطَعَ أشجارها، وشنَّ الغارةَ على ما حولها من البلاد، وفتَحَ فيها عِدَّةَ حصون، فقتل رجالَها، وسبى حريمَها، وخَرَّب دُورَها، وهَدَم أسوارها، فضَعُفَت النصرانية حينئذٍ، وعَظُمَ أمر الإسلام بالأندلس، وعاد يعقوبُ إلى إشبيلية فأقام بها، فلمَّا دخَلَت سنة ثلاث وتسعين سار عنها إلى بلاد الفرنج، وذلوا واجتمَعَ ملوكها، وأرسلوا يطلُبونَ الصُّلحَ، فأجابهم إليه بعد أن كان عازمًا على الامتناعِ مريدًا لملازمة الجهادِ إلى أن يفرغَ منهم، فأتاه خبَرُ علي بن إسحق الملثم الميورقي أنَّه فعل بإفريقيَّة من الأفاعيل الشنيعة، فتَرَك عزمه، وصالَحَهم مدة خمس سنين، وعاد إلى مراكش آخِرَ سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

العام الهجري : 1225 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1810
تفاصيل الحدث:

سار الإمامُ سعود بجيوشِه التي استنفرها من جميعِ النواحي الحاضر والبادي من وادي الدواسر إلى مكة والمدينة، إلى جبلِ طيٍّ والجوف وما بين ذلك الدرعية، وقصد نقرة الشام المعروفة؛ لأنه بلغه الخبَرُ أنَّ بوادي الشام وعربانه من عنزة وبني صخر وغيرهم فيها, فلما وصل تلك الناحية لم يجِدْ فيها أحدًا منهم؛ إذ سبقه النذيرُ إليهم فاجتمعوا على دوخي بن سمير رئيس ولد علي من عنزة، وهو من وراء الجبَلِ المعروف بطويل الثلج قربَ نابلس نازلين عين القهوة من جبل حوران, ولما بلغ ابن سمير ومن معه إقبالُ سعود إليهم انهزم بمن معه من البوادي ونزلوا الغور من حوران, فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وأدبر واجتاز بالقرى التي حول المزيريب وبصرى، وكان أهلها قد هربوا عنها لَمَّا سمعوا بمسيره, ثم نزل عين البجَّة وروى منها المسلمون وشربت خيلهم وجيوشهم، ثم أقبل على قصر المزيريب، فظهر عليهم منهم خيلٌ، فحصل طرادٌ فانهزمت الخيل إلى القصر واحتصروا فيه, ثم ارتحل سعودٌ لأجل حصانته ونزل بصرى, وبات فيها ثم رجع قافلًا إلى وطنِه ومعه غنائمُ كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام، وقُتِل من أهل الشام عِدَّةُ قتلى، وحصل في الشام رجفةٌ ورهبة عظيمة بهذه الغزوة في دمشقَ وغيرها من بلدانه وبواديه.

العام الهجري : 1325 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:

ساءت أحوالُ المحاكم الشرعيةِ في مصر، بعد أن بدأ محمد علي باشا وخلفاؤه في تغييرِ الوضع القضائي المستقِرِّ في البلاد منذ مئات السنين، بإيجاد كيانٍ جديدٍ لا يعتَمِدُ على القضاء الشرعيِّ، بل يتَّجِهُ إلى التَّقنين الأوربيِّ الحديث، وانحصر دورُ المحاكم الشرعية في نظَرِ قضايا الأحوال الشخصيَّة والمواريث والوقفِ، وتسلَّل إليها الفسادُ بعد أن أدارت لها الدولةُ ظَهرَها ولم تقَدِّمْ إليها يدَ العون. وظل الأمرُ على هذا النحو من الإهمال إلى أن قامت نظارةُ الحقانية (العدل) بانتدابِ محمد عبده لتفَقُّد أحوال المحاكِمِ الشرعية، ومعرفة أدوائها، ووضْعِ أفضلَ السبل لعلاجِها. فقدَّم تقريرًا لِما وصلت إليه أحوالُ تلك المحاكِمِ من سوء الحال في الأماكِنِ والمباني والأثاث، وضَعْف في مستوى القُضاة والكَتَبة، وقصورِ المرافعاتِ فيها. وفي الوقتِ نفسِه كشَفَ التقريرُ عن تقصير الحكومةِ تجاه هذه المحاكِمِ، وإهمالها لشأنها حتى وصلت إلى ما هي عليه من ضَعفٍ وفسادٍ. وتضَمَّن التقريرُ وسائل النهوض بتلك المحاكِمِ مِن توسيع اختصاصاتِها، وعدمِ تقييدها في إصدارِ الأحكامِ بالمذهبِ الحنفيِّ، والنهوض بمستوى القُضاة وتحسين مرتَّباتهم، وانتقاء العناصِرِ الجيدة للعمل في هذا الميدان، وتسهيلِ إجراءات التقاضي، وخُتِمَ التقريرُ بطلب إنشاء معهدٍ خاص يُختارُ طَلَبتُه ممن يدرسونَ في الأزهر، ويُعَدَّوُن إعدادا خاصا لتولي منصب القضاء. ثمَّ تشكَّلت لجنةٌ برئاسة ناظر الحقانية (وزير العدل) وعضوية قاضي البلاد، وشيخ الجامع الأزهر، والمفتي، وأحد أعضاء محكمة مصر العليا؛ للنظر في التقرير, فصدر منشورٌ في 16 صفر بإنشاء مدرسةِ القضاء الشرعي، وانقسمت المدرسةُ إلى قسمين: الأول: لتخريج الكَتَبة، والثاني: لتخريجِ القُضاة والمحامين. وظلت المدرسةُ قائِمةً حتى ألغيت في سنة (1347هـ / 1928م) وأُلحِقَت بالجامعة الأزهرية الناشئة.

العام الهجري : 344 العام الميلادي : 955
تفاصيل الحدث:

خرج بأذربيجان رجلٌ ادَّعى حُرمةَ اللُّحومِ وما يخرُجُ مِن الحيوان، وأنَّه يعلَمُ الغَيبَ، فأضافه رجلٌ وأطعَمَه كشكيَّةً بشَحمٍ، فلمَّا أكَلَها قال له: ألستَ تُحَرِّمُ اللحم، وما يخرجُ مِن الحيوان، وأنَّك تعلمُ الغيبَ؟ قال: بلى! قال: فهذه الكشكيَّة بشَحمٍ، ولو عِلمْتَ الغيبَ لَمَا خَفِيَ عليك ذلك، فأعرض النَّاسُ عنه.

العام الهجري : 563 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1168
تفاصيل الحدث:

بعث شاور إلى نور الدين محمود رسالةً مع شهاب الدين محمود، خال صلاح الدين الأيوبي، تتضمن أنه يحمل إليه مالًا في كل سنة من مصر مصانعةً؛ ليصرف عنه أسد الدين شيركوه، فأجاب نور الدين إلى ذلك، وأعطى شيركوه مدينة حمص وأعمالها زيادةً على ما كان بيده، وأمره بترك ذكر مصر، فأرسل شاور إليه كتابًا يشكر صنيعَه.

العام الهجري : 1436 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2015
تفاصيل الحدث:

سقَطتْ آلةٌ رافعةٌ في الحَرَمِ المكِّيِّ تَابِعةٌ لمشروعِ تَوسِعة المسجِدِ الحرام في مكَّة المكرمة. وقد خلَّفْت هذه الحادثةُ أكثرَ من 108 قتلى، وحوالي 238 جريحًا، حسَبَ ما أَعلَن عنه الدِّفاعُ المدنيُّ السعوديُّ. وكان سببُها تَعرُّضَ مكة المكرمة لعواصفَ رمليَّةٍ ورياحٍ عاتية وأمطارٍ شديدةٍ. تَزامنتْ هذه الحادثةُ مع بداية موسِمِ الحجِّ في مكَّةَ المكرَّمةِ.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

أَمَر قُتيبَة بن مُسلِم أخاه عبدَ الرحمن بالسَّيْرِ إلى الصُّغْد (سَمَرْقَنْد) وكانوا قد نَكَثوا العَهْد, ثمَّ لَحِقَ قُتيبةُ بِأَخيهِ فبَلَغَها بعدَه بثلاثٍ أو أَربَع، وقَدِمَ معه أَهلُ خَوارِزْم وبُخارَى فقاتَلَه أَهلُ الصُّغْد شَهْرًا مِن وَجْهٍ واحِد وهُم مَحْصورون، وخاف أَهلُ الصُّغْد طُولَ الحِصار فكَتَبوا إلى مَلِك الشَّاش وخاقان وأَخْشاد فَرْغانَة لِيُعينوهم، فلمَّا عَلِمَ بذلك قُتيبةُ أَرسَل إليهم سِتِّمائة يُوافونَهُم في الطَّريق فقَتَلوهُم ومَنعوهُم مِن نُصْرَتِهم ولمَّا رَأَى الصُّغْد ذلك انْكَسَروا، ونَصَبَ قُتيبةُ عليهم المَجانِيقَ فَرَماهُم وثَلِمَ ثُلْمَةً، فلمَّا أَصبَح قُتيبةُ أَمَر النَّاسَ بالجِدِّ في القِتالِ، فقاتَلوهُم واشْتَدَّ القِتالُ، وأَمَرهُم قُتيبةُ أن يَبْلُغوا ثُلْمَةَ المَدينَة، فجَعَلوا التِّرَسَةَ على وُجوهِهم وحَمَلوا فبَلَغوها ووَقَفوا عليها، ورَماهُم الصُّغْد بالنِّشابِ فلم يَبْرَحوا، فأَرسَل الصُّغْد إلى قُتيبةَ فقالوا له: انْصَرِف عَنَّا اليومَ حتَّى نُصالِحَك غَدًا. فقال قُتيبةُ: لا نُصالِحُهم إلَّا ورِجالُنا على الثُّلْمَة. وقِيلَ: بل قال قُتيبةُ: جَزَعَ العَبيدُ، انْصَرِفوا على ظَفَرِكُم. فانْصَرَفوا فصالَحَهم مِن الغَدِ على ألفي ألف ومائتي ألف مِثْقال في كُلِّ عامٍ، وأن يُعْطوه تلك السَّنَة ثلاثينَ ألف فارِس، وأن يُخْلُوا المَدينَة لِقُتيبةَ فلا يكون لهم فيها مُقاتِل، فيَبْنِي فيها مَسجِدًا ويَدخُل ويُصَلِّي ويَخْطُب ويَتَغَدَّى ويَخْرُج، فلمَّا تَمَّ الصُّلْحُ وأَخْلوا المَدينةَ وبَنوا المَسجِدَ دَخَلَها قُتيبةُ في أَربعَة آلاف انْتَخَبَهم، فدَخَل المَسجِد فصَلَّى فيه وخَطَب وأَكَل طَعامًا، ثمَّ أَرسَل إلى الصُّغْد: مَن أَراد مِنكم أن يَأخُذ مَتاعَه فَلْيَأْخُذ فإنِّي لَسْتُ خارِجًا منها، ولَستُ آخُذ منكم إلَّا ما صالَحْتُكم عليه، غيرَ أنَّ الجُنْدَ يُقيمون فيها. وقِيلَ: إنَّه شَرَطَ عليهم في الصُّلْحِ مائة ألف فارِس، وبُيوت النِّيران، وحِلْيَة الأَصْنام، فقَبَضَ ذلك، وأُتِيَ بالأصنامِ فكانت كالقَصْرِ العَظيمِ وأَخَذَ ما عليها وأَمَر بها فأُحْرِقَت. فجاءه غَوْزَك فقال: إنَّ شُكْرَكَ عَلَيَّ واجِبٌ، لا تَتَعَرَّض لهذه الأَصنامِ فإنَّ منها أَصنامًا مَن أَحْرَقَها هَلَكَ. فقال قُتيبةُ: أنا أَحْرِقُها بِيَدِي، فدَعَا بالنَّارِ فكَبَّر ثمَّ أَشْعَلَها فاحْتَرَقَت، فوجدوا مِن بَقايا مَسامِير الذَّهَب خَمسين ألف مِثْقال.

العام الهجري : 531 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1137
تفاصيل الحدث:

هرب تاجُ الدَّولةِ بهرام وزيرُ الحافظ لدينِ الله الفاطمي صاحِبِ مِصرَ، وكان قد استوزَرَه بعد قَتلِ ابنِه حَسَن، وكان نصرانيًّا أرمنيًّا، فتمَكَّنَ في البلاد واستعمَلَ الأرمن وعزل المُسلِمين، وأساء السيرةَ فيهم وأهانَهم هو والأرمنُ الذين ولَّاهم وطَمِعوا فيهم، فلم يكُنْ في أهلِ مِصرَ مَن أنِفَ ذلك إلَّا رضوان بنُ الريحيني؛ فإنَّه لَمَّا ساءه ذلك وأقلَقَه جَمَعَ جَمعًا كثيرًا وقَصَد القاهرة، فسمِعَ به بهرام، فهَرَب إلى الصعيد مِن غيرِ حَربٍ ولا قتال، وقصَدَ مدينةَ أُسوانَ فمَنَعَه واليها من الدُّخولِ إليها وقاتَلَه، فقَتَل السودانُ مِن الأرمنِ كثيرًا، فلمَّا لم يَقدِرْ على الدخولِ إلى أسوان أرسل إلى الحافِظِ يَطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، فعاد إلى القاهرةِ، فسُجِنَ بالقَصرِ، فبَقِيَ مُدَّةً، ثمَّ ترَهَّبَ وخرج من الحَبسِ. وأمَّا رضوانُ فإنَّه وزر للحافِظِ ولُقِّبَ بالمَلِك الأفضَلِ، وهو أوَّلُ وزيرٍ للمِصريِّينَ لُقِّبَ بالمَلِك.

العام الهجري : 250 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 864
تفاصيل الحدث:

خرج الحسَنُ بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسَن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بناحية طبرستان، وكان سبب خُروجِه أنَّه لَمَّا قُتِلَ يحيى بن عمر أقطع المستعينُ لمحمد بن عبد الله بن طاهر طائفةً مِن أرض تلك الناحية، فبعث كاتبًا له يقال له جابر بن هارون، وكان نصرانيًّا، ليتسَلَّم تلك الأراضي، فلما انتهى إليهم كرهوا ذلك جدًّا، وأرسلوا إلى الحسن بن زيد هذا، فجاء إليهم فبايعوه والتَفَّ عليه جملةُ الديلم وجماعةٌ من الأمراء في تلك النواحي فركِبَ فيهم ودخل آمل بطبرستان وأخذها قهرًا، وجبى خراجَها، واستفحل أمرُه جِدًّا، ثم خرج منها طالبًا لقتال سليمان بن عبد الله أمير تلك الناحية، فالتقيا هنالك فكانت بينهما حروبٌ، ثم انهزم سليمان هزيمةً مُنكرة، وترك أهلَه وماله ولم يرجِعْ دون جرجان فدخل الحسنُ بن زيد سارية إحدى مدن طبرستان، فأخذ ما فيها من الأموالِ والحواصل، ثم سيَّرَ أهل سليمان إليه مكَرَّمين على مراكب، واجتمع للحسن بن زيدٍ إمرة طبرستان بكمالِها، ثم بعَثَ إلى الري فأخذها وأخرجَ منها الطاهرية، وصار إلى جند همذان، ولَمَّا بلغ خبَرُه المستعينَ بالله، اغتمَّ لذلك جدًّا، واجتهد في بعض الجيوش والأمداد لقتالِ الحسن بن زيد.

العام الهجري : 907 العام الميلادي : 1501
تفاصيل الحدث:

بعد أن أعلن إسماعيل الصفوي قيامَ الدولة الصفويَّة وعاصمتها تبريز، كان أول عملٍ قام به هو إعلانَ أنَّ مذهبَ دولته هو مذهب الإماميَّة الاثني عشرية، وأنه سيعمِّمُه في جميع بلاد إيران، وعندما نُصِحَ أنَّ مذهب أهل إيران هو مذهب الشافعي لم يستجبْ لنصحِهم وهدَّد من لم يستجب لأمره بالتشيعِ، فإنَّ مصيره القتل, فأمر الخطباء في المساجد بسبِّ الخلفاء الراشدين الثلاثة، مع المبالغةِ في تقديسِ الأئمة الاثني عشر, ثم صَكَّ عملة للبلاد كتب عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله"، ثم كتب اسمه, وقد عانى أهلُ السنة في إيران معاناةً هائلة وأُجبروا على اعتناق المذهب الإمامي بعد أن قتَلَ الشاه إسماعيل في بضع سنين زيادةً على ألف ألف نفسٍ بحيث لا يُعهَد في الجاهلية ولا في الإسلام ولا في الأُمم السابقة من قَبلُ في قتل النفوسِ ما قتله شاه إسماعيل! وقتل عِدَّةً من أعاظم العلماء بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحدٌ في بلاد العجم، وأحرق جميعَ كتبهم ومصاحفهم، وكان شديد الرفض بخلاف آبائه، ولم يكتفِ الشاه إسماعيل بنشر المذهب الشيعي في إيران، بل حرص على نشره خارج إيران، فوصلت دعوته للتشيع إلى الأقاليم التابعة للدولة العثمانية، فكان من الطبيعي أن يتصدى لتلك الدعوة السلطانُ سليم الأول سلطان الدولة العثمانية السُّنِّية.