الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1003 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 1369 العام الميلادي : 1949
تفاصيل الحدث:

كانت أندونيسيا اتحادية من الدويلات التي صنعَتْها هولندا، فكادت الحربُ أن تقومَ بينها فتقَدَّم محمد ناصر أحدُ زعماء حزب ماشومي في المجلس النيابي باقتراحٍ عُرِفَ باقتراح محمد ناصر الوحدوي، ويقضي بأن تقومَ كُلُّ دولة من دول الاتحاد بما في ذلك جمهورية أندونيسيا (جمهورية جوكاجكرتا) بحلِّ نفسِها، ثم تقومُ على أنقاض الجميعِ دولة جمهورية أندونيسيا، وقد حصلت الموافقةُ على هذا الاقتراح بالإجماعِ، وتم ذلك وابتعد شبحُ الحرب الأهلية.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

تم تعيينُ عبدِ الفتاح سعيد حُسين خليل السيسي رئيسًا لمصر، بعد الإطاحَةِ بالرَّئيس محمد مرسي. والسِّيسي هو الرَّئيسُ السَّادسُ لجمهورية مصر العربية، شغَل سابقًا منصِبَ القائِدِ العامِّ للقُوَّات المسلحة المصريَّةِ، ووزيرَ الدِّفاع الرابعِ والأربعين. وكان تخرَّج من الكُلِّية الحربية عامَ (1977م)، وعَمِل في سلاح المُشاةِ، وعُيِّن قائدًا للمِنطَقة الشماليَّة العسكرية، وتولَّى منصبَ مديرِ إدارةِ المخابرات الحربيَّة والاستِطلاعِ.

العام الهجري : 1236 العام الميلادي : 1820
تفاصيل الحدث:

لما جاء الكولونيل سيف -سليمان الفرنساوي- إلى مصرَ، كضابط مع الحملة الفرنسيةِ ولَمَّا آنس منه محمد علي باشا الكفاءةَ لتحقيق مشروعه؛ أنفذه إلى أسوان ليؤسِّسَ مدرسة حربية تخرِّجُ ضباطًا على النمط الأوربي؛ ليكونوا النواةَ الأولى من جيشِ مِصرَ الحديث، وبدأ العمَلَ في هذه المدرسة بأن قَدَّم إليه خمسمائة من خاصَّةِ مماليكه ليدَرِّبَهم على أن يكونوا ضبَّاطًا في النظامِ الحديث، وطلب إلى بعضِ رجاله أن يحذُوا حَذْوَه ويُقدِّموا مَن عندهم من المماليك، فاجتمع لدى الكولونيل سيف ألفٌ من هؤلاء وأولئك، أخذ يدرِّبُهم مدةَ ثلاث سنوات على فنونِ الحرب وأساليبها الحديثة، فصاروا نواةَ الجيش النظامي؛ إذ تكوَّنت منهم الطائفةُ الأولى من الضباط، وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعِبَ جَمَّة خلال تدريب طلاب هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادُوا الطاعة المُطلَقة لرؤسائِهم, كما لم يتعوَّدوا أن يتعلموا فنونَ الحرب الحديثة، ولم يألَفوا من الحركاتِ العسكرية سوى الكَرِّ والفَرِّ، هذا بالإضافة إلى أن الكولونيل سيفًا ضابِطٌ أوروبي نصراني، ومن هنا جاشت في نفوسِهم فكرةُ العصيان والتمَرُّد، فحاول أحدُهم تدبير مؤامرة لاغتياله أثناء التدريبِ على ضربِ النَّارِ، فأطلق أحدُهم عليه رصاصةً أطاحت بقبَّعتِه ولمست أذنَه، وبدلًا من أن ينتَقِمَ الكولونيل من الطالبِ أمسك البندقية واتَّخَذ مكانَه في الصَّفِّ ليعَلِّمَه كيف يكون التصويبُ نحو الهدف، ولكي يُزيلَ الحاجِزَ النفسي بينه وبين طلابه اعتنقَ "الكولونيل سيف"  الإسلامَ، وأصبح اسمه  "سليمان " وبعد ثلاث سنوات من التدريب الشاقِّ، تمَّ تخريجُ مجموعة من الضباط وصل عددُهم إلى حوالي ستة آلاف ضابط. ومضى مشروعُ محمد علي في بناء جيش مصر الحديث، وظلَّ "سليمان باشا الفرنساوي " على رأسِ هذا الجيش يعَلِّمُ ويدرِّبُ وينَظِّمُ وينشئُ المدارسَ الحربية على النظام الحديث، فتأسَّست مدرسة حربية في "فرشوط"، وأخرى في "جرجا"، واتسعت دائرةُ التجنيد، وتمَّ إرسالُ مجموعة من الطلاب إلى أوروبا لإتمام دروسهم العسكرية هناك.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

اعترَفَت حكومةُ جمهورية صرب البوسنة رسميًّا بأنَّ القوات الصربية تتحمَّل مسؤولية قتل آلاف المسلمين في مجزرة سربرينتشا، التي وقعت خلالَ الحربِ الأهلية في البوسنة عام 1995م، وقد جاء هذا الاعترافُ ضِمنَ تحقيقٍ رسميٍّ أجْرَته سُلْطات صرب البوسنة في المجزرة التي تعتبرُها المحكمة الدولية لجرائم الحرب في لاهاي نوعًا من الإبادة الجماعية، وأقرَّت اللجنةُ التي أجْرَت التحقيقَ بوقوع انتهاكاتٍ "جسيمةٍ" لحقوق الإنسان، والسعي إلى إخفاء الأدلة التي تقودُ إلى ذلك.

العام الهجري : 271 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 884
تفاصيل الحدث:

وقَعَت الحربُ بين عساكر الخليفة وفيها أحمد بن عبدالعزيز بن أبي دلف، وبين عمرو بن الليث الصَّفَّار، ودامت الحربُ من أوَّلِ النهار إلى الظهر، فانهزم عمرٌو وعساكِرُه، وكانوا خمسةَ عشَرَ ألفًا بين فارسٍ وراجلٍ، وجُرِحَ الدرهميُّ مُقَدَّمُ جيشِ عَمرِو بن الليث، وقُتِلَ مائة رجل من حُماتِهم، وأُسِرَ ثلاثةُ آلاف، واستأمنَ منهم ألفَ رجل، وغَنِموا من معسكرِ عَمرٍو من الدوابِّ والبقَرِ والحميرِ ثلاثينَ ألفَ رأسٍ، وما سوى ذلك فخارِجٌ عن الحَدِّ والحصرِ.

العام الهجري : 601 العام الميلادي : 1204
تفاصيل الحدث:

وقَعَت الحربُ بين الأميرِ قتادةَ الحسني، أميرِ مكة، وبين الأمير سالم بن قاسم الحُسيني، أميرِ المدينة، ومع كل واحدٍ منهما جمعٌ كثير، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وكانت الحربُ بذي الحُلَيفة بالقُرب من المدينة، وكان قتادة قد قصد المدينةَ لِيَحصُرَها ويأخُذَها، فلَقِيَه سالم، فسار فلَقِيَه، فانهزم قتادةُ، وتَبِعَه سالم إلى مكة فحَصَرَه بها، فأرسل قتادةُ إلى من مع سالم من الأمراء، فأفسَدَهم عليه، فمالوا إليه وحالَفوه، فلما رأى سالمٌ ذلك رحل عنه عائدًا إلى المدينةِ، وعاد أمر قتادةَ قويًّا.

العام الهجري : 1015 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:

تم توقيعُ معاهدة بين الدولتين العثمانية والنمساوية، عُرفت باسم معاهدة ستفاتوروك، وانتهت بها تلك الحربُ التي استمرت نحو ثلاث عشرة سنة ونصف السنة. وبمقتضى هذه المعاهدة دفعت النمسا إلى الدولة العثمانية غرامةَ حرب قدرها 67000 سكة ذهبية، وأُلغيت الجزيةُ التي كان يدفعُها إمبراطور النمسا إلى الدولة العثمانية كلَّ سنة، وثبتت الحدودُ على أساس أن لكلٍّ الأراضيَ الموجودةَ تحت سيطرته، وأنْ تخاطِبَ الدولةُ العثمانية حاكمَ النمسا باعتباره إمبراطورًا لا ملِكًا، يقفُ على قدمِ المساواة مع السلطانِ العثماني

العام الهجري : 1362 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1943
تفاصيل الحدث:

عُقِد مؤتمر الحلفاء بعد انتصارِهم على دول المحور في الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس الأمريكي فرانكلن وروزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل، ومَثَّل فرنسا الحرة الجنرال شارل ديغول، واعتذر عن الحضور رئيس الوزراء الروسي جوزيف ستالين؛ لانشغاله بمتابعة القتال الدائر في ستالينغراد. انعقد المؤتمر في فندق أنفا بمدينة الدار البيضاء بالمغرب؛ بهدف رسم الاستراتيجية الأوروبية للحلفاء بعد الحرب، وقد أسفرت المفاوضات عن "إعلان الدار البيضاء" المتمثل في مبدأ الاستسلام غير المشروط من قِبَل دول المحور.

العام الهجري : 891 العام الميلادي : 1486
تفاصيل الحدث:

حدثت معارك بين العثمانيين والمماليك على الحدود الشامية، إلا أنها لم تحتدم إلى حد التهديد بحدوث حرب شاملة بينهما، حيث استطاع قائد الجيوش المملوكية الأمير أزبك أن يأسر القائد العثماني أحمد بك بن هرسك، فأسهمت هذه الحرب في الشعور بعدم الثقة بينهما، الأمر الذي أدى إلى تعثر مفاوضات الصلح سنة 896. حتى إن السلطان المملوكي " قايتباي" قد ساورته مخاوف من احتمال قيام حرب واسعة بينه وبين العثمانيين؛ سواء لإدراكه ما كان عليه العثمانيون من قوة، أو لانشغال جزء هام من قواته في مواجهة البرتغاليين، إلا أن السلطان العثماني بايزيد الثاني قد بدَّد له هذه المخاوف؛ حيث قام بإرسال رسول من قِبَله إلى السلطان المملوكي معه مفاتيح القلاع التي استولى عليها العثمانيون على الحدود، وقد لقي هذا الأمر ترحيبًا لدى السلطان المملوكي، فقام بإطلاق سراح الأسرى العثمانيين، وأسهمت سياسة بايزيد السلمية في عقد صلح بين العثمانيين والمماليك في نفس السنة، وظل هذا الصلح ساريًا حتى نهاية عهد السلطان بايزيد الثاني سنة 917 وأكد هذا الحدث على حرص السلطان بايزيد في سياسة السلام مع المسلمين.

العام الهجري : 1055 العام الميلادي : 1645
تفاصيل الحدث:

كانت جمهورية البنادقة تهيمن على جزيرة كريت وعلى الحركة التجارية في بحر إيجة، مستغلين الصلح مع الدولة العثمانية، فعزم العثمانيون على تدمير نفوذ البنادقة في الشرق، فجُهِّزت الجيوش والأسطول وأُعلنت الحرب على البنادقة، واعتقل جميع البنادقة في طول البلاد وعرضها، وأُمر بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم، ثم أمر السلطان إبراهيم بتجهيز عمارة بحرية قوية لفتح جزيرة كريت لأهمية موقعها الجغرافي الحربي عند مدخل بحر أرخبيل اليونان، ولتوسطها في الطريق بين الآستانة وولاية الغرب، فجُهزت الدونانمة وسارت باحتفال زائد تحت قيادة من يدعى يوسف باشا إلى أن ألقت مراسيها أمام مدينة خانية أهم ثغور الجزيرة في 29 ربيع الآخر من هذه السنة، وافتتحها بدون حرب تقريبًا؛ لعدم وصول الدونانمة البندقية إليها في الوقت المناسب، فانتقم البنادقة بحرق ثغور بتراس وكورون ومودون من بلاد مورة، ويقال إن السلطان أراد في مقابلة ذلك قتل جميع النصارى لولا معارضة المفتي أسعد زاده أبي سعيد أفندي.

العام الهجري : 1186 العام الميلادي : 1772
تفاصيل الحدث:

أخذت روسيا تبث رجالها في بلاد القرم لإثارة المشاغب الداخلية بها، وبالتالي لابتلاعِها وضَمِّها إلى أملاكها؛ حيث لم يكن قَصدُها من استقلالها السياسي وقطعِ روابط تبعيتها للدولة العثمانية إلا الوصولَ لهذه الغاية، وما زالت مستمرةً في إلقاء الدسائس ونشر الفتن بين الأهالي، حتى عزلوا أمير بلاد دولت كراي الذي انتخبه الأهالي بمقتضى نصوصِ معاهدة كاينارجي، وأقاموا جاهين كراي مكانه، فلم يقبل تعيينَه فريقٌ عظيم من الأعيان، وخيفَ مِن وقوع حروب داخلية؛ ولذا أمرت روسيا الجنرال بوتمكين باحتلالِها، فدخلها بسبعين ألف جندي كانوا منتظرين على الحدودِ لهذه الغاية فتَمَّ لها مقصِدُها الذي كانت تسعى وراءه من مدة، وهو امتلاكُ كافة سواحل البحر الأسود الشمالية في غضون هذه السنة، فهاجت الدولةُ العثمانية وأرادت إشهارَ الحرب على روسيا لإلزامِها باحترام معاهدة كاينارجي القاضية باستقلال بلاد القرم استقلالًا سياسيًّا تامًّا، لكن حوَّلت أنظارَها ثانيًا عن الحرب بمساعي فرنسا التي أقنعتها بأنَّ هذه الحرب مع استعداد كاترين وتأهُّبِها لها لا يكون وراءها إلا الخرابُ والدمار.

العام الهجري : 1330 العام الميلادي : 1911
تفاصيل الحدث:

رفضت البوسنة والهرسك دعوةَ مندوبيها لحضور المجلس النيابي في استانبول عام 1327هـ مع أنها لا تزال تتبع الدولة العثمانية اسمًا، واتجهت نحو الصرب، وهذا ما أثار النمسا التي اتفقت مع روسيا سرًّا على أن تضم البوسنة والهرسك إليها مقابِلَ إبقاء مضائق البوسفور والدردنيل مفتوحةً دائمًا لروسيا، وبالفعل قامت النمسا باحتلالهما، وزاد العداء بين النمسا والصرب، وأما إيطاليا فكان لها مطامِعُ فيهما، فعقدت أيضًا اتفاقًا سريًّا مع روسيا للوقوف بوجه النمسا إذا استمرَّت بتعديها على البلقان، وأعلن الجبل الأسود الحربَ على الدولة العثمانية هذا العام، ووقف بجانبه أعضاء التحالف البلقاني، وهم صربيا وبلغاريا واليونان، وتمكنوا من إحراز النصر على العثمانيين، واستعملوا الطائراتِ لأول مرة وقصفوا مدينة أدرنة، وفقدت الدولة العثمانية معظمَ أراضيها في أوربا، ثم بعد وقف القتال جرى الاتفاقُ على استقلال ألبانيا، وقُسِّمَت الأراضي الباقية التي كانت للعثمانيين بين أعضاء التحالف البلقاني، وعُرِفَت هذه الحرب باسم حربِ البلقان الأولى.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

قال أبو حيَّان التوحيديُّ: " سألني وزيرُ صمصام الدَّولة بن عضُدِ الدولة عن زيد بن رفاعة في حدود سنة 373 قال: لا أزالُ أسمَعُ مِن زيد بن رفاعة قولًا يَريبُني، ومذهبًا لا عهد لي به، وقد بلغني أنَّك تغشاه وتجلِسُ إليه وتُكثِرُ عنده. ومن طالت عشرتُه لإنسانٍ أمكَنَ اطِّلاعُه على مستكنِّ رأيه. فقلت: أيُّها الوزيرُ، عنده ذكاءٌ غالِبٌ، وذهن وقَّاد. قال: فعلى هذا ما مذهَبُه؟ قلت: لا يُنسَبُ إلى شيءٍ، لكنه قد أقام بالبصرةِ زمانًا طويلًا وصادف بها جماعةً لأصنافِ العِلمِ، فصَحِبَهم وخَدَمهم، وكانت هذه العُصابةُ قد تألَّفَت بالعِشرة وتصافَتْ بالصَداقةِ، واجتمعت على القُدسِ والطَّهارة والنصيحةِ، فوضعوا بينهم مذهبًا زعموا أنَّهم قرَّبوا به الطريقَ إلى الفوز برضوانِ الله، وذلك أنهم قالوا: إنَّ الشريعةَ قد تدنَّسَت بالجَهالاتِ واختَلَطت بالضَّلالاتِ، ولا سبيل إلى غَسلِها وتطهيرِها إلَّا بالفَلسفةِ!!! وزَعموا أنَّه متى انتظَمَت الفلسفةُ اليونانيَّة والشَّريعة العربية فقد حصل الكَمالُ، وصنفوا خمسين رسالة في خمسينَ نَوعًا من الحكمة، ومقالةً حاديةً وخمسين جامعةً لأنواعِ المقالات على طريقِ الاختصارِ والإيجازِ، وسمَّوها "رسائل إخوان الصَّفا" وكتَموا فيها أسماءَهم وبثُّوها في الورَّاقينَ ووَهبوها للنَّاسِ، وحَشَوا هذه الرسائلَ بالكَلِمات الدينيَّة، والأمثال الشرعيَّة، والحروف المجتَمِعة، والطُّرُق الممَوَّهة، وهي مبثوثةٌ مِن كُلِّ فنٍّ بلا إشباعٍ ولا كفايةٍ، وفيها خرافات وكنايات، وتلفيقات وتلزيقات، فتَعِبوا وما أغْنَوا، وغَنَّوا وما أطرَبُوا، ونسَجُوا فهَلْهَلوا، ومَشَطوا ففَلْفَلوا!! وبالجملة فهي مقالاتٌ مُشوِّقاتٌ غيرُ مستقصاةٍ، ولا ظاهرة الأدلة والاحتجاج". ولما كتم مصنِّفو رسائل إخوان الصفا أسماءَهم، اختلف النَّاسُ في الذي وضعها، ولا تزال مصدرَ خِلافٍ بين عُلَماءِ الإسلام والتساؤل حولَ الانتماء المذهبيِّ للجماعة؛ فالبعض اعتبَرَهم من أتباع المدرسة المعتزِليَّة، والبعض الآخر اعتبرهم من نِتاجِ المدرسةِ الباطنيَّة، وذهب البعض الآخر إلى وصْفِهم بالإلحادِ والزندقة. قال الذهبي عنها: "حُبِّبَ إلى أبي حامدٍ الغزالي إدمانُ النَّظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" وهو داءٌ عُضالٌ، وجَرَبٌ مُرْدٍ، وسمٌّ قتَّالٌ، ولولا أنَّ أبا حامد من كبارِ الأذكياء، وخِيارِ المُخلِصين، لتَلِفَ؛ فالحَذارِ الحَذارِ مِن هذه الكتبِ، واهربوا بدينِكم من شُبَهِ الأوائلِ، وإلَّا وقَعْتُم في الحَيرةِ، فمن رام النَّجاةَ والفوزَ فلْيَلزم العبوديَّة، ولْيُدمِن الاستغاثةَ باللهِ، ولْيَبتَهِلْ إلى مولاه في الثَّباتِ على الإسلامِ، وأن يُتوفَّى على إيمانِ الصَّحابةِ, وسادةِ التابعين، واللهُ المُوَفِّق، فبُحسنِ قَصدِ العالِمِ يُغفَرُ له وينجو، إن شاء اللهُ".

العام الهجري : 549 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1154
تفاصيل الحدث:

تَمَلَّك نُورُ الدِّين محمودُ بن زِنكي مَدينةَ دِمشق، وأَخذَها مِن صاحِبِها مُجيرِ الدِّين أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين، وكان سَببُ جِدِّهِ في مِلْكِها أن الفِرنجَ لمَّا مَلَكوا في العام الماضي مَدينةَ عَسقلان لم يكُن لنورِ الدين طَريقٌ لإزعاجِهِم عنها لاعتِراضِ دِمشق بينه وبين عَسقلان، كما أن الفِرنجَ لمَّا مَلَكوا عَسقلان طَمِعوا في دِمشق، حتى أنهم استَعرَضوا كلَّ مَن بدِمشق مَملوكًا أو جارِيةً من النَّصارَى، فمَن أرادَ المُقامَ بها تَركوهُ، ومَن أرادَ العَوْدَ إلى وَطنِه أَخذوهُ قَهرًا شاء صاحِبُه أم أَبَى، وكان لهم على أَهلِها كلَّ سَنةٍ قَطيعةٌ يَأخُذونها منهم، فكان رُسُلُهم يدخلون البلدَ ويَأخُذونها منهم، فلمَّا رأى نورُ الدين ذلك خافَ أن يَملِكَها الفِرنجُ فلا يَبقَى له حينئذٍ بالشامِ مُقامٌ، فأَعْمَلَ الحِيلةَ في أَخْذِها حيث عَلِمَ أنها لا تَملِك قُوَّةً، لأن صاحِبَها متى رأى غَلَبَتَهُ عليه راسَلَ الفِرنجَ واستَعانَ بهم فأَعانوهُ لِئَلَّا يَملِكَها؛ فراسَلَ نورُ الدينِ محمودٌ مُجيرَ الدينِ صاحِبَ دِمشق واستَمالَهُ، وواصَلَهُ بالهَدايا، وأَظهرَ له المَودَّةَ حتى وَثِقَ به، فلمَّا لم يَبقَ عنده من الأُمراءِ أَحَدٌ قَدَّمَ أَميرًا يُقال له: عَطَا بن حَفَّاظ السُّلَمِيُّ الخادِمُ، وكان شَهْمًا شُجاعًا، وفَوَّضَ إليه أَمْرَ دَولتِه، فكان نورُ الدينِ لا يَتمكَّن معه مِن أَخْذِ دِمشق، فقَبَضَ مُجيرُ الدينِ على عَطَا الخادمِ فقَتَلهُ، فسار نورُ الدينِ حينئذٍ إلى دِمشقَ، وكان قد كاتَبَ مَن بها من الأَحداثِ واستَمالَهُم، فوَعَدوهُ بالتَّسليمِ إليه، فلمَّا حَصَرَ نورُ الدينِ البلدَ أَرسلَ مُجيرُ الدينِ إلى الفِرنجِ يَبذُل لهم الأَموالَ وتَسليمَ قَلعةِ بعلبك إليهم ليِنجِدوه وليُرَحِّلُوا نورَ الدينِ عنه، فشَرَعوا في جَمْعِ فارِسِهِم وراجِلِهم ليُرَحِّلُوا نورَ الدينِ عن البلدِ، فإلى أن اجتَمَعَ لهم ما يُريدون تَسلَّم نورُ الدينِ البلدَ، فعادوا بخُفَّيْ حُنَينٍ، وأما كَيفِيَّةُ تَسليمِ دِمشق فإنه لمَّا حَصرَها ثارَ الأَحداثُ الذين راسَلَهم، فسَلَّموا إليه البلدَ من البابِ الشرقيِّ ومَلَكَهُ، وحَصَرَ مُجيرَ الدينِ في القَلعةِ، وراسَلَهُ في تَسليمِها وبَذَلَ له أَقطاعًا من جُملَتِه مَدينةُ حِمْصَ، فسَلَّمَها إليه وسار إلى حِمصَ، ثم إنه راسَلَ أَهلَ دِمشق ليُسلِّموا إليه، فعَلِمَ نورُ الدينِ ذلك فَخافَهُ، فأَخَذَ منه حِمصَ، وأَعطاهُ عِوَضًا عنها بالس، فلم يَرْضَهَا، وسار منها إلى العِراقِ، وأَقامَ ببغداد وابتَنَى بها دارًا بالقُربِ من النِّظامِيَّة، وتُوفِّي بها.

العام الهجري : 577 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1181
تفاصيل الحدث:

هو أبو الفتوح الملك الصَّالح إسماعيلُ- صاحب حلب- بن نور الدين محمود بن الأتابك زنكي, وصى له والده محمود بمملكته وهو ابن إحدى عشرة سنة، فملَّكوه بدمشق، وحلفوا له بحلب، فأقبل صلاح الدين من مصر، وأخذ منه دمشق، فترحل إسماعيل إلى حلب، وكان شابًا ديِّنًا خَيِّرًا، عاقلًا بديع الجمال، محبَّبًا إلى الرعية وإلى الأمراء، ثم سار السلطان صلاح الدين، وحاصر حلب مُدَّةً، ثم ترحل عنها، ثم حاصرها، فصالحوه، وبذلوا له المعرَّةَ وغيرها، ثم نازل حلب ثالثًا، فبذل أهلُها الجهد في نصرة الملك الصالح، فلما ضَجِرَ السلطان، صالَحَهم وترحل، وأخرجوا إليه بنت نور الدين، فوَهَبها عزاز- بليدة قريبة من حلب- وكان تدبير مملكة حلب إلى أم الملك الصالح، وإلى شاذبخت الخادم وابن القيسراني. تعلل الملك الصالحُ بقولنج خمسة عشر يومًا، "فلما اشتد به المرض عَرَض عليه طبيبه خمرًا للتداوي، فأبى، وقال: قد قال نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إن الله لم يجعَلْ شفاءَ أمتي فيما حَرَّمَ عليها))، ولعلي أموتُ وهو في جوفي. ولما اشتد مرضُه أحضر الأمراء، وسائر الأجناد، ووصَّاهم بتسليم البلد إلى ابن عمه عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي، واستحلفهم على ذلك، فقال له بعضهم: إنَّ عماد الدين ابن عمك أيضًا، وهو زوجُ أختك، وكان والدُك يحِبُّه ويؤثره، وهو تولى تربيتَه، وليس له غير سنجار، فلو أعطيتَه البلد لكان أصلحَ، وعز الدين له من البلاد من نهر الفرات إلى همذان، ولا حاجة به إلى بلدك، فقال له: إن هذا لم يغِبْ عني، ولكن قد عَلِمتُم أن صلاح الدين قد تغلَّبَ على عامة بلاد الشام سوى ما بيدي، ومتى سَلَّمتُ حلب إلى عماد الدين يعجِزُ عن حفظها، وإن ملكها صلاحُ الدين لم يبق لأهلنا معه مقامٌ، وإنْ سَلَّمتُها إلى عز الدين أمكَنَه حِفظُها بكثرة عساكره وبلادِه، فاستحسنوا قوله، وعجبوا من جودة فطنته مع شِدَّةِ مَرَضِه وصِغَرِ سنه. توفي في رجب، وعمره نحو تسع عشرة سنة, ولما قضى نحبه أرسل الأمراء إلى أتابك عز الدين يستدعونه إلى حلب، فسار هو ومجاهد الدين قايماز إلى الفرات، وأرسل فأحضر الأمراءَ عنده من حلب، فحضروا وساروا جميعًا إلى حلب، ودخلها في العشرين من شعبان، وكان صلاح الدين حينئذ بمصر، فأقام أتابك عز الدين مسعود بحلب عدة شهور، ثم سار عنها إلى الرقَّة.